الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرائيل وأمريكا تبنيتا أنشاء الدولة الكردستانية

هشام عقراوي

2004 / 9 / 21
القضية الكردية


لم يعد هناك اسرار في عصر العولمه. وكل ما يجري خلف الكواليس و خلف الابواب المغلقة مكشوف و مفضوح هذه الايام. لذا فليس هناك بد من أنكار الحقائق ويجب على الاطراف المشاركة في المؤامرات و المختطات المشبوهة أن يرفعوا الغطاء عن المستور لأنه وبكل بساطة لم يعد مستورا. وحتى لو حاولت القيادات الكردية و الكتاب الكرد والاعلام الكردي أخفاء العلاقة المتينة بين الكرد و ألامريكيين واسرائيل فأن للدول العربية و الاسلامية و محبي تكوين الدولة الكردستانية سحرتهم ومنجموهم الذين يقرأون المخفي ويكشفون الاسرار ويقرأون ما في الصدور و ما بين السطور.
وأكبر سحرة و سياسيي العرب هو الكاتب و السياسي (محمد حسنين هيكل). فلقد توصل هذا الاخير مع مجموعة من مستشاريه المبدعين بعد جهد جهيد و مناقشات و أستقراءات مضنية الى المشروع الاسرائيلي الامريكي ضد الامة العربية و المسلمين قاطبة أسمية أنا بوعد شارون. وعد شارون هو سبب ماسي و هزائم الدول العربية أمام أسرائيل وسبب دكتاتورية الانظمة العربية و عدم تطبيق الشريعة الاسلامية السمحاء في بلدانهم. هيكل و جماعاته المنتشره في العراق و باقي الدول العربية و الحاضرون في الاعلام العربي، توصلوا الى تحول نظرية المؤامرة المباشرة على العرب الى المؤامرة غير المباشرة اي أستمرار هزيمة الدول العربية وتشرذمهم عن طريق أستخدام طرف ثاني. وبهذا ارتقت أسرائيل وطورت سياستها الدفاعية ومؤامرتها تجاه العرب من المواجهة المباشرة مع الدول العربية الى المواجهة غير المباشرة.
الطرف الثاني الذي دخل في المعادلة السياسية في المنطقه هو الكرد و دولتهم الكردستانيه. بتكوين هذه الدولة حسب نظرية المؤامرة المعولمة فأن أسرائيل كسبت طرفا جديدا و ستدخلها في الصراع السياسي و العسكري الدائر في الشرق الاوسط. دخول هذا الطرف الجديد سيعطي اسرائيل حليفا أستراتيجيا لها و عدوا أستراتيجيا للدول العربية.
طبعا حسب هيكل وجماعاته من أحزاب الله وأنصار السنة و الجماعة و القوميين الوطنيين العرب فأن اسرائيل بحاجة ماسة الى الكرد والكرد ايضا بحاجة الى أسرائيل كي يبنوا دولتهم القومية. وبما أن أمريكا تحمي كرد العراق الان ، وبما أن أسرائيل كانت لديها علاقات مع الثورة الكردية في ستينيات و سبعبنات القرن الماضي وبأعتراف أسرائيل نفسها فأن علاقة الكرد مع الاسرائيليين قائمة لا محالة وهذه العلاقة يجب أن تكون ضد العرب و الدول العربية.
من الطبيعي حسب السر الجديد أن تكون العلاقات الكردية الاسرائيلية سرية وسرية للغاية ولكن محمد حسنين هيكل و المدافعون عن الاسلام توصلوا الى الحقيقة عن طريق الالهام. الالهام الذي تأخر و كان متعثرا طوال هذه السنين و طوال الصراع العربي الاسلامي الاسرائيلي ولكنه والحمد لله فتح الان وتمكنت النخبه العربية الاسلامية من كشف كل الاسرار وتبين لهم ان السبب في محنة العرب و المسلمين في الشرق الاوسط و الدنيا هي ليست أسرائيل أو أمريكا بل هم الكرد.
الكرد هم الذين يسيرون أسرائيل و أمريكا و ليس هناك شيئا في أمريكا أسمة اللوبي ألاسرائيلي بل هناك اللوبي الكردي وزردشت المجوسي الكردي هو الذي أشعل النار بين العرب و اسرائيل.
أجل بفضل الالهام و الحنكة المعاصرة للسياسيين الاسرائيليين تمكن طلائع الفكر الاسلامي العربي من الوصول الى الحقيقة. وشهد شاهد من أهلهم. فهيكل و جماعتة الاذكياء توصلوا الى هذا السر بفضل كتاب نشره كاتب اسرائلي تطرق فيها الى العلاقة السطحية بين الثورة الكردية في الستينات و أسرائيل ولو لم ينشر هذا الاسرائيلي ذلك الكتاب لما توصل هيكل اليوم وبعد مرور عشرة سنوات على صدورة الكتاب الى هذه الحقيقة. الساسة العرب الذين يكذبون أسرائيل في كل شئ أخذوا هذه الوصية و هذه المؤامرة من يهودي وبدأوا يبنون سياساتهم على اساس ما كتبه ذلك الكاتب الاسرائيلي و على أساس ما تتناقلة وتنشره الصحافة و الاستخبارات التركية.
أذن فأستراتيجية الهيكليين و الاسلاميين تأتي من وكالة الاستخبارات الاسرائيلية و التركية ومن الخوف الايراني من أسرائيل و أمريكا. هذه الاستراتيجية مبنية على مبدأ قديم قدم أدم وحواء و الذي يقول عدو عدوي صديقي. فبما أن الانظمة و الاحزاب الشوفينبة العربية و الاسلامية تعادي الكرد وأسرائيل فمن الطبيعي والحتمي حسب تفكيرهم ان يتحالف الكرد و الاسرائيليون ضد المصالح العربية و الاسلامية. وفي هذا يؤكد سياسيوا المرحلة المعاصرة للدول العربية و الاسلامية تخلفهم وأنهم لن يستطيعوا بناء ورسم سياستهم بصورة مستقلة واعتمادا على معطيات الواقع الموجود.
تصديق نظرية التحالف الكردي الاسرائيلي الامريكي ضد الدول العربية و الاسلامية ولشعوبها خاطئه ولا تستند الى اية وقائع.
هذه المعادلة صحيحة في حالة واحدة فقط و لو حصلت فأن للكرد كل الحق في التحالف مع الشيطان أيضا وليس فقط أسرائيل من أجل أن يحموا أنفسهم.
فالهيكليون يفترضون عداء الدول العربية و الاسلامية وشعوبهم لحقوق الشعب الكردستاني على طول الخط و كذلك بأنهم اي العرب سوف لم ولن يعترفوا بالحقوق القومية للشعب الكردستاني، لأنه أذا حضر الماء بطل التيمم وأذا حصل الكرد على حقوقهم في العراق واعترف الهيكليون بها على الاقل فأن التحالف مع الاسرائيليين سوف لن يكون في صالح الكرد. إذن فمسألة التحالف الكردي الاسرائيلي مرتبطة مباشرة بحصول الكرد على حقوقهم و توقف العنصريين العرب من عداء الكرد كقومية وكشعب. أي أن الحكومات والقوى العربية هي التي ستقرر أذا كان الكرد سينتقلون الى المعسكر المعادي لهم أم لا وليس الكرد. واذا حصل ذلك فأن السبب سيعود الى الساسة العرب وليس للكرد.
الهيكليون يفترضون أيضا بأن الدول و الشعوب العربية سوف لن تتصلح مع أسرائيل في أي قت من الاوقات وستبقى أسرائيل الى الابد عدوتهم وهذا أيضا أفتراض خاطئ أولا وثانيا فأنة يدل على أنهم يريدون التحايل على الاتفاقات التي وقعوها مع أسرائيل وفي هذه الحالة أيضا فأن لأسرائيل الحق البحث عن أصدقاء لها في المنطقة.
الهيكليون ايضا أفترضوا أن تركيا هي صديقة لهم ومعادية لأسرائيل وفي هذا أيضا هم مخطئون لأن تركيا داخلة في تحالف متين مع أمريكا و اسرائيل وهي عضوة بارزة في حلف الناتو ومن المستحيل و اقول المستحيل أن تخرج تركيا من هذا التحالف لأنها وبكل بساطة تعتمد على المساعدات الامريكية و الاوربية في أقتصادها والاتحاد الاوربي حلم من أحلام تركيا وهي في صدد تغيير كل القوانين التركية من أجل الدخول في الاتحاد الاوربي. ونظرا للعلاقات القوية بين أسرائيل وتركيا وأمريكا فال الامريكيون ولا الاسرائيليون سيستطيعون عقد تحالفات مع الكرد وأقامة الدولة الكردية.
الهيكليون بنوا نظرياتهم على أسس و فرضيات غير صحيحة وكل ما يبني على الباطل هو باطل. فلو كانوا هم بدل الكرد لتحالفوا مع أسرائيل و أعطوها قواعد عسكرية وكل شئ و لقالوا حينذاك يجوز التحالف مع اليهود وأن كنت مضطرا كما فعل بن لادن عندما تحالف مع أمريكا و أخذ منها المساعدات من أجل الحرب الافغانية والان يقاتل نفس الدولة التي كانت تساعد و تتحالف مع اسرائيل ويقول بأنها كافرة.
أذن فالدين و السياسة لديهم يتغيران حسب المصلحة الذاتية فقط وبما أنهم يتصرفون على هذه الطريقة فهم لا يصدقون الكرد ليس فقط هذا بل أنهم ينطلقون من عدائهم السافر للكرد في كل أفكارهم و مختطاتهم. فالكرد بالنسبة لهم أعداء حتى لو حرروا القدس لهم ثانية.
القوميون الكرد سيكونون محظوظين لو استمر هؤلاء الهيكليون في سياستهم العمياء تجاه الكرد لأنهم وبكل بساطه سيدفعوهم لتكوين دولتهم القومية و عندها اي باستمرار هذه السياسة العدائية ستتكون الدولة الكردستانيه و ليس بمساعدة أسرائيل، لأنهم سيجبرون الكرد على الانفصال لأنه من غير الممكن أن يعيش عدوان تحت سقف واحد.
على ضوء أقوال الهيكليين و الاعلام و المنظمات القومجية و الاسلاميوية العربية فعلى الكرد ان يبنوا سياساتهم على هذا الاساس لأنهم أي أعداء الكرد سيتصرفون عليها وهم قد وضعوا الكرد في صف واحد مع أسرائيل وسيعادون الكرد بنفس درجة عدائهم للاسرائيليين وما قطع رؤوس الكرد بنفس طريقة معاملة الامريكيين من قبل الارهابيين و الاسلاميين المتطرفين في العراق ألا نتيجة لهذا التنظير و دليلا واضحا على صدق أقوالنا و نواياهم الخبيثة تجاه الكرد.
وفي النهاية اقول أن تكوين الدولة الكردستانية هو حق طبيعي من حقوق الشعب الكردستاني و تكوين الدولة المستقله على جزء من أرض كردستان أو على كله شئ يقرره الشعب الكرستاني بنفسه ولوحده في الزمان المحدد وليس لأحد الحق في الاعتراض عليه لأننا كما هم أمة تتمتع بكل مقوماتها. أما بقاء الشعب الكردستاني ضمن حدود الدول الحالية فهذا الشئ يقرره الشعوب العائشة في تلك الدول وبالاتفاق وليس الاكراه وأن لم يتفقوا فلديهم الحق بالانفصال والعيش بالطريقة التي يريدونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر