الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في آخر يوم بالسنة

مارا الصفار

2010 / 12 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ سنوات طويلة دأبت عائلتي الكبيرة على الاحتفال باخر دقائق في السنة بطقوس جميلة خاصة
كل منا يحمل شمعته المضيئة ليقول ثلاث امنيات مهمة جدا ثم يطفئ الشمعة في اخر لحظات من السنة..... وكلنا ننتظر دورنا الذي يبدأ من أبي ثم امي ثم اصغر اخ في العائلة....... وننتظر سنة كاملة لنرى كم من الامنيات تحققت لنا
اول امنية نطقتها بصوت عال كانت في سنة 1976 حيث تمنيت دمية لها شعر حقيقي وملابس حقيقية ....... لم تتحقق امنيتي بسبب العوز وظلت حبيسة الاحلام ......وعندما كبرت واصبح بأمكاني شراؤها ..... اشتريتها لابنتي لتحقق لي رغبتي.
عندما كنا صغار – انا واخواتي واخوتي – كانت امانينا صغيرة ايضا وناعمة وبريئة ..... لا تتعدى الالعاب والالوان والدراجات والملابس الجديدة ..... وكنا نطفئ شمعتنا ...... وكلنا أمل بأن هذه الشمعة ستأتي لنا بما نحب السنة القادمة .......
ولا نزعل ولا نغضب لان اغلب امنياتنا الصغيرة لم تتحقق ...... فلدينا المزيد منها كل سنة لنطلقها مع انفاسنا وهي تطفئ الشموع ....... اخر لحظات من السنة .
كبرنا وكبرت الامنيات معنا ...... ولكنها لم تأخذ اكثر من النجاح في المدرسة او التفوق في الامتحان .........او الشفاء من مرض ما ......
ومع العمر الجميل – عمر الشباب – بدات لنا امنيات اخرى يحددها القلب والعواطف ..... ولكننا لم ننس امنيات التخرج من الجامعة والحصول على فرصة عمل ......
تزوجنا واضيف لعائلتنا اشخاص جدد (ازواجنا واطفالنا الصغار)...... حملوا معنا شمعاتهم وامانيهم ...... لنطلقها في فضاء اخر دقائق من السنة الراحلة لتكون امنياتنا اول شئ يستقبل السنة الجديدة.
ورغم كل ما مر بنا من فراق ومصائب وغربة ...... ولكننا لم نترك هذه الطقوس الجميلة لحد اليوم .......
تغيرت اشكالنا وتبدلت ملامحنا وكبرنا وكبر اطفالنا واصبحت امانينا اكثر انانية ومحصورة في عائلتنا الصغيرة احيانا .......
تغيرت الاماكن وابتعدنا بعيدا عن وطن اول امنية .......
الا ان أمي وأبي كانت لديهما امنية واحدة فقط طوال هذه السنوات ........ تعاد على اسماعنا كل سنة وفي اخر لحظات ومع اختفاء نور شمعة ابي وشمعة امي ........
كانت امي تقول : اللهم اجعله بردا وسلاما على العراق والعراقيين ....... ثم تطفئ شمعتها
وكان ابي يقول : اللهم ابعد هذه الغمة عن هذه الامة ( وكنا ندرك ونحن صغار ان هذه الغمة يقصد بها صدام حسين وندرك ايضا ان الحيطان لها اذان )
وكنا نضحك ونقول لهم : اليست لديكم امنيات شخصية ؟
كانوا يقولون لنا : كل الامنيات تأتي تباعا عندما تتحقق امنياتنا هذه .......
كبرا والدينا واصبحا عجوزين جدا ......... ولكن امانيهم لازالت كما هي ...... لم تتحقق
قبل قليل .......... اتصلت بأبي وأمي وسألتهما عن امنياتهما .....
امي قالت بصوت واهن : اللهم اجعله بردا وسلاما على العراقيين
ابي قال بصوت مرتجف من شدة المرض : اللهم ابعد هذه الغمة عن هذه الامة
فهل من مجيب ؟؟؟؟
امنياتي لكم بالسلام والطمأنينة والحب .....هذه السنة ...... وكل سنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنأمل بعام سعيد
رعد الحافظ ( 2010 / 12 / 30 - 18:58 )
وأنا أتمنى مع والدكِ العزيز , برفعِ الغمّة عن ,, جميع شعوب الأمّة
وأتمنى مثل والدتكِ العزيزة أن تكون الحكومة الجديدة برداً وسلاماً على شعبنا البائس
أعتقد أنّ والديكِ يُدركون في سرّهم الآن أنّ هناك مسوخ تحالفت على مدى التأريخ في أوطاننا , لتصادر البسمة من الناس مقابل إغتنائها هي وعيشها الباذخ
أشهر تلك المسوخ طبعاً الدكتاتورية والتزمّت الديني والتطرّف , وحالياً الإرهاب الوهابي
****
أتمنّى أجمل العرائس وبشعر حقيقي كما تشتهين لأولادكِ الذين أصبحوا بدورهم عرائس حقيقية لكِ
كتابتكِ حلوة وخفيفة الظلّ تقبّلي إحترامي
وإمنتياتي بالخير لجميع الناس في كل أرجاء الدنيا


2 - كل عام والاستقرار يعم بلداننا
ناهد سلام ( 2010 / 12 / 30 - 20:02 )
مقال جميل وخلفه عدة معان ، اتمنى الاستقرار للعراق بالقدر الذي اتمناه لبلدي.
الكاتبة المحترمة صاحبة الاسم المميز كل عام وانتي بالف خير وسلام


3 - نهاية العام
عيسى ابراهيم ( 2010 / 12 / 30 - 23:48 )
السلام والحرية والأمان ، أثمانها غالية.....فصدقاً الحياة تحلى وتكتمل بهم ...ولكن إلى متى سنحلم ونتمنى ونأمل ....؟ ألا يستحق أولادنا أن يعيشوا بحرية وكرامة وسلام....؟
فالشعوب الإسلامية عامةً والعربية خاصةً مخدرة،لا تهمها الكرامة والحرية بقدر ما يهمهم الصلوات والحجاب وعورة المرأة والحج والدعاء والتمني والكرامات والبركات....!
حقاً هذه الشعوب مغيبة ولا تريد أن تستفيق من سباتها ... .ولكن عل وعسى الآماني تصبح حقيقةً...!!!
شكرا على المقال ودمتي بخير وسلام وكل عام وانت وعائلتك وجميع الشعوب بخير وخاصة بلاد الرافدين.


4 - استاذي رعد الحافظ
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 31 - 06:12 )
شكرا لوجودك معنا في كلماتي البسيطة
وشكرا للامنيات الجميلة
الحقيقة ان ماقلته انت هو الواقع فعلا
ابي مقتنع لحد الان ان صدام رحل بالوجه فقط
ولكن اجرامه لازال متأصل في اتباعه الذين يعبثون بحياة العراقيين بعد ان غيروا ملابسهم وطقوس حياتهم
و أمي تعرف ان العراق لم يمر عليه سنوات كان يتمتع بالبرد والسلام
الذي يؤلمني بشدة انهم اصبحوا كبارا بالسن ولم يروا اي بارقة امل لامنياتهم هذه

اولادي اصبحوا كبارا الان ولكن لازلنا نلعب بالعرائس معا
وامنيتي الاولى في هذا اليوم عندما اطفأ شمعتي
ان تحصل ابنتي على مقعد دراسي في الجامعة التي تحب ان تدرس فيها
ولكن يبدو ان جنسيتنا العراقية تمنع كل المحاولات لتغيير المستقبل

دمت عزيزي ودامت ايامك فرح وسعادة اينما كنت


5 - العزيزة ناهد سلام
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 31 - 06:15 )
نعم عزيزتي كل عام وبلداننا بخير
مقالي الصغير لا يعني العراق فقط
فنحن متشابهون في النتائج التي وصلت اليها شعوبنا
رغم اختلاف وجوه الانظمة الحاكمة

يا ناهد سلام ...... كل عام وانت ومن تحبين بكل صحة وسلام

بالمناسبة انا اعشق اسمي فهو يعني لي الكثير
شكرا لك عزيزتي


6 - العزيز عيسى ابراهيم
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 31 - 06:19 )
شكرا لك على كلماتك الجميلة
واتمنى لك مثلما تمنيت لي واكثر
نعم الحرية والسلام والامان اثمانها غالية
ولكن يا عزيزي نحن ندفع الاثمان الغالية من ارواحنا ومصائرنا وحياة اطفالنا
ولم نرَ لحد الان نتيجة ايجابية
من انظمة ديكتاتورية الى انظمة اسلامية قمعية

ولكن الحياة لا تحلو بدون الاماني
كل يوم نتمنى ونعمل من اجل تحقيق الاماني
لابد ان نحققها لاولادنا .... على الاقل
دمت اخي الكريم وامنياتي بسلام يعم كل شعوب الارض


7 - ستطرق السنة الجديدة أبوابكم ، فقابلوها بالفرح
الحكيم البابلي ( 2010 / 12 / 31 - 09:00 )
الأخت مارا الصفار
تقول الحكمة : الكلمة لا تصل إلا وصاحبها معها
وكلماتك هنا تقول لنا من أنت ، وأي مزرعة وأرض طيبة إحتضنتكِ وربتكِ
عزيزتي أغلب البشر لا يدرون بأن الحياة سريعة لدرجة إننا في الوقت الذي نبدأ في فهمها وإستيعابها وإيجاد طيباتها ... تنتهي فجأةً
لِذا فليس هناك وقت للترهات والأحقاد والحروب والسفاسف
علينا أن نتمتع ونبتسم ونكون سعداء وننسى أحزاننا ونهادنها أحياناً ، فهي حياةٌ واحدة لا غيرها ، وكما للحزن وقت ، فللفرح أوقات ، فلنكن فرحين غداً مساءً ، فالسنة الجدية ستطرق أبوابنا ، وليس من الحكمة أن نستقبها بغير الفرح
كلنا فقد الكثير ممن حوله ، من الأعزاء والأوطان وأشياء أخرى كبيرة وصغيرة لا نستطيع حصرها وشرحها ، ولكن ..... لا أحد قال لنا بأن الحياة نزهة ، لِذا علينا تقبلها على عِلاتها وبحلوها ومرها
سنة سعيدة مباركة كلها خير وأفراح وامانْ لكم ولعراقنا الجريح
سلام خاص للوالد العزيز
تحياتي


8 - كل عام والجميع بألف خير
شامل عبد العزيز ( 2010 / 12 / 31 - 09:24 )
تحياتي وتقديري لكِ ولجميع المشاركين
برداً وسلاماً على العراق والعراقيين ,, أمنيات جميلة , نتمنى ان تتحقق وأبعد هذه الغمة عن هذه الأمة امنيات اكبر ,,
كل عام والعالم بخير
خالص تحياتي


9 - حكيمنا البابلي
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 31 - 12:03 )
شكرا لك استاذي الكبير
ومن يعرف الارض الطيبة
يكون من نفس اصلها الطيب
يا عزيزي نحن نحتفل ونتمنى ونتأمل كل سنة
رغم ادراكنا مسبقا ان جزءا كبيرا من امانينا لن تكون من حصاد السنوات
ولكن الامل موجود في التغيير
وها انا احضر نفسي مع اولادي وزوجي الغالي
وشموعنا تنتظر ان تكون اول من يسمع امانينا

يوصل سلامك للوالد
وامنياتي بسنة لها طعم خاص
من الحب والتفاؤل والخير
دمت ايها الحكيم


10 - وانت بألف خير اخي شامل
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 31 - 12:07 )
اتمنى ان يكون فعلا عاما من البرد و السلام على العراقيين
وعلى جميع شعوب العالم

هي امنيتين لأبي وأمي
جملتين فقط
ولكنها تحمل كل الخير لكل الناس
اتمنى ان يشهدوا امنياتهم قبل رحيلهم

دمت اخي
لك خالص الود


11 - العام الجديد
يبوس كنعان ( 2011 / 1 / 20 - 12:30 )
سبدتي الام والطفله . ومن منا لم يحمل في اعماقه طفوله الحزن والبؤس والحرمان . اسمحي لي ان ابارك بالعام الجديد متاخرا ومن خلالك للشعب العراقي وكل شعوب العالم المقهوره
اما اذا اراد متصفحو موقعك الجميل التعرف على امنيات طفولتنا فلم تعدو حقيبه مدرسيه تخيطها الوالده من الملابس الباليه اوالفوز بسباق مع اقراننا في الوصول الى مصباح كهربائي
في الشارع بعيدا عن حينا نذاكر الدروس تحته


12 - وانت بخير اخي الطيب
مارا الصفار ( 2011 / 1 / 20 - 12:43 )
اخي العزيز يبوس لم تأت تهنئتك متاخرة
فلا زلنا في بداية العام
معك كل الحق
كانت طفولة مليئة بالحرمان والعوز
ولكن بيوتنا كانت دافئة بالحب والامان
احلامنا بسيطة
ولكن اهدافنا واضحة

ذكرتني بالمصابيح الصفراء والمذاكرة وانقطاع الكهرباء
ولذلك كنا ننهي واجباتنا قبل حلول الظلام

دمت عزيزي

اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك