الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 1/2

هشام حتاته

2010 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقديــــــــــــــــــم :
فى عالمنا الاسلامى لايمكن فصل الدين عن الحياة ، حيث ترسخ فى الذهنية الاسلامية حلال العقود الثلاثة الاخيرة ( بعد الهجمة الوهابية ) ان الاسلام دين ودولة ، وفى مصرنا العزيزة بالذات يضاف الى ذلك ان الدين مكون رئيسى فى الهوية المصرية منذ اكثر من خمسة آلاف عام ، بداية من الاوزيريسية ثم المسيحية حتى الاسلام ، فالخلود فى عالم آخر بعد الموت هو البداية الاولى للاديان ، والحساب امام المحاكمة الآخروية هو بداية الضمير ، تختلف المحاكمة والثواب والعقاب من دين لآخر ، ولكن الخلود فى عالم آخربعد الموت هوحلم البشرية ، وبه بدأ السؤال التأسسيى الاول للعقل البشرى : من أين ، والى اين ؟
ان الحقائق العلمية والمكتشفات الأثرية ونظريات علم النفس والاجتماع والفلسفة والمنطق قد وضعت الاديان تحت مجهر الفكر النقدى ، فقامت فى اوروبا مدارس نقد التوراه ومدارس نقد الانجيل ، انتهت بالغرب الى فصل الدين عن شئون الحياة اليومية للناس وتم حصره فى مجموعة القيم الانسانية والضمير والفصل بين الحياة الدنيوية والروحية .
فى شرقنا العربى بدأت بعض المحاولات الفردية بدأت اسقاطا روائيا مع الراحل نجيب محفوظ ( اولاد حارتنا - قلب الليل ) وتلميحا بين السطور او اسقاطا لدراسات الاسطورة على التراث اليهودى الذى تسلل الى الفكر الاسلامى للدكتور سيد القمنى ، او دراسة لمفهوم النص وعلوم القرآن - فيها من التلميح اكثر من التصريح - للراحل نصر ابوزيد ، بالاضافة الى لف ودوران محمد اركون ، أوالاسلام الاشتراكى لحسن حنفى بين التوفيق والتلفيق ....... الخ . ولكننا لم نجد دراسة نقدية حقيقية تتعرض للدين الاسلامى .
اعرف حجم الاكراهات السلطوية وحالة الشحن الدينى واتهامات التكفير ومحاولات القتل، واعرف ايضا حجم الاكراهات الاجتماعية التى يعيش بينها الكاتب . وانا لاأزعم اننى بمنأى عن هذه الاكراهات ، ولكن الفضاء الالكترونى يعطينى بعض الحرية فى الطرح
فاذا كان لابد من حالة التدين فلتكن على الاقل حالة تصالحية وليست تصادمية ، فهدفنا من هذه الدراسة هو تطوير الخطاب الدينى ( ولا اقصد التجديد لأنى اعتبر ان التجديد هو اعادة ترميم وطلاء ) ولكن التطويرالذى اسعى اليه هوتطبيق منهجيات العلوم الحديثة ، واضعين الدين فى اطاره الحقيقى ضمن اطاره التاريخى والجغرافى ( الزمكانى ) وضمن الثقافة السائدة فى عصرة والتى انتجت نصوصه ، دون تهويمات مشيخية واعجازات جبريلية .




وحتى يتم تطوير الخطاب الدينى يجب اولا نقد هذا الفكر الاعجازى والتهويمى ، من خلال بحث ظاهرتين (اشكاليتين ) مهيمنتان على العقل الدينى ، ضاغطتين على العقل العلمى :
الاولى : بحث ظاهرة الوحى ومحاولة الوصول الى ماهيته من خلال النص الدينى ذاته ، ومحاولة علمنته ضمن شروط العقل ومناهج البحث العلمى .
الثانية : بحث ظاهرة الجن وتحليلها ضمن الثقافة السائدة وقتذاك فى الزمكان النبوى . حيث يرتبط الوحى الالهى الى انبيائه بوحى الجن الى اوليائه .
ثم نتطرق بعدهما الى العلاقة الجدلية بين النص القرآنى والواقع الذى انتجه ضمن ماقلنا من قبل ( التاريخ والجغرافيا – أو الزمكان النبوى ) لنتعرف على ارتباطه بالثقافة السائدة ، واحداث فترة النبوة ، والبعد النفسى لصاحب الدعوة الواضح فى بعض آيات القرآن . لنصل فى النهاية الى البحث عن آليات جديدة لاستخراج الاحكام لتتوافق وتتصالح مع الظرف الراهن بدلا من حالة التصادم التى اشرنا اليها ، فأنا لست من مؤيدى الهجوم السافر على الاديان ، ولكنى مع العبارة الفلسفية : ( ان لم يكن الله موجودا لاخترعناه ) ، واعرف حاجة الانسان - فى شرقنا العربى على الاقل - الى يقين ايمانى ، واعرف ايضا ان الخلود فى عالم آخر بعد الموت هو حلم انسانى قديم قدم الانسان نفسه كما اشرنا فى بداية الدراسة ، وان كان التكرار ضروريا لعدم الالتباس فى المفاهيم .
** تأسيس
تداخلت وتشابكت فى عقل الانسان منذ البدايات الاولى لخروجه من المرحلة الحيوانية الى المرحلة البشرية ( قبل اكثر من خمسمائة الف عام ) ، ثم انتقاله فى مرحلة تطوية اخرى الى المرحلة الانسانية بعد اكتشافه اللغة ( قبل اكثر من سبعة آلاف عام ) اربعة ظواهر هيمنت على افكاره واعتقاداته ، نوجزها من حيث بداياتها فى التالى :
1) الاحلام : شكلت ظاهرة الاحلام منذ بداية العقل الواعى للانسان البدائى ، البدايات الاولى للظاهرة الدينية فيما عرف بالعبادات الطوطمية ( عبادة الاشكال الحيوانية ) ، حينما كانت تهاجمه فى حياته اليومية وتسبب له الخوف والرهبة ، لتتجذر فى العقل الباطن واللاشعور، منطلقة من عقالها اثناء سكون العقل الواعى ليراها احلاما وكوابيس مزعجة ، فقام بعبادتها وتقديم القرابين لها اتقاءا لغضبها وشرورها .
2) الافكار الثورية : هى حالة صدام بين افكار وليدة ( نتيجة معارف اولية مستقاه من ثقافات اخرى ، أو نتيجة معاناه من الظلم الاجتماعى والاضطهاد المرتبط بظروف النشأة ) ، ضد الفكر السائد المسيطر الذى يرى انه السبب المباشر فى معاناته النفسية .



3) الوحى الابداعى : هو ظاهرة يعرفها كل الشعراء والكتاب والمفكرين والفنانين والمبدعين عموما ، لاتنتج الفكرة من فراغ عقلى ، فالتراكم المعرفى ثم المثير الخارجى ( الحدث ) يتولد منهم الحافز ليبدأ تّكون الفكرة الاولية ، ومع المعاناه تكتمل وتنضج وتصبح يقينا ، اذن التراكم المعرفى والمعاناه هى الاساس الاول لانتاج الافكار الابداعية او السمو الابداعى .
4) الالهامات والرؤى والاستشراف : هى حالة روحانية تتحقق بالانعزال والسكون والتأمل بعيدا عن الشهوات والرغبات الانسانية الحياتية للوصول الى حالة من السمو الروحى ، فهناك علاقة طردية بين الشهوات والروحانيات . الشهوات الحيوانية التى مازالت فى اللاشعور من بداياته الحيوانية الاولى ، والروحانيات الانسانية التى اكتسبها الانسان خلال رحلته التطورية، ونعرف ايضا ان الانعزال والتأمل الطويل والنظر الدائم الى السماء ينتج احيانا الهلاوس البصرية والسمعية التى ربما كانت وراء الفكر الصوفى فيما يسمى ( الفتح والكشف والحلول والاتحاد )
لم يعرف الانسان تفسيرا لهذه الظواهر التى تشابكت وتداخلت فى عقله الواعى وانتقلت الى اللاوعى الجمعى فنسبها الى الماورائيات أو الميتافيزيق ، حتى جاء سيجموند فرويد ( 1856 - 1939 ) ليضع المبادئ الاولى لعلم النفس لتستمر بعده الدراسات النفسية لجهود علماء آخرين ، لتوضح لنا فى النهاية ان كل هذه الظواهر هى افكارانسانية وهى فى حقيقتها نتاج عقلى محض ، تختلف من شخص لآخر ، ومن مجتمع لآخرحسب الثقافة والنتاج البيئى والتراكم المعرفى . وجاء علم الاجتماع ليوضح لنا اختلافات الثقافات ( الرعوية - الزراعية - البحرية – الجبلية ) لنعرف ان لكل ثقافة خصائصها التى يتأثر بها الانسان . وعرفنا ايضا الفارق بين الثقافة الشفاهية والاخرى الكتابية ، ومن تشارلز داروين ( 1809 - 1882 ) عرفنا نظرية التطور والانتخاب الطبيعى ، وان التطور هو القانون الحتمى لاستمرار الحياة الانسانية وارتقائها .
كل هذه العلوم بعيدة تماما عن الفكر الدينى الذى وقف عند اللحظات الاولى لانبثاق آيات القرآن مدعيا لها السرمدية والابدية والصلاحية لكل زمان ومكان ، لنجد انفسنا فى النهاية ضد كل العلوم الانسانية ، بداية من المنطق ( ابو العلوم ) وانتهاءا بعلم التاريخ والمكتشفات واللقى الآثارية التى دحضت الكثير من التاريخ الدينى .
** ظاهرة الوحى فى الفكر الدينى :
الوحى لغويا هو : الاعلام فى الخفاء بسرعة ، تقول اوحيت الى فلان اذا كلمته خفاء . وشرعا : هو كلام الله المنزل على نبى من انبيائه بطريقة خفية سريعة غير معتادة للبشر .
1) وحى الانبياء
عندما نستعرض الآيات القرآنية التى تتحدث عن الوحى نجد ان الوحى والتنزيل من المتشابهات ، فلا نجد الدلالة القطعية لمعنى محدد فيهما ، حيث نلاحظ التالى :
ــ اختلاف طريقة الوحى بين اصحاب الرسالات الثلاثة (و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليّ حكيم. و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا إنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) الشورى : الآيات 51 ، 52 . فنجد ان طريقة الوحى لكل منهما تختلف عن الآخر :
ــ وحى مباشر :كما حدث لمسيح الله عيسى ابن مريم ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ …. وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ‏. المائدة 110.
قال الطبري في تفسيره : أنه خبر عن الله بأنه يعلم عيسى الكتاب, وما ذكر أنه يعلمه, وهذا ابتداء خبر من الله عز وجل لمريم ما هو فاعل بالولد الذي بشرها به من الكرامة, ورفعة المنزلة والفضيلة, وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ . ال عمران 48 ، قال ابن جريج: "ونعلمه الكتاب" قال: بيده
ــ من وراء حجاب " أي أن الله يسمع كلامه دون أن يراه السامع كما حدث مع موسى كليم الله بحيث سمع كلام الله ولن يراه . وكلم الله موسى تكليما. النساء 164.
ــ أما الوحى للنبى محمد : فحسب نهاية الآية 51 نفهم : ان يرسل الله من ملأئكته رسولا ، اما جبريل ، واما غيره ، ولكن وفى الآية 52 نجد ( أوحينا اليك روحا من امرنا ) بما معناه اتصال روحى.
ولكننا نجد فى آيات اخرى ( وانه لتنزيل رب العالمين ،نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين) الشعراء 193 ، 194 فالروح الامين هنا تعنى الملاك جبريل ، ولكن ( على قلبك ) تنفى التلقين المباشر الذى اختص به جبريل ، كما جاء فى : ( اقرا باسم ربك الذى خلق .. ) الآية . ولكن ( بلسان عربى مبين ) تضعنا امام اشكالية اخرى تعرض لها الكثير من المفسرين : هل القرآن فى اللوح المحفوظ مكتوب باللغة العربية وبالتالى نزل به جبريل باللغة العربية نصا ؟ بعض العلماء قال بذلك وزاد ان اللغة العربية هى لغة اهل السماء ، ومنهم من قال ان النبى تلقاه من جبريل معنى ثم صاغه بالنص العربى ، ومنهم من قال انه تلقاه نصا ومعنى . وتأكيدا بنزول الوحى مباشرة على قلب الرسول نقرأ ( قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لمابين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين )الآية
ثم نجد فى آيات اخرى ان الوحى الى النبى محمد يتساوى مع الوحى الى الانبياء الآخرين : ( انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيئين من بعده و أوحينا إلى إبراهيم و إسمعيل و إسحق و يعقوب و الأسباط و عيسى و أيوب و يونس و هرون و سليمان و ءاتينا داود زبورا) النساء ، الاية 163 ، وايضا ورغم منزلة النبى عيسى التى اختصه بها الله مع النبى محمد والنبى موسى فى الآية 51 من سورة الشورى المشار اليها سابقا ، الا اننا نجدهم هنا ( النبى محمد والنبى عيسى ) يتساوون مع اسماعيل واسحاق ويعقوب بل وحتى مع الاسباط فى نوع الوحى . والاكثر من ذلك نجد انه نفس الوحى لحوارييى النبى عيسى ( واذا اوحيت الى الحواريين أن أمنوا بى وبرسولى قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) المائدة آية 111
وبين الوحى والتنزيل نقرا : ( وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذى بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ) الانعام ، الآية 93 ثم ( وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لاريب فيه فريق فى الجنة وفريق فى السعير ) الشورى ، آية 7 . وبين ( كتاب انزلناه ) و ( اوحينا اليك قرآنا ) تزداد الاشكالية بين الوحى والتنزيل
2) وحى الملائكة والشياطين : ( اذ يوحى ربك الى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا ) الأنفال ، الآية 7 ( وان الشياطين ليوحون الى أوليائه ليجادلوكم ) الانعام 121 ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا : شياطين الأنس والجن ، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ) الأنعام 112
3) وحى الى غير الانبياء من البشر : وحى من زكريا الى قومه ( خرج على قومه من المحراب فأوحى اليهم بأن سبحوا بكرة وعشيا ) مريم ، آية 11 والى مريم (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) والى ام موسى ( واوحينا الى ام موسى أن ارضعيه فاذا خفتى عليه فألقيه فى اليم ولاتخافى ولاتحزنى انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين ) القصص ، الآيه 7 .
4) الوحى الى مظاهر الطبيعة والجماد والحيوان :

أوحى الله إلى الأرض : (إذ زلزلت الأرض زلزالها ، وخرجت الأرض أثقالها ، وقال الإنسان ما لها ؟ يومئذ تحدث أخبارها ، بان ربك أوحى لها ) الزلزال 1-5 . والى السماء ( واوحى فى كل سماء أمرها ) فصلت 12 .والى النمل ( وأوحى ربك إلى النمل ) . والى النحل ( اوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر وممايعرشون ) النحل 18.
من كل ماسبق نلاحظ انه بسبب تلك المتشابهات في تعبير (الوحي) ، عندما يذكر القران مرارا وتكرارا وحيه الى النبى محمد ، لا نستبين طريقة الوحي إليه يقينا ،والتعبير لا يقطع بمعنى محدود ، حيث ان الوحي تعبير يطلقه القران على أشياء متفاوتة ، من الجماد ، إلى الحيوان إلى الإنسان، إلى الشيطان ، إلى الملاك ، الى الانبياء ، مما جعل تفسير ظاهرة الوحى مرتبكا فى ذهنية المفسر ، حيث لم يتمكنوا من اطلاق مصطلح واحد محدد على الظاهرة ، بل اطلاق عدة تفسيرات وتسميات مثل : الالهام والوحى المباشر للنبى عيسى بقذف الكلام الالهى او المعانى فى القلب قذفا مباشرا، أو الكلام المباشر من وراء حجاب للنبى موسى ، او الالهام الفطرى للانسان كما ام موسى وام عيسى ، او الالهام الغريزى للحيوان : النمل والنحل ، أو الرمز والايحاء كما للنبى زكريا ...... الخ ) . اما عن الوحى للنبى محمد فقد تم ذكره على الاشهر فى اربعة حالات :
- الحالة الأولى : يأتيه مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده على النبى ، لأن هذه الحالة انسلاخ من البشرية الجسمانية واتصال بالملكية الروحانية
- الحالة الثانية: أن يتمثل له الملك رجلاً، ويأتيه في صورة بشر ، وهذه الحالة أخف على النبى ، لأنها عكس الحالة الأولى، فهي انسلاخ الملك من الروحانية المحضة إلى البشرية الجسمانية
- الحالة الثالثة : الرؤيا الصالحة في المنام ( عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدىء به صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيإ الا جاءت مثل فلق الصبح ) فتح الباري شرح صحيح البخارى
- الحالة الرابعة : فى فراش الزوجية ( عن ‏ ‏عائشة ‏قالت ‏: ‏قال رسول الله ‏‏يا أم سلمة لا تؤذيني في ‏عائشة ‏ ‏فإنه والله ما أتاني الوحي في لحاف امرأة منكن إلا هي ‏. النسائى. 3887 )

اذن نحن امام تضارب فى اختلاف الوحى بين الانبياء ( اصحاب الرسالات الثلاثة ) ذاتهم ، وايضا وبين البشر والجماد والحيوان ، وبين مظاهر الطبيعة ، وحتى بين طريقة الوحى للنبى محمد ذاته . وفى الجزء الثانى من هذه الدراسه سنخطو خطوة اخرى لنعرف ان آيات القرآن ذاتها تحمل الذاتية والبعد النفسى لشخصية النبى محمد ، لنقترب اكثر من هدفنا المنشود لوضع الوحى ضمن اطاره الانسانى من خلال النقد العقلى والعلمى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 12 / 14 - 08:24 )
أخي هشام المحترم ، تحية لك تحليل جيد تشكر عليه ،وبإنتظار الجزء الثاني . مع التحية


2 - ما هو الوحي وألأيحاء ؟؟
عباس علي ( 2010 / 12 / 14 - 09:17 )
أستاذي الكاتب الفاضل .. شكرا لجهدك الطيب في هذا الموضوع
ترى ما هو ألأيحاء ؟
ألأيحاء هو طاقة وأحساس يتأثر به العقل ويتفاعل معه فيحدث تغير في سلوك وحالة الشخص الشعورية أو النفسية .. أنا لا أعتقد أن الفكرة التي تنتقل بواسطة ألأيحاء تحتاج لما يسمى بالملاك جبريل أو جبرائيل ومن لف لفهم من الملائكة ... هذا كلام يخرطه ألأنبياء من بحر
الخرط ... فعلم الباراسايكولوجي يناقض ما يدعيه ألأنبياء في هذا المفهوم
النبي محمد قال جاءني الملاك بطشت من ذهب ممتلئ حكمة و إيمان
كيف تفسر هذا الهذيان ؟؟؟ فلو قال جاءني الملاك بطشت من ذهب ممتلئ ببول البعير لكانت أهون
فأذا كان المتكلم نبي فالمستمع عاقل
ألأيحاء لا يحتاج الى ملاك أو شخص يقوم بدور ساعي البريد ... كما لا تحتاج الحكمة لتنقل بطشت من ذهب
مع التقدير


3 - الوحي والجن
ياسر السروجي ( 2010 / 12 / 14 - 14:04 )
الأستاذ الفاضل حتاتة أشكر لك جهدك الكبير في صياغة هذا الموضوع الذي سيذهب ادراج الرياح . برأيي أن الخطاب الديني لا يمكن له أن يتطور لأنه خطاب مؤسس على عقلية الخرافة والجهل وبالتالي فان أي خطاب يؤسس على الفهم العلمي الجدلي سينهي خرافة ما يطلق عليه دين , كيف يمكن لعقل أن يتبنى فكرة الوحي أو الجن ويخضعها للعلمنة ضمن شروط العقل .... يجب أن يكون عندك عقل لكي تقبل ذلك


4 - اعتماد الدراسه علي النص القرآني يضعفها
محمد حسين يونس ( 2010 / 12 / 14 - 16:30 )
الوحي المسيحي او اليهودى المذكور في كتاب المسلمين لا يتطابق مع رؤية هذه الاديان والتي تعتمد علي ان الاله يتكلم من خلال اصفياؤه من الرسل والانبياء بدليل ان الاناجيل كتبت بعد مئات السنين من موت المسيح .. كذلك فان التوراه كتبت بافراد مختلفين عبر الف سنه الوحى عند قدماء المصريين كان يتم من خلال الكهان وابناء الالهه من ملوك و ملكات .. لا اعرف نهايه المقال ولكن قد يرى الكاتب الالتجاء الي مراجع اخرى تاريخيه وعلميه


5 - الاستاذ / سيمون خورى
هشام حتاته ( 2010 / 12 / 14 - 22:09 )
اشكرك على زيارتك الكريمة ومتابعة كتاباتى ، بكم ومعكم ربما نصل يوما الى العقلنة التى ننشدها ... مع خالص تحياتى


6 - لسيد / عباس على
هشام حتاته ( 2010 / 12 / 14 - 22:16 )
اشكرك على الاهتمام بمطالعة المقالة .. والايحاء الذى ذكرته هو ضمن ماسنتعرض له خلال هذه الدراسة ، فالانسان قبل منتصف القرن التاسع عشر لم يكن يعلم ان الافكار والاحلام والرؤى ماهى الا نتاج عقلى ، تابع معى بقية البحث وسأكون سعيدا بأى اضافة .... مع خالص التحية


7 - السيد / ياسر السروجى
هشام حتاته ( 2010 / 12 / 14 - 22:21 )
اعى جيدا ماتقول ، ولكن يكفينا شرف المحاولة مع كتيبة كتاب التنوير والعقلنة ربما البذرة تنتج يوما شجرة مثمرة فى صحراء فكرنا العتيق ، وتاكد ياسيدى ان التطور هو سنة الحياة ، قد يكون بطيئا ولكنه حتمى . اشكرك على المتابعة مع خالص تحياتى


8 - الاستاذ / محمد حسين يونس
هشام حتاته ( 2010 / 12 / 14 - 22:43 )
للمرة الثانية تشرفنى بالزيارة، وانا سعيد يهذا. بالطبع ماذكره القرآن عن الديانات الاخرى غير متطابق مع نشأتها التاريخية ، بدليل ان القرآن تحدث عن انجيل واحد فقط فى حين وجود اربعة اناجيل كانت موجودة فى نفس الزمان . دراستى تقوم على نقد الفكر الدينى من داخل نصوصه ، ولذلك ذكرت التضارب الواضح فى مفهوم الوحى ، وسوف اتعرض الى البعد النفسى للنبى محمد من داخل النص ايضا ، فأنا اخاطبهم بما يؤمنون به ، ثم بعدها سأوضح العلاقة الجدلية بين النص والواقع الارضى الذى انتجه . الدراسة ستكون طويلة ، ارجو ان تتابعها معى وسأكون سعيدا بأى ملاحظات او مداخلات تثرى الموضوع . ولاانكر اننى كنت اود ان يشترك معى فى هذه الدراسةعدد من الكتاب لأن جهد واحد لايكفى ، فى الغرب قامت مؤسسات لنقد الفكر الدينى ، ولكن جهودنا كلها فردية. فى النهاية اشكرك سيدى ، وانوه اننى دخلت على موقعك لاقرأ - مصر مستعمرة وهابية - فوجدتنى اقرأ كل مواضيعك الثرية .


9 - شكرا للصديق هشام علي اهتمامه
محمد حسين يونس ( 2010 / 12 / 15 - 05:13 )
لعلمي ان هذه الدراسه ستكون ذات تاثير لذلك حاولت ان الفت النظر لان كتب الديانات المختلفة لا تتفق فيما بينها خصوصا رؤيه المسلمين للاخر وكنت اود ان نحظي بدراسه تشبه ما قدمه اريك فروم عن التوراه وهو عالم توراتي ونفسي.. لقد اقنعني بمدى سمو عقيدته بعد ان خلصها من الشوائب ولهذا حديث اخر.. اما رسل السماء المجنحين فستجدهم في كل الديانات سواء اغريقيه او مصريه او فارسيه ..العرب اخذوا عن اليهود كل الذين ينتهي اسمهم بايل عزرائيل اسرافيل جبريل واليهود استعاروهم من السوريين بنفس الاسماء.. ارجو لك دراسه فارقه وشد حيلك الموضوع يحتاج لجهد


10 - الأستاذ هشام حتاتة المحترم
ليندا كبرييل ( 2010 / 12 / 15 - 07:01 )
تحية لجهودك الكبيرة , إضافة الأستاذ محمد حسين يونس يُشكر عليها , أشعر أن هناك جديداً سيطرأ على الفكرة التي خطرلي سؤالك عنها , لذا اسمح لي أن أنتظر الأجزاء الباقية لأشكل فكرة واضحة عما تريد أن تتفضل به . تحياتي لك وللمعلقين الكرام وشكراً


11 - اقتراح للاستاذ / محمد حسين يونس
هشام حتاته ( 2010 / 12 / 16 - 01:02 )
انطلاقا من رغبتى فى تكامل دراسات نقد الفكر الدينى ، ومن خلال تعقيبك على الدراسة تولدت لدى فكرة ارجو ان تلقى قبولك وهى : لماذا لاتقوم بكتابة دراسة عن نشوء ظاهرة الملائكة المجنحين فى الديانات السابقة على الاسلام وتنشرها على الحوار ، ويشير كل منا الى قرائه انها استكمالا لموضوع الوحى ، ثم دراسة اخرى - استطيع ان اشاركك فيها - او تكتبها وحدك عن ارتباط اسماء الله الحسنى قرآنيا بعزرائيل ( الله العزيز ) وجبرائيل ( الله الجبار ) ... الخ وذلك لتوسيع دائرة البحث من اجل خدمة القارئ . اذا تفضلتم بالموافقةارجو اعلامى برقم تليفونكم على بريدى الالكترونى :[email protected] ليكون بيننا اتصال للتعارف والتنسيق . مع خالص تحياتى


12 - الاخت الفاضلة / ليندا كبرييل
هشام حتاته ( 2010 / 12 / 16 - 01:06 )
اشكرك على اهتمامك والمداومة على قرائة مقالاتى ، وارجو ان استطيع ان اجيب على الفكرة الى خطرت لك ، ومع هذا انا مستعد - بقدر معلوماتى - للآجابة على اى اسئلة تدور فى رأسك . مع خالص تحياتى .


13 - للكاتب هشام حتاتة
رمضان محمد حافظ ( 2011 / 1 / 23 - 11:18 )
أرى أنك تكتب وتكتب كثيرا .. تقول عن السيدة عائشة رضى الله عنها .. وعن سيدنا محمد ...تقول صلى الله عليه وسلم .. .. فأذا أنت مؤمن بما أنزل الله على الرسل .. وفى نفس الوقت تنتقد الدين والرسل .. شىء واحد أنصحك به هو أن تسأل وسوف تجد الأجابة الشافية والبرهان الأكيد أفضل من تفسيراتك وتحليلاتك الغير عقلانية بالمرة والتى فيها كثير من التناقض والتخبط وحتى لا تمرض نفسك من كل هذه الفلسفة العقيمة .. ولا تنسى الفيلسوف الوجودى ديكارت عندما توصل لوجود الله . عندما قال أنا أفكر فأنا موجود ..والوجود يحتاج لذات تفكر .... فقط إسأل وسوف تجد من يجيبك .. لأن كلامك كتير وممل للغاية ... وتأكد أنى فعلا أحب أن أتواصل معك دائما .. مع كل إحترامى ..والله يهدى من يشاء ويقدر


14 - للكاتب هشام حتاتة
رمضان محمد حافظ ( 2011 / 1 / 23 - 11:28 )
أين تعليقى يا أستاذ هشام .. أنا لم أذكر أى شىء مخالف لقوانين النشر الخاص بك ... مع خالص إحترامى


15 - سيمون خورى
رمضان محمد حافظ ( 2011 / 1 / 23 - 11:43 )
الأستاذ / سيمون خورى قد نختلف فى الرأى ولكن لا نختلف على حبنا لوطننا نحن كلنا مصريين ... أرجو منك أن تضع هذا فى عقلك أولا ثم فى قلبك ثانيا .. هذا إذا كنت أنت مصرى فعلا وإبن هذا البلد .. وبعدين السيد هشام حتاتة كاتب وناقد ... وليس لاعب كرة قدم بتشجعه على كلامه .. فهو يعرف أن كلامه ليس كله خطأ وليس كله صواب .. وهو يريد رأيك ومشاركتك وليس تشجيعك له كلاعب كرة قدم .. و فى بعض الأحيان الصمت أبلغ من الكلام يا عم الخورى .. وأخيرا مصر فوق الجميع ..


16 - اضحوكة اسمها الوحي
محمد البدري ( 2014 / 12 / 1 - 09:54 )
لن اتعرض لطبيعة هذا الوحي فكل فرد منا يوحي الي نفسه بنفسه ويعرف حديثه الداخلي والفرق بينه وبين احلام يقظته أو كوابيسها، لكن ان يكون الوحي المقدس عند بعض المهووسيين مشوشا الي حد انه يلغي بعضا مما سبق الايحاء به ويثبت قولا آخر ويدعي انه منسوخ وتبدا مباراة القاء التهم علي جن مرة وشيطان مرة اخري ثم يحكم ذلك الغافل عما فعلت به الشياطين والجن اياته ويثبت ما يراه مناسبا له في لحظة غالبا ما كانت رغباته متأججة حول اشباعاتها، فتلك أمور لا يصلح معها الي مستشفيات الصحة العقلية أو السجون لارتكاب جريمة النصب والاحتيال. تحية لك ايها الفاضل العزيز استاذ حتاته

اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض