الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم النفس التربوي

صاحب الربيعي

2011 / 1 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا يمكن أن تكون العملية التربوية ناجحة من دون وجود علاقة ثقة متبادلة بين المربي والتلميذ وبما أن شخصية الأول ناضجة وشخصية الثاني في طور النضوج فيرجح أن تميل العلاقة إلى تابع ومتبوع أو علاقة تقليد الصغير السن إلى الكبير السن أو علاقة مذيع ومستمع في صورها العامة.
لكن في صورها العلمية الخاصة يجب فهمها على نحو آخر لا يمت بصلة إلى التعليم وحسب، بل إلى علم النفس وعلم التربية وعلم المعلم لخلق علاقة جديدة بين شخصية ناضجة تسعى إلى غرس مبادئ التربية والتعليم في ذهن شخصية في طور التنشئة، فمن دون فهم الحالة النفسية للتلميذ أو المتلقي للمعلومات وتطويع اهتمامه بالمبادئ التربوية أو المادة التدريسية لن يكون استيعابه وفهمه كامل.
إن الأساليب التربوية لقسر الطالب الاستجابة لرغبات المعلم بعدّه متلقياً للمعلومة لا يحق له مناقشة صدقها أو تفكيك مكوناتها بالأسئلة المختلفة التي تحتاج إلى إجابات واضحة وصريحة وإن عدّت بنظر المعلم أسئلة غير ناضجة وسخيفة لكنها بنظر الطالب مهمة في خلق أساليب ذاتية لادراك المعلومة على نحو أفضل خاصة إن كانت الأساليب المعتمدة في التدريس لا تتوافق مع البيئة التدريسية ومدارك الطلاب ومستوى وعيهم ونسبة ذكاؤهم، ما يستوجب البحث عن أساليب أقل تعقيد وأكثر وضوح في أيصال المعلومة إلى المتلقي.
يقسم علم النفس التربوي إلى : " علم نفس التعليم، وعلم نفس التربية، وعلم نفس المعلم ".
بما أن البيئات التدريسية متباينة في مواقعها الجغرافية والمجتمعية فإنها تضم كائنات بشرية ذوي طبيعة نفسية وجسدية متباينة لا يصح استخدام ذات الأساليب التعليمية والتربوية لغرس المبادئ التربوية والمناهج التعليمية في ذهن المتلقين من دون التعرف على مستويات ذكاؤهم وادراكهم وطبيعة خصائصهم النفسية لتحديد الأساليب التعليمية الملائمة والمجدية في إيصال المعلومة إليهم.
إن تدهور التعليم مرده الأساس عدم تطور مناهجه وأساليبه، وفي المقابل هناك زيادة بعدد الحائزين على شهادات دراسية خالية من العلم والمعرفة لوجود خلل في بنية العملية التعليمية التي يجب أن لا تقتصر على منح شهادات دراسية وإنما شهادت علمية من خلال رفع المستوى العلمي للمتعلمين وتحسين قدراتهم ومهاراتهم في اكتساب المعلومات المختلفة واستيعابها ليحققوا المهام الأساس للعملية التعليمية ولا يجري ذلك على نحو سليم من دون اعتماد الأساليب الحديثة لعلم النفس التربوي.
يبحث علم النفس التربوي في : " الخصائص النفسية وأساليب تطور ذكاء الإنسان وشخصيته، و توصيف كل النشاطات التربوية والتعليمية والعملية التكوينية ".
تمتاز مهام العملية التربوية بشمولية أهدافها المرتبطة بعلم النفس على نحو خاص لتعامله مع كائنات بشرية متباينة الطبيعة الوراثية والصحية الجسدية والنفسية والغذائية بعدّها الأساس في تقييم مستوى الذكاء وقدرة الاستيعاب وسعة الادراك والمهارة والتحليل والحوار ليس عند المتعلم وحسب، بل عند المعلم الذي يعدّ أداة تمرير المعلومة الصحيحة إلى المتعلم لانجاز مهام علم النفس التربوي على نحو سليم وإلا فإن العملية التربوية برمتها تعدّ عملية فاشلة لا تحقق أهدافها.
تلخص (( إ. زيمنيايا )) مهام علم النفس التربوي في المحاور التالية :
1 – " تحديد آليات وأساليب اكتساب المتعلم للخبرة الثقافية الاجتماعية، وتركيبها وحفظها، وترسيخها في ذاكرة العقل الواعي واستعادتها عند الحاجة لاستخدامها في المواقف المختلفة.
2 – الكشف عن آليات وأساليب تأثير التعليم التربوي على تطور ذكاء المتعلم وشخصيته.
3 – تحديد الارتباط بين مستوى تطور ذكاء المتعلم وشخصيته وأنماط التأثير التربوي والتعليمي ومناهجه مثل التعاون، والأنماط الفعالة في التعليم ... وغيرها.
4 – تحديد خصائص النشاط الدراسي وتنظيمه، وتوجيه المتعلمين وتطوير ذكاؤهم وشخصياتهم وفعالياتهم الدراسية المعرفية.
5 – دراسة الأسس النفسية لنشاط المربي وخصائصه النفسية الفردية والمهنية.
6 – تحديد آليات التعليم وأساليبه العلمية الحديثة.
7 – تحديد أساليب وشروط ومقاييس استيعاب المعارف وأسس البناء المعلوماتي والنشاطات ذي الصلة لحل المسائل المتباينة.
8 – تحديد الأسس النفسية لتشخيص مستوى الاستيعاب وخصائصه وارتباطه بالمعايير التكوينية.
9 – وضع الأسس النفسية للتحديث اللاحق للعملية التكوينية على كل مستويات التعليم التكويني ".
لا يمكن خلق جيل متعلم وسوي من دون إجراء تحديث شامل بالمناهج التعليمية والتربوية وأساليبها التي بدورها تخلق جيل معلمين جديد يتقن أساليب التعليم والتربية الحديثة ولا تنحصر أهدافهم بخلق جيل متعلم وحسب، بل غرس مبادئ التربية الحديثة في لاوعيهم ما يؤثر ايجاباً في سلوكهم الذاتي ويتوافق مع السلوك العام للمجتمع ويكون مستجيباً لقيم الدولة الحديثة بعدّها راعية لمصالح المجتمع ومسؤولة عن غرس مبادئ التسامح والتعاون واللاعنف في ذهن الجيل الفتي.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من