الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا دلع دلع والقلب مولع

فاروق عطية

2010 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت فى غاية الإحباط والغضب بعد قراءتى مقال لكاتب وقح بجريدة الأهرام "بتاريخ 6 ديسمبر" التى كانت غراء وأصبحت غبراء تحت عنوان أقباط 2010 والذى لا يشرفنى كتابة إسمه لأنه يذكرنى بقائد حركة الضباط الأشرار الذى بإرادته حطم مصرية مصر ومحى إسمها وغير علمها وكمم الأفواه ولغى الديموقراطية من ذاكرة الأمة حتى أصبحت كما نعيشها اليوم, وأرى إن ما حدث من جريدة الاهرام يكشف أن الاعلام الحكومى يعمل على نشر الفرقه والفتنه بين أبناء الوطن الواحد بينما رسالة الاعلام النزيه والنظيف هو الحياد والعمل على رأب الصدع إن حدث. وأنا فى ثورة غضبى وقبيل أن إدلى برأيئ فاجأنى صديقى الفيلسوف الذى هو دوما بأحوال مصر ومشاكلها عليم وشغوف وقال لى باسما: لماذا تغضب وأنت مفروس خلقة؟ تمعن جيدا فى المقال الذى أحبطك وأنت ترى صدق الكاتب فى كل كلمة قالها, فالرجل صادق أمين عبّر بصدق عما يجيش بنفسه وعما يكنه أهل الحكم من مشاعر ولكنهم لا يعلنون ما يبطنون. ليس بخافيا على أحد أن الحكومة والحزن الحاكم فعلا يعاملون الأقباط المسيحيين باللين والهوادة التى تصل لحد الدلع والطبطبة. فالنظام القائم هو الوريث الشرعى لحكم السلطان السابق قتيل المنصة, ومتبنى فكره وتفكيره ولكنه للأسف لم يُفعّل حكمة مُورثه حين كان سكرتيرا للمجلس الإسلامى في تصريح له في المؤتمر الاسلامي الذي إنعقد في جدة بالمملكة العربية السعوديةعام 1953، بأنه يمكن تذويب الأقلية المسيحية بمصر في الاغلبية الاسلامية في بحر عشرة سنوات ومن لا يتحول منهم سيصير ماسح أحذية. وكرر إعتقاده هذا مرة أخرى في مؤتمر مماثل عقد في بغداد عاصمة العراق سنة 1956, وحاول تنفيذ أفكاره عند توليه حكم المحروسة بعزل البابا ولجم وتقليص دور المسيحيين ونال جائزة أفكاره من السلفين على المنصة ويا لها من جائزة. أما وريثه أبو جمال الأصفراوى والى مصرستان لما يحمله من جينات المنايفه ولؤمهم (المنوفى لا يلوف حتى لو أكلته لحم الكتوف) يعمل على الخلاص من المسيحيين بالهوادة واللين والطبطبة الظاهرية إيمانا منه بأن الظاهر يخفى الباطن, ويعلن أن الوحدة الوطنية خط أحمر ومن وراء ستار يعطى الضوء الأخضر لكل قادر ومفترى والشرطة والقضاء فى خدمة الوالى الأريب. والدليل الثانى على الطبطبة والمدادية هو المعاملة الحسنة لهم مخالفة لما يقره الدين الحنيف فقد جاء فى القرآن (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، لا يحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله، ولا يَدينون دينَ الحقِّ من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون) [التوبة: 29]. أيضا (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [ التوبة: 71 ]. وأرى صدق الكاتب حين قال أن الدلع والطبطبة والمدادية لا بد أن تسفر فى النهاية عما حدث فى الطالبية, وأن البعض فهم المواطنة أنها الخروج عن اللوائح والقوانين واتخاذ قرارات فردية بالبناء أو الهدم دون الرجوع إلى السلطات الإدارية والأمنية. ألا ترى معى أنه محق فيما قال؟ كيف يجرؤ أهل الذمة ويخالفون الوثيقة العمرية أو الخط الهميوني ويقومون ببناء الكنائس وهى دور غير مأمونة ومخالفة للقانون الإسلامى ومبادئ السادات الذى وعد بالتخلص من المسيحيين أو تهجيرهم وتحويل ما يبقى منهم لماسحى أحذية؟ وكيف تسول للمسيحيين أنفسهم بمقاومة السلطة والمفروض عليهم أن يمتثلوا لهدم كنائسهم ويعلنون الانشراح والسرور لأن حكومتهم ترى فى الكنائس دور للشرك ومرتاديها مصيرهم جهنم وبئس المصير, ولأن الحكومة تحبهم وتريد لهم الجنة بما فيها من غلمان وحور عين وأنهار الخمر والعسل, فلماذا نقابل كل هذا الحب بنكران الجميل ومقاومة السلطات بالتجمهر مما اضطر الشرطة وهم مرغمين على التعامل معهم بما يستحقه ناكرى الجميل. والكنيسة مخطئة لأنها قبلت أن يعمل فى البناء أشخاص قادمين من الصعيد وكان الواجب عليها ألا تقبل بعمالة من غير أهل المنطقة حتى لا تتسبب فى قتل العمال الوافدين كما حدث للشهيدين, فلو قالا أنهما من أهل العمرانية وليس من سوهاج لما تعرضت لهما الشرطة بالزخيرة الحية مما أدى لمقتلهما لأن شرطتنا الباسلة تحافظ على أن تكون عمالة كل منطقة من أهلها. أما تلميحه أو تصريحه بأن الكنائس تخزن الأسلحة الفتاكة لمحاربة المسلمين فهو محق فى كل كلمة قالها, فسلاح الصلاة والصوم والاستنجاد بالله المستمر فى الكنائس تعتبر من أسلحة الدمار الشامل التى حرمتها المواثيق الدولية التى تهدد ألدولة وأمنها. وهو محق أيضا فى اتهامه الأقباط المسيحيين بالاستقواء بالخارج وهذا فعلا حدث ويحدث فى كل وفت وحي, فقد يئس الأقباط المسيحيين من الاستقواء بالداخل فلا الحزن الوطنى أنصفه ولا حزن الوفد أنقذه ولا حزن التجمع أبر بوعده مما اضطرهم بالاستقواء بالخارج برب الأرباب وخالق الخلق الذى بيده النصر الأكيد إيمانا منهم بأنه ملعون كل من يتكل على ذراع بشر.
أما ما ادعاه على قداسة البابا شنودة الثالث فى حديث جاء فيه ـ بأن عدد المسيحيين في مصر سوف يتساوى مع عدد المسلمين عام 2000 طبقا لخطة شرحها في خطابه‏.‏ أرى أنه ربما اختلط عليه الأمر من كثرة قراءته للأحاديث النبوية فتصور الحديث الشريف القائل ( تناكحوا تناسلو فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة ) من أحاديث البابا وأن الحديث مكتوب فى مؤلفات البابا وليس فى صحيح البخارى, فنحن نعذره لكثرة قراءاته ومشاغله الكثيرة المتنوعة. ولأنه رجل مهذب مؤدب لا تخرج من فمه العيبة فقد امتنع عن ذكر الكثير مما قاله قداسة البابا ويعف لسانه عن ذكرها, ونحن نشكره على عفة لسانه وحكمته فى إخفاء ما لا يقال. وإذا كان فيما قاله الكاتب ما يراه قداسة البابا سبا وقذفا فمن حقه اللجوء للقضاء الذى بالطبع لن ينصفه أو يعطيه حقه. ويرى الكاتب أن أقباط 2010 أفضل حالا منهم سنة 1810 أو 1910 وهو محق فى ذلك لآننا فى هذا العام المجيد زاد عدد شهدائنا فى نجع حمادى ومرسى مطروح والنواقص ( النواهض سابقا) وأخيرا فى الطالبية وتباركنا بتجلى سيدتنا العذراء فى أكثر من موقع مما يبث لدينا الأمل بالنصر القريب.
بعد سماعى لوجهة نظر صديقى الفيلسوف وتمعنى فى تحليله المنطقى استراحت نفسى وتنفست الصعداء وأحسست بالراحة وقلت:
حقا أننا نعيش فى كنف خير أمة أخرجت للناس ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل الكذب و التدليس حرية صحفية
Amir Baky ( 2010 / 12 / 12 - 18:42 )
فى الغرب لا يتم ذكر الديانة ككونه موضوع شخصى جدا مثل خصوصية العلاقة الزوجية بالقراش. ولكن فى شرقنا التعيس الدين سياسة فلابد من ذكره ليتم التعامل مع المواطنون كحسب ديانتهم. فلو مسلمين تبنى المساجد بدون مشكلة ولو كانوا مسيحيون فالخط الهمايونى موجود لتقليص بناء كنائس الشرك على الأرض الطاهرة. ولو كانوا بهائيين فيمنع بناء أى مبنى دينى لهم. ولو ترك مواطن الإسلام فحد الردة و قطع رقبته جزاء لكفره. فذكر الدين هام جدا فالمواطنون عمليا ليس سواسية. مشكلة مقال جريدة الأهرام هو الإفتراء و الكذب و التدليس كما لو أن الكذب تحول لفضيلة بالنسبة لكاتب المقال و المصيبة الأكبر تصديق هذا الكذب رغم أن الكاتب لم يأتى ببرهان واحد لمصداقيته. والأكثر حزننا هو تبرير رئيس التحرير بأن المقال ينم على حرية الصحافة. فلو مقال كهذا تم كتابته فى الغرب لكانت القضايا هى الحل الوحيد. كما أن منع جريدة الأهرام نشر مقالات توضح كذب هذا المقال أكد لى أن الموضوع سياسى جدا بتحريض من الحزب الفاشى الذى زور إرادة المصريين. وأكد لى أن حرية الصحافة بالأهرام ليست حيادية.


2 - دلع زاد عن الحد
سامى معوض ( 2010 / 12 / 12 - 19:40 )
نشكر كاتبنا النابه فاروق عطية على عرضه الساخر لدلع النظام لأقباط مصر المسيحيين الذى زاد عن حده لدرجة الشهادة. ونحن نستقوى بمسيحنا له المجد لأنه الأقوى والأقدر على الردع وحسبنا الله ونعم الوكيل. وتقييمى للمقال 100%


3 - الدلع زاد عن الحد
سامى معوض ( 2010 / 12 / 12 - 19:47 )
نشكر كاتبنا النابه فاروق عطية على مقاله الوافى الساخر. ونتفق معه على أننا نستقوى بالسيد المسيح له المجد لأنه الأقوى والأقدر على نصر الحق والوقوف مع أبنائه. ولا نقبل المساس بقداسة البابا والتقول عليه بالباطل وحسبنا الله ونعم الوكيل


4 - الله يحفظ كل المصريين
هديل محمود ( 2010 / 12 / 12 - 19:56 )
لقد أخطا عبد الناصر سلامه فى حق جميع المصريين بمقاله الوقح بجريدة الأهرام القاهرية بتاريخ 6 ديسمبر وأنا كمسلمة لا يسعنى إلا الاعتذار لكل مسيحى مصر عن هذه الإهانة وأخص بالاعتذار لقداسة البابا شنودة الذى نعرفه كرجل شديد الوطنية والحب لمصر حيث يقول أننا لا نعيش فى مصر بل مصر تعيش فينا


5 - حكومة التعصب والغباء
حكيم العارف ( 2010 / 12 / 13 - 01:27 )
انت كنت فى غاية الإحباط والغضب بعد قراءة مقال لكاتب وقح بجريدة الأهرام -بتاريخ 6 ديسمبر- تحت عنوان أقباط 2010..

وماذا تكون حالتك عندما تعرف ان المبنى المقابل للكنيسه تحت الانشاء وقد وضعوا عليه لافته (انه مسجد) بدون ترخيص ...

انها حكومة التعصب والغباء وليس لديهم اى حياء


6 - لك الله يا شعب مصر
فاطمه أمين ( 2010 / 12 / 13 - 04:00 )
عظيمة يا مصر بشعبك وحب ناسك, ومنكوبة يا مصر ببعض كتابك أمثال هذا الأبله عبد النصر زفت الذى شوه سمعة مصر ووضعها فى خانة التعصب المقيت الذى ندعو الله أن يخلصنا منه. شكرا للكاتب عطية لدفاعه المشروع بالأسلوب الساخر اللميز تقييمى للمقال 100%


7 - الكارثة الكبرى
مها معروف ( 2010 / 12 / 13 - 13:09 )
ليست الكارثة فيما حدث فى الطالبية من تعد على الكنيسة وقتل وجرح الضحايا والقبض على المئات ولكن الكارثة الحقيقية فى من يدعون أنهم مثقفون وهم مغسولى الدماغ والمتشنجون باسم الدين وهم أحقر من أن يتكلموا فى مثل هذه المواضيع التى تثير الفتنة بين ابناء الشعب الواحد ولم يسمعوا عن الحكمة القائلة: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .. ملعون أنت أيها الحقير بما ادعيته على قداسة البابا

اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446