الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيدة البشارة إلى القديسين

محمود جابر

2011 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من سيدة البشارة إلى القديسين
كلمة السر هى .. الوهابية 1/1
بقلم/ محمود جابر
Ma_ [email protected]

من نجد فى شبه الجزيرة العربية خرجت فكرة تطهيرية يدعى أصحابها أنهم وحدهم هم ملاك الحقيقة المطلقة، وهم المسلمون ومن عداهم إما كافرا، أو منافقا، أو مشركا...
فالكافر لديهم هو كل من لا يدين بدينهم – ويدخل فى هذا غير المسلم والمسلم الذى يتمذهب بمذهب آخر غير مذهبهم، والمنافق هو من لم يضع نفسه وأهله وماله فى خدمة قضيتهم، والمشرك هو كل من يعظم صاحب قبر حتى وإن كان هذا القبر للنبى الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ..
وتتحدث المصادر التاريخية عن إن مدعى هذه الفكرة ( محمد بن عبد الوهاب) جرى تجنيده من وزارة المستعمرات البريطانية من قبل ضابط يدعى ( همفر)، وفى الوقت نفسه كانت الوزارة نفسها تعد وتجهز رجلا يدعى ( محمد بن سعود)، ثم تم الجمع بينهما على أن يمثل الأول صاحب المشروع الدينى، ويقوم الثانى بالمشروع السياسى ، فيمنح الأول الثانى الشرعية الدينية للعمل على أن يمنح الثانى للأول الحماية والرعاية من أجل تنفيذ مشروعه الدينى...
كان كلا المشروعين يصبان فى نهر السياسة البريطانية ويخدمان فكرة بناء الكيان الصهيونى، ولهذا تم دعم المشروع فى مرحلته الأولى ( الدولة السعودية الأولى)، ثم فى مرحلته الثانية ( الدولة السعودية الثانية)، وصولا إلى المرحلة الحالية ( الدولة السعودية الحالية)، علما بأن كلا من الدولة الأولى والثانية كانت تسمى بالدولة الوهابية وأمرائها من آل سعود ...
شهدت الجزيرة العربية واليمن والعراق ويلات من ميليشيات الوهابية ، فقد تم اقتحام كربلاء وتدمير قبر الإمام الحسين وسرقت كل ما فى الضريح وكل ما فى كربلاء وتم قتل 4000 ألاف نفس فى نصف يوم، كما تم قتل أهل الطائف أجمعين حين دخلوا الطائف ، كما تم قتل أهل تربة والخرمة عن بقرة أبيهم ...
هذا فضلا عن الأذى الذى لحق بالأماكن المقدسة من مقابر البقيع وقبر سيدة نساء العالمين السيدة خديجة وبنتها بنت النبى الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) السيدة الزهراء (ع)، وقبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وقبر الإمام الحسن وكثير وكثير مما نعجز عن عده ..
وتذكر المصادر التاريخية أن دولة آل سعود جرى تصميمها وتكوينها من قبل ضابط المخابرات ( فيلبى )، وهو من قام بكل الأدوار التمهيدية البنائية للدولة السعودية الحديثة، كما انه هو من نقل تبعيت العربية السعودية من المملكة المتحدة ( انجلترا) إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت النقلة النوعية الأولى لهذا النوع من التترس بالدين، من قبل المخابرات المركزية الأمريكية فى صراعها المحموم مع الشيوعية، فقد استطاعت الثورة الشيوعية إنتاج خطاب جماهيرى شعبوى ساعدها على التمدد خارج حدودها الجغرافية، حتى وصل الحصار الشيوعى للولايات المتحدة الأمريكية إلى عقر دارها فى كوبا وأمريكا الجنوبية، فى المقابل عجزت الولايات المتحدة الأمريكية عن إنتاج مثل هذا الخطاب فعمدت إلى حصان طروادة وهو خطاب بديل وهو خطاب الأصولية الدينية، ويعتبر المعتقد الوهابى هو صاحب الإلهام فى هذه الخطة، حيث أن حركة ميليشيا الوهابية حققت إنجازات توسعيه من اجل إقامة مملكتها فى مدة وجيزة مستخدمة أسلحة القتل المقدسة من إعلان الكفر ثم إقامة الحد ، من هنا كانت هذه التجربة هى الملهمة لفاستر دالاس صاحب استراتيجية " حزام الأصولية".
وعليه فقد تم استخدام هذه المجموعات " الوهابية"، لإعلان حرب باردة ضد الاتحاد السوفيتى تمثلت فى " مكتب مكافحة الشيوعية " بالقاهرة والذى دشن التعاون الأمريكي الإخوانى حيث اقترح حسن البنا أنشاء هذا المكتب بتمويل السفارة الأمريكية بالقاهرة ، ولعل نشاط هذا المكتب كان يحصن نظام الملك ضد الحركات السياسية اليسارية فيقتلهم بعد تكفيرهم بحجة أنهم كافرين وليس معارضين سياسيين!!
هذا الجهد جرى تطويره ولكن على شكل واسع النطاق فى أفغانستان حيث جرى استجلاب الوهابية بكافة أشكالها " اخوان – شلفيين – جهاديين – جماعة إسلامية – جاميين – سروريين ..." وتم دمجهم فى ميليشيات دموية أطلق عليهم "المجاهدين"، أو "المجاهدين العرب"، وكان هذا قبل وصول مبعوث الوهابية الرسمى والذى قام بتكوين "تنظيم القاعدة " بعد أن أزاح عبد الله عزام من طريقه، وبعد خروج القوات السوفيتية...
بعد خروج لقوات السوفيتية من أفغانستان أصبح الأخوة المجاهدين يمتلكون فائض قوة وفائض عنف وفائض مالى هذا الفائض ارتد إلى هؤلاء الإخوة فى شكل حروب جزئية بينهم وكان طريق الخروج من هذه الأزمة هو إعادة إنتاج هذا العنف وتوظيف هذا الفائض فى جبهة عالمية تتشابه مع المافيا الدولية، ولكنها جبهة دموية تكفيرية ذات أبعاد قيمية تطهيرية تحت اسم" الجبهة العالمية لمحاربة اليهود والنصارى" أو " القاعدة".
كانت اغلب عمليات القاعدة تدل على أن هناك تمدد أمريكي سوف يعقب هذا الحدث سواء عن طريق القوة الخشنة ( الجيش الأمريكي)، أو القوة الناعمة ( قرارات دولية ذات بعد أمريكي)، وهو ما يدلل على أن هناك شبهة استئجار للقاعدة من الولايات المتحدة أو تعاون من نوع ما .
ظهر ذلك جليا فى اليمن وأديس أبابا والدار البيضاء والشيشان والسودان.... ، وكان هذا التنظيم دائما وأبدا فى خدمة الأهداف الأمريكية والنموذج الأكثر وضوحا هو النموذج العراقى، وهو الذى أعلن تهديده للكنائس المصرية بعد عملية تفجير كنيسة سيدة النجاة، وهو ما سنتكلم عنه فى الحلقة القادمة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهزله الكبرى
حسنى عرفى ( 2011 / 1 / 7 - 15:45 )
عزيزى المشكله والمهزله الكبرى بدأت من مكه وليس من اى مكان اخر.شكرا


2 - رجاء الإضاح
محمود جابر ( 2011 / 1 / 7 - 20:52 )
الى الأخ المحترم حسنى عرفى
رجاء الاضاح كيف بدات المشكلة من مكة
وكن مطمئن أننى انتصر للفكرة ولحرية الراى مهما كان رأيك فأنا أحترمه واقدره وان اختلفت معه ولكنى لن اقصيك او احجر عليك او اضطهدك فهكذا علمنا الاسلام العظيم وتعلمنا ومدرسة آل البيت
وشكرا


3 - هذا هو طريق المواجهة
سيد السيد ( 2011 / 1 / 22 - 18:09 )
ما اوضحه السيد المحترم
فى مقاله اعتقد هو الطريق الامثل والعلمى فى تفسير هذه الاحداث المؤسفة
كل التحية ونرجوا انجاز الباقى


4 - عفوا نحتاج الى المزيد
سيد السيد ( 2011 / 1 / 22 - 18:43 )
عفوا استاذ
نحتاج الى كلام وايضاح المزيد عن الوهابية و تنظيم القاعدة وهذه الكيانات المجرمة


5 - تابع السلسلة
محمود جابر ( 2011 / 1 / 22 - 18:50 )
عزيزى المحترم استاذ سيد
رجاء متابعة هذه السلسة وسوف نجيبك عن كل ما تحب

اخر الافلام

.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي