الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وحي مقالة المجد للحب

سيلوس العراقي

2010 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقال السيدة شذى أحمد ، المجد للحب، ذكرني وأنا اقرأه بموقفين لن أنساهما أبداً ـ من بين المواقف الغريبة ـ يدوران حول رجال الدين في الشرق والغرب وكيف يتصرف كل منهما، ورجلا الدين كليهما مسيحيين. ولا يتعلقان بشكل مباشر بموضوع مقالة السيدة المحترمة شذى.
الاول: في مطار بيروت، في يوم من ايام الصيف الحار، في عام 2005، وفي الدور (السرة) الطويل من المسافرين، لانتطار دورهم لغرض التدقيق (الجيك إن)، كان أحد الكهنة من بين المنتظرين دوره، فما كان من احد الموظفين الذين يراقبون، الا أن طلب من المسافرين الآخرين اعطاء الدور المتقدم للكاهن، قائلا لهم (يا عيب الشوم) هيدا أبونا ، الناس رضخت لذلك الطلب لا أعرف إن كانوا فعلوا ذلك عن قناعة، ولكن رد الكاهن كان لذلك الموظف: ميرسي كلك زوء (كلك ذوق) وتقدم الى الأمام آخذاً الدور الأول منشرحا كالطاؤوس..
استفسرت من صديقي المسافر معي عن ذلك ، فقال لي بأن رجال الدين في لبنان لا يمكن التحدث معهم او اعتراضهم حتى من قبل السيطرات والمفارز وعليهم أن يؤدوا لهم التحية والاحترام. وإلا فيكونوا تحت طائل المسؤولية!!
الثاني : في مطار كولون بون في 2007، كنا بانتظار الدور في صالة الانتظار للدخول الى الطيارة، وكان المسافرون كثيرين جدا، وكان خلفنا اثنان من الاساقفة، مطرانين اوربيين، كانا يتحدثان بالفرنسية مع كاهن لبناني يرافقهم في السفرة، وإذا بسيدة محترمة (لبنانية) جاءت اليهم بعد التحية راجية منهم (بالفرنسية)ان يتقدموا الصفوف ويكونوا في أول الصف (السرة) ، باعتبارهم ـ مونسنيور. فكانت ردود الفعل غير متطابقة، فبينما كان رد فعل الكاهن اللبناني ايجابياً مع السيدة :(ميرسي كلك زوء)، ليطلب هو ايضا منهما الموافقة، بينما الاسقفان الاوربيان رفضا ذلك باصرار مع احمرار صارخ وواضح على وجنتيهما، شكرا السيدة اللبنانية باحترام، قائلا لها أحدهما: أننا ننتظر في دورنا مثل كل الناس المسافرين، شكراً.
أعجبني ذلك الموقف واحترمته مع أنه أفشل السيدة باحترام، ولكنه بصورة غير مباشرة علمها درساً لا أظن بأنها قد تعلمته، حيث خجلت واحمر وجهها، وعادت الى رفقة نسوة كن معها في الانتظار، ولا أعلم ماذا قالت لهن، لكن ربما سخرن من عدم قبول طلبها!!
إن رجال الدين الشرقيين (عليهم السلام) يعتبرون انفسهم مميزين عن الناس، وعلى الناس أن تسمعهم وتطيعهم ، حتى لو أخطأوا وتلفظوا بما هو غير محترم وغير لائق بانسان، وأن يكونوا في رأس المجالس، كما لو أنهم قطع نادرة نزلت من السماء على ابناء قومهم، وليسوا بشرا مثل كل مواطنيهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحرارة تحصد أرواح حجاج بمكة وسياح باليونان.. والصيف المنصرم


.. تنظيم الإخوان المسلمين يحارب أعضاءه السابقين بوسائل وأساليب




.. 86-An-Nisa


.. 87-An-Nisa




.. 88-An-Nisa