الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العلاقة بين النوم والموت ؟.....وما أسرارها؟

أحمد عبد الرحمن

2010 / 12 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


قال الله تعالى: «فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون» (البقرة، 2/73).

قوله تعالى: «.. كذلك يحيي الله الموتى» هذا حكم مهم جدا.. ولا يحيى الأموات يوم القيامة بضرب من قطعة لحم. ومن الممكن أن يستيقظ النائم بها فقط. إذن إحياء الميت كإيقاظ النائم. لأن الآيات تبين أن الموت هو نوم، والقبر مكان النوم. والبعث بعد الموت كالاستيقاظ من النوم. قال الله تعالى: «وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى» (الأنعام، 6/60).

والقِيامة في اللغة من قام يقوم قياما. والبعث بعد الموت كالقيام من الفراش، ونفخ الصور كالمنبه للقيام من النوم. قال الله تعالى: «ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا» (يس، 36/51-52).

والآية السابقة تتحدث عن إحياء من مات حديثا وجسمه لم يفسد بعد. فقد أصلح الله تعالى بقدرته ما اعترى على أعضاء الميت من الخراب ثم أعاد إليه روحَه. كذلك يُحيي الله تعالى الموتى من جَديدٍ؛ يُحيي الجسد أولاً، ثم يعيد إليه روحه كأنه قام من النوم.

والإنسانُ مخلوق من طينٍ. قال الله تعالى: «الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين» (السجدة، 32/7-8).

والطينُ الترابُ المُختَلط بالماء،[1] وبدون اختلاط الماء بالتراب لا تحصل الحياة. وعلى هذا النظام تتكون كل المواد الغذائية. فكل إنسان خلق من تراب وليس أبونا آدم فقط بل البشرية جمعاء. ومن جوهر الأغذية يتكون بذر الإنسان الذي يَنمُو في رحم المرأة بالأغذية ويتغذى من التراب حتى يتوفاه الموت، وما انفصل من الإنسان يصبح ترابا، والخلق الجديد كذلك يكون من التراب، فيخرج الإنسان من التراب كما يخرج النبات. قال الله تعالى:« منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى » (طه، 20/55).

أ‌. روح الإنسان

وحين يبلغ الإنسان في رحم أمه إلى قوام معينة ينفخ الله فيه الروح. قال الله تعالى:«ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون» (السجدة، 32/9).

ب‌. الموت والنوم

الجسد للروح كالبيت، فإذا نام الجسد تخرج الروح، وإذا استيقظ عادت إليه من جديد. وجسد الميت كالبيت المنهدم لا ترجع إليه الروح حتى يُعاد بناؤه من جديد. يوضح هذا قوله تعالى:«الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى» (الزمر، 39/42).

يرد في الآية كلمة الموت وكلمة النوم. والأنفس مفعول لفعل يتوفى ولموت وفاعل لمنام. وعلى هذا يوجد في الإنسان نفسان. احداهما تتوفى والأخرى تنام وتموت. وحين نقيم العلاقة بين الآيات على شكل صحيح نرى أن النفس التي تنام وتموت هي الجسد أما النفس التي تتوفى فهي الروح.

والوفاة من وفى، والوفى هو استكمال الشيء. وتوفى، انهاء عمله. ويأخذ الله تعالى الروح أثناء النوم لأنها لا تعمل حينذاك.

والموت، هو غياب الحيوية. والذي ينام ويموت إنما هو الجسد، والروح لا تموت ولا تنام. والإنسان مركب من روح وجسد. ويقال على كل منهما نفس. ويذكر القرآن الكريم هذا الحوار التي تجريها الروح بعد انفصالها عن الجسد: فيقول تعالى: « حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون » (المؤمنون، 23/ 99-100). أول الاجتماع للروح مع الجسد يكون في بطن الأم. قال الله تعالى: « والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير » (الفاطر، 35/11). ويتكرر هذا الاجتماع حين يخلق الجسد من جديد يوم القيامة. ويقال عنها «وإذا النفوس زوجت» (التكوير، 81/7)

والنوم ضرورة لراحة الجسد، فكذلك الموت ضرورة للجسد الذي سيعاد على شكل لا يفسد، ولا يهرم ولا يَمرَض، ولا يَفنَى. أي لائقًا بحياة الآخرة الأبدية. ويحسب الإنسان أن هذا الأمر قد تم في لمحة البصر. قال تعالى: «وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب» (النحل، 16/77).

والبعث يكون في هذه الدنيا وعندئذ تزوج النفس مع الجسد. ويشعر الإنسان كأنه قام من نومه. قال الله تعالى: «ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون. قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون» (يس، 36/51-52). النوم هو الموت بالنسبة لحاسة الإنسان. والآيات السابقة تدل على ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابتلاع
حمورابي سعيد ( 2010 / 12 / 21 - 18:20 )
لي سؤال لك الاخ الكاتب....اذا ابتلع حوت كبير انسانا فحتما سيتحول هذا الانسان الى قطع صغيرة جدا ,في معدة الحوت .كيف يعاد الى حاله الاولى قبل البلغ ؟


2 - قل يحييها الذي أنشأها أول مرة
أحمد عبد الرحمن ( 2010 / 12 / 21 - 20:45 )
( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ( 77 ) وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ( 78 ) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ( 79 )
فإن الله ابتدأ خلق الإنسان من سلالة من ماء مهين ، فخلقه من شيء حقير ضعيف مهين ، كما قال تعالى : ( ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم ) [ المرسلات : 20 - 22 ] . وقال ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) [ الإنسان : 2 ]
أي : من نطفة من أخلاط متفرقة ، فالذي خلقه من هذه النطفة الضعيفة أليس بقادر على إعادته بعد موته وأكل الحوت له وطحن جسده ؟ !!!!

فسؤالى لك كيف وجد الإنسان أصلا ؟

أوليس الذي أوجده من عدم بقادر على أن يعيده مرة أخرى

إنّ الله تعالى خلقه أولا، ثمّ أن الله نفسه الذي أوجده في البداية من العدم قادر ايضاً على ايجاده في الآخرة (ثمّ الله ينشىءُ النشأة الآخرة )

ولأنّه أثبت قدرته على كل شيء حين خلق الخلق أولا، إذن فـ ـ(إنَّ الله على كل شيء قدير ).

اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي متواصل على غزة وحصيلة القتلى الفلسطينيين تتجاوز


.. إسبانيا: في فوينلابرادا.. شرطة -رائدة- تنسج علاقات ثقة مع ال




.. من تبريز.. بدأت مراسم تشييع الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه


.. أزمة دبلوماسية -تتعمق- بين إسبانيا والأرجنتين




.. ليفربول يؤكد تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا جديدا له