الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل المادي واللا مادي في الإسلام

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 12 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقع العقل في الإسلام ضمن مسارين أحدهما مادي والآخر لا مادي، وبين هذين المسارين، يحاول العقل أن يتخذ موضعاً ملائماً لناحية ارتباطه بما هو ديني، واستقلاله عما هو مادي.
والإشكالية الكبرى، أنه غالباً ما يجري فهم الديني على أنه لا مادي، وغير الديني بالمادي، وبالتالي لا مسار ثالث أمام العقل ، فإما أن يكون مادياً أو لا مادياً.
ولفهم تلك الإشكالية، لا بد لنا أولاً من تقديم تعريف تبسيطي للعقل المادي واللا مادي في الإسلام .
أولاً : العقل المادي
وهو الفعل الذي يعبر عن حركة واعية منضبطة بجملة من القوانين والقواعد، وهو ذلك الكل الظاهر المدرك لحقائق الأشياء وجوهرها.
ثانياً : العقل اللا مادي
وهو الجزء الباطن الذي تنعدم فيه حركة الفعل، بحيث يسهل عليه الاقتناع بظواهر الأشياء دون أن يتكلف عناء البحث أو التمحيص.
ولعل الفارق الجوهري بين العقل المادي واللامادي، أن الأول يعتمد في حركته الواعية على الشك، في حين أن الثاني عديم الشك، فاعتماد العقل المادي على الشك لا يعني البتة أنه لا ديني، فالغاية من وجود الشك، دليل على اكتمال نضجه.
كما بإمكان العقل المادي أن يكون متديناً وغير متدين في آن معاً، فالتدين لا يشكل حجر عثرة في طريقه، إذا ما خبرنا أن التدين للقلب، وليس للعقل فيه أي نصيب، أما إذا كان التدين للعقل في المقام الأول، فإنه يصبح حينها لا مادياً.
ولطالما كان الإيمان في الإسلام، يدور بين العقل والقلب أو كليهما معاً، فإن العقل نفسه، واقع اليوم بين إسلام العقل وإسلام القلب، والسؤال الآن: أي العقلين أقرب إلى واقع المسلمين ؟.
الجواب عن السؤال أعلاه، بحد ذاته إشكالية كبرى، فإذا ما جرى التأكيد على مادية العقل في الإسلام، ثارت ثائرة اللا دينيين الذين يضعون المادية في سلم أولوياتهم وأعلى مراتب تفكيرهم ، أما إذا تم الجزم بـ لا مادية العقل في الإسلام، فإن ذلك يعني حنق وامتعاض أصحاب النزعة العقلانية التي تضع الدين في منطقة وسطى ما بين العقل والقلب، ومثلما تنحاز لظاهر العقل، لا تتخلى عن باطن القلب .
بناء على ما تقدم طرحه، يمكننا القول، إن العقل في الإسلام، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يكون عقلاً مادياً، يوازن بين ظواهر الأشياء وبواطنها، ويقيم حداً فاصلاً بين حاجاته العقلية ودوافعه القلبية (الإيمانية) شرط ألا يخلط بينها، وإذا ما تخلى عن ذلك الشرط، أصبح عقلاً لا مادياً يضع وظائفه العقلية (الإدراكية) في مقام وظائفه القلبية (الروحية).
وعليه، فإن الإسلام اليوم، بات بين عقلين إشكاليين أحدهما مادي وآخر لا مادي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمن سيصوت يهود أميركا في الانتخابات الرئاسية؟


.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم




.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah