الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون طيبون

أحمد التاوتي

2010 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يمكن أن نستأنف عصرنا انطلاقا من طيبة المسلمين و نضرب صفحا عن التراث؟

فيما أقرأ للكتاب الكبار المنشغلين على التراث بالحوار المتمدن، ألمس شيئا من الانخراط وحيد الرؤية في مخاطبة التراث الإسلامي و كأن هذا التراث كائن حي و هو المسئول على تغيير نفسه في حين أن المعني الرئيسي من كتابات الحوار هو المجتمعات الإسلامية كأفراد بالدرجة الأولى .
هؤلاء الأفراد و حسب ما أعرف عن سواد العرب و المسلمين عموما يتفقون تماما مع كتابنا الكرام في أبجديات الأخلاق و السلوك و حتى التفكير بخصوص المبادئ و المفاهيم المطروقة.
لا يمكن مثلا أن المسلم في زمننا – و الشواذ لا يقاس عليهم- يستسيغ الغارة على جاره لاغتصاب زوجته و استعباد أبناءه.. أو يشتهي الزواج من طفلة أو ينظر إلى غير المسلم نظرة احتقار و الأمثلة كثيرة.

المسلمون اليوم، قهرا عن تخلف المستوى العام في كل شيء إلا أنهم أسسوا منظوماتهم الفكرية و خياراتهم القيمية على شيء كبير و كبير جدا من الأخلاق المدنية و الأكسجين العلماني الذي يملأ كوكبنا في هذا العصر .. و الأمر يمس حتى الملتزمين منهم بالتعاليم الدينية و إلا ما معنى محاولات التوفيق الجارية منذ عصر النهضة إلى اليوم.

علينا أن نأخذ بعين الاعتبار التأسيس الجديد للإسلام في المخيال الاجتماعي العام للمسلمين. إسلام من نوع آخر، هو إن شئنا كل شيء حسن بمعايير عصرنا. و إذا أراد كتابنا نقد التراث، أو بالأحرى تذكيرهم بالإسلام الحقيقي يقع التصادم و سوء التفاهم.

و إذا عدنا إلى البرامج الدينية و دروس الدعوة نجدها في عمومها لا تدعو إلى أخلاق ذلك التراث غير الإنساني لأن الدعاة عموما كمعاصريهم يشتركون في أبجديات المنكر و المعروف لهذا العصر

صحيح هناك انزلاق نحو التعصب المقيت نجده في بعض الأوكار الدعوية و لكنه محصور بسياقه و لا يمثل إجماعا اجتماعيا

و هناك كذب على التراث و تحريف للتاريخ و محاولات ساذجة للوي عنق النصوص، و لكن أليس هذا من أجل مطابقة المعلوم من العصر بالضرورة؟ كيف نتعامل مع هذا الهدف؟

هل نعتبره خطوة ايجابية من الكتاب المسلمين كإقرار داخلي مع ضمائرهم بأن مبادئ العصر أسمى من مبادئ تراثهم و نستأنف معهم و نصطحبهم برفق إلى خطوات أخرى؟

أنا أفكر في هذا كلما ارتحت إلى مسلم بدأ من عائلتي و أقاربي و أصدقائي
كلهم طيبون و يؤمنون بأنبياء لهم أخلاق عالية ( بمقاييس فهمنا اليوم) ، و نحن عندما تتكلم في إسلام التاريخ أكيد لا يفهمنا أحد لأن أخي وصديقي و أبي و أمي و أغلب المسلمين اليوم لا علاقة لهم بإسلام التاريخ و لكنه إسلامهم هم كما استلهموه من فهمهم المعاصر لما ينبغي إن يكون عليه المجتمع أو الفرد المثالي.

و سؤالي المطروح على كتابنا المحترمين هل يمكن الاشتغال على اصطحاب هذا الفهم؟ و ما الضير في أن تنسب المرجعية بعد ذلك إلى نبي أو ولي ما دام العصر هو المتحكم في التراث و ليس العكس؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام
بسيونى بسيونى ( 2010 / 12 / 10 - 13:58 )
هل يمكن الاشتغال على اصاب هذا الفهم ؟؟هذا هو لب الموضوع وطريقه تفكير الملحدين والمتعصبين الارهابين تشكيل افكار ومعتقدات الاخرين بما يتناسب مع رؤيتهم للامور بغض النظر عن اى مفاهيم يتم الترويج لها من حريه وديمقراطيه وحقوق انسان نعم يا كاتب المقال الفضيحه يمكن اشتغال هؤلاء وايهامهم بما تريد انت وامثالك من غلاه المتطرفين الارهابيين ولكن ظهور انياب الاسد لا تعنى ان الاسد يبتسم فاحذر من انياب الاسد


2 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 12 / 10 - 16:23 )
استاذ احمد قول بسيط المسلم الطيب هو الذي لم يقرا القران والسيره النبويه ولا يهتم بها اما المسلم الذي يقرا ويستوعب الاسلام فهو الارهابي اقرا القران ايه التوبه ثم اكتب ما يحلو لك


3 - السيد بسيوني
أحمد التاوتي ( 2010 / 12 / 10 - 19:22 )
شكرا على التواصل
برأيي، نعم.. يمكن الاشغال على ذلك الفهم لأن اغلب المسلمين - و أنت منهم- لا يعرفون الاسلام الحقيقي و الا لكانوا نبذوه.. الاسلام الذي يعرفونه هو شيء مختلف، هو حصيلة ما تجمع في مخيالهم الكبير عن جميع ما ينبغي ان يكون عليه الحق و الاستقامة حسب ما ترسمه لهم ثقافة عصرهم ..


4 - السيد يوسف حنا بطرس
أحمد التاوتي ( 2010 / 12 / 10 - 19:39 )
أشكرك على التعقيب، و أضيف بأنه حتى الذين يقرِؤون القرآن و الأحاديث و السيرة يظلون طيبين لانه في عرفهم قراءة مثل هذه المقدسات يجب ان تكون تعبدية و ليست للدراسة..
أعرف مسلمين يتلون القرآن يوميا بما فيها آيات شتم اليهود و لكنهم متعايشين مع اليهود بصدق المعاملة .. و لو سالت احدهم هل هذا نفاق؟ يجيبك بأن تلاوة القرآن ليست سلوكا و لكنها عبادة، و النفاق يتحدد بالسلوك ازاء الآخر
تحياتي


5 - دين ألأنسان اخلاقه ودين المسلم قرأنه
عباس علي ( 2010 / 12 / 11 - 08:37 )
سيدي الفاضل كاتب المقال: القرأن كتاب كيف تصبح أرهابيا في خمسة أيام ... فأيات الحقد والبغض والقتل والتعذيب وألأرهاب التي يزخر بها القرأن لا تعد ولا تحصى ولا يستطيع ألأنسان أن يقتل أن لم يكن هنالك دافع قوي جدا ... أقتلوا المشركين حيثما ثقفتموهم .. وأذا رأيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ... وأضطروهم الى أضيق الطريق ... ثم هنالك جملة مقيته نتداولها ألا وهي: لماذا تعبث بمال المسلم فمال المسلم حرام ... اي ان مال غير المسلم حلال .. وهذا ما تؤكده ألأية الكريمة : فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا .. وأكرر حلالا طيبا .. هل السرقات والنهب والسلب حلال طيب ؟؟ أما من قتل قتيلا فله سلبه فهذه تحتاج الى صفنة أي تأمل أترك لضميرك أن يتأمل : ماذا لو أن ألأخر الكافر عاملك بالمثل هل تقبل ذلك .. ولك محبتي وتقديري


6 - مساء الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 12 / 11 - 10:45 )
السيد الكاتب والاخوة الاعزاء
لا يمكن اتكون مسلما صحيحا ملتزما بدينك طامعا بالجنة وخمرها وغلمانها وحواريها وأن لا تكره من هو ليس مسلم حسب اوامر واضحة وصريحة في القران وسنة محمد .حتى البسطاء من المسلمين يرددون دعاء الهلاك والموت والعذاب لمن هو ليس مسلم ويسعد مساكم


7 - عجبا
سليم الحائر ( 2010 / 12 / 11 - 10:54 )
يا سي احمد العربي أنا اعرفك جيدا قل لى بصراحة هل تؤمن بالفعل بما كتبت هنا؟ و ما هذا العبادة التي يشتمون التاس؟ هل نتعبد بالشتم؟


8 - المسلمون طيبون ولكن بعضهم اغبياء
حكيم العارف ( 2010 / 12 / 11 - 13:16 )
اعتقد ان الحقيقه لايمتلكها الا الله وحده لذلك يقولون عنه الاله الحق.

ولا ادرى اذا كان هذا الاله الحق يقبل نصرته بالكذب و الاجبار ام لا !!

تحليل الكذب -فى الاسلام-
الكذب حلال بتصريح من رسول الاسلام

الانسان الطيب هو الذى يصدق كل شئ -بعد البحث -
واعتقد ان الانسان الطيب لايقبل ان يسير عكس ضميره الطيب الذى لايقبل الغش
و اذا اكتشف الغش لايقبل السير و التمادى فيه لانه طيب.

الا اذا كنت حضرتك تقصد بالطيب هو الاهبل !!! او الغبى

الناس كلهم طيبون و لكنهم لايقبلون الكذب او الغش بأسم الله..




9 - الفاضل عباس علي
أحمد التاوتي ( 2010 / 12 / 11 - 13:30 )
جزيل الشكر على التواصل
قولك : دين ألأنسان اخلاقه ودين المسلم قرأنه، هو توصيف دقيق للسلوك المسلم
أوافقك تماما في ما تفضلت به في تعليقك
و مع ذلك أعاين غفلة المسلم عن كل هذا، و كأنه في غيبوبة..أنا أعتبر بأن المسلمين في حالة غير طبيعية.. أعرف بأن الأمر مشكل ، ما أريد من هذا المقال هو فتح خط ثالث في طريق التغيير ، مع عدم الجزم بصحته و لا حتى بضرورته.. و هو الاشتغال على اصطحاب المسلم في رحلة تحريره و ليس الاشتغال على التراث الذي يقدسه.. هذه مهمتنا في الحوار المتمدن: تقليب النظر في كل ما يفيد أو ينير حتى و لو كان قفزة في المجهول
تحياتي


10 - السيد حازم
أحمد التاوتي ( 2010 / 12 / 11 - 13:52 )
شكرا سيدي.. أسلوبك مرح في كل تعليقاتك، و اقبل مني هذا السؤال:
اذا لقيت ولدا يكره جيرانه لأن أباه لقنه في حليب الرضاعة بأنهم من عشيرة فلان الملعونة، ثم أردت أن تغير من سلوكه ، كيف تتعامل معه؟

تسب أباه و تقول له بأن أباك خرف متخلف و حقود..،
أم تصطحبه في رحلة معاشرة و اكتشاف للواقع؟

تحياتي


11 - أهلا سليم
أحمد التاوتي ( 2010 / 12 / 11 - 14:06 )
نعم يتعبدون بالشتم.. و لا أؤيد هذا، كما أعتقد بأن غالبيتهم و هم يتعبدون يقومون بها آليا بدون تركيز او تفكير.. اذا شئت أن تصنفا في العادات السيئة غير المؤثرة، لأن سلوكهم في ممارسة الحياة و معاشرة الآخرين يدل على أنهم في حقيقة أنفسهم علمانيين.
لست مختصا في علم النفس و لكن معاشرتي للمسلمين -العاديين- دلتني على الفرق الحاصل بين الاشياء التي يقومون بها تعبدا هكذا أي بدون سؤال أو كيف، و بين سلوكهم الواعي
هل تظن بأن رجلا راشدا كامل التكوين يرفع حصى في شعاب مكة و يرجم بها حائطا يعني ما يفعل؟


12 - الفاضل حكيم العارف
أحمد التاوتي ( 2010 / 12 / 11 - 14:24 )
كل الذين يعيشون في العالم العربي سواء في الطيبة/الغباء ، المؤمنون بألوانهم و العلمانيون بأصنافهم و الملحدون و غيرهم

جميعهم يؤمنون بأن هناك خطوط حمراء لا يجوز لهم دخولها و يتنازلون عن عقولهم لانابة قوى محتالة تفكر مكانهم
رجال الدين للمؤمنين ( سماسرة السماء)
كواليس السلطة لغير المؤمنين (سماسرة الأرض)

تحياتي


13 - مساء الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 12 / 11 - 15:10 )
اشكرك اخي احمد فهمت قصدك
كنت سأزور معه الجيران ليكتشف بنفسه مدى طيبتهم وخطأ اباه ويسعد مساكم

اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط