الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين القرامطة والفاطميين ..

سلام كوبع العتيبي

2010 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا لم تعادل سرعة العرب المدهشة في فتح العالم , خلال القرن الاول للهجرة , سوى سرعة وانحطاط سيطرتهم في النصف الثاني من القرن الثالث والنصف الاول من القرن الرابع . مدينة واحدة شاهدت ولادة القوة التي جمعت المشرق والمغرب تحت صولجان واحد, والى مدينة واحدة مع مايليها , اختزلت آنئذ تلك الامبراطورية العملاقة . يقول ( ميكال يان دي خويه ) في عرضه العام أن اسباب ذلك التفكك السريع يكمن في طابع الفتح نفسه , وفي نمط ادارة ذلك الجسم العظيم . ولكن اكثر من سلطة الحرس التركي المتصاعدة . ومن مشكلة الخلفاء , كانت الجرثومة القاتلة الاكثر فعالية تتمثل في قوة هائلة , تحولت من فرقة مغمورة عند نشوئها الى سلالة ملكية آل امرها الى الشطر الغربي من الخلافة .
حقد قديم على العرب والاسلام وطموح بلا حدود . حوالي منتصف القرن الثالث للهجرة , الى رجل يدعى عبد الله بن ميمون ,كان طبيب عيون من حيث المهنة وفارسي من حيث المنشاء والاصل . بمشروع مدهش لاتقل جرأة صاحبه وذكاؤه في التصور عن مهارته وقدرته على التنفيذ .
أراد عبد الله بن ميمون أن يربط الغالبين والمغلوبين في حزمة واحدة . بمعنى ان يجمع في جمعية سرية واحدة , تشتمل على درجات متفاوتة يرقاها السالكون ؛ كلا من المفكريين والاحرار الذين لم يروا في الدين سوى قيد كابح للشعب ؛ والمتعصبين للدين من الفرق جميعها ؛ ان يستخدم المؤمنين ليسلط غير المؤمنيين ؛ ويستعمل الفاتحين للاطاحة بالامبراطورية التي أسسوا ؛ واخيرا أن يؤلف حزبا وافر العدد ؛ متماسكا ومعتادا على الطاعة ؛ قادرا ؛ متى آن الآوان ؛ على منح العرش امنا له وامنا لاولاده من بعده ؛ لاغرو في كونها فكرة غريبة وجريئة ؛ بيد انه حققها بالباقة مذهلة وبراعة لاتضاهي ودراية عميقة بالنفس البشرية . وللوصول الى هذه الغاية ابتكرت مجموعة من الوسائل التي يمكننا بحق ان نصفها بالشيطانية . اعتمد فيها على كل مواطن ضعف الانسان ؛ فاظهرت التقوى للورعيين والحرية وحتى الاستهتار لغير المبالين ؛ والفلسفة للنفوس الكبيرة والواعية ؛ والآمال الصوفية للمتعصبيين والعجائب للعامة . كذلك منح اليهود مسيحا والمسيحيون مختارا . والمسلمون مهديا واخيرا قدم لاهوت فلسفي لاتباع الوثنية الفارسية والسورية ؛ وقد وضع هذا النظام موضع التطبيق بهدوء وحزم يثيران الدهشة ؛ ويكادان ؛ اذا غض النظر عن الهدف ان ينتزعا اعجابنا الشديد .
ان العرض الكامل لهذا المشروع وليفية تطبيقه لحري بالاشتمال ؛ لاعلى تاريخ الخلفاء الفاطميين فحسب بل على تاريخ الاسماعيلية أمو الحشاشين اللذين طار صيتهم ابان الحرب الصليبية . بيد انه ليس في نيتنا ان ننجز هذا العمل ؛ لاننا سنقتصر على امتحان تاسيس هذه الفرقة ؛ واتيان كون القرامطة والفاطميين فرقة واحدة في حقيقة الامر . ورواية تاريخ القرامطة في الشرق حتى بداية القرن الخامس للهجرة .
يروي ابن خلكان انه لمادخل المعز لدين الله ؛ رابع الخلفاء الفاطميين عاصمة مصر في العام 362 ؛ سأله رئيس البيت العلوي عن أصله ؛ فوعده المعز أن يعطيه جوابا شافيا في خلوة يعقدها لكبار العلويين . فما انفرد بهم حتى أستل الامير سبفه من غمده وقال : (هذا نسبي ) ثم نثر حفنات من القطع الذهبية حوله وأضاف : ( وهذا حسبي ) لكن هنالك من يشك في صحة هذه الرواية ومنهم ( دي سيلان ) حيث كان محتجا على هذه الرواية وقال ان المعز لدين الله كان احرص من ان يقضي على ادعاءات اله في حقهم في الخلافة ؛ ثم يضيف في الكتاب الذي اقتبس منه ابن خلكان روايته , يحتوي فضلا عن ذلك ؛ على عدد من الاخطاء . ولقد لاحظ ابن خلكان نفسه ان رئيس البيت العلوي المشار اليه في هذه الرواية كان قد توفي منذ أربع عشرة سنة , ولكنه يظن ان اسما مشهورا قد أحل محل اسم شخص مغمور . على اية حال فمما لا ريب فيه أن المعز لم يصرح بشيء من هذا القبيل في مجلس علني .

غدا نلتقي في حلقة ثانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رافضي وعتيبي مستحيل
اي عتيبي واي كلام فاضي ( 2011 / 9 / 5 - 16:57 )
شي حلو والله كل من هب ودب قال انا عتيبي ورافضي بعد

ياشيخ روح دور لك نسب غير عتيبه صاحي انت ولا وش وضعك ؟؟

ناسب امامك السيستاني وخذ لقبه اما عتيبي بدري عليك ..؟

انت عارف عتيبه مين عارف تاريخ عتيبه عارف اصل عتيبه ..!

عتيبه سنيييه الى قيام الساعه وحنا عتيبه الخليج العربي والشام لانتشرف برافضي يسب ام المومنين عائشه واصحاب محمد صلوت الله وسلامه عليه

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي