الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائح -خير القرون- السّلفية (20/21)

حمادي بلخشين

2010 / 12 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الرجاء الحاق مقالاتي السبع الأخيرة بموقعي الفرعي مع ارسال رابط لإحداث تعديلات في موقعي الفردي . شكرا.


مقدمة ذات صلة:

" أثبت النصّ مرفقا بأسئلته على السبّورة السوداء المثقوبة في اكثر من مكان، الحصّة حصة تركيب، كان مطلوبا الى التلاميذ أن يشطبوا على كل عبارة زائدة. فوجىء بأكسل تـلميذ في الفصل يتقدّم نحو السبورة السوداء المثقوبة في اكثر من مكان، حمل الممسحة البنيّة الصغيرة. تراجع خطوتين إلى الورء. تقدم نحو السبّورة ثانية. أشار بسبّابته الى السؤال:" شطب على كلّ عبارة زائدة". و دون أن ينبس بحرف، مسح التاريخ."
جمال بوطيب
" يحيل النص على التسيّب و العبثية واللاّجدوى واللاّمبالاة وعدم أهميّة الزمن و التاريخ عند الإنسان العربي بصفة عامة، والمغربي بصفة خاصة، ما دام هذا الزمن لا يقترن جدليّا بالعمل و التنفيذ" ( الدكتور جميل حمداوي، من مقال بعنوان: خصائص القصة القصيرة جدا عند الكاتب المغربي جمال بوطيب).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هؤلاء المسوخ ليسوا سلفنا

فلندع المقتدر بالله (وان شئت التدقيق المقتدر بالسلفية) الملك العباسي الصبيّ يسوس المسلمين ليقودهم الى تخوم الهاوية، بما يسوّل له هواه و تزينه نزواته...أما نحن، فقد انتهينا أخيرا من تحليقنا المرهق فوق مستنقعات القرون السلفية الثلاث, المستنقعات التي روّعتـنا تماسيحها ولم تمكّنا من فرصة الإرتكاز ولو لبعض الوقت على أرضية لا تتربص بها التهلكة ولا يحدق بها الموت،حتى نلتقط أنفاسنا قبل أن نستأنف تغطية تلك المساحة القاتلة.

تلك إذن هي القرون الثلاث التي تصرّ السلفية بكل غباء و عبادة لرموز الماضي الكئيب، على أن جميع من دبّ فيهاهم سلفنا، بمعنى قدوتنا و مبعث افتخارنا، شئنا ذلك أم أبينا، وإلا حقت علينا لعنات السلفية و صنفنا في عداد الضالين و المتآمرين مع اعداء الملة و الدين " لإسقاط تاريخ الأمة" و"افراغ المسلم من ماضيه و اقتلاعه من جذوره، ليصبح بعد ذلك مطواعا لكل تيار جديد، و ليصبح خلعه من دينه بعد ذلك أمرا ميسورا"... و ما درى هؤلاء الأغبياء، أن تمجيد هاتيك النماذج البشرية الشائهة التي عاشت في القرون السلفية الثلاث، ثم ترك تلك الرموز تـتربع في وجداننا وذاكرتنا الجمعيّة كأصنام محصنة من النقد و التقييم، هي اسهل الطرق " لخلع المسلم عن دينه" بعد يأسه بما عنده من خير شوّهته يد السلفية الرعناء، ليلتمس"تيارات جديدة " رحيمة به محترمة لعقله، مراعية لحقوقه التي استخفت بها الملكية الفاسدة و السلفية المبررة. ما دامت تلك الأبقار المقدسة و الموغلة في الفساد الإداري و الخلقي قد برهنت على عجزها عن قيادة نفسها فضلا عن قيادة غيرها.

أيها المسلم إن سلفك الحقيقي هم رسول الله و من معه من مهاجرين و أنصار، ثم من سلك نهجهم الي يوم الدين، لا يحدّهم عصر من الأعصار، ولا يقتصر تواجدهم على مصر من الأمصار، ولا يشترط انتماؤهم الى قريش أوبلاد البلغار. ما استوعبوا رسالة الإسلام، و أرضوا بإغضاب اكابر المجرمين رب الأنام، وما سعوا الى تخليص البشرية من ظلم الملوك المفسدين، أولئك هم محلّ فخرك. بما استحقوا من تقدير و بما استجلبوا من احترام جزاء دفعهم ضريبة الإيمان ممثلة في جهود بذلوها، و دماء قدموها في مواجهة الباطل, فبرهنوا من خلال الفعل لا بمجرد القول والترديد الببغائي لآلاف المرويات ،أنهم فرسان الميدان ومفخرة الزمان. وأمل المستضعفين و سادة الدنيا و الدين. و احباب الربّ و مفرّجي الكرب. تتمتع بمصاحبتهم النفوس، فأحسن بصحبتهم مرتفقا. اولئك كالماء و الغذاء بل كالهواء يحتاج اليهم الخلق كل برهة من الزمن. فهم طلائع الموحدين في حرب الفساد و المفسدين. يغشون الوغي و يعفون عند المغنم، لا يطمعون في مدح و لا صيت. اعظــم بهم من رجال و اكرم، بحور عطاياهم زاخرة و افئدتهم معلقة بالآخرة، و سبيلهم نهج محمد لا يبغون عن ذلك سبيلا (( منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا) يألمون لبلائك و يشقون لشقائك،عزيز عليهم ما عنتّ، عظيم عليهم لو ظلمت أوإهنت. لا يسلمونك حتى يسلموا الروح دونك, لخشيتهم الله ومراعاة لواجب الأخوة ولأهمية عقيدة الولاء و البراء، و لعلمهم بنفاستك وعظيم قدرك عند مصورك بسبب ما حباهم الله, من خصائص ربانية حددها رب البريّة في صفتين نادرتين ( أشداء على الكفار رحماء بينهم).اولئك هم سلفك الذين تسعى المنظومة السلفية بكل ما اوتيت من غباء قاتل و حسن نية مدمرة، لتحجبهم عنك بكل ملك جبار، سكران بالليل سفّاح بالنهار، تستوحش نفوس المؤمنين من رؤيته، و تتأذى السحالى و القردة من طلعته، و تستعيذ الشياطين من إجـــرامه، و تـتمنى الرعية إعدامه،
تتأذي من موبقاته اهل الأرض و السماوات. وتفضل الخليقة عن صحبته هادم اللذات و مفرق الجماعات. نزعت من قلبه الرحمة بالرعية. فلا يبالي ما سلمت نفسه لو اخترمتك المنية. فما انت في نظره غير صرصار يداس دون إحساس. بسبب ما اوحت اليه الدواجن السلفية بانك قد خلقت لتكون لجلالته مركبا و مطية. فمالك وروحك عرضك له مبذول. والقول ما يقول. ودّ لويسلبك أيام عمرك ليضيفها الى ذاته. وان تكون مماتك فداء حياته. ليس له من الإسلام الى الإنتماء لقريش، فليس يساوي في سوق الرجال أكثرمن قريش همّه النساء و الغلمان، و منتهى آماله ثبات السلطان، لا يبالي بهوان المستضعفين، ولا يسعى لنصرة الحق والدين، كل الدنيا لديه عرشه وايوانه، ولا قيمة لديه غير لؤلؤه و مرجانه. فهو عنك غريب. وعلاقته بك علاقة الحمل بالذيب. لا تربط بينكما وشيجة أو رابط ، فانت صاعد وهوهابط ، قد تفرقت بينكما الأهداف. فغايتك الله وغايته السّلاف ( الخمر) .

كما اجتهدت الدواجن السلفية و الزواحـف الأثرية لحجب رجال الإسلام العاملين و أبطاله الميامين بكل شيطان اخرس من الحشويّة، ينسب زورا الى العلماء ويسمّي" وريث ألأنبياء" في حين ان بينه و بين هؤلاء الفضلاء .. كما بين الأرض و السماء. فلا أقسم بربّ البنيّة ( الكعبة) لو لا العوامل الجغرافية التي قضت بإنتماء السلفيين الى الأمة المحمدية، لكانوا من الطائفة الأهيميسية أو من رهبان البوذية. و لوألفى السلفي قومه يعبدون حجرا ملقيا، او ضفدعا برمائيا، لتبعهم و ما يعبدون، ولرضي بما يأتون. قد نضب منه معين الذكاء، واستوت لديه الظلمة و الضياء. ما احوجه الى ابليس ليدرّسه ترك التلبيس. و ضرورة اختيار احدى الجبهتين( الحق أوالباطل) والإستحياء من الأكل على مائدتين. فيا ليت شيخ النار( ابليس) يتكرم بتعليم السلفيين الفتوة في الإختيار، ليتركوا مدح الذئاب و البكاء مع صرعى المخلب و الناب. اين قحبة بني اسرائيل ساقية الكلب العطشان، لتعلّم السلفيين الرحمة بالإنسان، حتى لا يسلموا أهل الإيمان لشرط السلطان ليذبحواو يسلخوا بتهمة العصيان .

فالحمد لله الذي جعل السلفيين بلاءا للمؤمنين وموعظة للملحدين, فلو كانت هناك الهة أخرى مع رب العالمين, لأبت مشاركته خلق سلفي مهين، ولأختلفت في شأنه الإتجاهات ولفسدت الأرض و السماوات، و لقالت تلك الآلهة لرب العزة: لا ينبغ يأن يخلق السويلفي، فالنعامة على الأقل، وان قيل عنها لا ناقة هي ولا جمل، أكرم من السلفي وأجلّ ، فلحمها من احسن الطعام، وبيضها تقر به بطون الأنام, اما السلفي الغبيّ، فما هو ببقرة تحلب، أو ناقة تركب، يملأ الطرق، يعكّر البرك،"إن سكت فجدار, وان نطق فحمار" إن بالغ في تقواه صدّ عن سبيل الله، و إن اجتهد في تعريف خالق الأنام، أضحك من وثنيته(( ثمود الذين جابوا الصخر بالواد) لتشبيهه الخالق بالعباد. سكوته من ذهب و كلامه لغو منصبّ. بلادته فطريّة و سخافته عفوية. لا يألم لصراخ المستضعفين ولا يتوجع لأنين المعذبـين، غايته ارضاء الطاغية مولاه. حشره الله و اياه. و الحمد لله على كل حال، و نعوذ بالله من حال اهل النار.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها