الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله .. ذلك المجهول

مايكل سامي

2010 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما هو الله تحديدا ؟
بالطبع علينا أن نعرف ما هو الإله أولا لو كنا نريد أن نتحقق مما إذا كان موجودا ام لا ؟
تحديد المشكلة هي أولى مهام البحث العلمي و لذلك فإن تعريف الإله هو أول خطوة للبحث في وجود الله, و إلا سوف ندور في دوائر و نتخبط في الظلام محاولين إثبات أو نفي وجود كائن غير محدد من الأساس. يجب أن نعرف عمن نتحدث أصلا أو أن يكون لدينا أي معلومات مؤكدة عن الشخص موضوع البحث مثل نوعه أو نشأته أو طبيعة حياته أو أو أي شكل من المعلومات التي تحدد لنا طبيعة الشخص الذي نتحدث عنه. بل علينا أيضا تحديد معاني أساسية مرتبطة بالبحث في قضية شائكة مثل وجود الله, يعني ما هو الوجود و ما هي الحياة و ما هو الوعي .. ألخ.
مبدأيا فمعاني مثل الوجود و الحياة لها تعريفات و مفاهيم معروفة, يعني الشيء يكون موجودا حين يكون له وزن و حجم و يشغل حيز من الفراغ, و الشيء يكون حيا حين يكون بحاجة إلي غذاء من أجل الطاقة كما يحتاج إلي ماء بالإضافة للتنفس و للنمو و التكاثر و الإستجابة و الحركة و التكيف مع البيئة المحيطة, تلك هي الخصائص المشتركة بين الكائنات الحية من اصغر مملكة البدائيات وحتى إلى أكبر مملكة الحيوان بما فيها الإنسان.
و هذا يعني أننا لكي نصف شيئا بالوجود فإننا نستخدم تعبير الوجود كما هو مفهوم و متعارف عليه و حين نصف شيئا بالحياة فإننا نستخدم تعبير الحياة كما هو مفهوم و متعارف عليه عند الناس. فمفاهيم الوجود و الحياة ليست مفاهيم غامضة او مجهولة لانها مفهومة و معروفة للجميع. و بالطبع هذا لا يعني ان تلك المفاهيم مطلقة أو نهائية و لكنها المفاهيم التي يعرفها الناس و يحتكمون إليها. و لكن للأسف تأبى القضية إلا أن تستعصى على الباحث فبرغم أنه من السهل تعريف الوجود و الحياة إلا ان الناس لم تتفق على ماهية الإله. في كل الاديان تقريبا يتفق المؤمنون بوجود الآلهة على إن الإله يفوق قدرة العقل الإنساني على الفهم لأنه لا يدخل في حدود العقول و لا يخضع لتجارب العلماء فالإله مطلق بينما عقولنا المسكينة هي عقول نسبية.
هناك قصة مسيحية طريفة عن ان القديس اوغسطينوس كان يتجول على شاطئ البحر مفكرا في الإله و كيف أنه يستعصى على الفهم فوجد طفلا صغيرا قد حفر حفرة في الرمال و يحاول أن يغمرها بالماء فلما سأله عما يفعل قال له الصغير أنه يريد نقل ماء البحر إلي حفرته فلما أخبره أوغسطينوس بإستحالة ذلك فاجأه الطفل بالقول : و لماذا إذن تريد ان تستوعب الله الغير محدود في عقلك المحدود ؟, ثم إختفى الطفل في الحال. بغض النظر عن حقيقة الرواية فإن معناها قد وصل و هي إن الإله في الإيمان المسيحي بالذات و في الأديان عموما يستحيل حصره عقليا, و كما يقول الكتاب المقدس : لا ينبغي أن نرتقي فوق ما لا ينبغي ان نرتقي.
و بالرغم من ذلك يقول الناس أن الله لم يره أحد لكن الناس عرفوه بالعقل ..
تلك الجملة شائعة على أفواه الناس, يقولونها دون فحص او تمحيص و كأنهم يعرفون الله حقا أو يفهمون طبيعته. لكن الحقيقة هي أن سؤال مثل : هل الله معقول ؟ إجابته لا يمكن أن تكون محددة أو قاطعة. فتارة يقول البعض أن الله معقول لان العقل السليم يفترض وجود خالق لكل شيء و إله مدبر يملك و يحكم الوجود كله .. ألخ. و تارة أخرى يقولون أن الله ليس معقولا لأنه يفوق قدرة العقل البشري على الإستيعاب و يفوق الخيال و التصور. طبعا في القولين تناقض واضح يجعل الجمع بينهما هو الجنون بعينه فالله لا يمكن ان يكون معقول و غير معقول في نفس الوقت بحكم المنطق و العقل نفسه. يعني إذا كان الله بكل صفاته المتفق عليها مقبول عقليا بل و لازم لتفسير الوجود إذن فهو معقول و يمكن تصوره. أما إذا كان يفوق التخيل و التصور و الفهم فهو غير معقول و المؤمن به لا يمكن أن يتحدث عن عقل او معقولية. بل يتوجب على المؤمن بوجود إله أن يختار إذا كان يعتبر الله معقولا أم يفوق العقل لكي لا يحسب مجنونا أما الجمع بين الإثنين فلا محل له من الإعراب.
لكن المعتاد أن العقل الديني يثبت لنفسه وجود إله يعجز عن فهم ماهيته لأن الله يفوق المعرفة البشرية العاجزة عن إستيعاب ماهية الإله. غير أن السؤال الملح الآن : كيف يؤكد المؤمن وجود الإله بينما يعجز عقله عن فهم ماهيته ؟ يعني ما هو الإله الذي يؤمن بوجوده أصلا ؟ إن الإنسان يعرف ما هي الشجرة و ما هو الحجر و ما هو الإنسان لكنه يجهل تماما ما هو الإله.
تلك المسألة تشبه شخصا قد أتى ليؤكد لنا ان س موجود و حين يتم سؤاله عن ما هو س يجيب بانه لا يعرف ما هو س و لكنه متأكد من وجوده على أي حال. و بالطبع لا يخلو الأمر من شخص آخر قد اتى ليؤكد وجود ص دون أن يعرف ما هو ص هو الآخر بل قد يتشاجر اتباع س ضد أتباع ص فيما بينهما على أساس أن لا س إلا س و أن ص هو س مزيف.
طبعا المعنى واضح, الشجار حول الآلهة هو شجار حول مجاهيل. لا أحد يعرف ما هو الإله و لكنه يصر على وجوده و يتعصب لذلك بلا معنى. الفارق الوحيد هو أن المجهول هنا يسمى س أو ص و لكنه في الواقع يسمى الله. و مع ان الله في اللغة العربية يعتبر إسم علم و العارف الذي لا يحتاج لتعريف إلا أنه في أذهان الناس إسم بلا معنى. الله لفظة مستهلكة و مقتولة و تقولها كل الأفواه و لكنها لا تعني شيئا بالتحديد
ما هو الله بالضبط ؟
يقولون أن الله هو الخالق, و كأن هذا تعريف ..
يعني إذا إفترضنا أن الخالق هو قوانين الطبيعة أو الجاذبية مثلا : فهذا يعني ان الخالق هو قوة عمياء, و إذا إفترضنا ان الخالق هو زيوس إله الإغريق فهو شخص له بداية و يختلف كليا و جزئيا كإله عن الإله في الإسلام أو المسيحية. فالحقيقة أن فعل الخلق لا يدل على طبيعة الخالق. بل إن وجود الكون لا يؤدي بالضرورة إلي حتمية الخلق لأن هناك نظريات علمية لها وجاهاتها تقول مثلا أن الإنسان متطور عن كائنات بسيطة و بالتالي فإن الوجود لا يحتم الخلق و الخلق لا يحتم إلها و الإله ليس بالضرورة هو إله أحد الأديان دون غيرها.

و هكذا لو سألنا رجل الشارع العادي (أو حتى أي رجل دين) عن الله و ماهيته تحديدا لن يستطيع الإجابة. الله مفهوم غامض جدا و غير واضح و لكن مع إصرار رجال الدين على أن هناك ما يسمى الله و انه المسئول عن الكثير من الأحداث و أننا مدينين له بأشياء كثيرة و أنه سيحيينا بعد ان نموت, توجب علينا أن نعرف تحديدا ما هو الله لكي نتأكد بعد ذلك من وجوده ثم نرى إن كان يستحق العبادة او حتى الحب ام لا ..
المشكلة هي القول بان الله ليس كمثله شيء لأن هذا لا يقرب الصورة. بالطبع لو بحثنا في الناس سنجد أن كل إنسان له طبيعة خاصة و مميزة و لكن القول بأن شخص او شيء ما ليس كمثله شيء هو مثل القول بأنه لا شيء. الله ليس كمثله شيء .. ما الذي يعنيه هذا التعبير ؟
ربما لو نفينا طرفي المعادلة لحصلنا على معنى أوضح ..
الله ليس كمثله شيء = الله مثله كلا شيء
دائما ما يردد المؤمنون بوجود إله عبارة أن الله ليس كمثله شيء و كأنها وصف لله . طبعا كل شيء و كل كائن حي له فردانية و تميز فلا يتطابق أي شيء مع أي شيء. و لكن الله ليس فقط "ليس له متطابق" بل هو "ليس له نظير أو شبيه في أي شيء" و هو ما لا يجوز عقلا . تلك الفردانية المطلقة أو التميز المطلق تنفي نفسها بنفسها, يعني مجرد أن يكون هناك شخص ليس مثل أي شيء أو أي شخص يعني أنه بلا وجود أساسا لان كل شيء مثل شيء و كل شخص مثل شخص . و يمكن تلخيص هذا الإستدلال كالتالي :
الله = ليس مثل شيء
لاشيء = ليس مثل شيء
-----------------------
إذن الله = لاشيء
المشكلة تتعقد و حلها يبعد و يبعد. و لكن أين التدخل الإلهي ؟ لماذا يتركنا الله نتخبط حين نتفكر في طبيعته بدلا من أن يساعدنا على فهمه و إدراكه ؟ بل و كيف يطالبنا بالإيمان به دون ان ندرك ما هو أصلا ؟ لماذا لا يتبسط الله في الحديث عن نفسه ؟ لماذا لا يعرفنا بذاته ؟
و لكن المشكلة لا تتوقف عند الله الذي لا يريد أن يشبه نفسه و يتبسط لنا بل أنه في الإسلام, ممنوع الخوض في ذات الله :
عن عبد الله بن عباس قال : فكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السموات إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك سبحانه وتعالى.
الراوي: – المحدث: الذهبي – المصدر: العرش – الصفحة أو الرقم: 111
لا تفكروا في الله ، وتفكروا في خلق الله ، فإن ربنا خلق ملكا ، قدماه في الأرض السابعة السفلى ، ورأسه قد جاوز السماء العليا ، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ستمائة عام ، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام.
الراوي: عبدالله بن سلام المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 4/396 - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن في الشواهد
لذلك فإنه في الإسلام يعتبر التفكر في ذات الله من المضلات التي يزينها الشيطان ليضل بها الناس، و قد ورد في القرآن : وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا {طـه:110}، و أيضا: وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء {البقرة:255}، و كذلك : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {الشورى:11{
و يقول ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس: ومن ذلك أن الشيطان يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله وصفاته فيتشكك، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسألون حتى تقولوا هذا الله خلقنا فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فوالله إني لجالس يوماً إذ قال رجل من أهل العراق هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فجعلت أصبعي في أذني ثم صحت: صدق رسول الله، الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم له كفوا أحد. انتهى.
قال أبو جعفر الطحاوي: ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله. قال الشارح: قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه. انتهى.
قال أبو عبيد القاسم ابن سلام تعليقاً على أحاديث الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى: أما هذه الأحاديث عندنا حق يرويها الثقات بعضهم عن بعض إلا أنا إذا سئلنا عن تفسيرها قلنا ما أدركنا أحداً يفسر منها شيئاً ونحن لا نفسر منها شيئاً، نصدق بها ونسكت.
قال الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنها بدعة. انتهى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله. رواه الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ عن ابن عمر وحسنه الألباني في الجامع، وفي رواية عند أبي نعيم في الحلية: تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله. حسنه الألباني أيضاً.
و هكذا نجد أن الإسلام قد نهى الناس عن الإستدراك في البحث عن إله يدينون له بالولاء أو السؤال فيما هو تحديدا, و جل ما يعرفونه هو أسماء الله الحسنى و التي تقول أنه عادل و حكيم و رائع و لكنها لا تقول لنا ما هو الإله اصلا و الذي يتصف بكل تلك الصفات. و المسلمون هنا يقولون إن صفات الله موجودة و الكيفيات مجهولة و يمسكون عن البحث في ذات الله لأنه بغير شبيه و ليس كمثله شيء.
صحيح ان البحث في ذات الله غير ممنوع في المسيحية و أن المسيحيين يفردون مجالا للبحث عنه تحت إسم “علم اللاهوت المسيحي” ( هو بريء من العلم و العلماء بالطبع لانه لا يخضع لقواعد العلم التجريبية ) إلا أن جل ما يقولونه عن الله أنه إله واحد مثلث الأقانيم و ان الله روح بسيط لكنهم لا يقولون ما هي تلك الروح و لا ما هي طبيعتها فالمسيحية تفسر الماء بعد الجهد بالماء, لأنهم حين يقولون أن الله روح و لا يقولون ما هي الروح, يعرفون مجهولا بمجهول و غامضا بغامض.
يقول الناس أن الله – أزلي أبدي – قادر على كل شيء – عديم التغير و التحول – غير محصور في مكان – مدبر كل شيء – عليم حكيم – قدوس, كامل, جواد. و غالبا تلك الصفات متفق عليها في الإسلام و المسيحية و لكن تلك الصفات لا تجيب على أسئلة حيوية للغاية :
مادام الله هو روح فما هي الروح ؟
كيف نشأ الله ؟ هل نشأ من العدم أم أوجد نفسه بنفسه ؟ و كيف ؟
ثم إذا كان الله حي (أو كان حيا) فهل هو يتنفس الأوكسجين أم غاز آخر ؟
هل يحتاج الله إلي الماء ليعيش ؟ ام أنه منزه عن تلك الأشياء ؟
و إن كان منزه عن متطلبات الحياة فكيف يحسب حيا ؟
الصخرة لا تحتاج إلي هواء لكي تتنفس او ماء لكي تشرب , فهل الله حي مثلها ؟
الصخرة منزهه عن متطلبات الحياة لأنها ليست حية فهل الله يختلف عن الصخرة ؟
الله منزه عن متطلبات الحياة لكنه حي … هل هذا منطق ؟
أتصور أن أي إنسان سيعجز عن فهم كيفية أن يكون الله حيا رغم انه منزه عن متطلبات الحياة, هذا تناقض واضح. و لكن إن قلنا أن الله يفوق القدرة على التصور أعلنا عجزنا عن فهمه أو إستيعابه أو حتى تعريفه. هل يتعبد المؤمنين لعلامة إستفهام بتلك الطريقة ؟
يقال أيضا ان الله موجود فهل هذا الوجود بمعنى أنه يشغل حيزا من فراغ ؟ يقولون أن الله موجود في كل مكان مع أن هذا يعني أنه بلا حدود و بالتالي لا يشغل حيز من فراغ, فكيف يكون موجودا ؟ ثم يقولون أن الله غير مادي فهل يعني هذا أنه معنوي أو مجرد فكرة أو قيمة خيالية ؟
الله موجود و لكنه لا يشغل حيزا من فراغ و هو غير مادي .. هل هذا منطق ؟
فلنسمي الله بالرمز “س” : هل نستطيع أن نقول أن س حي و لكنه منزه عن متطلبات الحياة ؟ طبعا لا, فهل ما تغير أن قلنا الله بدلا من س ؟!!! حين يقول المؤمنين بوجود س أنه موجود لا يعنون الوجود كما نفهمه و حين يقولون أنه حي لا يقصدون الحياة التي نعرفها و حين يقولون الخالق يكتفون بقولها و كأن لها دلالة على طبيعته. ثم يتسائلون في النهاية لماذا يكفر الناس بوجود الله : لأن الله مفهوم غامض ولا يعني شيئا و من الأولى أن نكفر به ..
كل الأسئلة عن الله مشروعة لكن ما من مجيب و كل ما نجده من صفات الله هو مديح و مديح ثم المزيد من المديح. بالطبع كل من يؤمن بالله يعرف أنه جميل و رائع و لكنه يفتقر لأي إدراك عن ماهية الله أو كينونته او طبيعته ؟ و هكذا نجد أن الأديان لم تتفق على صفات الإله بل و حتى لم تعرفه تعريفا دقيقا بل إن لفظة “إله” تلك قد إتسعت و تشعبت معانيها لتصبح موازية لأي شيء, فهي تعبر عن اشكال و انواع مختلفة من الآلهة هي تقريبا بعدد كل إنسان يؤمن بوجود آلهة.
و لله الأسماء الحسنى منها ما ورد في قوله تعالى:”هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ” سورة الحشر آية 23
و لكن ليس المراد من البحث هو مجرد الحصول على صفات الله الثانوية سواء في الإسلام أو المسيحية مثل العادل و الرحيم و الحكيم .. ألخ, لان هناك الكثير من البشر من يتصفون بالعدل و الرحمة و الحكمة فهل هم آلهة ؟ الصفات الموجودة في أسماء الله الحسنى لا تعبر عن ذات الله و لكنها تعبر عن الصفات البسيطة لله و بالتالي لا تسمن و لا تشبع بعد جوع.
ليس المراد هو الصفات الثانوية للإله كما وردت في الأديان بل إن ما يحتاجه المرء هو ان يستدل على الإله بعقله و فهمه فقط بغض النظر عن الأديان لأننا لو نزعنا من الاديان كتبها المقدسة التي تشهد لنفسها و لآلهتها فما الذي يتبقى من الدين و يستند على العقل وحده و الإستدلال العلمي فقط و ليس على التسليم الأعمى ؟ لا شيء. و هكذا يستحيل علينا تعريف الإله بعمومية مستدلين عليه من الطبيعة إلا بأنه خالقها , و لا يمكن ان نستدل عليه بالعقل إلا بأنه يفوق العقل .. فالله غير معقول بهذا المعنى.
الخلاصة :
الله كائن مجهول و سيظل مجهولا غير معروف ماهيته و لا نوعه و لا وظيفته و لا سبب وجوده و لا أصل منشؤه و لا أي شيء, فقط علينا ان نعرف ان لدينا واحد فقط من هذا الكائن الغريب الذي لا نعرفه و انه هو الذي خلقنا و سيحاكمنا بعد الموت ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 12 / 12 - 09:56 )
الله موجود في عقول المؤمنين به فقط
فهو يغفر لهم بعد لغتصابهم لطفل في كنسية او مسجد شرط ان يتوبوا له ويستغفروا وسينالون الجنة وليذهب الضحية الى الجحيم !!! . وليعاني مشاكل نفسية وجسدية طوال حياته !!! كم هو عادل هذا الاله ويسعد صباحكم


2 - الزميل مايكل
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 12 / 12 - 12:26 )
كنت قد اخذت قرارا بعدم المشاركة فى مواضيعك لانك للاسف الشديد ورغم ان هذا ثالث موضوع لك فى الموقع لم تلقى اعتبارا لاى من تفضل وشارك فى موضوعاتك .وهذا فى حد ذاته يتنافى مع ابسط قواعد اداب الحوار والذوق الانسانى
معلهش ما تزعلش منى
فنفس المشاعر نحملها للكتاب الكبار او اللى مفروض انهم كبار ولا يردون او يمتنعون عن التحاور اساسا مع القراء من باب الكبرياء
لكن الحقيقة موضوعك شدنى وان كان ليس موضوع جديد بل هو قديم قدم الايمان والاديان
جبت ايه جديد من عندك يا اخ مايكل؟؟؟
هذه الاسئلة والافكار موجودة منذ الاف السنين وليست وليدة افكارك وعقلك والهاماتك
لن ادخل معك فى حوارات جدلية .تضيع الوقت والمجهود .ولكن
فعلا .انت عندك حق ..نحن نجهل كينونة الله وماهية ذاته وكيف وجد .وما هى طبيعته .. فعلا هذا شئ مجهول تماما بالنسبة لكل المخلوقات وليس للبشر وحدهم
ولكن السؤال هو
هل جهلنا بكل هذا ينفى وجوده؟
طب اذا عرفت كل ده ..حتستفيد ايه؟
هل ستطيعه وتعبده وتسمع كلامه؟
هل مشكلتك الوحيدة التى تجعلك لا تؤمن بالاديان .وبمراد الله منك هى انك لا تعلم كل ما سألت عنه؟؟
طب ليه ستطيعه اذا عرفت .ولن تطيعه اذا جهلت؟
يتبع


3 - تكملة
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 12 / 12 - 12:39 )
يعنى فرضا مثلا يعنى لو عرفت اجابات يقينية لكل اسئلتك هذه ..او فرضا يعنى لو شفته بعينيك ذى ما بتشوف الشمس كده ..وتاكدت مليون فى المية ان هناك اله .فعلا ..وكلمته وكلمك ..ورأيت الجنة والنار والملائكة بأم عينك ..هل ساعتها ستؤمن به ..وتطيعه ؟؟
اكرر هل ستطيعه وقتها فقط مهما طلب منك .حتى لو امرك ان تلقى بنفسك فى النار؟؟

هل هو هذا كل ما يهمك فى القضية وفى الحياة ؟

طب حتشوفه .وستتحمل رؤية ذاته ..ولن تنهار كما انهار جبل موسى ..طب وبعدين؟؟؟
كل ما يقولك اعمل حاجة .طبعا حتعملها دون ادنى تفكير او تردد ..ولا انت عايزه يسيبك كده بعد كل ده تعمل اللى انت عايزه .وبرضه بدون حساب ولا عتاب ولا يحزنون؟؟؟!
واين ستكون القضية اذا؟
ماذا سيكون معنى الحياة والانسانية والحرية والاختيار؟؟
ما الفرق بينك وبين اى مخلوق اخر غير عاقل او حتى مدرك للوجود مثل الملائكة التى ليس لها حرية الاختياروقتها؟
كيف ستفكر وتبدع وتخترع وتنتج وتخطئ وتصحح خطئك ..وتنشغل بذاتك وحياتك واعمالك وفق ارشاداته .وانت شايفه كده .واقف فوق دماغك ومراقبك(غفرانك ربى )
احتجابه عنا هو عين الرحمة يا مايكل
حتى لا يشغلك جماله او جلاله عن مهمتك فى الحياة


4 - رد على شاهر الشرقاوي لان المقال مقنع
سامر عنكاوي ( 2010 / 12 / 12 - 13:07 )
شاهر الشرقاوي طالب سامي مايكل بالحوار وقرات رده ولم ارى حوار او اجابات وانما اسئلة غيبية بلا معنى واسالة خالدة لا جواب لها وكانه يعرف الاجابة والمقال جديد بطريقة الطرح والمنطق السليم وغاية بالوضوح الذي لا يتوفر عليه المؤمنون ذوي العقل المقفل على ما كسب في الطفولة من معارف حين كان بلا عقل ناجز
يقول شاهر الشرقاوي لن ادخل مع في حوار وهنا اتساءل هل يمكن لمؤمن ان يدخل في حوار وكيف وهو لا يحمل فكرا وانما عقيدة راسخة كاملة يقينية مطلقة الصحة وان اصغى لا يسمع وان قرا لا يفهم لانه يمتلك الحق الوحيد كما فهم من دينه, ويطرح الشرقاوي سؤال ساذج, هل ستؤمن اذا عرفته او كلمك والجواب وهل يمكن نكران المعرف وشاهر لا يعرف بان المعرفة والنكرة صفتان لا تجتمعان, وسؤال ساذج اخر, يقول الشاهر كيف ستفكر وتبدع وتنتج بدون الله والجواب وهل هناك معرقل اعظم من الدين للتفكير والابداع والانتاج, ونحتكم الى الواقع من الذي انتج الحضارة المعاصرة من طيارة وسيارة وقطار وباخرة وتلفزيون وكومبيوتر وستلايت والاقمار الصناعية, ليرينا الشاهر اي صناعة هي من انتاج المسلمين, لاشيء نحن ابتلينا بتصورات الانبياء عن الله واصبحنا مستهلكين


5 - الله إختراع الفكر البشري فقط
حميد كركوكي ( 2010 / 12 / 12 - 13:24 )
حتى الطفل مولود ملحد ، لأنه لم يلقن بالدين عند الولادة ، التاريخ الطبيعي للأديان الرجاء الرجوع إلى رسالات أنجلس لماركس حول التأريخ الطبيعي للدين. في هذه الرسالات شرح مبّصط للفكر الديني المشاعي و إلى ضهور الأديان الأكثر تعقيدا ، ثم أرتكاز الطبقة البرجوازية لتسير الفكرة لأستغلال الطبقات الأدنى منها ، لذلك نشاهد حتى يومنا هذا إستعمال الدين لدى أرقى دول الرأسمالية (امريكا) مثلا ، لأن تحميق و تجنيد الطبقات الوصطى والعاملة لدفع الضريبة و الأنصياع تكون أسهل بوجود دين و تقسيم الرزق الكيفي والكمي من قبل الإلاه الرازق ، والذهاب للحرب و الأستشهاد من أجلها ! والطبقات باركت عليها رب (السماوات) ، وهكذا نشاهد رمز القوة الرأسمالية على الدولار الأمريكي جملة( بالله نثق ! ) ليست خالية من الصيطرة الدينية الطبقية ، وهلم جرا الطبقة الحاكمة في السعودية أو أي حكومة دينية في العالم لهم روابط متينة مع الرأسمالية العالمية من هذه الأرضية ( المشيئة والقدرةالإلاهية) وكذلك لهم الدعم الكلّي حتى وإن كان إيران مثلا!!!،هذا وشكرا


6 - الزميل شاهر الشرقاوي
مايكل سامي ( 2010 / 12 / 12 - 14:16 )
أنت تجهل كينونة الله وماهية ذاته وكيف وجد وما هى طبيعته كما إعترفت بنفسك, إذن ما الذي تؤمن به ؟
لو قلت لك أنني مؤمن بوجود س و لكن لا تسألني ما هو س لانني لا أعرف, هل تجدني منطقيا ؟
تجهل كل شيء عن الله و لكنك تؤمن بوجوده .. طيب ما هو ذلك الذي تؤمن بوجوده ؟
ربما يكون الله كائن فضائي غريب أو قانون الجاذبية كما يقول ستيفن هوكينج أو ربما يكون زيوس إله الإغريق أو ربما يكون أي شيء آخر نجهله, بأي منطق إذا تؤمن بوجوده ؟
الحقيقة ان الله ليس كائنا حقيقيا و إن الخيال الذي أبدع مثل هذة الفكرة لم يسترسل فيها لكي يترك المجال لكل شخص أن يتخيل إلها خاصا به. هي حركة ذكية أن مخترع الله قال أنه يفوق الخيال و التصور و كأنه يتحدى جموح الخيال البشري في تخيل الله و هو يريد بذلك إشعال الخيالات البشرية في هذا الإتجاه من باب ان الممنوع مرغوب. و حركة ذكية أخرى أن صاحب فكرة الله ( أو يهوة او الرب أو غيره ) لم يذكر أي تفاصيل عن الله لكي لا يحد من خيال المفكر في كينونة الله.
و لكن تلك الحركات الذكية من تنزيه الله عن التصور و عدم الأدلاء بأي تفاصيل عن كينونته جعلت منه شخصا مجهولا بالكامل و متروكا لخيالات البشر ..


7 - العقل ام القلب؟
سامي سليم ( 2010 / 12 / 12 - 15:53 )
( ان الله عُرف بالعقل )

يعتبرها الكثير من المؤمنين المثقفين مقولة خاطئة

منهم كمثل : جبران خليل جبران , حين قال :

(أن الأيمان واحة في صحراء القلب لا تدركها قوافل العقل )

وبما ان القلب لا يفكر , اذن فأن المؤمنون لا يفكرون

( اقصد بقضية وجود الله او عدمه )


8 - التسليم الأعمى
ياسر الحر ( 2010 / 12 / 12 - 17:35 )
اجل كما ذكرت استاد انه التسليم الاعمى فقط لاغيرلا يوجد مؤمن حقيقي واحد في هدا الوجود والدي نراه من مظاهر التدين ما هو سوى نفاق وعملة متداولةا


9 - مساء الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 12 / 12 - 17:37 )
من حقك ان ترد او لا ترد على التعليقات
ان من صفات الكاتب الجيد احترام تعليقات الاخرين والرد عليها حسب ورودها وألا فسر تصرفه ب ؟؟؟؟ ويسعد مساكم


10 - الزميل مايكل
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 12 / 12 - 18:22 )
الصخرة لا تحتاج إلي هواء لكي تتنفس او ماء لكي تشرب , فهل الله حي مثلها ؟
الصخرة منزهه عن متطلبات الحياة لأنها ليست حية فهل الله يختلف عن الصخرة ؟
الله منزه عن متطلبات الحياة لكنه حي … هل هذا منطق ؟
**************************************
وهل الصخرة بهذا الشكل تكون حية؟
الصخرة ليست منزهة عن متطلبات الحياة كما تقول ..الصخرة فاقدة لصفة الحياة لان الله لم يهبها هذه الصفة يا مايكل
الله منزه عن متطلبات الحياة .لان (المتطلبات حاجة ونقص ).والله كامل كمال مطلق .فهو الحى واهب صفة الحياة لمن اراده حيا من الاحياء من مخلوقاته

ما هو الله سؤال غلط ..السؤال الصح من هو الله ..لان خالق الوجود وواجده .لا يمكن ان يكون اقل عقلا من مخلوقاته ولا حياته مثل حياتهم ولا صفاته مثل صفاتهم .المسمى واحد .ولكن الكيف مختلف.. والاين مختلف ..والكينونة مختلفة
نحن لا نناقش ان كان الخالق هو الله او زيوس او كائن فضائى ..نحن نناقش صفاته ومراده منك يا انسان

السؤال الاخطر والاهم يا مايكل هو ..هل طاعتك له تفيدك انت ام تفيده هو؟
ان كانت طاعتك له تفيده هو وتضرك .كان لك عذر ما
اما وان طاعتك له تفيدك انت فما وجه اعتراضك اذا؟ .


11 - السيد مايكل سامي الفاضل
نرمين رباط ( 2010 / 12 / 13 - 09:50 )
أنا أظن أن الله عايش في عقول الناس يعني لما أعمل صح فإنه بايعاز من عقلي الجيد الذي أمرني أن أعمل جيد ولما أعمل غلط فهذا هو الشيطان أأمن أن يوجد قوة عليا لكن لا أعرف كيغ أفسرها لنفسي وأخاف منها لكني تحررت من تصويرات الجنة والجوائز فيها أراه كلام لا سند له , لكني أخاف من فكرة اللهوشكراً


12 - تحية وإشادة
أدهم صبري ( 2010 / 12 / 13 - 14:31 )
مقال رائع ومتميز للغاية ومنطقي جدا و سلس في أسلوبه سيد مايكل

فكرة الإله ضعيفة وتتهاوى حين إخضاعها للعقل والعلم .. ولكنها نشأت من الموت والألم وتجاوز تلك اللحظات وجعل لحياتنا غاية في عالم بلا غاية

أشد علي يديك سيد مايكل أن تستمر في إثراء الحوار المتمدن بمقالاتك .. فثلاثة مقالات تنبئ بقلم متميز ويختلف ..

عاطر التحايا


13 - مجرد سؤال
أشـورية أفـرام ( 2010 / 12 / 14 - 11:31 )
أخي في الأنسانية مايكل سامي + انه تطفل بسيط اقبله مني هل حضرتك الكاتب ماريو أنور سابقا ؟؟؟؟ لأن تحليلأته كانت كانت كثيرة وأنتهى كل شىء ألى درجة لم يتبقى له أو لحضرتك شىء أخر الأ التدخل بالخالق نفسه جل جلأله ...وشـــكرا


14 - الأخت أشـورية أفـرام
مايكل سامي ( 2010 / 12 / 14 - 13:12 )
لا أنا لست ماريو أنور لا سابقا و لا في أي وقت. و مايكل سامي هو إسمي الحقيقي.
أما عن التحليلات فانا أحاول أن أكون عقلانيا حين أفكر بالإله فلا أخضع للتلقين أو الدعاية للفكرة.
كل ود


15 - لاحول ولاقوة لاا بالله
نصار يحى محن ( 2011 / 1 / 6 - 07:48 )
كاتب هذه المقاله انسان غير طبيعي وغير سوي وما اورده من تحليلات يعتبره علمية ومنطقية ليست سوى هرطقه لاتسمن ولاتغني من جوع كلمات وتحليلات متناقضة مع بعظها
وفي الاخير اقول امنت بالله العظيم

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا