الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية المؤمنة

أحمد التاوتي

2010 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مقال للدكتور أحمد صبحي منصور بالحوار المتمدن يوم 12/12/2010 أبرز "فضيلة" العلمانية المؤمنة تحت عنوان: العلمانية بين الإسلام و الأديان الأرضية.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=238016

و تواصلا مع آراءه المحترمة ، و بما أنه لا يفتح مجال التعليقات برواقه، أود أن أعقب على ما يراه من محاسن ما يسمى بالعلمانية المؤمنة بدآ من سؤالنا عن مدى إمكانية أن يسمح الدين – أي دين- بهكذا علمانية. و هل صحيح أن الفترة التي أوردها الدكتور الفاضل كمثال، و هي الفترة الليبرالية في مصر كانت بالفعل لصالح التعايش و السلم المدنيين بفضل ما يسمى بالإسلام العلماني، أم أن ذلك كان بفضل الفكر الليبرالي..، أم أن في الأمر خلط بين هذا و ذاك من قبيل "الخلط الزغلولي" بين النص القرآني و النظريات العلمية .

عندما كنا صغارا، أذكر كيف كان الناس غربيو السلوك و التفكير و اللباس و حتى اللغة.. كان الجو العام وقتذاك، إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضي، لا يوحي في الظاهر بأية علاقة للحياة العامة بالدين. إلا أن الناس كانوا يلتزمون بصيام رمضان و باحترام المشايخ و الأعياد الدينية و إلى حد ما صلاة الجمعة.
بدأت الفورة الدينية و الردة إلى الماضي في الجزائر- بشكل ملحوظ في الشارع- مع انتشار أشرطة الشيخ كشك المسبقة التي أعقبها انتشار جارف و في سنوات قليلة ما يسمى بفكر الصحوة ، قلبت المفاهيم رأسا على عقب.
ماذا حدث؟ هل يعني ذلك أن الثقافة المدنية الحديثة التي كانت سائدة لم تكن متمكنة ؟

برأيي أننا في ذلك الوقت لم نعطي للبنية التحتية التي بنيناها عقب الاستقلال امتدادها الفوقي الطبيعي، بل بالعكس خنقنا الامتداد الفوقي الطبيعي لها و شيدنا من جديد امتدادا آخر لها، لا هو من طبيعتها و لا هو مشيد على بنية مستقلة له. أي أننا سرنا بالتوازي في إقامة بنيتين منفصلتين عن بعضهما.. إدارة و عمارة و مصانع و هيئات حديثة كبنية مستقلة بدافع الاستقلال و اللحاق بقطار التمدن، و ثقافة و منظومة تربوية تشد إلى التراث بدافع الهوية و الانية . و عدم الانسجام بين البنيتين هذا اقل ما يمكن أن يؤدي إليه هو قتل نجاعة البنيتين معا و ضياع كل شيء.

لسنا بعيدا في الجزائر من حيث التجربة عن باقي العالم العربي.. و اعتقد بان مصر العزيزة، و هي طليعية في مآسينا كما في انعتاقاتنا بحكم عبقرية الزمان و المكان، لا تشذ عن هذا المسار.

فمما اذكر من مطالعاتي القديمة نسبيا للدكتور غالي شكري – و اعتذر على عدم تذكر المرجع- أن الفكر التنويري العلماني في مصر تبنته الطبقة البرجوازية، و أن الثورة الشعبية التي قادها المناضل الكبير سعد زغلول تبناها المواطنون البسطاء ، مما حد و قلل من تأثير ذلك الفكر و من رواجه في أوساط الشعب. بمعنى أن السياسيين الشعبيين خطفوا الأضواء من المثقفين التنويريين.
كان سيحدث العكس لو تبنى السياسيون مثقفي بلدهم كمرجعية فكرية و آباء روحيين كما حدث مع الثورة الفرنسية مثلا..

و هذا رأي أميل إليه، خصوصا إذا لاحظنا بأن بداية المحاكمات و الحجر على الفكر الحر في ما يسمى بعصر النهضة العربية كانت في تلك الفترة ، و أبرزها محاكمة الأديب الكبير طه حسين عن كتابه في الشعر الجاهلي و محاكمة الدكتور علي عبد الرازق عن كتابه الإسلام و أصول الحكم. و المتتبع للأحداث في ذلك الوقت يدرك بأنها كانت محاكمات شعبية أكثر من كونها صادرة عن لوبي معين في السلطة أو في الأزهر.

أخلص من هذا إلى أن الفترة الليبرالية كانت فترة ازدهار للفكر الحر و ليس للمجتمعات العربية باعتبارهما، و إن جمعهما وطن واحد، كانا يسيران بالتوازي.. و السبب في ذلك هو ثقافة الشعب البسيط الذي كانت إسلامية فتمنعت أن تندمج مع الفكر الحر.
فالدين اذن – حتى في عز هوانه- لا يسمح بانتشار، بله بتحكم الفكر العلماني .
فالاسلام هو المشكل إذا، حتى في هوانه و عدم سلطته و سطوته السياسية، حيث أن السلم و التعايش الذي كان واضحا آنذاك سببه غياب السلطة من أيدي المسلمين، و مع ذلك لم يخل الشارع الاجتماعي من عنجهية مبتذلة و دائمة تدخل عموما في ثقافة الهمز و اللمز في معاملة اليهودي و غير المسلم أو "المتفرنج" عموما. مما حدا بكثير من اليهود فيما بعد إلى الالتحاق بإسرائيل ليتحرر من ذلك الضغط و الجلد اليومي الناعم.

نفس السبب حدا فيما بعد بالمجتمعات الإسلامية التي تبنت ظاهرا الثقافة المدنية -على شاكلة بطل القصة التي صاغها الفاضل أحمد صبحي منصور- الى الدخول أفواجا في ثقافة التحرير من ربقة الاستعمار الثقافي، بل و تحرير الغرب نفسه من نفسه الأمارة...
و بأية أداة؟؟ ... يجيب القرظاوي:

عن طريق الدعوة والديمقراطية بتاعهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط