الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكذوبة العلمانية المنفتحة

حميد زناز

2010 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يدور كلام منذ مدة عن علمانية من نوع جديد، اختلق لها دعاتها عنوانا براقا: علمانية منفتحة . ولكن بأي معنى؟ ألا يهدفون بحيلة الانفتاح إلى ضرب العلمانية الفرنسية الحالية بشكل غير مباشر بوصمها بالانغلاق ؟ هل فرنسا في حاجة إلى علمانية بديلة منفتحة، تتساهل مع الذين يريدون خنقها وإحلال مكانها منظومة أخلاقية تتماشى مع قيم كنيسة كاثوليكية آفلة و إسلام أصولي صاعد؟
هل يتمنى الرئيس الفرنسي ساركوزي (وحاشيته) إعادة النظر في فصل الدين عن إدارة الدولة وإرغام العلمانية على الانفتاح على ناكريها والمشنعين بها؟
لقد طرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قضية دور الدين في المجتمع وعبّر صراحة عن نيته في إعادة النظر في مفهوم اللائكية ووجوب إعادة تقييمها. فما هو كنه ذاك التقييم المزعوم إذن؟ لئن كان يهدف إلى حصد بعض أصوات كاثوليكية ما زالت تحن إلى العهد القديم وأخرى إسلامية تحلم بمستقبل لاعلماني (تطبيق الشريعة في أحيائها)، فذلك لا يعني أن موقف الرجل انتهازي انتخابوي صرف، وإنما يبقى الرئيس مسكونا بكيفية إعادة الاعتبار للدين المسيحي في بلده و في أوروبا عموما، وهو هاجس نابع من مقاربة سطحية بل ساذجة للظاهرة الدينية إذ يعتقد ككل إخوانه المؤمنين أن في قلب كل إنسان نوع من التوق الغريزي للمطلق بل حاجة طبيعية للدين،بكلمة أسرع. ولكن ما هو سبب هذا التعلق العلني بالمسيحية؟
هل هو حب متيم بالمسيح أم هو رد فعل تجاه المد الإسلامي في أوروبا؟
تحت يافطة منح المسلمين مؤسسة رسمية تعبر عن هويتهم، استغل ساركوزي حينما كان وزيرا للداخلية بعض الذين ينصبون أنفسهم كممثلين للجاليات العربية في فرنسا لتأسيس هيكل جديد أطلق عليه تسمية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بغية اعتقال العرب و كل الذين تربطهم علاقة ما بالدين الإسلامي في هذا السجن اللاهوتي. وقد تزامن ذلك مع بداية خروج أعداء اللائكية في فرنسا إلى العلن عن طريق تشجيعهم لمطالب الجماعات الإسلاموية لتضبيب الرؤية و زرع فوضى مفهومية تمكنهم من إعادة النظر في اللائكية على الطريقة الفرنسية. و كل ذلك ليس دفاعا عن حقوق المسلمين كما يدعون وإنما استعمال المسلمين كمنفذ يعيدون عبره المسيحية إلى الفضاء السياسي. فهم يضعون الغماز اتجاه مداعبة الإسلام المظلوم وينتظرون الوقت المناسب للاتجاه نحو المسيحية. بكلمات أخرى يعمل أعداء اللائكية في فرنسا على تحضير الميدان لعودة الكاثوليكية متظاهرين بالدفاع عن حرية المسلمين الدينية.
فهل ينجح الكاثوليك الجدد في إعادة النظر في العلمانية على الطريقة الفرنسية بدعوى أنها لم تعد تتماشى مع الوضع الجديد الذي يعيشه البلد ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علمانية مقنعة تطلب ما لنفسها فقط
أشـورية أفـرام ( 2010 / 12 / 12 - 22:06 )
ولماذا لأ يقوم أيضا دول الخليج الغنية ببترولها وليبيا وأيران ومصر وتفتح أبواب حدودها للهجرة للمد الغربي الأوربي وتوفر لهم الأعانات الأجتماعية ألشهرية من المدارس المجانية والتطبيب ويفتحوا لهم مؤسسات الأعانات التي تحمل شارة الهلأل مثل الصليب الأحمر والكاريتاس في الغرب للمساعدات مثلما هم فعلوا مع المسلمين وغيرهم من المهاجرين ووفروا لهم كل شىء مجانا,أتجدها كبيرة بحق دولة أوربية تتطالب بممارسة دينها بحرية وعلى أرضها, ولكن لأ تجد فيها الغرابة عندما الغريب والمهاجر ألمسلم وغير المسلم القادم من هنا وهناك يفرض رأيهم عليهم ويمارسوا عقيدتهم بحرية وبلأ قيود, ما هذه الموازين المقلوبة لو نحن نطالب بممارسة العلمانية من ألدول المضيفة والتي أستقبلتنا بكل ترحاب في أوقات جوعنا وتعبنا ومأساتنا وتهجيرنا من قبل سياسينا وحكامنا ورؤسائنا الظالمين وقوانينهم الصارمة ورجال ديننا ,فلأ نفرض عليهم رأينا في شؤون دولهم,فالنرحل فالنشمر عن أفكارنا وثقافتنا لبلداننا وهناك نطبق علمانيتنا التي ننشدها ضد حقوقنا المهضومة . فهذه ألدول الغربية أشبعناها من علمانيتنا المتخلفة المقنعة بقناع التدين الذي هو ضد الدين الأخر..


2 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 12 / 13 - 00:10 )
وهل فرنسا غبية حتى تفتح المجال لمن يريد أن يعود بها إلى القرون الوسطى المظلمة بعد أن قطعت أشواطا تاريخية عملاقة في التقدم والتطور العلمي والتقني والتكنولوجي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي حتى ؟؟؟
إن من يراهن على هكذا تصور فهو بالتأكيد معتوه لا يرجى شفاؤه


3 - أختلف معك سيد حميد زناز المحترم
ليندا كبرييل ( 2010 / 12 / 13 - 07:49 )
لعلك لم تلفت إلى نقطة مهمة جداً أن المسيحية قبل أن تكون ديناً وتعاليم في الكتاب المقدس فهي حضور ثقافي وفني في وعي الأوروبي , انبعاث المسرح في العصر الوسيط كان على يد رجال الدين المسيحي أنفسهم , كذلك عصر النهضة الذي استلهم فنانوه من الدين أفكاراً إبداعية جديدة , والحضور الاسلامي الحالي في أوروبا وعمله على الاستفادة من الديموقراطية والحرية التي توفرها ليمرر مشاريعه الدينية المستقبلية وخلق مجتمع داخل مجتمع وتقويض من جملة ما يفعل الانجازات التي توصلت لها العلمانية بأن يدعو إلى إعطائه الحرية في تطبيق شريعته ومفاهيمه كل هذا سيعيد إنجازات الأوروبيين التي بذلوا من أجلها الدماء والأرواح إلى الوراء . ساركوزي لا يدعو إلى عودة العصبية الدينية كما فهمتَ حضرتك , وإنما المفهوم الثقافي وحضوره في العقل الأوروبي الذي بدأ يتراجع مع الهجمة القوية لقلة من المتطرفين لكنهم فعالون في الشخصية الاسلامية واستنهاض نزعتها العنصرية , أرجو أن تتقبل الخلاف وشكراً ,


4 - عيون لأ ترى وعمياء عن.. الخير الذي بين أيديهم
أشـورية أفـرام ( 2010 / 12 / 13 - 09:51 )
أننا نرى بأم أعيننا ألمتعلمين من أبناء وبنات المهاجرين ويدعون العلمانية بالظاهر والباطن كله خبث وسريات مخفية ولهم شفرة يتعاملوا بها, بالأسم موظفين وعاملين في دوائر لخدمة الكل ولكن من تحت لأ يخدموا الأ مصالح جماعتهم وعقيدتهم ويطالبون بممارستها بحرية ويدسوا أنفسهم في كل مجالأت العمل وخاصة التي تمس بحقوق الأنسان فقط لينالوا حقوق المهاجرين من جلدتهم والأخر فاليذهب للجحيم... والطامة الكبرى يشوهون صورة أبن البلد الأصلي بشتى الطرق أمام جماعتهم العاطلين والذين يقتادون معيشتهم من الأعانات الأجتماعية,وينتقدون الغربي والأوربي مرة بأخلأقه ومرة ببخله ومرة بوساخته ومرة بأنه ليس محب ( كل هذا الذي قدمه لهم و ما زال يكابر صحيح ناكري الجميل ), ومتناسيين هؤلأء بأن راحتهم ورفاهيتهم التي يتمتعون بها هي من خيراتهم ومن الضرائب التي يدفعونها هؤلأء المساكين.فالنطبق العلمانية في العراق التي نجد فيها الشخص المسلم كم يتحلى بالأنسانية وبالمحبة ,وضع الأخر أبن البلد المسيحي الأصيل تحت المقصلة والذبح كالخراف.ولنطبقها في مصر التي فيها المسيحي القبطي يهان ويذل من قبل الكل من الحكومة ولحد الشحاذ المتدين المتعصب المسلم.


5 - نريد رأيك أستاذ حميد زناز
ليندا كبرييل ( 2010 / 12 / 14 - 09:41 )
أرجو ألا تكون تعليقاتنا طريق روحة بلا رجعة , أتمنى أن تتفضل بعرض رأيك فيما طرحه المعلقون لنعرف على أي أرضية نقف , لعلنا مخطئون . وشكراً


6 - توضيح
حميد زناز ( 2010 / 12 / 14 - 13:37 )

تحية إلى ليندا المحترمة

يبدو أن هناك تسرع ما في تأويل ما جاء في المقال
لتوضيح الفكرة و توسيع النقاش هذا رابط لمقال آخر ربمايكون تفسيرا لهذا المقال المقتضب

http://www.alawan.org/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8-%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%88%D8%B2%D9%8A.html

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah