الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الزمان عند فحر الدين الرازي الطبيب والمفسر

زينب عبد العزيز

2010 / 12 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مفهوم الزمان عند فحر الدين الرازي الطبيب والمفسر
أتفق الرازي في قوله عن الزمان مع مذهب ورأي أفلاطون وأرسطو .
حيث قال أفلاطون أن الزمان هو صورة للدهر وأن معنى الدهر عند أفلاطون في كون أن الزمان هو صورة للدهر وأن معنى الدهر عند أفلاطون هو العالم
ألأخروي وهو أنعاكس لوجود الله سبحانه وتعالى في أن الدهر هو الله سبحانه وتعالى وكما قال الأمام علي ( عليه السلام ) : لا تسبوا الدهر أن الدهر هو الله .
وأن هذه الصور الدهرية هي انعكاس لواجب الوجود وأن هذا الكون وما فيه من علل هي انعكاسات لوجود العلة التامة وهو الخالق لهذه العلل وموجدها وحيث الزمان أحد هذه العلل فهو ألانعكاس ألأول الواضح لوجود الله فهو البقاء وألا مد الممدود .
والزمان عند أفلاطون وما أقره الرازي لهذا القول أن الزمان الصوري هو الزمان المنتهي والذي له بداية وله نهاية وهو زمان (الحياة في العالم السفلي )(1) وفي نفس الوقت كان أرسطي الرأي أيضاً وقال أن هذا الزمان هو متغير وغير ثابت أي أنه يعرف بالمتغيرات والتي تحدث في الموجودات فهو جوهر وله مقدار يعرف به بالحركة والتي تحدث التغيرات في الموجودات ولقد أتفق هذا القول مع رأي ملا صدرا الشيرازي .
ونعرج الى رأي أفلاطون في الزمان ألأخروي وهو الدهر والذي يعني به (أسم من أسماء الله الحسنى )(2) وهو الواحد فهذا الزمان أبدي لا يتغير سرمدي ليس له بداية وليس له نهاية فهو ليس مسبوق بالعدم ولا يطرأ عليه العدم فهو بمثل أسم من أسماء الله عز وجل وأسماءه المقدسة عز وجل لا ينفك بعضها عن بعض ألآخر .
فالزمان هنا حسب ما ذكره بنس في كتابه مذهب الذرة وعلى رأي أفلاطون وما أيده الطبيب فخر الدين زمانين زمان الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى وهو الدهر وزمان ثاني هو صورة له فهو شبيه له لكن خاص بالممكنات زمان دنيوي له بداية مع بداية هذا العالم وله نهاية مع نهاية هذا العالم)(3)
وأن الرازي يعتبر الزمان من القدماء الخمسة عنده فهو في المرتبة الرابعة فالله *والهيولي * والنفس * والزمان *والمدة * والخلاء وأن الزمان القديم هذا تجرد من قدمه منذ صنع العالم والمادة وأصبح الزمان له بداية وله نهاية وأنه ينتهي ويزول بزوال هذا العالم المصنوع في المستقبل وأنه يعود مرة أخرى الى حال القدم ألأول الذي كان عليه .
وهذا الزمان يعرف ويقدر ويقاس بحركة الفلك فاذن الزمان عنده ما يقدر ويقاس بالحركة فهو يتفق في قوله هذا مع مذهب أرسطو وهذا ما قاله في كتابه (عيون الحكمة ) (والمطالب العالية ) أن الرازي بقى متحيراً في مفهوم الزمان فأنه تارة يثبت في رأيه مستنداً الى رأي أفلاطون وتارة مستنداً الى رأي أرسطو في أعماق أسراره حتى يتبنى مذهب ثم يعدل عنه وأن هذه الحيرة قادته أن ينفي أساساً وجود الزمان في الخارج وهذا ما صرح به في كتابه (المباحث ) وأيضاً يقر بجوهريته في المطالب وحيناً أنكر وجود الزمان وقال لا معنى لوجوده ألا بتحقق الحوادث والتغيرات وهنا رجع معتمداً على اسس مذهبه الكلامي وقواعده الذي يقول أن هذا العالم هو عبارة عن وحدة مترابطة ألأجزاء أي أن هذا العالم مترابط ألأجزاء فيما بينه دون تخصص جزء عن غيره وكون أن الزمان هو موجود من ضمن أجزاء ومكونات هذا العالم ولأن هذا العالم دائم التغير والتحول فهو في حركة دائمية وهذه الحركة أما أن تكون (حركة مكانية *أو حركة جوهرية ذاتيه) (4)
فالزمان يكون ضمن هذه الحركة الجوهرية الذاتية في الموجودات حسب ألارتباط الوثيق بين أجزاء ومكونات هذا العالم وأنه يعرف ويقاس بالتغير المحدث لهذه الموجودات المستمرة التغير والتحول وبذلك فيكون الزمان عنده أيضاً ينقسم الى قسمين في معناه وهذا ما ذكره صاحب كتاب اصطلاحات الفنون والذي يعتمده محمد عبد الهادي أبو ريده في أن الزمان حسب ما يراه الرازي على معنين ألأول: أمر موجود خارج الذهن يطابق الحركة في كونها بين المبدأ والنهاية .
الثاني : أنه أمر متوهم لا وجود له في الخارج . والموجودات في الخارج هو ألآن الذي يفعل بسيلانيه وجريانه أمراً ممتداً وهمياً وهو مقدار الحركة .
ولقد أتفق الرازي في هذا المعنى للزمان مع نمط ومذهب أرسطو في كون أن الزمان هو مقدار الحركة وأنه مرتبط بالمكان لان الحركة التي يتم ألتناقل بها في مكان الى آخر يتم بها تحقق الزمان وتغيره وبعد ذلك عدل عن أتفاقه مع أرسطو الذي هو مخالف لمذهبه الكلامي فهو مشائي المذهب والذي يقول بأن معطيات العقل وقوانينه ونتائجه العقلية أنها معصومة عن الخطأ حتى أصبح الطبيب يتبنى مذهب في مفهوم الزمان ثم يعدل عنه من أفلاطون وأرسطوا للجيرة في مفهوم الزمان ولكنه في هذه الحيرة وأجاب على شبهة الزمان ومفهومه ووفق المذهب ألأفلاطوني (في أن الزمان كيف يكون جوهراً والجوهر لا يتغير ولا يتجدد ولا يمكن له أن يكون متتالياً في حين أن الزمان كذلك ؟
فأجاب الرازي عن هذه الشبهة بأن التغير والتجدد لا يقع في الزمان نفسه وأنما نسبته الى الحوادث المتعاقبة المقرونة به كما أن الله مقارن لجميع الحوادث والمتغيرات وذاته غير متغيره لكن وقع الرازي في أشكال أخر وحيرة لهذا القول لأنه لم يبقى فرق بين الزمان وبين الله طالما هو جوهر لا يلحقه التغير)(5)
ولقد تفرع الرازي في مفهوم الزمان حينما عدل عن مذهب أفلاطون وأر سطوا حينما قال أن الزمان أحد القدماء الخمسة فقال مثبت لقوله ذلك والذي يوافق مذهبه الكلامي في أثبات وجود الله وتقدمه على سائر المخلوقات وأنه القديم ألأزلي منحدراً الى أثبات قدم الزمان أو حدوثه بمعادلة ( ألاثر والمؤثر) كون أن الزمان أثر فهو يدل على وجود مؤثر فيه المؤثر هو الله فهو فاعل مختار وهو متقدم عليه وبذلك ينتج تقدم الفاعل على الزمان وهذا التقدم ليس بالزمان فلو كان بالزمان يدل بذلك على وجوده حال عدمه وهذا محال .
وأيضاً يقول أن هذا التقدم مغاير للتقدم بالزمان فهو مختلف على هذا النوع من التقدم ومختلف عن أي تقدم أخر ويرجع بمعادلة قياسيه منطقية في حدوثه وقدمه فيقول (الزمان أما أن يكون حادثاً أو قديماً فأن كان حادثاً كان عدمه
سابقاً على وجوده وذلك السبق ليس ألا بالزمان فقد حصل سبق العدم على الوجود من غير حصول الزمان وأن كان قديماً كان استمراره ليس بالزمان وألا لزم افتقار الزمان الى زمان أخر وإذا عقل استمرار الشيء لا يسبب الزمان فلم لا يعقل أيضاً حدوثه لا يسبب الزمان )(6) يتبع..
المصادر :
- ألا لوسي – حسام – الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة ألعلم – ص 177- ط : 1 – 2005 م – المطبعة : مؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – الناشر دار الفارسي للنشر والتوزيع عمان – النوزيع – دار في ألاردن دار الفارس للنشر والتوزيع .
2 - الفيروز أبادي – قاموس المحيط
3 - ألا لوسي – حسام – الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة ألعلم – ص 177- ط : 1 – 2005 م – المطبعة : مؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – الناشر دار الفارسي للنشر والتوزيع عمان – النوزيع – دار في ألاردن دار الفارس للنشر والتوزيع .
4 - الميلاني – فاضل – منهج العقائد ألاسلامية للمرحلة ألاولى – ص 22 – الجامعة العالميه للعلوم ألاسلامية .
5- ألا لوسي – حسام – الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة ألعلم – ص 177- ط : 1 – 2005 م – المطبعة : مؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – الناشر دار الفارسي للنشر والتوزيع عمان – النوزيع – دار في ألاردن دار الفارس للنشر والتوزيع .
6- المطالب العاليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابو بكر الرازي وليس الفخر الرازي
د. حسن العبيدي ( 2012 / 3 / 25 - 17:37 )
فوجئت وانا اقرأ هذا المقال ان الكاتبة تجهل جهلاً تاماً بتاريخ الفلسفة الاسلامية فهي تتكلم عن الفخر الرازي في حين هي تتحدث عن فلسفة أبي بكر الرازي الطبيب صاحب القدماء الخمسة والمتوفي عام 313هـ، في حين ان الفخر الرازي متكلم أشعري زمفسر للقرآن الكريم وسينوي في الفلسفة وصاحب مؤلفات المباحث المشرقية وشرح عيون الحكمة لابن سينا، وقد توفي الفخر الرازي عام 606هـ، يرجى التصحيح من قبل الكاتبة.


2 - جهد الاخرون
احمد الرصافي ( 2012 / 9 / 19 - 18:10 )
اتصور الخطأ الواضح الطبيب لم يكن لقب الفخر الرازي ومن يكتب عن شخصية بهذه الطريقة عليه ان يرجع على الاقل للنصوص واخير اعقب بشي على تعليق د. العبيدي الفخر الرازي سينوي في بداية المطافة ففي نهاية عمرة انبرى لنقد ارأء ابن سينا في شرح العيون والمطالب العالية

اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات