الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليد الممدودة بين الكرد والعرب

جورج كتن

2004 / 9 / 26
القضية الكردية


الملتقى الثقافي الكردي- العربي المنعقد في أربيل بين 17-20 أيلول بدعوة من جمعية الصداقة الكردية العربية والذي حضرته نخب ثقافية وسياسية من الجانبين، خطوة هامة لتعزيز العلاقات بين الشعبين وإعلاء لغة الحوار والتآخي والتعايش والتلاقي حول المصالح المشتركة. وهو مساهمة في تبديد الأكاذيب والشائعات عن وجود إسرائيلي مزعوم في الإقليم الكردستاني العراقي، وتأكيد آخر من القوى السياسية الكردية المبادرة لعقده، أن خيارها الوحيد هو تعزيز العلاقات التاريخية مع العرب وليس مع أية جهة أخرى في المنطقة والعالم، فالكرد سائرون على نهجهم بمواجهة النظم الاستبدادية والشوفينية، وليس الشعوب العربية التي يسعون لأفضل العلاقات معها، فقد تعرضوا معها لقمع الأنظمة وحجبها للحريات وانتقاصها من حقوق الإنسان، إلا أنهم عانوا بالإضافة لذلك وحدهم من تعصبها القومي ومحاولاتها الإجرامية لتذويبهم وتعريبهم وإلغاء خصوصيتهم القومية.
الملتقى مناسبة أخرى يمد فيها الكرد يدهم للعرب لمواصلة المسيرة المشتركة نحو الديمقراطية والتنمية والاندماج الوطني الاختياري والتسامح الإنساني، وتخطي العداء والعنف والصراعات والتصفيات، من أجل حياة مشتركة أفضل بعيداً عن الاضطهاد ونكران الهوية القومية..، كما يسعون لتقديم نموذج للتآخي في عراق ديمقراطي فيدرالي موحد بالانخراط في العملية السياسية الجارية واستحقاقها الانتخابي في كانون الثاني القادم التي ستقطع الطريق على الإرهاب الأصولي والصدامي.
الملتقى نجح في إيصال رسالته: الدعوة لمرحلة جديدة من العلاقات العربية- الكردية ولعقد سياسي جديد بين الشعبين. لكننا نرى أن هناك الكثير الذي يجب أن يبذل لتجاوز ثغرات التجربة الأولى، ومنها مثلاً التمثيل الأوسع للعرب والكرد من كافة التيارات السياسية والفكرية. لا شك أن دعوات كثيرة وجهت لأطراف متعددة في الجانبين لم تلبى لأسباب مختلفة، لكن هذا لا يمنع من بذل جهود أكبر من أجل التمثيل الأوسع، النوعي وليس العددي. كما أن الحوار للوصول لنتائج يفترض عدم الاقتصار على إلقاء الكلمات والمداخلات، بل يفترض توزيع المشاركين في لجان متخصصة في المسائل المتعددة للعلاقة بين الشعبين، لتصدر توصياتها بعد الاتفاق على النقاط المشتركة. كما أنه من الضروري إنشاء لجنة دائمة من الجانبين للتحضير للقاءات دورية مستقبلاً، مع تحسين الأداء وتجاوز الثغرات والأخطاء.
مرة أخرى يبادر الكرد في مجال تطوير وتحسين العلاقات العربية- الكردية لإرسائها على أسس سليمة قابلة للحياة، بينما في الجانب الآخر العربي ما زالت المبادرات محدودة جداً أو حتى مفتقدة، معادية ورافضة لدى البعض، أو متجاهلة ومتغاضية لدى البعض الآخر، لمسألة حيوية لا يمكن الانتقال للديمقراطية المأمولة في بلدان المنطقة دون إيجاد حلول جذرية لها متوافق عليها، خاصة في عصر العولمة الذي تفصلنا عنه مسافات، ستزداد اتساعاً إن لم توضع هذه الحلول للعلاقات بين القوميات المتعايشة في المنطقة.
هل يرفض العرب مرة أخرى اليد الممدودة للتآخي مع الكرد على أساس الحلول العادلة للمسألة القومية الكردية في إطار دول وطنية موحدة؟
هل يضيعون الفرصة كما فعلوا حتى الآن بالنسبة للعديد من قضاياهم، مفضلين التعلق بأوهامهم القديمة التي تجاوزها الزمن بعد أن قادتهم لعواقب وخيمة؟
أم يسارعون لطرح مبادرات من جانبهم للدعوة لملتقيات ومؤتمرات عربية- كردية في بغداد أو دمشق أو بيروت أو القاهرة...تلاقي اليد الممدودة في منتصف الطريق؟
كاتب فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل


.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين




.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري


.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين




.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!