الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول توت وأول يناير أعياد للشهداء

نشأت المصري

2011 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أرواح نورانية تنطلق ودم وأشلاء أجساد وأجساد ممزقة , وعلامات ممجدة في أجساد المصابين كلها في أول نصف ساعة من عام 2011م وكأن عصر الاستشهاد هلّ بنوره على كنيستنا, ويقول معلمنا بولس الرسول مطالباً إيانا بالجهاد ضد الخطية الموروثة في هذا العالم الفاني بقوله لنا : لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية (عب 12 : 4) , لقد جاءت الفرصة لكي نثّبت أقدامنا في الجهاد حتى الدم مجاهدين في قول الحق والنطق بكلمات الله وبدون خوف أو رعب, هازمين عدو الخير, الذي لا يستطيع ان ينال من أنفسنا وأرواحنا ولكنه يستطيع ان يقتل أجسادنا, والكتاب لم يخدعنا بل بشرنا بهذا ليصبح الموت والشهادة ملازماً لكل مسيحي في حياته, بالشهادة بالدم والجهاد حتى الدم ضد الخطية يقول الكتاب المقدس:
لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها(مت 10 : 28).
حينئذ يسلمونكم الى ضيق و يقتلونكم و تكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي (مت 24 : 9 )
عودة يعود عدو الخير مطلاً على مصرنا العزيزة, بإرهاب أعمى لينال من أبناء المسيح الذي سبق وأعد لهم العدة ليمحوهم من على وجه الأرض بيد دقلديانوس ولكنه فشل وكانت الكنيسة تنمو وتزداد, ومن جيل إلى جيل وها هي كذلك سوف تكون في نمو روحي وعددي من جيل إلى جيل, ولو كان دقلديانوس بكل ما يملك من قوة لم يستطيع فهؤلاء أيضاً لم ولن يستطيعوا.
ولكن وبعد هذه المقدمة من حقنا أن نقول لماذا؟؟؟؟؟, والعالم كله سبق وخبر حكومتنا, بموجة إرهاب تجتاح مجتمعاتنا,كما باقي العالم, وقد سبق أيضاً جماعة المثقفين ونادوا لسنين عديدة وتحذيرات متكررة سواء على صفحات ما يملكون من صحافة او على الصفحات الحرة على الانترنت, وهؤلاء المثقفين سواء هم مسيحيين أو مسلمين معتلين ولكن حكومتنا لم تلتفت إلى أحد وسعت في عمى وظلمات سواء متجاهلين حال الأقباط في مصر أو متلذذين لمعاناة شعب الكنيسة ومزايدين عليهم النير أضعاف وأضعاف, وكأن الحكومة فقدت هيبتها أمام الإرهاب وعند حدوث ما هو حادث, صرخ الجميع مطالبين بالوحدة والشعور الواحد والمواجهة المشتركة, وكأن الحكومة هي التي سبقت وطالبت بهذا!!!
ولكني من منبري هذا أعلن أن مصرية المصريين ومحبتهم الحقيقية في بعضهم البعض, ودور المثقفين في هذا المجتمع, هو الذي جعل مصر يداً واحدة ضد الإرهاب, وها نحن نقدر ونكن كل احترام وتقدير لأخوتنا المسلمين المعتدلين والذي سبقت وقلت عنهم أنهم يحصدون نتاج تعبهم في 2011م وها هم فعلاً جعلوا من الشعب المنقسم بفعل حكومة عمياء شجعت الإرهاب على مدى سنين عديدة, حكومة كان لها الدور الرئيسي في شقاق وحدة الوطن, وها هي مصر كما كانت في حرب أكتوبر ضد عدو البلاد تعود مرة أخرى متحدة ضد الإرهاب الأسود أو الأعمى كما يقول البعض.
هل جاء الوقت المناسب لتدشين مصر جديدة؟؟ يملأها روح الإخاء والمودة بين المصريين ودعوني ألا أصنفهم كما كل مرة فجميعنا في مركب واحدة هي مصر, أم أن المشاعر الحالية مشاعر مؤقتة متأثرة بحادث بشع أليم , ولكني أتمنى أن تكون هذه المشاعر من نبع قلوب إخوتنا المسلمين وهي كامنة في كيانهم المصري وآن الأوان لخروجها بتأثير هذا الحدث الجلل.

ولوصفي لهذا الحدث فإني أختلف عما تتناقله الصحافة والحكوميين بأن هذا الحدث من خارج مصر وكأننا نرجع وندفن رؤوسنا, متناسين إرهاب مصري موجود في مصر متزعم فكر سلفي وهابي تكفيري وها هم الآن يقتلون أقباط مصر وإن تجاهلتموه فسوف يطيح بحكومة مصر.
ربما هناك علاقة بين الإرهاب المصري وإرهاب آخر في دول أخرى, ولكن من خطط ومن نفذ هو مصري في أرض مصر, أم أن الإرهابي الذي فجر المسيحيين جاء إلى مصر طائراً على بساط الريح أو دخل من شقوق الأرض , فلو كان هذا الإرهابي من الخارج فقد دخل مصر بأيدي مصرية حكومية بجواز دخول, وأدخل هذا الكم من المتفجرات أيضاً بنفس الطريقة.
والذي لا يعقل أن تكون الحكومة المصرية والأمن المصري بكل ما عنده من تقنيات وخبرات على المستوى العالمي لا تعرف بوجود إرهابيين بين صفوف المصريين, يخططون ويرتعون فساداً في المجتمع, ويصنعون متفجرات ولديهم تقنيات خطيرة في استعمال المتفجرات وكذلك مخازن والحكومة نائمة في بحر من الظلمات.
أين الحكومة وعلى مر عصور من تغلغل الفكر السلفي بين أبنائها حتى طال كل البسطاء المصريين؟
أين الحكومة من حقوق الأقباط والتي تنادي بها المواطنة الموجودة في الدستور المصري؟
أين الحكومة من مواثيق حقوق الإنسان؟
أين الحكومة من مناداة أخوتنا المسلمين المستنيرين على مدى سنين حكمها أرض مصر, بأن هناك إرهاب وهابي, وتغلغل متأسلم يطول بلادنا؟
لقد جعلت الحكومة المصرية من المصريين الأقباط في الخارج أعداء لمصر لأنهم يواجهون الحقيقة وينادون بها وعلى مر سنين عديدة مرت.
لقد أعطت الحكومة المصرية الضوء الأخضر لهذا الإرهاب ليفعل فعلته سواء بصورة مباشرة من خلال مشاركة الحكومة في تحطيم أحلام الأقباط برجال أمنها كما في حادث العمرانية, أو بصورة غير مباشرة بزيادة النير على الأقباط من خلال تجاهل مطالبهم وكأن الأقباط أجانب في أوطانهم, أو بنشر أفكار التفرقة العنصرية في التعليم والصحافة وفي كل مجريات الحياة اليومية للمسيحيين في مصر, أو عدم وجود ردع للأحداث الطائفية وعلى مدى تولي هذه الحكومة حكمها.

وهناك الكثير والكثير من وسائل الحكومة في التقصير في حماية أبناء مصر المسيحيين,, ولكن هل دماء شهداء الإسكندرية يفيّق الحكومة المصرية لتنتفض من ثباتها لتقاوم وتدين وتحكم على مرتكبي الإرهاب ضد المصريين المسيحيين العزل الأبرياء, لكنّا نرجو عصر جديد في بداية سنة جديدة تنتفض الحكومة المصرية مع الشعب المصري بكل طوائفه وأديانه ضد هذا الإرهاب الذي يهدد مصر ويحكم عليها بالانقسام والتقسيم.
يقول رئيس البلاد أن أمن مصر والمصريين مسئوليته شخصياً, والشعب القبطي والمسلم يشكره على واجبه!!, ولكنا نشكره على أول مبادرة له بإصدار أول بيان بعد آخر حادث طائفي في مصر, ولعله يكون آخر حادث, فأنا أشك في هذا!!!!

كما أطالب البابا شنودة بجعل يوم واحد يناير عيداً يصلى فيه بالطقس الفرايحي في الكنائس كما هو في أول توت من السنة القبطية وهذه ليست بدعة ولكنها حقيقة فدم الشهداء وأشلائهم غطت شوارع الإسكندرية,, وكل عام وحضرتكم بخير بمناسبة عيد الشهداء أول يناير.
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عيد الحرية وبابها المخضب بدماء مقدسة
عدلي جندي ( 2011 / 1 / 3 - 23:12 )
ويوما ستذكره كل مصر والمصريين أنهم شهداء عيد الحرية حرية شعب جثم إستعمار بدوي غاشم علي أنفاسه وزرع السواد والدمار والنحيب والتصحر فوق ربوع الوادي الأصيل ويذكرونهم بكل إفتخار شهداء الحرية والعار كل العار للخونة والجبناء ومختلسي حقوق الشعوب والصامتين عن المطالبة بالحقوق والراكعين والمسوقين قطعانا طلبا في إجازة رحلات المجون الإلهية من خمور وجنس نعم أيها المصري الأصيل كلي ثقة في يومهم الغالي يوم ان تحررت مصر لتثبت للتاريخ أنه بلد الحضارة ومهما طال زمن الظلام ولكنها دائما نبراس الحرية والحضارة

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ