الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير التعليم والمرجع الديني سماحة الشيخ النجفي ، اين القواسم المشتركة ؟

حسن احمد مراد

2010 / 12 / 29
التربية والتعليم والبحث العلمي


نشرت العديد من الصحف والمواقع الالكترونية خبر لقاء وزير التعليم الجديد السيد علي الاديب الذي لم يمضي على تسلمه الحقيبة الوزارية سوى ايام قلائل بالمرجع الديني سماحة الشيخ حسين بشير النجفي .
في هذا اللقاء قال الشيخ النجفي للوزير الجديد " هناك أجندات ولا أشك أنها خارجية تُريد النيل مِن أبناءنا وبناتنا عن طريق نشر ثقافة الاختلاط والميوعة " "وأن أبنائنا لن يصلون إلى المستوى العلمي المطلوب منهم مادام الاختلاط وأجندات الميوعة محدقة بهم" ومن جانبه "أكد وزير التعليم والبحث العلمي عن سعادته لهذا اللقاء المبارك، مستعرضاً ما سيحمله مشوار حقيبته الوزارية هذه ، وأن وزارته ستكون جادة لأخذ هذه الوصاية النيرة بعين الاعتبار."
هذه الزيارة البريئة المعالم تخفي بين طياتها اكثرمن سوال واكثر من طرح وتحليل ،فبدلا من ان يبادر السيد الوزير بالاجتماع مع المدراء والخبراء الموجودين لبحث الاليات و السبل الكفيلة لانتشال الجامعات والمعاهد العراقية من الحضيض الذي تعيش فيه ووضع برامج وخطط استراتيجية مع المؤسسات و الهيئات الدولية ذات العلاقة للنهوض بهذا الواقع المزري الذي بدا يزيد سنة بعد اخرى ، يسارع الى لملمة اوراقه متجها صوب الشيخ النجفي ليتلقى منه التعليمات ويستفتيه في ما يجب عليه فعله خلال السنوات العجاف القادمات ويعرض عليه خطة عمله ، ناسيا او متناسيا انه عين وزير للتعليم العالي والبحث العلمي في العراق وليس رئيس لديوان الوقف الشيعي . وهنا سؤال يفرض نفسه بقوة ما هو يا ترى القاسم المشترك بين السيد الوزير وسماحة الشيخ الذي دفع به ليقول بان وزارته ستكون جادة لأخذ هذه الوصاية النيرة بعين الاعتبار وهو مدرك تماما بان الشيخ بشير الف ما يقارب ال(40 ) كتابا كلها تبحث في مجال اصول الدين والفقه والادعيةوالعبادة والفلسفة وليس فيها كتيبا صغيرا حتى عن البحث العلمي او التكنلوجيا او غيرها من العلوم الوضعية الحديثة كالادارة والاتصالات او الطب اوالتقنيات العلمية ولم يدخل يوما ما كلية او جامعة علمية بل ان جل عمره كان تلميذا واستاذا في الحوزات العلمية والمدارس الدينية ؟.
والغريب في هذا اللقاء ايضا ان يؤكد الشيخ النجفي ان "أجندات خارجية وراء نشر ثقافة الميوعة والاختلاط " وان أبنائنا لن يصلون إلى المستوى العلمي المطلوب منهم ، مادام الاختلاط وأجندات الميوعة محدقة بهم " .
اي بمعنى اخر يقول لنا الشيخ النجفي اننا لو منعنا الاختلاط في الجامعات سيتمكن الطلبة من الوصول الى المستوى العلمي المطلوب منهم وسيكونون من فطاحلة العلم والمعرفة في العالم الحديث !. من دون التطرق الى المحسوبية والفساد المستشري والانحطاط العلمي والمناهج العلمية المتدنية والمختبرات ومراكز البحوث الغائبة ومدى التواصل مع العالم الخارجي الذي بات شبه معدوما تماما ..الخ .
وبناء عليه هل يمكن لنا القول بان اكسفورد وجامعة كيوتواليابانية، وماسترخت وجامعة سيدني في أستراليا، و ميونيخ الألمانية وجامعة فودان الصينية، وتورنتو الكندية ، وكامبريدج و هارفارد وبرينستون ..الخ منعت الاختلاط بين الجنسين فتمكنت من الوصول الى المراكز العلمية التي وصلت اليها ! . لقد اختزل الشيخ النجفى حل تلك القضايا والعشرات من المسائل والمشاكل الاخرى واسباب التدهور العلمي الذي تشهده الجامعات العراقية في جملة واحدة متوافقة مع نهجه ومنهجه الفكري وهو منع الاختلاط في الجامعات والمعاهد .
اما عن مصطلح الميوعة الذي لازم كلمة الاختلاط في الخبر المنشور فقد بحثت في اكثر من مصدر لغوي عربي فلم اجد له تعريفا شافيا وصريحا ، لذا ساتركه جانبا متأملا من مكتب سماحة الشيخ النجفي ان يفيدنا بتعريف واف حول المقصود بتلك الكلمة .
وفيما يخص الاجندات الاجنبية ، فالمعروف ان كل ما هو غير محلي من بضاعة او فكرة او منهج او طريقة عيش او ماكل او ملبس "وحتى المايكرفون الذي تتكلم من خلاله "..الخ فهو اجنبي . وحتى سماحة الشيخ نفسه ، لا اعتقد بانه نسي ، انه من بلدة جالندهر الهندية ونشأ في باكستان وان مقبرة عائلته الكريمة ليست في النجف بل في لاهور الباكستانية .
واخيرا وليس اخر الم يكن حريا بالسيد الوزير ان يعمل على ايجاد اليات للتوأمة بين جامعاتنا وجامعات دول العالم والبحث عن المفردات الحقيقية التي تسببت في خلق كل تلك المشاكل والمعضلات التي باتت تعصف بوزارة التعليم من كل حدب وصوب ، وخصوصا في هذا الوقت لما تتمتع به والعمل على تطوير التعليم والارتقاء به نحو الافضل لا ان يأخذ بعين الاعتبار مسالة الاختلاط في الجامعات بعين الاعتبار ويعدها من اولويات وزارته ويعتبرها سببا حقيقيا لاسباب الفشل العلمي الذي تعاني منه الجامعات والمعاهد العراقية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النجفي ام الباكستاني
التلال ت صمد ( 2010 / 12 / 29 - 21:05 )
انه يتكلم عن الخارج وهو اجنبي
لماذا يستنكف ان يتسمى باصله ولماذا يدعي بالنجف
ولماذا يريد ان يخلط العلم بالدين
ولماذا يريد ان يرجعنا الى الطب النبوي والى الذبابه وبول البعير
اذا لم يعجبه العراق فليذهب الى بلده او الى الطالبان
يرتاح ويريحنا
لماذا لا يلبس الوزير العمامه لكي يعرفه الناس
التاريخ ليست له نهايه


2 - وزراء طائفيون
اياد علي ( 2010 / 12 / 30 - 14:46 )
اذا كاك الوزراء ياخذون التعليمات من المراجع في الشؤون العامة فلماذا لايكشفون عن اقنعتهم ويعلنون دولتهم الدينية والطائفية ولماذا كتبوا في الدستور ان الدولة العراقية الجديدة تؤمن بالديمقراطية . وتحترم الحريات الفردية

اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم