الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحفاظ على الدولة مقدم على إصلاحها

محسن شحاتة

2011 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حتى تقوم دولة العدل والحرية في مصر يجب أولا أن تكون هناك دولة. و عندما يتهدد وجود الدولة نفسها فإن الحفاظ عليها و حمايتها يصبح واجبا يتضاءل إلى جواره أي واجب آخر.

عندما لا يوجد أمان لا توجد دولة
إن أساس وجود الدولة - أي دولة - هو مدى قدرتها على توفير الأمن الشخصي لمواطنيها في تعاملاتهم اليومية. و عندما يتفكك طائفيا مجتمع كالمجتمع المصري بتداخلاته الشديدة بين مسلميه و مسيحييه فإن أي فرد من أفراد هذا المجتمع لا يمكن أن يحس بأمانه الشخصي. و في هذه الحالة فإنه لا حديث ممكن عن الحرية أو العدالة أو دولة القانون أو الدولة المدنية

مصر حالة خاصة
ربما يقول البعض إن الإرهاب يهدد كل دول العالم خاصة المتقدم منها و ليس مصر وحدها فلماذا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل؟!. لقد تعرضت للإرهاب دول مثل الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و أسبانيا و روسيا و غيرهم فما تفككت تلك الدول بل ربما إزدادت صلابة مجتمعاتها و تأكد تصميم مواطنيها على ممارسة حياتهم اليومية بصورة عادية مع زيادة يقظتهم حكومات و شعوبا في تعقب الارهابيين و إدخالهم الى جحورهم.

هذا صحيح ....لكن الإرهاب الذي تتعرض له مصر له وجه طائفي واضح. أضف إلى ذلك أن مناعة المجتمع المصري قد تم إضعافها بشكل خطير. و مسئولية إضعاف تلك المناعة يشترك في تحملها النظام و المعارضة و الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي و الأمية الثقافية لأغلب شعبها.

لقبطي مختنق طائفياً
إن (الإختناق) الطائفي الذي يحس به القبطي المصري في الشارع و الكنيسة و العمل و حتي في بيته و مكبرات الصوت تنقله قسراً إلى المسجد لسماع خطبة تسفه من معتقداته و تتهمه بالكفر, تجعل من أي عملية إرهابية تتم باسم الإسلام تستهدفه بالذات دون بقية أبناء وطنه المسلمين, تحولاً نوعياً لعملية (الاختناق) الى مرحلة (الخنق الكامل) و لا يكون أمام هذا المواطن القبطي إلا المقاومة بكل أساليبها الصحيحة أو غير الصحيحة.

في مناخ كهذا, يمكن ان تكون عملية ارهابية كالتي وقعت في كنيسة القديسين بالاسكندرية – خاصة إذا تكررت – كعود الثقاب الذي يشعل نار الفتنة الطائفية بين ابناء مصر المسيحيين والمسلمين - في سلسلة من الأفعال و ردود الأفعال - لن ينجو من حريقها أحد. أضف إلى ذلك ضعف النظام الحاكم في مصر و تراجع قدراته الأمنية والأخطر تراجع قدراته السياسية و تآكل شرعيته مما يجعله غير قادر على إرسال أي رسالة سياسية ذات مصداقية قادرة على إحتواء الشباب القبطي إلا عن طريق الإعتماد على سلطة الكنيسة الروحية على هؤلاء الشباب, و هذا بدوره يكرًس وضعا مغلوطا يتمثل في تمثيل الكنيسة السياسي للمصريين المسيحيين.

ما أريد التأكيد عليه هو أن الدولة المصرية مهددة في اهم مقوماتها و هو توفير متطلبات الأمان الشخصي لمواطنيها وبدون هذه الدولة فلا سياسة ولا اقتصاد و لا ثقافة و لا حياة محتملة.

ظرف إستثنائي يتطلب موقفاً إستثنائيا
تحت هذا الظرف الإستثنائي الخطير الذي تمر به دولتنا يصبح الحفاظ على الدولة نفسها – مهما كان نظام الحكم في هذه الدولة مستبدا او عديم الكفاءة - مقدماً على محاولة إصلاحها.

إن محاربة الإرهاب الطائفي يتطلب إعطاء نظام حسني مبارك الفرصة كاملة لكي يفعًل ما تبقى له من قوى أمنية و سياسية دون أن ينشغل بصراع سياسي داخلي مع قوى المجتمع. هذا يتطلب الإصطفاف خلف النظام - على كراهيتنا له - في معركته مع الإرهاب حتي تتوفر له اكبر فرصة ممكنة لهزيمة الإرهابيين الذين إن تمكنوا من تهديد دولتنا فسوف يضيع أمل أجيال كثيرة في إمكانية الحياة في دولة حرة و عادلة.

هذا لا يعني أبدا إعفاء حسني مبارك و حكومته من المسئولية عن ما نحن فيه اليوم ولكنه يعني توفير الظروف الملائمة لهذا النظام كي تكون له الكلمة العليا في الشارع أمنيا و سياسيا في هذه الفترة الحرجة. و بعد أن نجتاز هذا الظرف الإستثنائي يكون لكل حادث حديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصلاح الدولة شرط لازم لبقائها وليس العكس!!!
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 1 / 5 - 03:43 )
كيف تستطيع ان تحافظ على دولة ينخر الفساد فيمفاصلها بدون اصلاحها؟؟.كيف تستطيع ان تحافظ على جسم عليلل قبل علاجه؟؟؟.كيف تحافظ على جدار منهد قبل تقويمه؟؟؟.فاصلاح الدولة اولا شرط لازم لبقائها. اما الارهاب فان
حسني مبارك وشلته يعرفون من اين ياتي الارهاب وهو بلا شك من بلاد الحرمين الشريفين لانها المعلم والممول ولا يجوز غض الطرف عنها الا ان المال الحرام هو المخدر ولو صب على جبل لتهدم.ان الاختراق الواضح والجلي لآل مرخان في مفاصل حياة المصريين ليس خافيا غلى احد الا من اعمى الله بصره قبل بصيرته مستغلة هذا الاختراق ليث الثقافة البدوية لعلمها بان شراء الذمم بالمال الحرام ليس صعبا على شعب يعاني الفقر والحرمان من حهة ومن جهة اخرى غياب ضمير حكامه الذين لا يهمهم الا كنز الاموال وان كان مصردها سرقات اموال الشعوب. نحن ابناء الحرمين الشريفين نعاني الامرين من حكم آل مرخان واموالنا تصرف على مجونهم وشراء المفخخات وهذا كله لا يحتاج الى جهد لاكتشافه. لذا لا نرى ارهابا في اي بلد الا واصابع آل مرحان وعلماؤهم المارقون واضحة فيه.انهم راس الافعى الذي يجب قطعه. لا بوركت امة حكامها اراذلها

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah