الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة جديدة بحق معالمنا الأثرية في ظل تشريع الهدم والتدمير

محمد حسن فلاحية

2010 / 12 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قام مكتب ديوان العدل الاداري الايراني "ديوان عدالت اداري در ايران "، بصورة مفاجئة في إخراج حوالي 35 معلماً تراثياً من قائمة هذا المكتب وذلك بشكل شبه سري لم يثر ذلك الإجراء أي ضجة ولا متابعة من قبل اليونسكو والمنظمات التابعة ولأسباب غير معروفة لحد الان حيث قام المكتب المذكور بأصدار قرار يخوّل فيه الجهات المعنية بهدم المعالم التي تم إخراجها من قائمته أو تحويلها الى ممتلكات يحق لأصحابها إدارتها مهما يشاؤون أو حسبما تقتضيه مصلحة الملّاك الجدد .
واكتفت الجهة المعنية في حماية المعالم التراثية الايرانية في ردة فعل لا ترتق الى حجم الكارثة حيث قامت منظمة التراث التقافي الايرانية بالتصريح بأنّ الخطوة تعتبرتدخلاً في عمل المنظمة وهي خارج صلاحيات مكتب العدل الاداري .
جاء هذا الامر تبعاً لعمليات ميدانية قامت بها جهات غير مختصة تمثلت بهدم وتدمير قصر الشيخ خزعل في مدينة المحمرة الذي كان قد سجّل في قائمة معالم التراث التابع لمنظمة اليونسكو وتصب هذه الخطوة في إطار القضاء على الكثير من المعالم التراثية في المنطقة لتغيير مسار التاريخ وذلك بهدف إفراغها من أية معالم وفصلها عن هويتها العربية .
ويمكن أن نربط هذا الاجراء بممارسات شوفينية تعسفية تقوم بها السلطات الايرانية لطمس هوية الاحوازيين من خلال القضاء على معالمهم التأريخية في المنطقة وذلك بسبب ما تشكله هذه المعالم من همزة وصل بين حاضر وماضي لهذا الشعب والذي يشكل حرجاً متواصلاً للمسؤولين الايرانيين ولا يرغب به جميع الفاشيين الفرس في إيران وهي خطوة تأتي تمهيداً للقضاء على معالم تراثية أخرى أمام مرأى ومسمع العالم و ما صمت المؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على تراث الشعوب إلا ليعبر عن مدى تواطئ هذه المؤسسات مع الانظمة القمعية والتعامل الذي لا يمكن إلا إدراجه في خانة تعامل الكيل بمكيالين لهذه الجهات .
لحد الان لم تكشف وسائل الاعلام الايرانية عن القائمة التي شملها قانون الاجتثاث فاستناداً للقوانين ذات الصلة بالتراث الثقافي الايراني ، من بينها قانون الحفاظ على المعالم الوطنية الذي أقرّ عام 1930 ، وأيضاً القانون الذي ينص على تأسيس منظمة التراث الثقافي لعام 1988 و قوانين العقوبات الإسلامية فيما يتعلق بالمعالم التأريخية، فإنّ من واجب منظمة التراث الثقافي حمايتها والحؤول دون تدميرها بعد أن تدخل حيّز القوائم الأثرية للبلاد .
وإنّ البند السادس من المادة الثالثة من القانون التأسيسي لمنظمة التراث تنص على واجبات منظمة التراث في الحفاظ على المعالم الاثرية التابعة لهذه المنظمة بالقول: « تسجيل المعالم الأثرية الثقافية والتاريخية القيمة المنقولة منها و غير المنقول في البلاد والتي تنطوي تحت قائمة معالم الوطنية فهي تقع على عاتق هذه المنظمة » .
يرى الخبراء المختصون في قضايا المعالم الأثرية بأن مثل هذه الاجراءات من شأنها تعريض العديد من المعالم الاثرية في إيران للدمار والهدم المنهجي المشرّع بقوانين، الهدف منها خدمة أصحاب رؤوس الاموال دون الإكتراث بما سيلحق بهذه المعالم من دمار شامل وخراب لإرث حضاري توارثته الأجيال منذ عقود وقرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
ساره عبدالرب ( 2011 / 8 / 22 - 23:30 )
لي اطلاع بسيط على القضية الأحوازية ، وماحدث للمعالم التاريخية في المحمر ة أمر مؤسف لكنها عنجهية النظام الايراني . مؤسف حقا حين يعبث بالاثار لمصاالح سياسية . وهذا مانعاني منه في عدن.

معا لاعلان عدن محمية تاريخية

http://www.facebook.com/groups/220300897988959/

اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال