الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحة من يذبح المسيحين

جورج حزبون

2011 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لمصلحة من يذبح المسيحيين

لا يمكن ان تكون تلك المذابح المستهدفة للمسيحيين بالشرق الاوسط الكبير والمنطقة العربية حالات فردية او حسب الروايات الرسمية / تدخلات خارجية / فالاستهداف في نيجيريا والسودان والعراق ولبنان ومصر والكثير من البلدان المحيطة ، البعض يرى في ذلك تطرفاً اسلاموياً ( قاعدياً ) واخرين يجدونه سلفياً جهادياً، غائب عن الوعي ومخطئاً في التفسير الديني ، وكان الناس حقل تجارب ، وان الاسلام مفوض على العالمين ، ولكن يضم بعض العقلاء والمتنورين .
بعد خروج السوفيت من الصراع مع الامبريالية ودعوات العولمة ، وبعد الانهيار الاقتصادي الراهن ، وصراع على الاسواق ومصادر الطاقة ، يظل الشرق الاوسط المرسم أميركياً من افغانستان الى كافة الاقطار العربية اهم مواقع الصراع ، لما يضم من ثروات ، وجغرافيا ، وفي السنوات الاخيرة تجتاح هذه المنطقة ازمات لا تنفرد بها دولة دون الاخرى ، واغلبها تستعصي على الحل ، من دارفور الى لبنان والعراق وفلسطين ، والقائمة طويلة ، مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اعلن زمن بوش لا زال قائما ، وحتى بيرس الرئيس الاسرائيلي الراهن وضع كتابا حول الشرق الاوسط الجديد ، وكان بن غوريون قد رسم لاسرائيل ثلاثة دوائر الاولى لاسرائيل دولة صناعية متطورة ثانيا ايدي عاملة عربية رخيصة ثالثا سوق عربي وشرق اوسطي واسع .
حين تستدعي التاريخ ، فاننا نقرأ مع اقتراب انهيار الدولة العثمانية بدأت الدول الاستعمارية عبر قناصلها ، تفرض حمايات على الاقليات الدينية والاثنية ، فرنسا وضعت وصايتها على الكاثوليك وروسيا على الارثوذكس والالمان على اللوثرين وبريطانيا على الدروز وهكذا بدأت الاستعدادات للتقسيم و وراثة الدولة العثمانية ، ومراجعة الاتفاقيات والحروب الاقليمية في تلك الفترة من القرن السابع عشر والثامن عشر توضح تلك المقدمات للاستيلاء على الشرق الاوسط .
لم تكن حينها أميركا قد وصلت الى حالتها الامبراطورية ، وحين استطاعات فقد وراثه كافة الدولة الاستعمارية ،وجدت ضرورة فرض رؤيتها على العالم، وفي عام 1953 عين إيزنهاور ( آلن دالس ) مديراً لـ CIA وكان شقيقه جون فوستر دالس وزيراً للخارجية ، وكانت بدايات الحرب الباردة وقررا التركيز على الدين وتجاسرا على الدين الاسلامي باعتباره الدين المركزي ليستخدم ضد الشيوعية ، وفي اول وثيقة توجيهية لاينزهاور يقول // ان منطقة الشرق الاوسط هي الوحيدة في العالم التي تعيش حالة انكشاف امام السوفيت ، وبداية يحب ترتيب سلام عربي إسرائيلي بعملية سماها ( اوميغا ) .
وفي زيارته الاولى للشرق الاوسط لتسويق تلك الخطة قال في مطار القاهرة ان هذه البلاد تقوم على بجرين البترول والدين ... ومنذ ذلك الوقت وهو يستخدمون الدين وسيلة لتحقيق اهدافهم التي كات اهم تجلياتها في أفغانستان .وبعدهم قال برجنسكي : سنجعل اديانحم عبئا على شعوبهم ..
بالتأكيد قد يؤذي ترويض الذئب مدربه احياناُ ، لكن العبرة بللنتائج ، فالحرب على الارهاب ، كنتيحة لاحداث 11 سبتمبر كانت فرصة للهيمنة وتحقيق اهداف امبريالية واقتصادية ومناطق نفوذ وهيمنة تحقق سياسية القطب الواحد ونهج شرق واسط جديد ، والتي تتحقق عبر تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات دينية وعرقبة وقد بدء التفكير في ذلك لمناطق القبائل في افغانستان وباكستان وهو امر كان قد اشار له جورج تنيت- الرئيس السابق لــ CIA وهو يقول انها اخطر مناطق الارهاب في العالم ، وايضا الان السودان ثم دارفور وهكذا من غزة الى كابول وما بينهما ، حينها تسهل عملية الهيمنة والاستغلال ورسم عالم جديد بمواصفات الحرب الثالثة العالمية التي تجري (بالقطاعي ) حول العالم .
ومنذ حضور نابليون الى مصر كانت هذه البلاد قاعدة وقلعة شامخة يجب اقتحامها ثم تسقط الثغور واحدة بعد الاخرى ، ثم تحرك محمد على ومحاولاته اقامة امبراطورية على انقاض العثمانية وتحرك أوروبا لمنعه ثم تحرك الحركة الصهيونية لعرض خدماتها لمنع اقامة مستقبليه لتلك الدولة وفضل أسيا عن إفريقيا ، كل هذا بقي في وجدان وذاكرة القوى الامبريالية التي تخطط اليوم لانهاء المشكلة ( الاسرائيلية ) وتقسيم العرب وتحقيق فرض امر واقع وتسهيل مهام الاحتواء بكل اشكاله .
وعليه فان التعرض غير المبرر والغير مفهوم والاستعباطي للمسيحيين بالذبح وهدم كنائسهم مما يدفعهم اما للهجرة مما يضغط على العالم الذي لم يعد يتحمل ذلك بفعل ازمته المتفاقمة ، او الحرب الاهلية تتدخل فيها عبر الامم المتحدة قوى الهيمنة والاستعمار الجديد وتحقق بذلك اهدافها .
ليست القاعدة سوى ذلك القرد الذي تمرد على سيده ، وليس التعرض الطائفي خدمة للاسلام بقدر ما هو عداء للاوطان ونقدمها وامن شعوبها ، وهذه الهجمات تحرف القوى الديمقراطية عن غاياتها وتفتح المجالات للعنف يصعب اغلاقها ، فالاسلام لا تؤذيه دور العبادة ولا اصحاب العقائد الاخرى طالما هم جميعاً موحدين ، ولكن تؤذيه التفرقة وضياع الاوطان و الحقوق ، ويا حبذا لو جهد هؤلاء القتلو لمواجهة الظلم واستعباد الشعوب بدل ان يفرضوا انفسهم جلاوزة على البشر بعناوين سماوية .
ان الحطر على الاوطان وليس الاديان ، وعاى الجكومات ان تواجه تلك القوى الظلامية بعقلية المواطنه وليس التميز في التعامل - كما هو قائم - مما يشجع على رفض الاخر وقمعه على طريق ابادته او تهجيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صراحة لابد منها
رضا شوقى غنيمى ( 2011 / 1 / 4 - 12:42 )
أقسم لك يا أستاذ جورج بذقن جورج بوش و شيمون بيريز و من قبلهما كما أسلفت أيزنهاور و دالاسو من بعدهما بريجنسكى و العزيز جورج تينت و معهما بن جوريون بدوائره الثلاث أن المنطقة يتلاعب بها من قبل تلك القوى ، بل هو مكر الليل و النهار و الذى يمر على الساسة المغيبين بكراسى السلطة و يسرهم أن ينعتهم قاتلهم بقوله انهم أصدقائه فلا داعى لإسلوب (لى الذراع) و الإصطياد فى الماء العكر لإنفاذ مطالب للمسيحيين يقوم اللجان الفنية ببحثها بصدد إصدار القوانين املنظمة لها !! إن المواطنة لن تحول دون إنفاذ مخطط مرسوم سلفا من قوى إستعمارية لضمان أمن إسرائيل .. فلنسع جميعا مسلمين و مسيحيين بعمل كل ما يلزم لزيادة مناعة هذا الوطن من كل المخططات و المسلمون أولى بالمسيحيين فى مصر و غيرها من الأمريكان و الصهاينة أصحاب المصلحة فى كل ما جرى و يجرى .


2 - تخلفنا هو الذى أوقوعنا فى اوكارهم سهلآ...
مـينا الطـيبى ( 2011 / 1 / 5 - 23:30 )
لا تحمل الغرب السبب فى الأستيلاء على ثروات بلادنا وعلى انة يستغل شىء ما لتحقيق مآربة منا فكل هذا يتوقف علينا نحن وعلى انفسنا نحن فى الأخير الذين نسلم بالأمر ونعطيهم الشىء الذى يرغبونة بأرادتنا دون عنف وهذه هى سياستهم وهذه هو عبطنا .
مثال مشكلة فلسطين منذ عام 1917 هل تلقى الخطأ على اسرائيل بمعنى آخر هل اسرائيل هى السبب الرئيسى فى احتلالها لفلسطين الى اليوم والى الأبد ؟لا اعتقد
بيع الفلسطنين اراضيهم لليهود بالمال واستعادة هذا المال الى اليهود مرة ثانية بعرض اجساد بيضاء وشعور ذهبية وعيون خضراء لنساء اوربيات جعلت هذا الصحراوى يسيل ريقة كاالحيوان ويدفع ثمن ارضة مقابل شهوة حيوانية مؤقتة مقابل ارضة وارض اجدادة ثم يقول اسرائيل قامت بأستعمار بلادنا .
انقسام الفلسطنين انفسهم والعراك على السلطة لدولة لم توجد بعد جعلتهم ضعفاء امام اسرائيل لتحقيق اهدافها اذهب الى السجون الأسرائيلية ياعزيزى الذى لايوجد فى داخلها جندى اسرائيلى واحد فهم بالخارج فقط لحماية السجن ولكن بالداخل المساجين من حماس يتحكمون فى مساجين فتح ويقمون بتعذيبهم ماذا يعنى هذا ان عدم انتمائهم لبلادهم جعل اسرائيل تتحكم فيهم فى اى وقت

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran