الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة القلق

صاحب الربيعي

2010 / 12 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حين تعجز الذات مواجهة تأثيرات عوامل المحيط السلبية لوجود خلل وراثي أو مرضي أو نفسي تشعر أنها مهددة بوجودها لضعف آليات الآمان من المخاطر الخارجية، فيصاب الفرد بالقلق المتزايد حين يفقد القدرة على حل مشكلة ما تفوق قدراته أو مواجهة تأثيراتها السلبية خاصة إن كانت قدراً يصعب تجاوزه بعدّه خارجاً على الإدارة الذاتية.
أن الذات ليست عاجزة تماماً لكنها غير قادرة على مواجهة كل مشكلات الحياة بالعزم ذاته، حيث تكون قدرتها عالية على حل مشكلات معقدة على نحو جزئي وحل مشكلات متوسطة التعقيد على نحو كلي وعدم قدرتها حل مشكلات مستعصية على نحو مطلق بعدّها خارجة على طاقتها الذاتية.
لذلك الاعتراف صراحة أن ليس في مقدور الإنسان ايجاد الحلول لكل مشكلات الحياة مثل الموت والأمراض المستعصية وفقدان الاصدقاء على نحو مفاجئ بأحداث غير متوقعة يقلل وتيرة القلق والاضطراب. يعدّ القلق حالة مشروعة في حدودها الطبيعية كونها تحرض الذات على ايجاد حل لمشكلة ما، لكن حين يتعدى حدوده الطبيعية يصبح مرضاً يوهن الذات على نحو كبير.
يعرف القلق : " أنه شعوراً غامضاً على نحو عام وغير سار، مشوب بالتوجس والخوف والتحفز والتوتر ما يزيد نشاط الجهاز العصبي على نحو لاارادي يرافقه نوبات تشنج عصبية متتالية ".
تولد الحالة المرضية للقلق شعور غامض بتوقع حدوث أخطار كارثية تصيب الذات بأضرار بالغة ما يزيد حالة التوتر والاضطراب اللاشعوري لمواجهة أحداث سيئة تسيطر على العقل الواعي، فينقل ايعازات غير صحيحة إلى العقل اللاواعي ليس بعدّها شراً يجب تجنبه وإنما بعدّها أحداثاً عجز العقل الواعي ادراكها، فيدركها العقل اللاواعي ليصبح الاعتقاد مع الزمن حقيقة واقعة. لأن الذات تصبح رهينة العقل اللاواعي في مسارها فبدلاً من تجنب حدث أو مشكلة ما، تساق الذات من دون وعيها إلى الحدث أو المشكلة ليتحقق التوقع بالحدث السيئ بعدّ التفكير المتواصل وغير الايجابي يزيد التوتر والاضطراب والتوجس. ومع الزمن تختفي فرص الحل، فيتأثر العقل اللاواعي بالإيعازات نفسها سعياً لتلافي حالة العجز في آليات العقل الواعي.
يصف القلق : " أنه شعوراً سلبياً غامضاً، يتوقع خلاله الفرد الشر أو حدوث أمور غير سارة على نحو عام ".
ومع زيادة حالات التوتر والتشنج والاضطراب في الذات نتيجة التفكير المتواصل بمشكلة أو حدث ما يتحول إلى حالة قلق متواصل من وقوع الحدث السيئ في اللحظة الزمنية القادمة من دون استعداد الذات لمواجهته، وتظهر أعراض القلق على أجهزة الجسد. وتوهن الذات ويشعر الفرد بالآلم في الصدر وتسارع ضربات القلب وعدم التركيز ما يؤدي إلى فقدان التوزان وعدم انتظام التفكير واختلال أجهزة الضبط والتحكم الذاتية، ومن ثم اختلالاً بآليات التفكير في العقل الواعي واللاواعي.
تلخص أعراض القلق : " أنها شعوراً بالآلم في جهة الصدر اليسرى مع تسارع ضربات القلب والشعور بالانتفاخ والغيثان وعدم القدرة على التركيز والسرحان ".
إن القلق الطبيعي حالة لاارادية لتفكير متواصل بمشكلة ما يصعب حلها بسهولة، لكن عند تجاوز حدوده الطبيعية يصبح مرضاً يعطل التفكير. ويزيد التوتر والاضطراب والتوجس بتسلم العقل اللاواعي الايعاز غير الصحيح لإدراك الحدث بعدّ العقل الواعي عاجزاً عن ادراكه، ليصبح تصوراً ذي تفاصيل دقيقة. ومع زيادة وتيرة القلق تساق الذات في اللاوعي لإنجاز تصورها على نحو واقعي بعدّه حدساً توقعته الذات قبل وقوعه.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو