الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الوضوء هو طهارة الروح ام طهارة الجسد ؟

مارا الصفار

2010 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ورد في سورة المائدة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6﴾
كل المسلمون يعرفون الوضوء الذي يسبق الصلوات الخمس .... ويعرفون ان الصلاة لا تقبل حتى يتوضأ المرء ، وان الوضوء لن يقبل ان لم تسبقه النية الصحيحة للتوضأ ، ولكن هل المطلوب قبل الصلاة طهارة الروح ام الجسد ؟ هل الوضوء هو طهارة الروح ام الجسد ؟
ان كان المقصود هو طهارة الروح ..... فالماء لا يغسل الروح ولا يطهرها من ذنوبها ..... فالروح تتطهر بالصدق العميق مع النفس اولا ومع الاخرين وبالاخلاص والمحبة والطيبة وحب التعاون ونكران الذات .....
اي ان طهارة الروح هي الالتزام بالاخلاق والمبادئ الجميلة ...... وهذه لا تمت بصلة للماء واستعماله لغسل الجسد وتنظيفه وتطهيرة .
اي ان طهارة الروح غير مطلوبة عند التوجه لله بنية الصلاة .............
وان كان المقصود هو طهارة الجسد ...... فالماء – اثناء الوضوء – لا يصل الى كل مناطق الجسد .... بل الى مناطق محددة فقط وهي الوجه - بضمنها الاستنشاق والمضمضة - واليدين الى المرفق والرجلين الى الكعب والرأس...
طيب ماذا عن المناطق التي لم يصلها الماء ..... الابطين وهما اكثر المناطق استقبالا للفطريات التي تصبح مصدرا للرائحة الكريهة ...... ومنطقة الرقبة والصدر التي يمكن ان تتعرض للهواء والاتربة اكثر من غيرها ...... ومنطقة المخرج والمناطق التناسلية التي تختفي تحت الكثير من الملابس ولا يصلها الضوء والهواء ..... ولا يصلها الماء ايضا الا عند الاستحمام ......... وربما الاستحمام فقط في عيد الفطر وعيد الاضحى .
وهذا يعني ان الجسد لم يتطهر بشكل كامل اثناء الوضوء ........ بل فقط المناطق الظاهرة للعيان والمعرضة للشمس والهواء .
وماذا عن الماء وطهارته ونظافته ؟؟؟ ربما كان ماءا ملوثا ...... او عفنا ...... او قد استعمله اكثر من شخص في وقت واحد ...... او غير جاري .... او غير نظيف بشكل عام ..... كيف سيتم الوضوء والطهارة اذن في ماء غير نظيف ؟؟؟؟؟؟
ولنفترض ان الماء كان نظيفا ومعقما ولاتشوبه شائبة ..... وان الجسد اصبح نظيفا مطهرا ......
فماذا عن التيمم بالصعيد الطيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جمع أهل اللغة على أن الصعيد هو وجة الأرض فيجوز التيمم بالتراب الطاهر وكل ما كان من جنس الأرض كالرمل والحجر والجص ... يحصل التيمم بأن يضرب بكفيه على التراب ضربة مستحضراً نية استباحة فرض الصلاة مع نقل التراب ويستديم النية إلى مسح أول جزء من الوجه ثم يمسح وجهه ثم يضرب ضربة ثانية ويمسح بها يديه من رؤوس الأصابع إلى المرفقين.....
اي انه ليس ماء للاغتسال والتنظيف .... بل هو تراب
فهل التراب ينظف الجسد ويطهره ويجعله مقبولا للتوجه للصلاة والخشوع ؟؟؟؟؟
ام انه اضاف ترابا الى تراب ....... واتساخا الى جسم قذر ..... ورائحة تزكم الانوف اكثر ......
فإين الطهر والطهارة من الوضوء ومن التيمم ؟؟؟؟؟؟؟
كنت مقتنعة ان العرب في عصر ما قبل الاسلام كانوا قذرين جدا والنظافة الشخصية شئ خيالي وان رائحتهم لا تطاق ....... بحيث اجبرهم الله عن طريق القرآن ان يغسلوا وجوههم وايديهم وارجلهم ..... ولو بالماء فقط
ولكن قناعتي هذه تتوقف عند التيمم .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة ممتازة تستحق القراءة
نورس البغدادي ( 2010 / 12 / 17 - 01:34 )
تحيه للأخت الفاضلة مارا ، تحليلك لمعنى الوضوء هو تحليل منطقي وفي محله ، الحقيقة عادة الوضوء كانت معروفه لدى يهود المدينه وآضاف عليها محمد عادة التيمم وهي عادات وآقتراحات بشريه لا دخل الله بها ، وآلآيه التي ذكرتيها لو توقفت لحد الوضوء وآلتيمم لهان الأمر، ولكن آلآيه فيها اهانه كبيرة للمرأه عندما تذكر الغائط اولا ثم النساء ، تفكير بدوي يبين ميزان المرأه في ذلك العصر .. تحياتي


2 - الوضوء الروحى
Amir Baky ( 2010 / 12 / 17 - 04:56 )
الوضوء الجسدى كان رمز للتطهير عند اليهود. أما الوضوء الروحى فهو ليس بالماء بل بدم المخلص عند المسيحيين. فالروح هى الخالدة وهى الأهم أن تتطهر أما الجسد فإنه فانى. النظافة و التطهير الجسدى أمر بديهى مثل الأكل و الشرب و لا يحتاج لتشريع إلهى.


3 - خرافات وسرقات دينية
أحمد طاهر ( 2010 / 12 / 22 - 14:24 )
مقال جيد للأخت مارا يبين بجلاء الخرافات والسرقات الدينية التى قام بكتابتها محمد وسرقها من اليهود والنصارى، وأستطاع ببلاغة الكلمات أن يستميل النفوس الضعيفة من محبى الجنس والمرأة والمال والسلطة إلى جانبه .
الوضوء مثله مثل الحج والذى كان شعيرة جاهلية ، أخذها محمد وجعلها إسلامية وضحك على البسطاء وقال لهم أن هناك واحد أسمه جبريل يأتى من عند الله الذى كانوا يتعبدون له وأعطاه الأوامر بالحج لتلك الكعبة والقضاء على بقية الكعبات التى كانت موجودة. هكذا كان محمد ومن كانوا وراءه فى أبتكار شعائر الدين الجديد، لكن من يقوم بتشغيل عقله فيما يقرأ يصل بالتأكيد مثلما وصلت إليه الأخت مارا من عبثية تلك الممارسات الروتينية التى لا تفيد عبد ولا رب.
شكراً على المقال وفى انتظار الجديد


4 - الاخ نورس البغدادي
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 23 - 07:51 )
فعلا اخي كما قلت
ولكن التفكير البدوي ومكانة المرأة
لازالت كما هي منذ 1400 سنة
الغائط ثم المرأة
ولا زال الناس يقولون للرجل (هذه إمراة اكرمك الله)
نجاسة
وعجبا لنجاسة تلد كل هذه الرجال النظيفة والشريفة جدا


5 - Amir Baky الاخ
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 23 - 07:53 )
المفروض ان الروح هي التي تتطهر عند التوجه لله
ولكننا دأبنا على المظاهر دون الجوهر
لا يهم ان يكون الانسان كذابا منافقا مخادعا
المهم ان يتوضأ عن الصلاة
ثم يرجع لكذبه ونفاقه

شكرا للتعليق اخي


6 - الاخ احمد طاهر
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 23 - 07:59 )
شكرا لتعليقك الجميل
اذا كان العصر آنذاك يسمح بكل هذه الغيبيات
فما بالنا اليوم في عصر التكنولوجيا التي وصلت الى الفضاء
لا زلنا نردد ونعيد دون وعي ما قالوه قبل 1400 سنة ؟؟؟

دمت اخي


7 - القلب ام الجسد؟
مرثا فرنسيس ( 2010 / 12 / 23 - 10:18 )
الكاتبة الفاضلة: سلام ونعمة
موضوع مقالك من الموضوعات الهامة التي تشغلني وأحب ان اعرف عنها ، واتفق معكِ في تحليلك ، ولكن حتى لو وصل الماء الى كل اجزاء الجسم وحتى لو كان الماء معقا ، وتم غسل الجسم تماما بكل دقة، هل يقابل الإنسان الله بالجسد ؟ الله لايشمخ عليه سيدتي فهو لاينظر الى العينين بل الى القلب، فهل الماء ينظف القلب؟ واذا كان الله تبارك اسمه كلي القداسة والطهارة ،فكيف يقبل صلاة من انسان قلبه ملوث بالحقد والشر والكذب لمجرد ان جسده نظيفا؟
تقديري واحترامي،


8 - معك حق مرثا
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 28 - 10:53 )
معك حق
فما بالك ان كان الجسد غير نظيف
والقلب غير طاهر ؟
مصيبة


9 - ااصحاب الصحوه العقليه
يبوس كنعان ( 2011 / 1 / 20 - 19:48 )
العزيزه مارا قراء مارا الاعزاء
ما يسعدني ان اقرأ ما يتساءل عنه الشباب . يخضعون حتى الفكر الديني وكل التابوهات للعقل والتحليل العلمي ويضعون العقل في مرتبه القداسه
دعوني اصارحكم ان اصحاب الفكر الديالكتيكي (الجدلي) في التفكير ما كانوا يجرؤؤن في القرن الماضي مناقشه الفكر الذي يتصدى له الشباب في عصر ثوره الاتصالات وفي عصر ثوره شباب تونس . وانا مدرك ان الكثيرين منهم لم يتح لهم الاطلاع على منهج الفكر الجدلي . لكنهم يحملون داخل رؤؤسهم ادمغه تفكر. كسرت كل الاقيونات
لقد اغرقونا في العقود الماضيه( عقود التخلف ) بالترويج للصحوه الاسلاميه والفكر السلفي التكفيري الذي انتج وافرز لنا
فكرا ارهابيا لايبقي ولا يذر. ويقع على كاهل الشباب المستنيرين ( اصحاب الصحوة العقلية) فضح هذا الفكر وكذلك تعريه الدكتاتوريات التي تسربلت في مسوح العلمانيه حتى يتاح لنا ان نحلم بغد يؤسس لانظمه علمانيه وديموقراطيه بديلا عن الدكتاتوريه
وبديلا عن الاصوليه التي تاجرت بالدين








عن الكتاتوريه


10 - اليوم ليس كالامس ابدا
مارا الصفار ( 2011 / 1 / 21 - 01:54 )
العزيز يبوس
شكرا لتعليقك الجميل
نعم كنا بالامس نخاف ان نناقش هذه الامور حتى مع انفسنا

ولكن الان مع الثورة المعلوماتية
والنهضة التنويرية الجديدة
لم يعد شيئا مخفيا
امام الانسان العربي طريقان
اما ان يبقى اسير تاريخا مزيفا
او ان ينطلق نحو كشف الحقيقة الغائبة (اقتباس من الشهيد فرج فودة)


والامل كبير بشباب اليوم
دمت ايها الطيب


11 - التحية للاخت مارا
رشا جمعة ( 2011 / 12 / 30 - 22:21 )
الى الاخت مارا ارجو ا القراءة المتعمقة للدين الاسلامى الذى هو خاتم الشرائع وبدلان من هذا الهراء الذى تعملية تمعنى فية لعله يهديكى الى الطرق السليم الذى يبغى اللة للانسان عامتنا ولماا ما كان منزله وبدلان من التفكير فى كيفية ايذاء المسلمين وهذا لن يحدث والاسلام محفوظ بامر من اللة عز وجل والرسول علية الصلاة والسلام ارجوا القراءة لمعرفته لنكى لو عرفتى جيدنا لحبتى انه الصادق الامين وهقول كما قال اللة للكفار الذين كذبو بمحمد صلى اللة علية وسلم اتى بسورة من مثلية انه قرائنا عظم واللة يهديكى