الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يتجسد(1)

عصام شعبان عامر

2010 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا لم يكن الله موجودا لانهارت كل القيم والمبادئ من تلقاء نفسها
أنا من خلال مقالى هذا لاأحاول أن أدافع عن معتقد أو تيار ولكنى أحاول أن أكون حياديا بين فريقين ومذهبيتين أما الفريقين فهما جماعة المؤمنين وجماعة الملحدين أما المذهبيتين من يرى الله جسدا محضا ومن يرى الله قوة كامنه فى الأشياء وأعلى من ألأشياء هو العقل المحض وفى كلا الفريقين والمذهبيتين تناقض يهدم تبنى كل فريق لعصبيته ولنبدأ فى محاولة حيادية أن لا ندخل فى صراع مع اى من المذهبيتين أوالفريقين .
الله هو ذالك الإله الذى تجسد وأستقر فى نفسية المؤمنين لترجع إليه جميع تصاريف العالم من خلق وإيجاد وتكوين وإرادة فعلا وردا للفعل فهو من وجهة النظر تلك مدبر شئون العالم وكل شئ يتم بموافقته وإرادته وأنه متجسد متمثل فى هذا الكون المنظور المترامى الأطراف بتجانسه وحسنه وإبداعه وهذا الفريق على مذهبيتين الأول يرى أن الله جسدا يجلس على العرش بصولجانه وجبروته وهذه الصوره هى صوره ملك من ملوك الحقبة القروسطية تجسدت هذه الصورة وتبلورت مع شئ من التناقض مع نصوص دينيه ومع دلا ئل منطقيه كنحو ليس كمثله شئ ثم له يد وله رجل وللتوفيق فى محاولة للتلفيق بتأويل النص الدينى حتى يتناسب مع المنطق العقلى فظهر المذهب الثانى من يرى أن الله عقلا محضا مطلقا عن أى تصور أو عن أى كينونة فأصبحنا أمام تيارين بمذهبيتين مذهب السلف ومذهب الخلف فالسلف هم مجموعة من الأشخاص يريدون أن يتعاملوا مع النص كما هو دون تأويل أو إزاحة ولكن عدم تأويلهم أو قعهم فى معضلة كبرى وهو التناقض التام الذى يصل إلى حد التضاد فى تصوراتهم حول النص إذ ان النص يظل نصا كما هو دون تدخل البشر فيه وعدم محاولتهم أدلجته إجتماعيا وثقافيا وسياسيا ودينيا تنظيريا يحاول إزاحة الأديان الأخرى والمذاهب الاخرى والفلسفات الأخرى هو يريد أن يلغى أو ينسخ كل هؤلا ء من طريقه ليصبح هو الحق المحض والحقيقة المطلقة وكل هذه الأديان وهؤلاءالمنظرون الفلاسفة ملاحدة وكفرة.
هذا الإدعاء بإمتلاك الحقيقة المطلقة هو ما يضع الأديان كلها فى مازق كبير هو مايجعلها تهتم بالجوانب التنظيرية والتى تخضع للتصورات البشرية هو ما ينزلها من قداستها وعلويتها لتتمرمغ فى وحل وقاع التنازع البشرى وبدلا من تهتم الأديان بتنمية الجوانب الخلقية والقيمية وإبتعادها عن ترهات الصراع البشرى إلآ إنه وللأسف دخلت فى مرحلة الصراع والتصادم من هنا انبثقت المذهبيات المختلفة وظهرت الفرق كل يحاول أن يثبت وجهة نظره وتصوره .
نرجع إلا تساؤلاتنا الذاتية هل الله جسد أم عقل ؟
هل نأخذ بمذهب السلف أم نأخذ بمذهب الخلف ؟هل نتعامل مع النصوص الدينية على أنها عماء كما هى بحيث يصعب تحليلها واستنباط التأويل المناسب منها ؟ وإن كان فكيف نفسر التناقض المتضاد فيها !
أم نتعامل مع النصوص الدينية بإنفتاح كامل نخضعها فيه للتحليل والإستنباط والتأويل حتى نستطيع أن نوفق لا نلفق الا يعد ذلك نقدا للنص الدينى ؟
اليس من العار أن تهتم الأديان بتنظيراتها لكى تثبت تفوقها وتهمل الجانب الذى على أساسه وضعت وهو تنمية القيم الخلقية والسلوكية والمبادئ الإنسانية والتى تنمى الجانب الوجدانى لدى الإنسان ليخرج طاقاته الإبداعية ولينطلق فى طريقه الإبداعى لا يعوقه عائق .
اثناء كتابى اثل هذا المقال قد تصلنى رسائل سب وشتم من الجانبين يتهمانى! فالمؤمنين يتهمانى بأنى ملحد والملحدين يتهمونى بأنى مؤمن وأدافع عن الأديان بإتهامى للبشر الذين أخضعوا النص الدينى لتصوراتهم ومصالحهم الشخصيه وعند هذه النقطة ننتقل إلى نوع آخر من الصراع صراع المؤمنين والملحدين .
الملحد دائما ير أن المشكلة فى الأديان ذاتها وان البشر براء من هذه التهمة تهمة تأويل النص وإخضاعه لتصوراتهم بل هم يروا المشكلة فى وجود إله من أساسه فهؤلاء من وجهة نظرهم أن مثل هذا التصور هو مضيعة للوقت فى التنظير لإثبات شئ لا يمكن إثباته وهو وجود إله .
خفى لا تدركه الأبصار ومشكلتهم فى ذلك رؤيتهم للمادة على أنها عماء فكما أن الدينين يتعاملون مع النص الدينى عماء فإن الملحدين يتعاملون مع المادة على أنها عماء صماء جامدة كجمود القوانين التى تصفها متناسين أننا كائنات مادية حية متفاعلة لنا إرادة وعقل ووجدان وحس وشعور ونزوع وميول نؤثر ونتأثر كينونتنا مادية وإرادتنا قوانين طوعية حرة مشتته ممتدة لتشمل الوجود كله ولتضيف على عماءه وصنميته عباءة الفعل والتفاعل .
الله محور الجدل القائم بين المذهبيتين والفريقين كل يأول ويحاول أن ينظر لقناعاته وتصوراته مهملين فى ذلك الجانب الهام من وجود الله أو عدم وجوده وهو القيم والأخلاق الإنسانية والتى من خلالها يستطيع الإنسان أن يعيش ويتعايش فى نوع من الإندماج والألفة .
إذا كان الله موجودا فليس بالضرورة أن يتجسد جسدا ماثلا فى الزمان والمكان أو أن يكون عقلا مطلقا محضا يصعب تخيله او تصوره .
وإذا لم يكن موجودا فإن الهام هو أن يتجسد فى صورة القيم والمبادئ والأخلاق والمثل التى تدفع الإنسان نحو التقدم والرقى والإبداع .
وفى النهاية الله ليس صوراً لخيلاتنا الذاتية أو تصوراتنا الذهنية نفيا أو إيجابا فإذا تجسد فلا بد أن يُكَوِّن الضمير الوجدانى الإنسانى فى أسمى صوره الجسدية والعقلية والوجدانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الضمير هو مسكن الله الحقيقى بالإنسان
Amir Baky ( 2010 / 12 / 29 - 05:38 )
هناك أمور مشتركة بين جميع البشر بين جميع الثقافات بين جميع المجتمعات وهو الضمير البشرى. فقانون هذا الضمير السوى لجميع البشر يدين القتل و السرقة و العنف و الإجرام. يفسره البعض أنه تعاليم من الله و يضعه البعض الآخر فى شكل قوانين مدنية. ولكن المضمون وجوهر المفاهيم واحدة. وأيضا هذا الضمير الإنسانى يحتاج لروحانيات يحتاج لمعبود وقوة تحميه فعبد البشر الصنم و الكوكب و الشمس. ففكرة الإحتاج لمعبود أيضا فكرة بجميع البشر. فسرة البعض أنه الله و فسره البعض الآخر على أنه قوة الطبيعة. فمضمون و جوهر المفاهيم واحدة. وهو الإعتراف بقوة بالكون. أعتقد أن الضمير الإنسانى هو الأداة التى أدركت كل المفاهيم السابقة بتفسيرات مختلفة حسب البيئة و الثقافة التى نشأ بها الإنسان.


2 - عبادة الله خدعة و تحطيم معنوي
حميد كركوكي ( 2010 / 12 / 29 - 12:06 )
أن العبادة بحد ذاتها خنوع و تصغير لأنسانية الأنسان ، خاصة المفكرّ والعالم المبدع ، لأن العقيدة و ألأيمان ما هي إلآّ التسليم وعدم التفكير و قبول اللامعلوم كمعلوم واللامعقول كمعقول ديني ، كللاّ ولا تنهار القيم و المبادئ بدون الأصنام و لا بلا إلاه موسى و عيسى و محمد صلعم ، لأن الأنسانية في مرحلتها الفكرية العقيدية -الرابعة- ! عقيدة المرحلة الرابعة لا إلاه لتخويفه بجهنم مثل غنم ، أو هدية جنةّ أبدية سرمدية ! ، نحن لسنا أطفالا لكي تشجعني و توبخني ، أنا إنسان لا أحني قامتي لخالقي إذا وجد ! لأنه لم يسأل رأي في خلقي ، حيث لم يعطيني دماغا أقبل بوجوده ،أذن ضاع قدرته في خلق -مشاكس - جهنمي مثلي !!!، ولكي أسأله { يا خالقي من خلقك ؟! و من أين أتيت ؟! و كيف أتيت؟! ومن أي شئ أنت صنعت ؟! } سؤال وجيه لا جواب لها ، و لا قانون سوى التخدير الأسلامي البليه { ولا تفكروا في خلقي ، إذا فكرتم سوف تهلكون } أنا راضي بالهلاك ك مفكر وعاقل ولا أرضى بالخلود الصاغر المطيع القطيعي هذا وشكرا


3 - الله روح
منتظر بن المبارك ( 2010 / 12 / 29 - 16:59 )
ليس من المعقول أن يكون الله مجرد طاقة، لأن الطاقة لا تعمل عملاً من تلقاء ذاتها، بل لا بد من عامل يدفعها للعمل، ومن الواضح أن هذا العامل، لا يكون طاقة مثلها، بل يكون ذاتاً ذا قوة أو طاقة.
والخالق لا بد أن يكون حاصلاً في ذاته على مزايا مخلوقاته بدرجة أوسع وأعمّ. فلا يخلق العقل مَنْ لا عقل له، ولا يخلق الشخصية من لا شخصية له، بل لا بد أن يتضمنهما ويمارسهما ليس أقل من ممارسة مخلوقاته لهما. ولذلك لا يمكن أن يكون الله مجرد طاقة أو عقل فقط، فالله ذات عاقلة حي وهي صفات كصفات الإنسان ولكن بدرجة مطلقة غير محدودة.
تقديري لشخصك الكريم


4 - الله غير محدود
مايكل سعد ( 2010 / 12 / 29 - 20:31 )
الله روح غير محدود كلي العقل كامل في مشاعره له ارادة كاملة وهو مكتفي بذاته غير وحيد وغير محتاج ولانه كلي العقل فهو خالق ومبدع ، وقد خلق الله الإنسان علي صورته من حيث العقل والمشاعر والإرادة في اطار محدود جسدي ، لم يخلقه لعبادته فالله لن يزداد بعبادة البشر
ولكون الإنسان محدود فلم يجد غير صور ارضية منظورة ليتخيل الله
ولكون الله يحب عمل يديه ولتميز الإنسان بانه اخذ ما لله تجسد الله في جسد بشري ليعرف الإنسان من هو الله - دون ان يحد هذا الله - فالله موجود في كل مكان وفي كل زمان
ولان الإنسان اخذ من الله العقل فهو ملتزم ان يستخدمه في البحث والعلم والإبداع واكتشاف العالم دون ان ينكر الله
ولان الإنسان اخذ من الله المشاعر فهو متلزم ان يحب وان يكون يعطف وان يشعر بالكون كله
ولان الإنسان اخذ الإرادة من الله فله مطلق الحرية في ان يتخذ كافة القرارات ومنها ان يرفض الله - ولله كافة الحق في ان يحاسب الإنسان في النهاية كيف استخم هذه العطايا


5 - كينونة الذات ليست هى الذات
عصام شعبان عامر ( 2010 / 12 / 29 - 20:46 )
أتساءل أحيانا هل مجرد تساؤلنا عن كينونتنا أننا بذالك نعرف ذواتنا بالطبع الله فالكينونة الوضوعة فى الذات منفصلة على الذات وليس طبعا مشاركا فيه
ما قلته سابقا إنما يعبر عن رؤيه منفصلة للذات عن الكينونة وهو مقالى القادم ولأنى أعرف جيا أن الإجابة عن وجود الله لا يصح ولا ينبغى أن تكون قبل أن نعرف بالضبط من نحن؟
المعرفة الحقة هى معرفة ذواتنا وليس أى شئ آخر
أشكركم على تعليقاتكم سواء أكنا نتفق أو نختلف
المهم أن نصل إلى الحقيقة يوما

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran