الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم مشاركة الكفار أعيادهم.

زهير قوطرش

2010 / 12 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حكم مشاركة الكفار أعيادهم.

هذا العام مثله كمثل كل عام , تُتحفنا وسائل إعلام السلفية والوهابية ,بفتوى تحريم مشاركة الكفار (المسيحيون) أعيادهم.وتحرم على أمة الإسلام حتى تهنئتهم بأعيادهم المجيدة ,وتحرم على أفراد الأمة أيضاً ,قبول التهاني منهم بمناسبة أعيادنا الدينية .
هؤلاء ومع كل أسف ,مازالوا يعيشون في ظلام دامس ,ما زالوا يعيشون في أزمة فكرية وثقافية وحضارية .
العيد, وخاصة الأعياد الدينية ,هي مناسبات للتعبير عن المودة والحب بين أفراد الديانة الواحدة ,وبين أفراد مختلف الديانات على تنوعها ,بغض النظر عن الاختلافات العقدية والتي يعود حكمها إلى الله عز وجل .
التهنئة في العيد هي مناسبة رائعة للتعبير عن إنسانية الإنسان ,وحبه لأخيه الإنسان ,الذي يشاركه الحياة على هذه الأرض ,وتجمعه معه المصالح المشتركة ,والقربى والنسب . لو فكر سدنة السلفية والوهابية بعقولهم المصمتة ,لعرفوا أن ملايين المسلمين تزوجوا من كتابيات ,وجمعتهم مع المسيحيين روابط النسب من جهة الزوجة ,فهل يعقل أن لا يهنئ الأطفال ,جدتهم وأخوالهم وخالاتهم بعيدهم الديني .
كيف سيكون الموقف لو أن أقارب هؤلاء الأطفال ,امتنعوا لفتوى أصدرها البابا أوغيره بعدم تهنئتهم في أعيادهم الدينية ؟؟؟؟
أين هي رسالة الحب والرحمة ,في دين الله ؟ هل انتفت من صدور هؤلاء الذين من الدين هم براء.
لا أدري مصدر هذا الخوف من تهنئة أهل الكتاب وغيرهم في أعيادهم ,هل يخافون على المتدينين المسلمين من الارتداد عن ديانتهم؟؟؟ .
أم يخافون من أن يرتد أصحاب الديانات الأخرى عن ديانتهم ويدخلون في دين الإسلام؟
وحتى لا أطيل على القارئ ,وحتى يكون لكلامي مصداقية أنشر ما جاء في هذه الفتاوى ,ليضطلع عليها كل ذي عقل .وليحكم بنفسه أين هي مصادر وينابيع ثقافة الإرهاب في عالمنا اليوم!!!!!!


السؤال : ما حكم تهنئة الكفّار بعيد ( الكريسمس ) ؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤنا به ؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة ؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة ، أو حياءً ، أو إحراجاً ، أو غير ذلك من الأسباب ؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟

الجواب : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه " أحكام أهل الذمة " حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنـزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية ، أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه " انتهى كلامه -رحمه الله- .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ( ابن القيم ) لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله – تعالى- لا يرضى بذلك كما قال الله –تعالى- : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) [ الزمر : 27 ] وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) [ المائدة : 3 ] ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة ، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [ آل عمران : 85 ] .

وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " انتهى كلامه – رحمه الله - .

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم ، سواء فعله مجاملة ، أو تودداً ، أو حياءً ، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.

والله المسئول أن يعزّ المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصحات نفسية
Amir Baky ( 2010 / 12 / 25 - 15:28 )
هل لو هنأ شخص شخص آخر بعيد دينى فهل معنى ذلك أن الإنسان غير دينه؟ ولماذا غير المسلمون لا يفكرون بهذا المنطق و يعيدون على المسلمين فى أعيادهم؟ فهل الله و تعاليمه طائفية؟؟


2 - الفتاوى للشيخ ابن عثيمن
زهير قوطرش ( 2010 / 12 / 25 - 19:51 )
أحب أن أشير إلى أن الفتاوى التي يستعيدها كل عام سدنة السلفية والوهابية مأخوذة من .فتاوى بن عثيمن وغيره


3 - من هو
ابراهبم الزيني ( 2010 / 12 / 25 - 22:08 )
من هو الكافر هل هو من يصنع الحضارة ومن يخترع الدواء والصناعة والعلوم ام هو الذي يعيش في عباءة التخلف ويرتدي جلبابا صنع من اربعة عشرقرنا قال المتنبي اغاية الدين ان تحفوا شواربكم ياامة ضحكت من جهلها الامم


4 - مساء الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 12 / 26 - 14:27 )
وكل عام وجميع المسيحيين والطيبين بالف الف خير
رعم انف جميع الحاقدين والظلاميين ولتحيا المحبة بين البشر جميع البشر
ويسسسسسسسسعد مساكم


5 - هههههههههههه
بشارة خليل ق ( 2010 / 12 / 26 - 22:34 )
اخ حازم هذا اجمل رد على هكذا انغلاق وتحجر....وانت والعائلة والقراء بالف الف خير وسلام

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة