الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية الوجود في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 2 ـ

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2004 / 9 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ـ الدين : هو من اختراع البشر وليس منزَل من السماء .
ــ العقيدة الدينية لأي ديانة في العالم انما هي عبارة عن مجموعة افكار وآراء لمؤسس تلك الديانة , وهي حصيلة تجربته الشخصية في مجتمعه وحصيلة اطلاعه على تجارب الآخرين من العظماء والحكماء الذين سبقوه , وكذلك حصيلة اطلاعه على ثقافات المجتمعات الاخرى المجاورة ( اساطير , روايات , طقوس , ..... الخ ) .
ــ الله : هو تسمية رمزية لخالق الوجود , والاديان قد أسبغت على خالق الوجود صفات وخصائص لا وجود لها في عالم الواقع والحقيقة ( الرحيم , الغفور , السلام , الرزاق , ..... الخ ) واننا نعتقد ان من خلق الوجود غير معني بشؤون البشر وليس له اهتمامات بمصير الكائنات التي تحيا على كوكب الارض , هذا الكوكب الصغير جدا والذي نستطيع ان نشبه نسبة حجمه الى حجم الكون كنسبة حجم حبة الرمل الى حجم كوكب الارض .
ــ الاديان تمنح خالق الوجود ( الموجد ) صفة الوحدانية , ونحن لا نجد دليلا على ذلك , بل اننا وفقا لمبدأ ثلاثية الكينونة ( فقرة 5 من ثوابت الطبيعة المادية ) نجد ان هذا الوجود مرتكز على ثلاثة أقطاب وليس على قطب واحد , وان هذا الوجود الموغل في القدم قد مر في بداية نشؤه بمرحلة الفوضى والعشوائية بسبب الاقطاب الثلاثة المكونة للوجود ثم استقر على حالته الحالية.
ــ الكون وفقا لرؤيتنا له ثلاثة أقطاب مكونة له : القطب الموجب ( الطاقة ) والقطب السالب ( المادة ) والقطب المتعادل أو المحايد , واما الحركة فهي نتاج التزاوج او التفاعل بين الطاقة والمادة . أي ان الكون قد نشأ من التزاوج بين القطبين الموجب والسالب ( الطاقة والمادة ) . الطاقة هي رمز للذكورة ( الحيوان المنوي الذكري ) والمادة هي رمز للانثى ( البويضة الانثوية ) . وأما القطب المتعادل او المحايد فان له وجود في الكون ولكن لم يكن دور في عملية نشوء او تأسيس هذا الكون
ــ الحياة على سطح كوكب الارض لم تنشأ عن ارادة كونية وانما هي نتاج عامل الصدفة المحضة , والانسان باعتباره أحد ثمار شجرة الحياة فان وجوده هو الاخر على سطح هذا الكوكب راجع الى تلك الصدفة المحضة , وان الشكل الحالي للانسان انما هو نتيجة سلسلة طويلة جدا من حلقات التطور والارتقاء التي جرت للكائنات الحية منذ نشوء الحياة على كوكبنا قبل مئات الملايين من السنين .
ــ النبوة: من المفاهيم الدينية القديمة وهي تعني القدرة على الاتصال بخالق الوجود ( الموجد ) وتلقي التعليمات والارشادات منه بشكل مباشر أو غير مباشر , هذا المفهوم من اختراع البشر ولا وجود له في عالم الواقع والحقيقة . فالانبياء انما هم في حقيقتهم بشر عاديون ولكنهم يمتلكون تفوقا في سمات الادراك والخيال في بيئتهم التي عاشوها وهذه السمات ليست حصرا عليهم فالاشخاص الاذكياء الذين يوجدون في كل مكان وزمان يمتلكون مثل هذه السمات والمزايا , ورغم ذلك لهم عيوبهم ولهم أخطائهم وليس هناك انسان محمي من الوقوع في الخطأ .
ــ المعجزات والخوارق التي تتحدث عنها كتب الاديان انما هي من صنع خيال الانسان . وهي نتاج الجهل وقلة الوعي وقلة الادراك الذي يجعل الانسان أعمى البصيرة فيرى الاشياء بشكل غير طبيعي وغير واقعي كأفلام الكارتون التي تقدم للاطفال .
ــ الملائكة , الجن , الشياطين , الجنة , الجحيم : هذه كلها مفاهيم اخترعها الانسان القديم وتوارثتها العقائد الدينية , وهي لا وجود لها في عالم الواقع والحقيقة .
ــ القدر : هو من المفاهيم التي تقر بها العقائد الدينية , ويعرف القدر وفقا للعقائد الدينية بأنه سجل أعمال الانسان وأحداث حياته منذ ولادته وحتى مماته , وان الانسان ليس بوسعه ان يغير ما هو مسجل له , اذ ليس له الخيار في ذلك وانما هو مجبر على السير وفقا لما هو مرسوم له في سجل القدر , وانه لا ارادة للانسان في تغيير قدره . وواضح ان هذا المفهوم لا يتفق مع قوانين الطبيعة ولا مع الواقع والحقيقة كما ان العقيدة الدينية ليس لديها ما يثبت صحة ادعائها هذا . ومن هذا المنطلق نحن لا نتفق مع هذا المفهوم , نحن نؤمن بان الانسان ليس مسيرا وانما هو مخير وان أعمال الانسان هي نتاج ارادته ومشيئته وانه مسؤول عنها وليس هناك ارادة او مشيئة عليا صادرة من السماء تقرر وترسم أعمال الانسان ومسيرة حياته . ومن هنا فان مفهوم القدر هو مفهوم لا وجود له في عالم الواقع والحقيقة وهو من المفاهيم الخاطئة .
ــ الحسد : وهو من المفاهيم التي تقر بها العقائد الدينية , ويعرف الحسد وفقا للعقيدة الدينية بانه التمني بزوال نعمة أو خير أو ثروة لدى انسان آخر بدوافع الغيرة أو الحقد أو الكراهية . نحن لا ننكر وجود مثل الصفات لدى البشر ( الغيرة , الحقد , .... الخ ) ولكننا نعتقد ان التمني بحد ذاته ليس له أي تأثير على بقاء أو زوال نعمة أو خير أو ثروة لدى انسان ما , لأن التمني هو عبارة عن شعور داخلي واحساس ذاتي ووفقا لقوانين الطبيعة فان المشاعر والاحاسيس لا تأثير لها على النعم أو الخيرات أو الثروات والتي هي عبارة عن ( مادة ) , فالمشاعر والاحاسيس تكمن في الذات بينما المادة تكون موجودة في الواقع الموضوعي , وان التأثير الوحيد للمشاعر الذاتية على الواقع الموضوعي هو عندما تتحول الى ارادة للتغيير , وبغير ارادة التغيير لن يحدث أي تأثير . هذا واننا وفقا لمفهوم ( القدر ) الذي تحدثنا عنه سابقا نطرح السؤال التالي على من يؤمن بمثل هذه المفاهيم ـ اذا كانت النعمة أو الثروة مسجلة لأنسان ما في سجل القدر الخاص به من قبل مقدر الارزاق ( حسب المعتقد الديني ) فما هو اذن تأثير الحسد عليه ؟ هذا الا اذا كان كاتب السجل ( أو المقدر ) يستخدم الممحاة ليمحي ما يكتبه في السجل بعد ان يتغير رأيه استجابة لتمنيات الحساد الكرام . نحن لا نتفق مع هذا المفهوم لاننا نعتقد انه لا ينسجم مع قوانين الطبيعة ولا مع الواقع والحقيقة .
ــ الروح : مفهوم أوجدته العقائد الدينية منذ العصور القديمة , وهو مفهوم غامض لأن من اوجده هو ذاته لا يفهم شيئا عنه . بالنسبة لنا نحن نعتبر الروح وفقا للعقائد الدينية لا وجود لها , اذ ان جميع الفعاليات والنشاطات الحيوية التي تحدث داخل جسم الكائن الحي انما تحدث بفعل أو تأثير الطاقة المتولدة داخل الجسم , وان الطاقة المحركة للفعاليات الحيوية للانسان ولجميع الحيوانات هي الطاقة الكهربائية المتولدة بمركز الجهاز العصبي ( الدماغ ) واما الطاقة المحركة للفعاليات الحيوية للنباتات فهي الطاقة الكيميائية الضوئية , وهذه الطاقة المتولدة في داخل جسم الكائن الحي تخضع لسيطرة وتحكم الهورمونات والعوامل الوراثية ( الجينات ) داخل الجسم والتي تختلف من صنف لآخر من أصناف الكائنات الحية , وان توقف الجسم عن انتاج الطاقة لأي سبب من الاسباب يؤدي الى موت الكائن الحي .
ــ الموت : من الناحية العلمية هو ظاهرة طبيعية وهو مصير كل كائن حي , لان الحياة بالاساس نشأت بالصدفة كناتج عرضي لتفاعلات المواد في الطبيعة مع بعضها البعض , والمواد المكونة لجسم الكائن الحي لها دورة في الطبيعة تنتقل ما بين أجسام الكائنات الحية والطبيعة ( ماء وتربة وهواء ) , وان الموت يعتبر بداية عودة المادة المكونة لجسم الكائن الحي الى الطبيعة على شكل مركبات أو عناصر صلبة أو غازية بعد ان يتم تحللها و تفسخها ليعود انتقالها مرة أخرى الى جسم كائن حي آخر . واستنادا لذلك نحن نؤمن بان موت الانسان ليس نتيجة قرار يصدر من السماء ( كما تدعي العقائد الدينية ) وانما هو نتيجة عوامل محددة اذا ما توفرت كان الموت , ان جسم الانسان قائم على وجود كل من المادة والطاقة , وعندما يحدث انهيار لأي من هذين العاملين تنهار حياة الانسان ويكون الموت هو المصير .
ــ الكتب المقدسة للعقائد الدينية : هي كتب من تأليف بشر وليست منزلة من السماء لانه لا يوجد أي دليل عقلي أو منطقي يثبت انها منزلة من السماء , هذا بالاضافة الى انها لا تخلو من الاخطاء الفكرية أو العلمية وبالتالي فانها فاقدة لصفة القدسية .
ــ العبادات ــ لا تخلو العقائد الدينية من ممارسة طقوس وشعائر تندرج تحت صفة العبادات وهي في حقيقتها ميراث الاديان القديمة حيث الجهل ومرحلة الطفولة البشرية , وهذه الطقوس فقدت مبرراتها كما انها عديمة المنفعة للمجتمع ,فمثلا الصلاة نراها عديمة الفائدة وعديمة المعنى , فلا هي تصنع خيرا ولا هي تمنع شرا , ومخطأ من يظن ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لأن السلوك الانساني لا تقومه الصلاة وانما التربية البيتية الصالحة والضمير الحي , وكذلك الحج فيه مساويء أكثر من المنافع وطقوسه عديمة المعنى , والصوم تعذيب للذات لا مبرر له ولن يقوم الصوم أخلاق الانسان ولن يعدل سلوكه اذا كان معوجا .
ملاحظة : يتبع في جزء آخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل