الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحول درس التربية الاسلامية الى رعب حقيقي

مارا الصفار

2010 / 12 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


فرحت كثيرا عندما كبرت ابنتي البكر وبدأت تشق طريقها في فهم الحياة والكون والاديان والانسانية عن طريق القراءة والمطالعة والمتابعة ، فقد عانيت معاناة شديدة عندما كانت في المدرسة.
كان درس التربية الاسلامية بالنسبة لها يشكل معضلة حقيقية ، ليس في حفظ الايات والسور والاحاديث – فقد كانت درجاتها ممتازة ، ولكن في فهم المتناقضات بين ما تربت عليه في البيت وبين ما تتلقى من معلومات من استاذة التربية الاسلامية ، حيث كانت تقول لهم افعلوا ما شئتم ولكن يجب ان تؤدوا الصلوات الخمس باوقاتها لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وكل ما تفعلونه سيمحى بأذنه تعالى .
ابنتي سألت ببراءة : هل يعني ذلك ان نكذب او نسرق او نخدع او لا نساعد احدا ؟
اجابتها المدرسة : نعم ، لان كل هذه الاخطاء سوف تمحى بمجرد توجهكم للصلاة.
سألتها طالبة اخرى ولكن سؤالا ليس بريئا : هل يمكن ان نصادق الشباب ونفعل معهم مانريد ؟
اجابت المدرسة مرة اخرى : نعم طبعا ولكن احذروا من الحمل
صدمت من الاخبار التي تنقلها بنتي عن درس الدين الى مسامعي ، ولكنني لم اسكت حينها
توجهت لادارة المدرسة (واعتقد ان غيري من الامهات قد اشتكوا ايضا) فشرحت للمديرة ما قالته بنتي وقلت لها تعرفين ان هذا العمر حساس جدا ،ونحن نحاول ان نحمي بناتنا بكل ما نستطيع ، اولها هو الصدق معنا ، وهذه المدرسة إذ تهدم ما نبنيه في نفوس البنات خاصة انهن يقضين وقت في المدرسة اكثر من وقت البيت .
استمعت المديرة الى شكواي والى شكوى غيري من الامهات ، وقامت – للاسف – بفصل هذه المدرسة عن عملها.
وجاءت مدرسة اخرى بمفاهيم اخرى مختلفة عن هذه ولكنها متشابهة في هدم الصحيح من الاخلاق.
فقلت في نفسي هل سأذهب مرة اخرى واقطع رزق هذه ايضا ؟
بعد حين سمعت ان هذه المدرسة قد فصلت من المدرسة – للاسباب اعلاه - واتوا بواحدة غيرها ...... ولكن النتائج استمرت كما هي.
كنت سعيدة ان لدي جسورا من الصداقة والحوار بيني وبين ابنتي ...... ولكن ماذا عن باقي البنات التي لا تحدث امهاتها بأي شئ خوفا او خجلا ؟؟؟؟
كبرت ابنتي قليلا واهدى لها والدها كتاب نوال السعداوي (المرأة والجنس) و (الانثى هي الاصل) واستمرت في المطالعة وقراءة الكتب – وتحت اشرافنا - حتى الان الى ان استوعبت الدين وعلاقته بالحياة الاجتماعية .
ثم تكررت مشكلة درس التربية الاسلامية مع ابني .........
منذ بداية هذا العام الدراسي وهو يسألني كل يوم : هل اليوم هو يوم القيامة ؟؟؟
وكل اسبوع يحاول ان يتغيب عندما يكون هناك درس دين !!!!!!!!!!!
سألته عن السبب قال : ان المدرس يجعلنا نخاف كثيرا ونرتجف ونبكي من شدة الرعب .... حتى ان احد الاولاد يتبول على نفسه من شدة الخوف!!!!!!!
سالته لماذا ؟ قال : يحكي لنا عن عذاب القبر بالتفصيل وكيف ياكلنا الدود ويمخر عيوننا ويخرج من اذاننا وكيف يحرقنا الله في يوم القيامة ويعذبنا ويشوينا وكيف ينزل القيح من اجسادنا المحروقة ..... ونحن نبكي من الخوف طوال الحصة ..... حتى انني لا انام يا أمي من الكوابيس .......
تألمت كثيرا لألم ابني ..... وحاولت شرح الامور له ببساطة ..... وان لا شئ من هذا سيحدث ..... وان هذا المدرس هو شخص مريض ولا يجب ان نصدق هذه الاحاديث .
ولكن ابني مصر على انه خائف ومرعوب ولا يريد حضور درس الدين .
مرة اخرى – وبعد سنوات - توجهت للادارة وشرحت لها ما قاله ابني .....
وجاء الاستاذ تلبية لطلب الادارة للاجتماع به ...... ولم ينكر ما قاله ابني .... ولكنه قال : يا استاذه هم يبكون خشوعا و خشية من الله ...... انا ازرع فيهم التقوى والورع منذ نعومة اظفارهم ...... وانا افرح كثيرا عندما يبكون ..... هذا يعني انهم سيكونون مؤمنين حقيقيين عندما يكبرون .....
قلنا له : هؤلاء اطفال صغار ..... اين هم من الخشية والخشوع ؟؟؟؟ عمرهم لا يعطيهم اكثر من تصور ما تقول على انه احد افلام الرعب ...... وانت بوصفك هذا تزرع فيهم الخوف من العذاب اكثر من الحب للخالق .....
وليس لك الحق ان تبتعد عن المنهج المقرر من وزارة التربية .....

رحعت للبيت احمل معي حزنا يثقل انفاسي .......
متى سيحق لنا ان نطالب بأن يكون درس الدين في المساجد فقط ولمن يريد ان يدرسه ؟؟؟
متى نستطيع ان نشترك في قرار تعليم اولادنا الدين من عدمه ؟؟؟؟؟
هل ما نراه من التطرف الديني الواضح حتى بين الاطفال ......... لا يكفي لوقف المزيد ؟؟؟؟؟
وكأننا نحتاج الى عاهات نفسية اخرى تضاف الى ما نعاني منه ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا استاذة مارا الصفار
إقبال قاسم حسين ( 2010 / 12 / 22 - 14:46 )
لااعرف كيف اشكركِ،سبقتيني في الكتابة عن موضوع كنت انوي الكتابة عنه،ابني درس ثلاثة سنوات بالسودان كان يأتيني مرعوب من درس مادة الدين الاسلامي رغم انه كان في التاسعه ولكن يحدثوهم عن عذاب القبروالعقاب يوم القيامة بشوي الجلود والوجوه وشراب النحاس ام ماذا لااعرف المذاب،الان نحن نعيش بامريكا ولكن لازال يسألني خصوصا بالليل عندما يريد الذهاب للنوم،يسالني عن الصوت القوي جدا الذي يعلن عن بداية يوم القيامة والعذاب يوم القيامة،ارجو ان يعاد النظر في طريقة تدريس هذا الدين،وهذه اول خطوة لاصلاح هذه المجتمعات


2 - لا استغرب
بشارة خليل ق ( 2010 / 12 / 22 - 15:10 )
فان ايديولوجية الاسلام السياسي تتقاطع في العديد من النقاط مع مرض البارانويا هي مرض جماعي يفرغ الانسان من اي مقدرة على نقد الذات او مراجعة النفس بالاضافة للشك والاحساس بتامر الجميع ومركزية الذات وسموها على الاخرين بالتوازي مع الاحساس بالنقص والدونية.عندما تسألين احدهم كيف سيتم اقامة الخلافة لحكم مئات ملايين البشر بينما الانشقاقات والتطهيرات والانقسامات هي الصفة اللازمة لجماعات الاسلام السياسي؟تسمعين,في احسن الاحوال, ردود غير منطقية متهافتة كالوعد الالهي بنصرة الاسلام او انهيار الحضارة الغربية الوشيك.. او تواجهين بالتكفير والتخوين والقدح والسباب وحتى الاعتداء الجسدي وكل ما ليس له علاقة بالاجابة على التساؤل.عندما تحشريهم بالزاوية بحقائق من الواقع تواجهي بالانكار الوقح والمراوغة او الحيدة او الكذب او اوهام ظنية يقدموها على انها حقائق دامغة من مؤامرات صهيوصليبية او خيانات داخلية بسبب العمالة للغرب الكافر الخ من الاسطوانة اياها, اكثر ما يؤذيهم المطالبة بالبرهان والدليل على ادعاءاتهم


3 - رائع
عيسى ابراهيم ( 2010 / 12 / 22 - 15:52 )
عذاب القبر وما أدراك ما هو عذاب القبر...... والدتي والتي كانت تستمع احيانا إلى خطب بعض المدعوزين ،فكانت تبكي وتستغفر وتتعوذ وتصلي وكأن القيامة على الأبواب والناس متراصين ومصطفين وكل يتنظر دوره ،ليوزن اعماله إما الى الجنة وفي احضان الحور والانهار الخمر وإما الى الجحيم وبئس المصير ....يعني تصورات وتشبيهات مرعبة ولا حتى الهليود لم تسغل بعض من هذه الافكار المرعبة في السينما وخاصة عذاب القبر وعن الشجاع الاصلع وعن الناكر والنكير....
وأخيرا لومي عليك لماذا لم تخبريني بأنك تكتبين في الحوار ...وبالفعل مقال رائع وجميل فطوبى لك ودمتي
عيسى ابراهيم


4 - هل هذه تربية أم تدمير للإنسان
مدحت محمد بسلاما ( 2010 / 12 / 23 - 05:42 )
مهما تكلمنا عن هذا الموضوع لن نصل إلى أي نتيجة عملية. كلنا ضحايا هذه التربية وهذا التدمير الإنساني باسم إيديولوجية دينية لا تحترم الإنسان ولا كرامة الإنسان, أنت يا سيدتي الكاتبة هل فكرت يوما بوضع المرأة حسب المفهوم الإسلامي والتربية الإسلامية؟ لو قمت بتحليل هذه المفاهيم لما تعجبت من التربية الإسلامية التي تلقتها إبنتك ثم تلقاها إبنك في المدرسة. من منا لا يدرك مدى التناقضات الدينية في القرآن وأضاليلها وتأثيراتها على الناس؟ ماذا ننتظر من مفاهيم وعقائد دينية قائمة على النفاق والكذب والتناقضات تفرض علينا بالقوة والويل لنا إن اعترضنا فنكفر ونضطهد ونعذب. لا حاجة للف والدوران، المأساة هي في هذا الدين الذي يعقمنا ويعمي عيوننا ويسمم عقولنا وقد حوّل شعوبنا إلى أكثر شعوب العالم تخلفا وجهلا وبؤسا وعنفا


5 - العزيزة اقبال
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 23 - 08:04 )
ربما توارد خواطر كما يقال
المشكلة يا عزيزتي اننا نعلم الاطفال على ان يكونوا صالحين خوفا من العذاب وليس حبا في الاخلاق
والتربية الدينية في بيوتنا ومدارسنا تحمل في طياتها الكثير من الارهاب والتخويف

وانا لا اريد لاولادي ان يخافوا من شئ ابدا
او ان يحملوا اي عقدة نفسية تجعلهم غير اسوياء مستقبلا
ولكنني مجبرة بسبب وجودي في بلد اسلامي
شكرا لمرورك عزيزتي


6 - الاخ بشارة خليل
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 23 - 08:07 )
شكرا لك اخي
ما قلته رائع
ان جربت النقاش مع احدهم عن اي شئ ديني بهدف الاطلاع والعلم
سوف لن يجيبك عليه
فالامور الدينية غير خاضعة للنقاش
وان جادلت اكثر فستكون ملحد وكافر واسرائيلي وتستلم راتبك من الامبريالية العالمية
هجوم شرس خالي من الحقائق العلمية


7 - الاخ عيسى ابراهيم
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 23 - 08:13 )
شكرا لك اخي على المداخلة
احد الاقرباء كان يعمل (جلادا) في زمن الطاغية صدام
كان يضحك على وصف القرآن تعذيب الله للكافرين في النار
قال لو يأتي الله شهر واحد فقط كي نعطيه دروسا خصوصية مكثفة في كيفية التعذيب الجسدي والنفسي والعصبي
التعذيب الذي يتبعه الله في القيامة هي من اشكال التعذيب القديمة التي لم تعد تنفع ولا نستعملها حاليا
حرق وشوي وسلخ ونار ،،،، وامور بسيطة

فقط تخيل المقارنة
دمت عزيزي


8 - تدمير وليس تربية عزيزي محمد بسلاما
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 23 - 08:17 )
نحن معاقين نفسيا منذ صغرنا بسبب هذه المفاهيم
ولانني لا اريد ان اعيد الكرة في اولادي
اريدهم ان يعيشوا بسعادة دون احساس بالذنب من امور غيبية

ولذلك اطالب بأن يكون للاهل القرار في ان يدرس ابنهم درس الدين من عدمه

شكرا جزيلا لك اخي


9 - خوفا من العذاب وليس حبا في الاخلاق
جون عبد الحق ( 2010 / 12 / 23 - 10:09 )
الدين الاسلامي قاءم على الرعب والتجهيل للمسلمين لكي يطول عمرالدين ولولا التجهيل والرعب لما استمر هذا الدين ل١٤٠٠ ثانية وكل عام انت والعاءلة بالف خير


10 - الاخ جون عبد الحق
مارا الصفار ( 2011 / 1 / 8 - 07:02 )
اسفه للتاخير في الاجابة اخي
معك كل الحق
لولا الخوف من القتل في الدنيا
ومن العذاب في الاخرة
ما كان استمر هذا الدين الى عصرنا الحالي

شكرا للتعليق ودمت


11 - نعم للثقافه الدينيه ....لا للتربيه الدينيه
يبوس كنعان ( 2011 / 1 / 19 - 22:24 )
العزيزه مارا
ما يقلقنا ان معدي الماده العلميه في المناهج المدرسيه والجامعيه يقحمون الدين
في ثنايا السرد العلمي . حتى صار رجل العلم يفتي في الشريعه . وهناك امثله على تخلي اكاديميون عن تخصصاتهم العلميه والجري وراءالعلوم الشرعيه فقد غدت سلعه يسهل بيعها للعوام . وصرنا نسمع عن رجال الدين يدلون بدلوهم في المعارف العلميه والفن والادب . ويلزموننا بفتاوى التحريم ازاءها . ان مبرر قلقنا ان هذا المنهج في التفكير ينتج عقولا بليده لا تستطيع ان تطلق العقل للتفكير والابداع. وتنتج نمطا للتفكير يسرع في تصديق الخرافات . ويضع الحقائق العلميه موضع الشك


12 - نعم للثقافه الدينيه ....لا للتربيه الدينيه
يبوس كنعان ( 2011 / 1 / 19 - 23:39 )
العزيزه مارا
ما يقلقنا ان معدي الماده العلميه في المناهج المدرسيه والجامعيه يقحمون الدين
في ثنايا السرد العلمي . حتى صار رجل العلم يفتي في الشريعه . وهناك امثله على تخلي اكاديميون عن تخصصاتهم العلميه والجري وراءالعلوم الشرعيه فقد غدت سلعه يسهل بيعها للعوام . وصرنا نسمع عن رجال الدين يدلون بدلوهم في المعارف العلميه والفن والادب . ويلزموننا بفتاوى التحريم ازاءها . ان مبرر قلقنا ان هذا المنهج في التفكير ينتج عقولا بليده لا تستطيع ان تطلق العقل للتفكير والابداع. وتنتج نمطا للتفكير يسرع في تصديق الخرافات . ويضع الحقائق العلميه موضع الشك . يستطيع ان يجادل ساعات حول خمار المراه . وان سالته فيما اخذت اخته حصتها من ميراث ابيه يجيب :لقد قدمت لها هديه وسامحتني فهي لم تتزوج رجلا من اقاربنا


13 - العزيز يبوس كنعان
مارا الصفار ( 2011 / 1 / 20 - 03:58 )
ما قلته صحيح ومضبوط

ولذلك ايها العزيز
ومن اجل الحفاظ على الدين - كتراث وتاريخ وثقافة
ومن اجل عدم تلويثه بالسياسة
ومن اجل تطوير العلوم دون ان تتصادم مع الدين
حيث اصبح العلم والعلماء جزء من الكفر والالحاد
نحن نطالب بنظام علماني في كل بلد عربي اسلامي

دمت ايها الطيب


14 - وصف
سهيل الزهاوي ( 2011 / 5 / 22 - 17:31 )
وصف دقيق لحالة مرعبة ولا تزال مستمرة

اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟