الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم.... لحظر بناء مآذن

جريس سالم بقاعين

2010 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يطالبون بنقاب. وبمئذنة.
معاركهم لا تتعدى الصراخ بحثاً عن لون أو هوية قديمة وبضعة نزاعات من أجل رسوم كاريكاتورية.
معارك قشرية. آخرها كان غضباً وسخطاً تجاه التصويت لصالح حظر بناء مآذن جديدة فى سويسرا مع الإبقاء على الأربع الموجودة.
يطالبون بطوب. بأسمنت.
أما السويسريون فخائفون. مثل خوف بقية الأوروبيين. ومن لا يخاف اليوم من الأصولية الإسلامية؟ حتى المسلمون أنفسهم صاروا يتحسبون لها. والسعودية التى كانت مركزاً مصدّراً للتطرف صار شغلها الشاغل القضاء على التطرف قدر الإمكان.
سويسرا المحايدة. سويسرا التى تحترم الأديان. سويسرا الديمقراطية. سويسرا خائفة. قلقة من تفشى تطرف فى زوايا أشهر الدول المسالمة.
القرار لن يكون له شأن بمساجد المسلمين، فحتى اليوم مسموح بإقامة المساجد والصلاة فيها هناك. المئذنة فقط هى التى مُنعت. أياً كان صواب توجه التصويت السويسرى أو خطأه، عمقه أو سطحيته، فقد أعلنت الديمقراطية كلمتها.
الخطأ أن يعتقد أن هذا هو الموقف السويسرى الرسمى. إذ رغم توجه الحكومة نحو معارضة مشروع الحظر الذى طرحه الحزب اليمينى عام ٢٠٠٨ وتصريحها بأنها ستدعو الشعب إلى رفضه فإن ٥٧% قالت كلمتها: لا نريد مآذن.
ذلك هو موقف أفراد الشعب الذين راقبونا وراقبوا تصرفاتنا وهمجيتنا فى الشوارع لأتفه الأسباب، وثورتنا لأسخفها. راقبوا الإرهاب. تخلف التعليم. التشدد فى الشوارع العربية. محاربة قوانين الشوارع الأجنبية. تفجيرات الحادى عشر. رسائل تهديد بتدمير عدد من العواصم الأوروبية كل حين. جرائم شرف يرتكبها مسلمو أوروبا أشهرهم أتراك ألمانيا. خطف صحفيين وسائحين ونحرهم أمام الكاميرات. شماتة ما بعدها شماتة إزاء كل كارثة أو حريق أو فيضان باسم العقاب الإلهى. تكفير ودعوات بالموت والحرق والعذاب.
ولعنات.. تخرج من ميكرفونات آلاف المآذن الشاهقة بمساجد العواصم والمدن العربية فى خطب الجمعة وعقب الصلوات وبمختلف المناسبات بأصوات عالية قاسية لا تنسى. قاسية حتى على أنفسنا. تشتم منا كل مسيحى كافر وكل شيعى كافر وكل من ليس على الملة المتطرفة.
ألذلك يطالبون بمآذن فى أوروبا؟
آلاف من المآذن المنتشرة لم تصنع سوى الترهيب والتخويف، دون أن تسهم بتقريب وجهات النظر ونشر السلام والعدالة والمساواة وتقبل ثقافة الحوار والدعوة للتقدم.
بل صدحت بالمزيد من اللعنات..
اللعنات على أوروبا المضيفة الكافرة، وعلى أولئك الذين منحونا الأوطان الحقيقية. وهبونا الجنسيات. ولأول مرة يحظى بعضنا بفرصة أن يكون إنساناً. الذى كان اسمه (بدون) وكان معدوم الحقوق محروما من كل شىء بما فى ذلك الجنسية والسكن والتعليم والصحة والسفر والزواج، محروماً حتى من وثيقة الممات، وصل إلى أوروبا وصار مواطنا أوروبياً له هوية وحقوق ودخل ووظيفة وصوت مشارك فى القرارات وفى انتخابات الرئاسة أيضاً.
والفرد المسلم الطموح الذى لا يجد مأوى لحلمه.. والمفكر الذى تلفظه أرضه ويشعل أهلها النيران بأوراقه وأفكاره المدنسة صار له اسم لامع ومناخ حر (فى أرض الكفر) يبيح له الإبحار والإبداع وحتى الكتابة عن إصلاح وطنه الأول.
هل سيشتاق إليه؟
إلى وطن يغصبه على الصلاة.
فيما وطن بديل يمنحه حرية التمتع بها.
هل تستبدل الأوطان؟
وطن يفاخر بالمآذن ودور العبادات، دون أن يعترف بالإنسان والكرامات. يترك البائسين يرحلون، ولا يذرف عليهم الدموع.
فيما وطن بديل يفتح لهم أذرعه، يمدها. لا يبخل. لا يشح. يستمع لكل حلم. ويساوى بين الجميع. أساسه التعددية والسلام. لا المآذن ووحدة المعتقدات.
هل سيتذكر مسلمو سويسرا وأوروبا عموماً أوضاعهم فى بلدهم الأول.. هل سيقدرون للوطن الجديد هباته وعطاياه، ويمررون قانون حظر ليس من أركان ولا شروط ولا أعمدة الإسلام بشىء؟ هل سيبادلون أوطانهم الجديدة انتماءها إليهم وولاءها لهم وإخلاصها؟ أم يخونون كما تخون أوطانهم الأولى؟
أو ستمارس فى المستقبل القريب الهمجية المعتادة ويتحول الأمر لقضية رأى عام كبقية قضايا العالم الإسلامى اليوم. وبعد الصراع على القماش يبدأ صراع طائفى على الأحجار.
وتتحول المئذنة إلى مقصلة تنسف وجود مسلمى أوروبا.
عموماً لا تقع مسؤولية نتيجة التصويت على عاتق الحكومة السويسرية أو الناخبين إنما على عاتق المسلمين الذين دفعوا بالآخر للرهبة من عامود.
عامود منتصب كان فيما مضى أعجوبة موسيقية توصل لنا أجمل أصوات الأذان.. صارت تخرج منه جميع أشكال التحريض كما قد تخرج منه الأمنية الأبدية لكثير من أئمة المساجد.
(اللهم دمّر أعداء الدين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللهم آمين
عبد الله بوفيم ( 2010 / 12 / 29 - 20:37 )
مقالك ممتاز نسبيا, لكنك بالغت شيئا ما في نشر التخويف والترهيب, هل تقبل أن اسبك أو اشتم قدوتك أو والدك؟ هل شاهدت من قبل صياح المسلمين واستنكارهم في شوارع أوروبا؟ بالطبع لم تشاهد
هل تصدق أن احدات 11 شتنبر من فعل مسلمين؟ لا يا رجل. بل هي من فعل المستفيدين من تلك الأحداث وابحث انت بنفسك عن المستفيدين وستعلم يقينا أنهم المدبرون
الم تعلم أن وراء كل جريمة ذو مصلحة؟, من له المصلحة في تلك الجريمة النكراء؟ إنه الفاعل إذا والمجرم المخرب والمصور للجريمة والذي عرف توقيتها الحقيقي والذي غادر المكان هو وزمرته وكل غالي لديه؟ أيقنت اليوم بما أقول؟ إن كنت تبحث عن الحقيقة فهي واضحة وضوح الشمس؟ وإن كنت تريد التضليل ومحاولة مسح جرائم من تعرف وتلصقها بالأبرياء الذين لا يملكون حاليا إلا السنتهم بها يرددون الشعارات ويستنهضون همم اخوانهم في الدين, ويستغيثون بالصادقين في شتى بقاع العالم, فذلك شأنك
لكن دعاءك الأخير دعاء جيد, لذلك قلت اللهم آمين يا رب العالمين, دمر اللهم كل من ينكر الدين الاسلامي الذي هو دين الفطرة دين يقر التوراة والانجيل والزبور ويؤمن بسائر الأنبياء والرسل


2 - يا استاذ بوفهيم فهمك كاف
بشارة خليل قـ ( 2010 / 12 / 30 - 01:39 )
لا نتّهم الاسلام كدين ولا نقصد من هم من المسالمين امثالك نحن نقصد الاسلام المؤدلج الاسلام السياسي اسلام الارهاب والعنف والظلم والاضطهاد والتمييز العنصري.لا يهمني ان كان دينك يعترف بالتوراة والانجيل على هواه ام لا ولا يهمنى اطلاقا ان كنت تقدس او تعترف بالمسيح كما يصوره الاسلام من عدمه, بل لا يهمنى ان كنت تؤمن باللاه هبل ما يهمني هل الدين الذي تعتنقه يعترف بي كانسان له كرامة وحقوق مساوية لاتباعه او انه يخون ويكفر ويدعوا للتضييق علي والتميزز بحقي وظلمي وتحليل دمائي واستباحة املاكي ومعاداتي وكرهي واضطهادي


3 - هذه هي الديموقراطية
إيمان المصرية ( 2010 / 12 / 30 - 05:20 )
صحيح أن امريكا هي من صنعت 11 سبتمبر, لكن حليفها بن لادن إعترف وإفتخر امام العالم أنه هو من فعلها.ليس مطلوبا من الشعوب الأوروبية أن تحلل ماوراء الأحداث. كل مالديها صورة إرهابي يظهر أمام العدسات يتوعدهم بالمزيد.. وحتى لو إفترضنا أن مسلمي أوروبا مسالمين.. هل تطالب السعودية مثلا أن تبني الكنائس مثلما تطالب سويسرا ببناء المئآذن؟؟ ياسيدي هي مجرد مئذنة وليست مسجد.. هل عرف الرسول المئذنة؟؟ بالطبع لا,فقد تعرف عليها المسلمون في العراق بعد فتح بلاد فارس,بالإضافة إلى ان الإسلام فرض الصلاة في أي مكان, ولم يشترط إقامتها في مسجد ذو مأذنة. فكل أرض الله طهورا.. وفي النهاية, السويسريون هم من يختارون, فهي بلدهم ,ومن لايعجبه الحال فليعود إلى وطنه الأصلي.يريح ويستريح


4 - عبدلاالله بوفيم رجع
سارة حامد ( 2010 / 12 / 30 - 22:05 )
عيد ميلاد سعيد اخ عبد الله
اما عن مقال الكاتب اقول هؤلاء الهمج المنتشر في اوروبا اول ما يقع الفاس حيقع على روسهم تحياتي للجميع


5 - بن زعل من ولي نعمته و نقمه !
حميد كركوكي ( 2010 / 12 / 31 - 08:59 )
نعم بن لادن هو الأبن الدلوع والبيروقراطي الحجازي والتلميذ الذكي لمدرستي الأستخبارات الأمريكية سي .آي . أي ، والأستخبارات السعودية معا ، و برخصة الأستخبارات الپاكستانية ، دحّرت الروس(السوڤيت) سابقا من آفگانستان ! على شرط أن يكون ملكا بديلا في الحجاز{السعودية} بدلا من مديرمحطة الپترول الحالية {آل سعود} لكن الوعد والشرط لم تلبى من قبل العم سام {الصاحب الفعلي للمحطة الپترولية الخليجية} فزعل بن وأصبح أبنا عائقا و مارقا يضرب الحابل بالنابل ، وعنيدا مثل أجداده القريش و خاصة محمد صلعم حين قال لعمه أبو طالب { والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري لما تركت هذا الأمر } وهكذا الأبن المخلص الدلوع هو نفس الأبن العائق و يتذكر كلام جده و كيف أنتصر على جميع أعدائه بالعناد تارة و بالحيلة تارة أخرى ، والعم سام يعرف مكان(أسامة) في أي قصر من قصور جنرالات پاكستان ساكن و مع جميع أزواجه وحاشيته !!!، و لماذا الأمريكان لايحجزون أموال عائلته في ولاية تكساس ؟ فقط سؤال لمن له الأولي ألباب،،،


6 - وسادة الاوهام
رجا جميل حداد ( 2011 / 1 / 25 - 00:33 )
الاستاذ الفاضل جريس

كل دواء له اثر على الناحية النفسية لا يجوز اباحة تداوله بدون قرار وبغير تذكرة طبية.
ويجب الحفاظ على دور الطبيب الذي وصف العلاج بواسطة تذكرة طبية بطريقة حكيمة
لا يشوبها تراخ
.
الف تحية
:


7 - وسادة الاوهام
رجا جميل حداد ( 2011 / 1 / 25 - 00:34 )
الاستاذ الفاضل جريس

كل دواء له اثر على الناحية النفسية لا يجوز اباحة تداوله بدون قرار وبغير تذكرة طبية.
ويجب الحفاظ على دور الطبيب الذي وصف العلاج بواسطة تذكرة طبية بطريقة حكيمة
لا يشوبها تراخ
.
الف تحية
:


8 - الاسلام وعلاقته مع الديانات
جمال صباح ( 2011 / 12 / 2 - 16:12 )
اولا الاسلام لم يكن له خلاف مع اي دين على مر العصور حتى الان
ان الحكومه الامريكيه ومن خلفها الصهاينه وبالطبع لا اقصد اليهوديه ولا المسيحيه
لان هؤلاء لادخل لهم بها لا من قريب ولا من بعيد بعد انتهائهم من العدو السوفييتي ارادو ان يخلقوا عدو اخر فابتدعوا الارهاب وهم يعلمون انها بدعه زائفه وستنتهي ويا سيدي لايوجد
اسلام متطرف الاسلام هو الاسلام بسماحته وعظمه (والسلفيه المتطرفه ) لماذا لم نكن نسمع بها من قبل لماذا اصبحنا نسمع بها بكثره ثم اعلنت امريكا بعدها الحرب على الارهاب
اصبحوا يخوفوننا من السلفيه حتى بتنا نخاف من كل شخص يصلي ( وهذا هو هدفهم المبطن ) كل مسلم يعلم ان الاسلام اكبر من ان يختزل بمآذنه او بمسجد ولا اعلم ما هي وجهات النظر للحكومه السويسريه فلذا لن اناقش بهذا الموضوع ولكن اناقش بتحاملك على الاسلام والمسلمين واما عن قولك ما يصدح من ماذن المساجد لخطباء يوم الجمعه من عبارات القتل والجهاد فاتوقع انك تقصد عندما يناقش الاعتداء الامريكي على العراق ومن مشاهد تبكي لها كل عين عندها ذره انسانيه او من اعمال يشنها الصهاينه على ابناء الشعب الفلسطيني


9 - الاسلام وعلاقته مع الديانات
جمال صباح ( 2011 / 12 / 2 - 17:22 )
وهل سمعت يا سيدي خطيب واحد من اي مسجد يطالب المصلين بالخروج للشوارع وقتل كل شخص ليس على مله الاسلام ان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال من عادا ذميا انا خصيمه يوم القيامه والذمي هم اليهود والمسيحيين ويا سيد جريس انا نفسي مسلم ولي اصدقاء كثر من المسيحيين ولم نختلف يوما على امر الدين ولم نهاجم بعضنا بمثل هذه الاقوال التي ذكرتها في كلمتك
شكرا لسعه صدوركم

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر