الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضطرابات الوسواس القهري والانشقاقي

صاحب الربيعي

2010 / 12 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يؤدي خلل الجهاز العصبي إلى أمراض عصبية كثيرة يفقد خلالها قدرته أداء وظائفه على نحو سليم فيتأثر سلباً سلوك المريض. ويعدّ الوسواس أحد الاضطربات العصبية، حيث يتخذ العقل قراراً بإنجاز عمل ما فيمرر ايعازاته الحسية خلال الشبكة العصبية إلى العضو الجسدي المحدد فيعمل على تنفيذه، لكن في الحالة غير السوية للجهاز العصبي قد تتكرر الايعازات الحسية أو يمارس المريض فعلاً ما على نحو متكرر أما الشك بعدهم تنفيذه وأما عدم تذكر انجازه .
ترتبط آليات الجهاز الجسدي السليم بمدى أداؤه للوظائف الموكلة على نحو كامل، لكن عند اختلال الجهاز العصبي يكرر ايعازاته إلى العضو الجسدي من دون القدرة على استلام ايعاز إنجاز الوظيفة فتتكرر الوظيفتة ذاتها كذلك الأمر مع فعل المريض.
إن آلية تكرار العضو الجسدي الوظيفة نفسها على نحو متواصل لعدم قدرة الجهاز العصبي استلام ايعاز الانجاز وايصاله إلى الدماغ يُعرف باضطراب الوسواس القهري يحدث على نحو لا شعوري بتكرار فعل انجاز الوظيفية الموكلة أو الشك في انجازها.
يُعرف اضطراب الوسواس القهري : " أنه اضطراب عصبي أولي تظهر أعراضه على نحو صور أفكار أو اندفاعات أو مخاوف أو وسواس قهري ".
إن الأمراض العصبية على نحو عام أمراضاً وراثية أو مرضية أو نفسية لكل منها أعراض خاصة تبعاً لشدة عامل المرض وتظهر أفعالاً لا شعورية على المريض. ويمكن تشخيص الأمراض العصبية خلال الاحتكاك المباشر بالمريض أو غير المباشر ورصد أفعاله اللا شعورية وسلوكياته الشاذة أو كلامه غير المترابط.
لا يقتصر الفعل اللا شعوري على أفعال جسدية وسلوكيات شاذة وكلام غير مترابط ومتناسق وحسب، بل يمكن رصدها خلال التعبير بجمل مكتوبة لا تمت بصلة للموضوع الأساس يعبر خلالها اللا شعور عن حالة شعورية كامنة في شخصية المريض الذي يتحاشى رصد الآخرين لأفعاله وسلوكه الشاذ فيختفي وراء حجاب الكتابة ليوحي أن حالته سوية ولا يعاني أمراضاً عصبية. لكن العلوم النفسية والتشخيصية الحديثة مثل علم السلوك ورصد الأفعال وحركة الجسد اللا شعورية وارتباطها بعلم الكلام والتشديد على مخارج الحروف والتعبير بكلام غير مفهوم وكتابة جمل عائمة وخارجة على الموضوع تنم جميعها عن حالات شعورية ولا شعورية تشخص خلالها الأمراض العصبية ودوافع السلوك المحجوب، ودقة تشخيصها لا تقل عن التشخيص السريري.
تعدّ الاضطرابات الانشقاقية والتحويلة أحد الأمراض العصبية التي يمكن رصدها على نحو مباشر في سلوكيات المريض اليومية خاصة في حالاتها المرضية الشديدة والمصاحبة لأمراض عصبية أخرى مثل الهستيريا. وتكون أعراض مرض الاضطراب الانشقاقي والتحويلي أكثر وضوحاً خلال السلوك اللا شعوري مثل سعي المريض إلى استغلال الآخرين أو قسرهم على نحو غير مباشر الاهتمام به أو ايجاد المبررات والحيل للهروب من مسؤولية ما يشعر أنها تعرضه إلى الفشل فيبحث عن منفذ للهروب ليتلافى الموقف أو المسؤولية المناطة به.
تُعرف الاضطرابات الانشقاقية والتحويلية : " أنها أمراضاً عصبية ذي طبيعة لا شعورية تحرض المريض الحصول على منفعة عامة على نحو غير شرعي أو جلب الاهتمام إلى الذات، أو الهروب من موقف ما أو لفت انتباه الآخرين إليه وقسرهم الاهتمام به لما يعانيه من اجهاد نفسي شديد خاصة الشخصية الهستيرية بعدّها شخصية غير ناضجة انفعالياً ولا إيحائياً ".
كلما زاد اختلال الجهاز العصبي زادت الاضطرابات العصبية وبرزت أعراض المرض العصبي على نحو واضح في الحياة اليومية لتعارضها مع السلوك العام بعدّها حالة لا شعورية يعبر خلالها المريض عن حالته بطريقة غامضة أو صارخة أحياناً.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا