الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تخلف العرب؟

محمد نبيل الشيمي

2010 / 12 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


البحث العلمي أحد أهم مقومات قوة الشعوب والعالم الآن يشهد سباقاً محموماً للحصول على أكبر قدر من المعارف ... والتفوق في مجالات العلوم بكل صنوفها يعد مفتاح التقدم والتفرد لأي شعب ذلك ان العلم هو قاطرة التنمية والدول التي تقدمت أدركت أن طريقها إلى تحقيق معدلات عالية من الرفاهية لشعوبها رهن ما تملكه من معارف وان تفوقها على غيرها يرجع إلى قدراتها العلمية .
... هذه مقدمة لطرح موضوع اعتبره من الأهمية بمكان ... وهو تقرير اليونيسكو عن الانفاق على العلوم والدفاع في العالم العربي .
... قالت اليونسكو في تقريرها السنوي 2010 "إن البلدان العربية تفتقر إلى قاعدة متينة في مجال العلوم والتكنولوجيا كما أن أداء نظمها الخاصة بالتعليم تفتقر إلى قاعدة متينة في مجال العلوم والتكنولوجيا كما أن أداء نظمها الخاصة بالتعليم العالي لا يزال ضعيفاً فيما يتعلق بتوليد المعارف
ويؤكد التقرير أن المال السهل المتأتى من العائدات النفطية هو بمثابة سيف ذي حدين بالنسبة إلى البلدان العربية ففي حين ساعدت هذه الأموال على تنمية البنية الأساسية في المنطقة "بقيت التنمية القائمة على العلوم والتكنولوجيا مهمشة حتى الآونة الأخيرة وفي المقابل تعتبر بلدان المنطقة من الدول التي تحتل المراتب الأولى في العالم من حيث الإنفاق على الدفاع .
ويشير التقرير الي إن متوسط الإنفاق على البحث والتطوير في الدول العربية الإفريقية تراوح بين 0.3% و 0.4% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2002 وبلغ متوسط 0.1% في الدول العربية في آسيا في نفس العام في حين ثبت المتوسط العالمي عند 1.7% من 2002 إلى 2007 وتراوح المتوسط في إسرائيل بين 4.6% و 4.8% عام 2006 وفي السويد 3.3% أو 3.7% في سويسرا وتتراوح من 2 إلى 3.6% في فرنسا والدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية ووفقاً للشواهد فإن الصين وضعت ضمن خطتها تحسين تطبيقات التقنية في قطاع الزراعة والبنية الأساسية وتطوير قطاع المعلومات وتعميق التصنيع المحلي وهو ما سلكته ماليزيا وقد حققتا معدلات نموا غير مسبوق علي كافة المستويات والانشطة الاقتصادية .
ويفيد التقرير بأن التعليم الأساسي لا يكفي لتوليد الثروات ومعالجة الشواغل المتعلقة بتأمين أمن البلدان من حيث الغذاء والمياه والطاقة ولتحسين الخدمات الصحية والبني الأساسية وهو أمر يحتم تنمية الأنشطة العلمية ويضيف التقرير أنه على الرغم من الجامعات المرموقة الموجودة في المنطقة العربية فإن الدول العربية تعد ما لا يزيد على 373 باحثاً لكل مليون نسمة علماً بأن العدد المتوسط على المستوى العالمي يبلغ 1081 باحثاً فضلاً عن ذلك فإن الكثير من العلماء العرب يعيشون في نصف الكره الغربي ولا يسهمون بالتالي في رفع المستوي العلمي لبلدانهم وما يزيد الأمور سوءاً حسب التقرير ارتفاع معدل البطالة في أوساط البحث والتطوير وبخاصة في صفوف النساء الباحثات اللواتي يشكلن حوالي 35% من العدد الإجمالي للباحثين في الدول العربية وذلك وفقاً لتقديرات صدرت عن معهد اليونسيكو للإحصاء ويضيف التقرير أن افتقار عدد كبير من الدول العربية حتى الآن إلى سياسات وطنية خاصة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار يرغم القطاع الخاص في الكثير من الأحيان على الاضطلاع بأنشطته في ظل فراغ على مستوى السياسات وهي ظروف لا تعتبر مواتية للابتكار (المصدر جريدة الشروق المصرية في 11/11/2010).
وتحت عنوان البحث العلمي في خطر صرح الأستاذ / محمد مسعد ياقوت في بحثه البحث العلمي معوقات وتحديات (منتدى التمويل الإسلامي) رؤيته حول ذلك حيث يشير إلى أن الوطن العربي يفتقر إلى قاعدة بيانات عربية عن النشاط العلمي الجاري وليست هناك قاعدة بيانات عن هذه المعاهد أو المراكز والهيئات التي تجري البحث العلمي وليست هناك وسائل مناسبة أو متوفرة بيسر لنشر النتائج التي يتوصل إليها العلماء أو نشر خبراتهم وليست هناك وسائل مباشرة وفعالة لنقل الخبرة إلى المؤسسات الصناعية العربية أو مكاتب الاستشارات أو شركات المقاولات العربية .
أما عن هجرة العقول من الدول العربية يقول الكاتب أن هجرة الأدمغة العربية لها تأثيراتها الكبيرة على عملية التنمية العربية ولا سيما ما تسببه من خسائر مادية وعلمية للأقطار العربية .
وتشير الدراسة إلي نوعية الكفاءات العربية المهاجرة إلى الغرب مؤكدة ان هناك حوالي عشرة آلاف مهاجر مصري يعملون في مواقع حساسة بالولايات المتحدة الأمريكية من بينهم ثلاثون عالم ذره يخدمون حالياً في مراكز الأبحاث النووية ويشرف بعضهم على تصنيع وتقنية الأسلحة الأمريكية الموضوعة تحت الاختبار مثل الطائرة ستيلت117 والمقاتلة ب2 وتي 22 كما يعمل 350 باحثاً مصرياً في الوكالة الأمريكية للفضاء ناسا بقيادة العالم الدكتور فاروق الباز الذي يرأس حالياً في مركز الاستشعارات عن بعد في جامعة بوسطن إضافة إلى حوالي ثلاثمائة آخرين يعملون في المستشفيات والهيئات الفيدرالية وأكثر من ألف متخصص بشؤون الكومبيوتر والحاسبات الآلية خاصة في ولاية نيو جيرسي التي تضم جالية عربية كبيرة ويشار هنا إلى مساهمة عدد من أساتذة الجامعات المصريين في تطوير العديد من الدراسات الفيزيائية والهندسية في الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية وخاصة في جامعة كولومبيا في نيويورك .وجامعتي بوسطن ونيو جيرسي وعلى رأسهم العالم المصري أحمد زويل الذي منح جائزة نوبل للكيمياء في عام 1999 وهو الذي يعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا .
ويرى أ. محمد مسعد أن خسارة القدرات البشرية المتخصصة تفقد العرب مورداً حيوياً واسأسيا في ميدان تكوين القاعدة العلمية للبحث والتكنولوجيا وتبدد الموارد المالية العربية الضخمة التي أنفقت في تعليم هذه المهارات البشرية وتدريبها والتي تحصل عليها البلدان الغربية بأدنى التكاليف ففي وقت هاجر فيه أو أجبر على الهجرة مئات الألآف من الكفاءات العربية إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية تدفع البلدان العربية أموالا طائلة للخبرات الدولية الأمر الذي يحمل المشروعات الصناعية العربية تكاليف إضافية (للخدمات الاستشارية والعمولات والرشاوي والتلاعب بالأسعار) بنسبة تتراوح بين 200- 300% مقارنة بالتكاليف الأولية وأن قيمة الارتفاع في هذه التكاليف خلال خمس سنوات فقط (ما بين 1975 و 1980) بلغت 25 مليار دولار أي أكثر من إجمالي الأنفاق العربي في مجالات التعليم والبحوث والتقانة في المدة من 1960 إلى 1984 .
ويرى الكاتب بعض المعوقات التي تقف في مسيرة البحث العلمي في العالم العربي على النحو التالي /
معوقات علمية :-
- وتتجلى في ضعف التعاون والتنسيق البحثي فكل يدخل البحث العلمي بمفرده فرداً أو جماعة أو مركزاً أو جامعة أو دولة ويمكن تلخيص أهم المعوقات للتعاون في إحدى مجالات البحث العلمي فيما يأتي /
1. عدم وجود استراتيجيات أو سياسات لمعظم الدول العربية في مجال البحث العلمي .
2. ضعف المخصصات المرصودة في موازنات بعض الدول العربية للتعليم والبحث العلمي.
3. هروب العنصر البشري من بعض الدول العربية واعتمادها على العناصر الغير مدربة .
4. ضعف قاعدة المعلومات في المراكز والمختبرات والمؤسسات الإنتاجية لبعض الدول .
5. عدم معرفة أهمية المراكز البحثية في بعض الدول العربية .
معوقات علمية :-
وأهم ما فيها بالطبع ضعف الإنفاق على البحث العلمي فمن الحقائق المؤلمة جداً أن ما ينفق على البحث العلمي في العالم العربي إنفاق ضعيف جداً ولا يمكن مقارنته بما تنفقه الدول الكبرى بل ولا بما تنفقه إسرائيل في هذا المجال.
وقد نتج عن ذلك ظاهرتان في غاية الخطورة والتدمير/ .
أولاهما : ضعف مستوى البحث العلمي وقلته وعدم إسهامه في التنمية .
ثانيهما : هجرة العلماء من دول العالم الثالث إلى الدول المتقدمة .
ولنأخذ مصر التي تعد بكل المعايير والمعطيات قادة التطوير والقدوة لشقيقيتها العربيات في كل ما تخطوه ونتسائل ماذا عن التعليم والبحث العلمي في مصر ؟ في عام 2006 اصدرت جامعة شنغهاي الصينية تقريراً يصنف اول خمسمائة جامعة على مستوى العالمي للاسف لم يتضمن التقرير جامعة مصرية واحدة او حتى عربية حتى على المستوى الافريقي احتلت جامعات اوغندية ومن زيمببابوي ترتيباً يسبق جامعة القاهرة الجامعة الام لكل الجامعات العربية والافريقية ويشير تقرير منتدي دافوس عام 2006 ان التعليم والتدريب والاستعاد التكنولوجي الذي يقيس القدرة على نقل وتطويع التكنولوجيا لصالح المجتمع يشهد تراجعاً ملحوظاً في العالم العربي . أما على مستوى براءات الاختراعات ففي تقرير لليونسكو في مايو 2009 اشار الى ان خلال الفترة من 1980 وحتى 2008 قدم العلماء العرب 836 براءة مقابل 16470 براءة قدمها العلماء الاسريلييون عن نفس الفترة .
نعود إلى تقرير اليونسكو ونتساءل أي حروب خاضها العرب في تاريخهم الحديث باستثناء حربي 67 وحرب 73 المجيدة ... وكم دولة حاربت دفاعاً عن مقدسات العرب والمسلمين في فلسطين بعد حرب 48 والتي انتهت بهزيمة نكراء للجيوش العربية ومن ثم ... ما هي أسباب زيادة الانفاق العسكري العربي على حساب الانفاق على العلم والبحث والمعرفة ؟في رأيي أن ذلك يعود لسببين /
السبب الأول :-
- الرغبة المستعرة لدى بعض الحاكم العرب على الابقاء على حالات التخلف ضماناً لبقائهم اطول فترة ممكنة على سدة الحكم دون ان يجدوا معارضة من جانب شعوبهم فضلاً عن استخدام كل الاسلحة التي قاموا بشرائها ضد تطلعات شعوبهم تأكيداً للاستبداد والطغيان ورفض الآخر وهو حال كل الانظمة العربية بلا استثناء .
- الارتباط بين بعض القيادات العربية والغرب إلى حد التبعية وهو أمر يدفع كثيراً بهذه القيادات لمساعدة بعض اقتصادات بعض الدول الغربية للخروج من أزماتها الاقتصادية ويمكن أن نطرح على الرأي العربي تساؤلاً .....
لمصلحة من تشتري السعودية بأكثر من 60 مليار أسلحة أمريكية ؟
هل لدى السعودية نيه في الدخول في حرب مع إسرائيل لفك أسر المسجد الأقصى أو رفع المعاناه عن أهالي غزة وعرب 1948؟ اعتقد جازماً أن شيئاً من هذا لن يحدث وأن وكنت اتمنى أن أكون مخطئاً في هذا الحكم أن ما تقوم عليه السعودية لا يعدو عن كونه إرضاءا لساكن البيت الأبيض ودعماً للاقتصاد الأمريكي الضعيف أما الأسلحة فمصيرها الصحراء متروكة للصدأ والإهمال لتلحق بصفقات أخرى سابقة أبرمتها السعودية ابان حكم مارجريت تاتشر وحالت وسقوطها من على راس الحكومة البريطانية وفي ذات السياق دولة الإمارات تتعاقد على شراء الأسلحة بمبلغ 13 مليار جنيه استرليني ... ولا اعرف عما إذا كان لدي الإماريتين أصلاً جيشاً من عدمه .. حتى ولو امتلكوا جيشاً هل يملك القدرة على القتال أتصور ان الغرب خاصة الولايات المتحدة تدبر وتخطط لفتنة في المنطقة بين الخليجيين وايران بذات السيناريو الذي حدث قبلاً مع العراق وحينئذ تزيد أرباح شركات السلاح ويرسخ الغرب وجوده في مناطق النفط ويسيطر على مداخل البحار والخلجان ويضمن امن اسرائيل .. الأمر مضحك ويدعو في الوقت نفسه للرثاء والبكاء على أمه فقدت الاتجاه الصحيح أمة تستورد كل شيء كي تستهلكه وتبذر في كل شيء تملكه حتى القيم العربية الأصيلة سقطت في مستنقع آسن عفن وحلت محلها ثقافات منحلة تساعد على زيادة وتيرة تردي هذه الامة التي لم تعد قادرة على أن تحل مشكلاتها وتركت امرها حاضراً ومستقبلاً يخطط له في عواصم الغرب امة تتفتت أقطارها يوماً بعد يوم وهذا هو العراق الذي أصبح مجرد اسم الوطن عظيم حمل يوما ًرسالة الحضارة والمعرفة أصبح الآن محكوماً بأيدي ملوثة بدماء الشهداء يحكمه مجموعة من القتلة والمتواطنين مع الأمريكيين (راجع وثائق ويكيلكس) ... وها هو السودان على شفا التقسيم واليمن في الطريق ولبنان يتمزق بتواطؤ نفر من ابنائه احباب اسرائيل للالقاء به في اتون الطائفية والتشرذم ناهيك عما يحدث في الشمال الافريقي من دعاوى الطائفية والرغبة في خلق كيانات هزيلة .
نحن نائمون سكارى نعربد ونغزو حانات الغرب ومواخيرها بكل أسلحة الدمار الشامل (الريال والدرهم) وبدلا من إراقة دم الأعداء نريق الخمور على أقدام الراقصات والغانيات .. ونقيم حفلات الفجور ... ونشتري اندية كرة القدم في بريطانيا وغيرها وندفع ملايين الدولارات في شراء اللاعبين وانشاء اكاديميات لتخريج براعم لكرة القدم ولم يخطر ببال حاكم واحد ان ينشئ اكاديمية للبحوث العلمية (للامانة قامت احدي الامارات الخليجية بانشاء مركزا لإكثار طائر الحباري كي يتمتع الامراء بصيدها وتدريب صقورهم) ونتسابق في مضامير سباقات الهجن دون ان يفكر حاكم واحد في زيادة مخصصات التعليم والبحث العلمي في وطنه ويبقى همه فقط تكديس السلاح وليذهب البحث العلمي إلى الجحيم وهكذا تخلف العرب ولن يتغير حاضرهم ولا مستقبلهم ذلك ان بقاء مستبداً على مقعده أهم بكثير عنده من آلاف العقول التي هاجرت بعد ان اضناها البحث عن وظيفة تتمكن من خلالها من تحقيق وتطوير ما تعلمته او حتى تجد من يشجعيها على الاستمرار في عطائها البحثي وهكذا حالنا المضحك المبكي .... فهل عرفتم لماذا نحن متخلفون ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب