الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-نعم إنهم تركوا رسولهم ميتاً واختلفوا حول السلطة-

عمرو اسماعيل

2010 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




قرأت مقالا لكاتب في جريدة اليوم السابع المصرية يعترض فيه علي النشطاء السياسيين في مصر الذين يطالبون بالتغيير بسبب انه سمع احدهم يقول عن المسلمين الأوائل انهم تركوا رسولهم ميتاً واختلفوا حول السلطة ،، فكتب بعدها مقالا عنوانه " انا احب النظام واكره التغيير"

وأقول له
زعلان ليه من التاريخ الحقيقي ..
فهو يلقي بظلاله علينا حتي الآن
من القائل عن الحكم
هذا قميص البسينه الله فلا أخلعه ..
فلماذا نعيب علي رئيسنا
انه يحيي السنة حتي آخر نفس
ان وسيلتنا الوحيدة لتداول السلطة منذ اربعة عشر قرنا وحتي الآن هي عزرائيل
الذي يبدو ان الشعب سيرحب به الآن ان قرر ان يقوم بدوره في تداول السلطة
لقد كتبت مقالا سابقا عن عزرائيل كآلية وحيدة في عالمنا التعيس لتداول السلطة اعيده هنا واسألكم هل تغير شيئا؟

هل تعتبروني مخرفا .. من حقكم .. ولكن من حقي ان أذكركم أن عزرائيل ملك الموت كان هو الوسيلة الوحيدة في التغيير في عالمنا منذ عهد الخلفاء الراشدين رغم عدالتهم وكونهم من العشرة المبشرين بالجنة وحتي الآن !!!!!....


لقد أدرك العالم كله منذ قرنين او يزيد ان التداول السلمي للسلطة من خلال نظام اسمه الديمقراطية اخترعه اهل اليونان و أعاد أحيائه فلاسفة التنوير في الغرب بعد قرون من اهدار الدماء دون طائل كان عزرائيل ملك الموت هو الوسيلة الوحيدة لاقصاء الحاكم عن كرسيه وهو الوسيلة الوحيدة للتغيير .
لقد استبدل العالم كله عزارئيل ملك الموت في السياسة بصناديق الانتخابات و أصبح صندوق الانتخاب الذي تحول الي صندوق زجاجي ضمانا للشفافية هو الذي يقبض روح اي حكومة لا ترضي شعبها بينما في عالمنا مازلنا نعيش ثقافة عزرائيل في تغيير الحكام .
وملك الموت له وسائل عديدة في القبض علي الارواح منها المرض والشيخوخة والحوادث و الكوارث الطبيعية . .
بينما في السياسة والحكم وسيلة ملك الموت هي في الغالب القتل سحلا او طعنا او رميا بالرصاص الافيما ندر عنما تصبح الشيخوخة او المرض هما نهاية الحاكم ليس لانه عادلا ارضي الشعب ولكن لأنه كان قويا يملك من اجهزة التجسس و القهر ما يضمن له ان يطيح ملك الموت بروح من يفكر في الاطاحة به حتي قبل ان يحاول ان ينفذ ما في رأسه من أفكار .. ولنا في زعمائنا النشامي أسوة حسنة .. وعلي رأسهم البطل الهمام صدام حسين الذي انقذه من الوسيلة المفضله في التغيير في العراق وهي السحل في الشوارع أن قبض عليه هولاكو القرن العشرين وليس هولاكو القرون الوسطي .. فهولاكو القرن العشرين يؤمن بتغيير حكوماتنا بصواريخ كروز والقبض علي الحاكم في حفرة و أذلاله حتي يعتبر الباقين من أمثاله.
فسيدنا ابو بكر الصديق هو الوحيد منهم الذي تغير بالموت الطبيعي علي فراش المرض بينما كان الموت طعنا هو مصير من خلفوه واستمر نظام الحكم بعدهم يعتمد علي السيف في وصول اي حاكم الي السلطة وعلي السيف في تغييره الا من أعمل السيف في رقاب شعبه ومعارضيه فوقي نفسه شرهم حتي يأتي ملك الموت ليقصف روحه مرضا نتيجة آثار التخمة من كثرة الاكل او الارهاق من كثرة الجواري والزوجات وما ملكت الايمان .

هل أقول غير الحقيقة ..من عنده غيرها فليأتي بها .. 


حتي في العصر الحديث .. لم يتخلي عزرائيل ملك الموت عن دوره في تغيير الحكام عندنا الا في الفترة التي كنا فيها تحت الاحتلال من قبل الامبراطورية المتخلفة المسماة بالبريطانية التي كانت تؤمن بتلك الوسيلة المتخلفة في التغيير السلمي للحاكم عزلا عندنا وانتخابا عندهم .
ثم رجعت ريما لعادتها القديمة 
تم تغيير ملك العراق سحلا وعبد الكريم قاسم رميا بالرصاص ثم ممارسة نفس الهواية بعد ذلك ..
وكانت ثورة يوليو اكثر رحمة بالملك فاروق لانها تعرف ان نهمه للأكل والخمر والنساء سيقوم بالمهمة ولكن هذا لم يمنع ان يتم تغيير ناصر بالسكتة القلبية والسادات قتلا بالرصاص.
هل يوجد اي رئيس او ملك عربي سابق .. الا ان كان منفيا ليتم قتله في المنفي في الغالب باستعمال السم الهاري .. فنحن نعتبر ان اي رئيس او ملك سابق هو تهديد محتمل للحالي حتي لو لم يكن بيده حيله ومشغولا بالاستمتاع بما نهبه من نقود شعبه وهرب بها الي الخارج .
ومما يدعو الي الاستغراب و الحيرة ان الاغلبية في عالمنا تتغني ليل نهار بنظام الحكم الذي كان يعتبر عزرائيل هو ملك التغيير وتريد ان نرجع اليه وتترحم علي الخلافة التي كان آخرها الخلافة العثمانية التي استبدلت السيوف والمشانق بالخوازيق فاستطاعت السيطرة بفضلها لمئات السنين علينا واجبرتنا علي ان نغلق عقولنا بالضبة والمفتاح حتي لا يخترق العقول خازوق سفلي علوي .. واحتجنا هولاكو فرنسي اسمه نابليون لنعرف ان هناك شيء في العالم اسمه الحرية والاخاء والمساواة وان هناك مخترعات حديثة لم يعجبنا منها الا المدفع والبندقية والبارود فاستبدلنا السيوف بها ليستعملها عزرائيل في قصف ارواح الحكام طلبا للتغيير او قصف ارواح المعارضين طلبا للأستقرار ..الاسم الحركي في بلادنا للجمود و الديكتاتورية وسيطرة حكامنا الطغاة علي الارض وما عليها و ما في جوفها .
ثم نسمع في الصحف و القنوات الفضائية وتنظم حكوماتنا المؤتمرات التي تتغني بالاصلاح والتغيير ولا اري في الحقيقة أي أمل لأي اصلاح هذا الذي يطالب به الجميع إلا أن يستعمل عزرائيل ملك التغيير في بلادنا اي وسيلة يراها للتغيير .. الموت علي فراش المرض ..لنثبت للعالم انسانيتنا ..او الموت نحرا او نسفا او رميا بالرصاص لنثبت للعالم ثوريتنا ومقاومتنا وجهادنا .
هذه هي الحقيقة يا سادة رغم مأساويتها .. هذه هي حقيقة نظم الحكم في بلادنا وحتي تلك التي تطالب بها القاعدة وأبطالها الزرقاوي وبن لادن والظواهري وحتي الاحزاب والجماعات الأكثر اعتدالا ذات الشعبية الطاغية في بلادنا مثل حزب التحرير وجماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر اكثر جماعات الاسلام السياسي اعتدالا و انسانية .. فعزرائيل ملك التغيير عندها هو اكثر انسانية من الجماعات الاخري و التغيير يكون بالموت الطبيعي .. فهل تغير مرشدها العام الا بالموت ..الا تنادي بالخلافة وتعتبر الخلافة الراشدة هي المثل والغاية ..فهل تغير اي حاكم في هذه الخلافة الا بالموت .


اني لا اري املا في المستقبل المنظور الا ان اقتنعت شعوبنا فعلا وليس قولا فقط انه آن الاوان ان نستبدل ملك الموت كآلية لتغيير الحكام بصناديق الانتخابات ويا حبذا لو كانت صناديق زجاجية شفافة يشرف عليها القضاء وتراقبها الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان و المنظمات الغير حكومية حتي نضمن ان لا يصبح تزييف الانتخابات هو البديل للموت كآلية للتغيير .. فحكوماتنا خبيرة في الضحك علي الذقون و خاصة دقن بوش وبلير ومن يشبههم ويتبعهم ...
ومع انشغال عزرائيل في السنة الأخيرة في تغيير بعض حكامنا الذين انتهت مدة صلاحيتهم الفعلية منذ زمن طويل .. فيبدو فعلا أنه لا نهاية قريبة لحاجتنا لعزرائيل كوسيلة واحدة لتداول السلطة بين أفراد وليس أحزاب .. فالأحزاب هي مثل الديمقراطية والانتخابات الحقيقية وليس المزورة ...يبدو أنها بدعة .. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار !!!
بارك الله لنا في عزرائيل .. فهو يخلصنا من حياتنا المليئة بالقهر والظلم دهسا في مني أو انهيارا لمنازلنا الآيلة للسقوط او بالسكتة القلبية من الاحساس بالقهر وعدم القدرة علي فعل شيء .. كما يخلصنا من حكامنا الأشاوس نتيجة التخمة الناتجة عن التمتع بمباهج الحياة التي حرمنا منها كشعوب وكثرة الزواج الذي وصل بالبعض الي زوجة بكر كل أسبوع ..
لنا الله وحفظ لنا عزرائيل فهو ملاذنا الأخير ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن نحتاج ان نؤمن بالحريات أولا عزيزى عمرو
سامى لبيب ( 2010 / 12 / 13 - 22:07 )
تحياتى عزيزى عمرو
نحن شعوب تكلست وتجمدت ولم يعد لها أى قدرة على التغيير لأنها بالفعل يئست كما لا يوجد لها إيمان بقدرتها على التغيير .
اعتقد أننا نحتاج ثورة حقيقية فى المفاهيم فليس هناك مشكلة فى الحكام طالما الشعوب بائسة
هناك مثل مصرى يقول : يا فرعون إيش فرعنك ..قال ملقيتش حد يردنى .

أرى أننا كشعوب وأفراد قبل الحكام لا نعطى أى إهتمام لقضية الحريات والديمقراطية فعلى المستوى الفردى نجد اننا نحن على صواب ونتشبث برأينا ولا نحترم رأى الآخر بل نرفض حريته بتعنت وغباء .
يجب أن تقوم ثورة تنويرية ترسخ أهمية الحريات والديمقراطية وإحترام رأى وفكر وسلوك الآخر والتشبث بهذه القضية كمنهج حياة والدفاع عنها ..حينها ستتلاشى هذه الأنظمة ولن نحتاج لعزرائيل فى التغيير


2 - نعم نحن كشعوب نستحق مانحن فيه
عمرو اسماعيل ( 2010 / 12 / 14 - 00:59 )
نعم أخي سامي
فنحن سادة الازدواجية في كل شيئ
نتحدث عن الحرية ونحن عبيد
واذا حصل اي منا علي اي سلطة تجده ديكتاتورا من الطراز الاول
انظر الي رجالنا الاشاوس
يمارس الرجل ديكتاتوريته علي زوجته .. وقد يكون ناشطا سياسيا يطالب بالديمقراطية
حقوق المواطنة في بلادنا كلمة للاستهلاك المحلي .. والديمقراطية كلمة نتشدق بها دون ان نؤمن بها حقا
ماهو السبب
كلنا نعرفه ولكن أغلبيتنا لا تستطيع التصريح به وانا اولهم
الحل نسف الحمام
كيف .. في الحقيقة لا أعرف


3 - عزيزى الدكتور عمرو اسماعيل
هشام حتاته ( 2010 / 12 / 14 - 01:44 )
نعم ياسيدى .. على المدى المنظور فأن عزرائيل هو الحل ، ولكن تأكد انه لايوجد حاكم ديكتاتور الا لشعب خانع ومستكين ، فالدين رسخ فى عقول الناس ان الحاكم الظالم من القدر مثله مثل الموت والرزق ( حاكم غشوم افضل من فتنه تدوم ) و ( اسمعوا واطيعوا ولو حكمكم عبدا حبشيا )، ولكن العالم اصبح قرية صغيرة ، والدين اصبح تحت المجهر ، حقيقة ان التغيير بطئ ولكنه حتما قادم ، ان لم يكن لنا بحكم السن فعلى الاقل لاولادنا . خالص تحياتى اليك والى قلمك الحر .


4 - الف اهلا والف سهلا
فراس فاضل ( 2010 / 12 / 14 - 05:33 )
مقال رائع كعادتك يا عمرو--ولكنى اذكرك بان عزرائيل كان فى اجازه تامه عند حكم صدام للعراق او كان نائما -- ووالله لو اجتمع عزرائيل وميكافيل وجغرافيل لما استطاعوا ان يهزوا شعره من راس الطاغيه --الا ان جائنا الحكيم العادل الرئيس بوش وقام بدور عزرائيل وانقذنا من صدام الطاغيه---سمعت من الاذاعه السويديه ومن ويكلكس بان عزرائيل انهى نومه واجازته وانه قادم الى مصر والسعوديه وليبيا --الف اهلا والف سهلا


5 - تعليق رقم 1
روكسى رمسيس ( 2010 / 12 / 14 - 10:24 )
يقول المعلق رقم 1 ما يلى:

-فعلى المستوى الفردى نجد اننا نحن على صواب ونتشبث برأينا ولا نحترم رأى الآخر بل نرفض حريته بتعنت وغباء .-
وردا على هذه الدرة الثمينة نقول وبالله التوفيق :
ورد فى الأثر أنه كان هناك طفل جميل اعتاد أن يحكى حكايات للأطفال من سنه
كانت الحكايات كلها من خياله وكان الكبار معجبون به ويشجعونه ويتركون له كل الحرية فى اللعب كما يشاء مادام رأسه مبدعا بهذا الشكل

وفى أحد الأيام بدأ الطفل يحكى حكايات عن الشجاعة والبطولة تحرض الأطفال على والديهم وتدعو كل منهم أن يمسك بسكينة ليذبح والده أثناء نومه

ولما سمع الكبار ذلك شعروا بانزعاج وبدأوا ينتهرون ذلك الطفل ويوبخونه .. فما كان منه الا أن أضرب عن الطعام احتجاجا منه على التعنت والغباء


6 - ذكرتني بحرب الخليج الاولي استاذ فراس
عمرو اسماعيل ( 2010 / 12 / 14 - 13:21 )
بعد الحرب تغير كل رؤساء الدول الغربية التي حررت الكويت ديمقراطيا .. اما رؤساء
الدول العربية من كانوا مع صدام او ضده لم يغيرهم الا عزرائيل وبعد عمر طويل.. بقي صدام وبقي امير الكويت .. بقي ياسر عرفات وبقي حسني مبارك
صدام يبدو انه كان يخيف عزرائيل فلم يستطيع الاقتراب منه الا بعد ان ازاحه هولاكو الامريكي من السلطة
متوسط عمر الانسان ارتفع في العالم كله؛
ولكن في بلادنا الابية متوسط عمر الحكام هو الذي يرتفع
يبدو انهم يقاومون عزرائيل بالخلايا الجزعية مع قوات الامن السياسي والانتخابات المزورة
هل تعرف يا صديقي رئيس عربي سابق يعيش في بلده باستِثناء سوار الذهب
يبدو ان رؤسائنا قد دفعوا رشوة وفتحوا حسابا لعزرائيل في بنوك سويسرا ليتفرغ لازهاق ارواح الغلابة


7 - مرحبا بعزرائيل
عمرو اسماعيل ( 2010 / 12 / 15 - 15:00 )
لعله يخلصنا مما نحن فيه من قهر وانعدام العدالة في هذه الدنيا الظالمة التي يتربع في بلادنا علي كرسي الحكم فيها مجموعة من المتخلفين عقليا او المصابين بالهوس و الالزهيمر

اخر الافلام

.. -هجمات منسقة- على كنيس لليهود وكنيسة في داغستان


.. هجمات دامية على كنائس ودور عبادة يهودية في داغستان




.. روسيا: مقتل 15 شرطيا وكاهن إثر هجمات على كنائس أرثوذكسية وكن


.. القوات الروسية تستعد لاقتحام الكنيسة حيث جرى الهجوم الإرهابي




.. قتلى وجرحى بهجمات على كنيستين وكنيس يهودي ونقطة شرطة في داغس