الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية السوية

صاحب الربيعي

2010 / 12 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعدّ الشخصية السوية تفاعلاً وانسجاماً مع الواقع بعيداً عن التمركز حول الذات وتتطلب توجهات للتمحور حول المجتمع، بعدّ التمركز حول الذات حالة غير سوية تظهر عدم النضوج الكامل للشخصية. تظهر الشخصية السوية الفعالة سلوكاً موجه على نحو دقيق لحل مشكلة ما من دون تدخل أو طلب مساعدة من الآخرين، وتعي محيطها كذات وواقعها داخل النظام الاجتماعي فيكون حراكها ايجابياً وذو فعالية تتناسب والحالة القائمة المؤثرة في الذات. وكلما كانت فعالية الفرد عالية أمكنه ايجاد السبل الملائمة للحل، وتجاوز عقبات التوتر والقلق في الحياة اليومية لتحافظ الشخصية على توازنها وتزيد قدرتها على تحقيق أهدافها بكفاءة عالية.
يحدد (( محمد ربيع وآخرون )) فعالية الشخص السوي وسلوكه قائلاً : " يصدر عنه سلوك فعال وموجه نحو حل المشكلات، والتغلب على الضغوط ومواجهتها على نحو مباشر لتقليل تأثيرها السلبي ومن ثم منع تحولها إلى عوائق انفعالية في حياته، ويتبنى أساليب فعالة في مواجهة التوترات والمخاوف، ويسعى إلى تحقيق أهدافه لشعوره بقيمتها وأهميتها ".
كلما كانت فعالية الفرد عالية ارتقى سلوكه إلى السوية، وعلى خلافه فإن انخفاض الفعالية يضعف السلوك السوي. إن المعايير الأساس للشخصية السوية، سلوكها الفعال والمتواصل مع الآخرين بعدّه تعبيراً عن التمركز حول المجتمع والتفاعل الايجابي مع السلوك العام الذي يتطلب قدراً من المرح وتبادل الخبرة وحسن التصرف، فالسوك الايجابي مع الآخرين بالضرورة يعكس سلوكاً مماثلاً شريطة أن يكون الطرف الآخر ذو شخصية سوية أيضاً.
يصف (( شابيرو )) الشخص السوي على : " أنه شخص فعال غير متمركز حول ذاته ويمارس دور الراشد ويكتسب توجهات أكثر تمركزاً حول المجتمع، ويتصف بالكفاءة والانسجام والمرح، والقدرة على الاستفادة من الخبرة المكتسبة، والتواصل مع المجتمع، وقابلية على تقييم ذاته ".
إن اختلال السوية مرده عوامل وراثة أو مرضية أو نفسية تصيب أجهزة الجسد فيؤثر سلباً في السلوك العام ويقلل قابلية الاستفادة من الخبرة المكتسبة، ومن ثم تقل فعالية التواصل مع الآخرين ويتمركز الفرد حول ذاته على نحو أكبر. ومع الزمن يصاب بالريبة من التواصل مع الآخرين وخشية مواجهة مشكلات يصعب حلها. ونظراً إلى تدني أهليته وخشيته التواصل مع الآخرين تقل فرص حصوله على المساعدة فيتصاعد توتره ويلجأ إلى الدفاع اللاواعي عن ذاته خلال تقليل فعاليته إلى الحدود الدنيا ومن ثم ينسحب من المجتمع ليتمركز حول ذاته لتقليل التوتر والقلق الذي ينتابه وبذلك يخفي شخصيته الحقيقية لصالح شخصية ظاهرية قلقة يتعارض سلوكها مع السلوك العام وتفرض نفسها قسراً على المجتمع.
لا يمكن ينسجم سلوك الشخصية السوية مع السلوك العام للمجتمع من دون أن يكون الفرد فعالاً في اكتساب قيم المجتمع وأعرافه بعدّها خبرة يحتاج اكتسابها إلى التواصل، فكلما كانت حالة الانسجام مع الآخرين مقبولة جرى اكتساب الخبرة على نحو أكبر.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير سياسي من مبابي بشأن انتخابات فرنسا


.. بوتين يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عامًا.. وهذا ما سي




.. ضحايا وعشرات المصابين على إثر حريق مستشفى خاص في إيران


.. الجيش الإسرائيلي يحقق في احتمال تهريب حماس رهائن إلى خارج رف




.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة| #ال