الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادر قريط وغسيل السيرة المحمدية

احمد القاضي

2011 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على طريقة ما يعرف بــــ ( غسيل الأموال ) تجري منذ زمن طويل محاولات ( غسيل السيرة المحمدية )... يقوم بها كتّاب مسلمون يخجلون من هذه السيرة ومن صورة نبيهم في ثنايا صفحاتها..ويدخل ضمن هذه المحاولات مقال ( بدايات الإسلام –الطبري ) لنادر قريط المنشور بموقع " الحوار المتمدن "...

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=237218

فبعد قوله الخاطئ والمجافي لواقع الحال بـــ ( أن الطبري اشهر طباخ لوليمة التاريخ ) وإيراده لقصة حروب أحد تبابعة اليمن ضد الفرس والروم والاتراك والصين كنموذج لـما اسماه ( كوكتيل اللامعقول ) الذي يشكل مروياته التاريخية ينتهي قريط الى القول بأن هذا المخيال الذي سطر كل هذه الفنتازيا هو (( نفس المخيال الذي سطّر لنا سيرة محمد، إنها صورة تحاكي مبتدأ الإسلام وخبر فتوحاته. وربما يكمن الفرق في أن قصة مكّة والهجرة ويثرب والفتوحات، يُصدّقها الجميع، عقلاء كانوا أو مجانين، أما قصة تُبّع الحميري وفتوحاته فيصدقها المجانين فقط. مع أن الفرق بينهما "شعرة"؟! فحافظوا على شعرة معاوية أعزّكمُ الله )) انتهى...وهذا هو بيت القصيد..والمفتاح الذي يفتح لنا الطريق لفهم ما وراء اكمة هذا المقال البعيد عن الموضوعية والعلمية والمشوه بفظاظة لمنهج عمدة الاخباريين الاسلاميين...فمادام الطبري بائع فنتازيا يتبع ذلك بالضرورة ان ما كتبه عن السيرة المحمدية شبيه بما كتبه عن فتوحات تبع الحميري كما يريد أن يوحي بذلك بإشارة لا لبس فيها...ولاحظوا ما يقوله بان الفرق بين قصة تبع وقباذ والسيرة المحمدية " شعرة "....والكاتب اصلآ، حسب مقال سابق له، من المدرسة التي تقول بضرورة إحترام الرموز العربية الاسلامية!! بالاضافة الى حساسيته الشديدة تجاه كل نقد للاسلام ونبيه.

ليس جديدآ

وفي واقع الامر، إن محاولات ( غسيل السيرة المحمدية ) على انقاض مؤلفات الاخباريين الاسلاميين الأول ليست بالأمر الجديد...فهي تعود الى اوآخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين في مسعى لأنسنة السيرة المحمدية لتتواءم مع مفاهيم المدنية الحديثة، ومن جانب آخر لاقناع الإنسان الاوربي بأن محمدآ نبي ذو خلق رفيعة وليس بقاطع طريق وشهواني كما جاء ذكره في دراسات الاورينتاليست (المستشرقين ).......في دراسته ( البحث عن محمد التاريخي )، التي نشرت في مجلة The Muslim World في يناير 1926 أي قبل ثمانين سنة ونيف، يشير المستشرق الاسترالي آرثر جيفري الى الكيفية التي احتفت بها المدارس الاسلامية الحديثة في الهند بما كتبه الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل في كتابه ( الابطال وعبادة الأبطال ) عن محمد في فصل بعنوان ( البطل كنبي ) ويقول انها نشرته على اوسع نطاق معتبرة اياه بمثابة افضل ما كتب عن محمد في انجلترا ولكنها غضت الطرف عن ما كتبه كارليل نفسه عن محمد في مقاله ( البطل كشاعر ) حيث اخذ باليسار ما اعطاه لمحمد باليمين من عبارات جميلة.... يومئ جيفري آرثر هنا الى إعجاب كارليل بمحمد ذلك البدوي الفقير الامي الذي استطاع أن يوحد القبائل العربية ويؤسس دولة مترامية الاطراف بينما ينظر اليه نظرة سلبية في الفصل الثالث من نفس الكتاب، حيث يجري مقارنة تحليلية بينه وبين دانتي وشكسبير ويصف فيه السرد القرآني بالمضجر إذ يقول بالحرف الواحد :( His Koran has become a stupid piece of prolix absurdity; we do not believe, like him, that god wrote that! )...وترجمته (( إن قرآنه قطعة غبية من الإسهاب السخيف. ونحن لا نصدق مثله ان الله قد كتبه )) انتهى...و ما فعلته المدارس الاسلامية الحديثة في الهند قبل قرن من الزمان يفعله القائمون على المواقع الاسلامية الالكترونية اليوم إذ يأتون بالنصوص التي اشاد فيها كارليل بمحمد السياسي ويخفون النصوص التي تتضمن قدحآ في محمد الشاعر النبي مؤلف القرآن....ويمضي جيفري آرثر قائلآ انه كان متوقعآ أن يقوم قادة تلك المدارس الإسلامية الحديثة الذين تلقوا تعليمآ انجليزيآ عصريآ بكتابة سيرة دفاعية تبريرية لمحمد ...وحدث بالفعل ما كان متوقعآ، كما يقول، إذ إنبرى لذلك اثنان من قادة المدرسة الاليجارية ( اليجار مدينة في شمال الهند تقع جنوب العاصمة دلهي، بها اكبر جامعة اسلامية ) هما سيد أحمد خان الذي اصدر في العام 1870 كتابآ بعنوان ( مقالات عن حياة محمد وموضوعات اخرى متعلقة به ) وسيد امير علي الذي ألف بدوره كتابآ في العام 1873 بعنوان ( حياة محمد وتعاليمه ) ثم اصدر فيما بعد الجزء الاول من مؤلفه ( روح الإسلام ) " الطبعة الأخيرة في العام 1923 "..وهنا يورد جيفري آرثر تعليق المستشرق البريطاني الكبير مارجليوث على هذه المدرسة والذي ينطبق بصورة خاصة على اعمال سيد امير علي حيث يقول: ( إن هدف هؤلاء المدافعين هو تكذيب سيرة ابن اسحق التي تصدم القارئ الاوربي، وحين يجدون صعوبة في ذلك يلجأون الى الايحاء بان محمدآ فعل ما فعل من اجل دوافع نبيلة او يفترضون انه كان يرمي الى احتواء أية معارضة قد تقابله من الذين التفوا حوله في ذلك الزمان، ولذا يعللون السماح بتعدد الزوجات بسعيه الى الحد من حالة الكبت القصوى، وعلى هذا النحو أيضآ يبررون موقفه من الرق بالقول انه كان يريد ان يؤدي اسلوبه الى الغائه في نهاية المطاف،.ويضيفون انه عمل من اجل ارساء نظام الزواج الاحادي ولكن النتيجة لم تكن مرضية فنجاح ذلك يتطلب ابداعآ فائقآ ) انتهى.....ولا نذهب بعيدآ إذا قلنا أن هذه المدرسة الدفاعية التبريرية للسيرة المحمدية التي نشأت في الهند على يد ثلة من الكتّاب المسلمين الذين تلقوا تعليمآ اوربيآ عصريآ وكتبوا بلغة انجليزية رصينة أخذت تحدث تأثيرها منذ ذلك الحين وما انفكت تحدثه في العالم الاسلامي وخاصة في البلدان الناطقة بالعربية ووجدت صداها في الكثير من الكتابات ذات التوجه الديني التي جاءت لاحقآ في النصف الاول من القرن العشرين، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، كتاب الدكتور المصري محمد حسين هيكل ( حياة محمد ) والدكتور العرآقي جواد علي ) تاريخ العرب في الإسلام ) والكاتب المصري الاسلامي محمد فريد وجدي ( "السيرة المحمدية تحت ضوء العلم والفلسفة" مقالات نشرها في حلقات في مجلة الآزهر ابتداء من 20 فبراير1939 وجمعها وراجعها واصدرها في كتاب د.محمد رجب بيومي في العام 1993 الدار المصرية اللبنانية للنشر- مطبعة الخانجي القاهرة ) والكاتب المصري عباس محمود العقاد ( حقائق الاسلام واباطيل خصومه ) والكاتب المصري محمد قطب ( شبهات حول الاسلام ) ...ومن الكتابات التي صدرت في السنوات القليلة الماضية كتاب الباحث العرآقي محمد بن طاهر البرزنجي ( صحيح الطبري وضعيفه ) في اربعة عشر مجلدآ وفيه يدعو صراحة الى تنقية السيرة المحمدية والتاريخ الاسلامي عمومآ من كل ما يسئ للنبي والصحابة...وهناك كتاب استاذة اللغات الشرقية في جامعة الاسكندرية د. سميرة عبد السلام عاشور ( تاريخ الفرس الأسطوري عند الطبري والفردوسي ) الذي استند اليه قريط في مقاله ..وهو كتاب يرمي الى نسف مصداقية الطبري.

نريدها على الطريقة الغربية!

نتوقف اولآ عند الثلاثي محمد حسين هيكل وجواد علي ومحمد فريد وجدي لنأتي لاحقآ لسميرة عاشور التي اعتمد عليها نادر قريط في مقاله موضوع نقدنا ...فثلاثتهم نهلوا من الثقافة الاوربية الحديثة، بل أن هيكل عاش شطرآ من حياته في باريس وجواد علي في هامبورغ بالمانيا..وثلاثتهم ينتمون الى الجيل الذي بدأ انتاجه الفكري في النصف الاول من القرن العشرين...وثلاثتهم أرادوا كتابة السيرة المحمدية بصورة جديدة تخاطب العقول بعيدآ عن الخرافات والاساطير التي ملأت كتب السيرة التقليدية حسب زعمهم...وثلاثتهم لا يروا أّيّة فضيلة للمستشرقين ودراساتهم النيرة...يتهمونهم بتشويه السيرة النبوية بالتركيز على المثالب..فلا غرو اذا وجدنا أن مضمون المقدمات التي كتبوها لكتبهم متشابهة تمامآ ...يزعم محمد فريد وجدي في مقدمة مقالاته ان الذين انبروا للكتابة عن السيرة المحمدية اعتمدوا على الاساليب الخطابية دون ( اقل عناية بحاجة العقول القوية المجبولة على التشكك والتثبت ) الى الناحية الإقناعية وانجروا بذلك، على حد قوله، الى ما وضعه الخراصون من المبالغات في السيرة المحمدية الزاخرة ( بالاقاصيص الخرافية والروايات الموضوعة والاشعار المصنوعة ) ويقول في نفس المقدمة أن القول الفصل اصبح للعلم وكل قول لا ( يحصل على تأييد هذا العلم او على القليل لا يماشي اسلوبه ويترسم حدوده، لا ينال من العقلية العصرية المكانة التي يراد ان يكون له ) ويدعو الى حماية العقيدة من خطر العلم بالأخذ بنفس الاساليب العلمية ويخلص الى ضرورة ما اسماه بكتابة السيرة المحمدية بطريقة علمية.....ويقول د. جواد علي في مقدمة كتابه " تاريخ العرب في الاسلام " ( ...فالاديان كلها من منبع واحد "..." والاسلام لا يضيره ولا يثيره قول من يقول انه مأخوذ عن يهودية او عن نصرانية او عن أي ديانة اخرى )..ويقول في الفصل الاول ( ودراسة تأريخ الاسلام دراسة تحليلية تستند على النقد والتبصر وعمل الفكر والروية توصلنا ولا جرم الى نتائج قيمة مثمرة ).ويحمل بعد ذلك على المستشرقين الذين حسب زعمه تسرّعوا في ( اصدار الاحكام في تأريخ الاسلام وتأثرهم بعواطفهم لأخذهم بالخبر الضعيف ) ويقول د. محمد حسين هيكل في مقدمة كتابه ( حياة محمد ) " الطبعة الرابعة عشرة دار المعارف القاهرة " ( فقد اضافت اكثر كتب السيرة الى حياة محمد ما لا يصدقه العقل ولا حاجة اليه في ثبوت الرسالة، وما أضيف من ذلك قد اعتمد عليه المستشرقون واعتمد عليه الطاعنون على الاسلام ونبيه ) ثم يقر صراحة بحاجة الشرق اشد ما تكون الحاجة الى ( النهل من ورد الغرب في التفكير والادب والفن ) ويدعو الى الأخذ ( بأحدث صور التفكير في العالم ) من اجل معالجة قضايا التراث الاسلامي وكتابة السيرة المحمدية بالطريقة الغربية....وهكذا نجد أن هذا الثلاثي قد تأثروا بوضوح بسيد امير علي وسيد احمد خان قادة المدرسة الاليجارية الهندية الاسلامية الحديثة التي اشار اليها المستشرق آرثر جيفري، فشرعوا في الترويج لكتابة السيرة المحمدية بطريقة تماشي المفاهيم الغربية وتلغي عمليآ سير ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد والطبري وغيرها...وسنجد هذا التأثر جلي بلا التباس في كتاب د. محمد حسين هيكل ( حياة محمد )....فاذا ذهبنا الى ثبت المراجع الاجنبية في كتابه سنلاحظ ان اول كتاب فيه هو كتاب سيد امير علي ( روح الاسلام ) The Spirit of Islam by Sayed Ameer Aly وأكثر من هذا، فإن عنوان كتابه ( حياة محمد ) هو نفس عنوان الكتاب الاول لسيد امير علي ( حياة محمد وتعاليمه ) ...وقد أشار هيكل في مقدمة كتابه الى سيد امير علي ( صفحة 37 ) حيث يقول ( بدأت اراجع تاريخ محمد، واعيد النظر في سيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد ومغازي الواقدي وعدت الى كتاب سيد امير علي " روح الاسلام " ثم حرصت على أن اقرأ ما كتب بعض المستشرقين...) ويشيد بالطلائع الحديثة المتسلحة بالعلم التي ظهرت في اوربا ووضعت البذرة الصحيحة لكتابة السيرة المحمدية بصورة علمية....ويتعين الا تفوتنا ملاحظة ان سيد امير علي وسيد أحمد خان كتبا باللغة الانجليزية وكانا يخاطبان القارئ الاوربي بينما استهدف هؤلاء بكتبهم شباب العالم الاسلامي الذي ازور عن الاسلام بسبب الخرافات والروايات اللامعقولة التي تملأ كتب السيرة المحمدية وانساقوا لاباطيل المستشرقين على حد زعمهم....ولا عجب ان دعا هذا الثلاثي الى تحري السيرة المحمدية في القرآن وحده دون كتب السيرة المعروفة، ويتعين أن نشير هنا الى أن جيفري آرثر قد تساءل في دراسته ( البحث عن محمد التاريخي ) عما اذا كان من الممكن معرفة سيرة محمد من القرآن فحسب، ثم اشار الى كتاب المستشرق الانجليزي ادوارد كانون سل ( التطور التاريخي للقرآن ) كعمل ريادي في هذا النهج....فهل سوف تتحسن صورة محمد اذا ما تم الاعتماد على القرآن وحده كمصدر لسيرته...فالنص يتحدث عن صاحبه..وصورة محمد في القرآن ليس أفضل مما هي عليه في سيرة ابن سحق والطبري.

تزوير شهادة الميلاد

وإذا كان ذلك الجيل قد حاول غسيل السيرة المحمدية بالقفز فوق كتب السيرة النبوية المعروفة وتكذيبها من أجل عصرنة تلك السيرة وتحديثها، فإن جيلآ آخر، كما يبدو، قد ظهر في ايامنا هذه لا يتورع من الإجتراء على التاريخ وتزويره في رابعة النهار....ففي مسعى لتزوير شهادة ميلاد ام المؤمنين عائشة لتبدو أن محمدآ قد تزوجها وهي في الثامنة عشرة من عمرها وليست الطفلة الغريرة المعتدى على براءتها نشر الكاتب المصري جمال البنا، وهو شقيق مؤسس الحركة الاخوانية المصرية حسن البنا، في صحيفة ( المصري اليوم ) بعددها الصادر بتاريخ 13 أغسطس 2008 مقالآ بعنوان (( صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام )) http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=117098&IssueID=1131 يمدح فيه شابأ اسمه كما اورده {( هو الأستاذ «إسلام بحيري»، وجاء بحثه في العدد زيرو ( أي قبل الأول ) ص ٢١ من جريدة «اليوم السابع» الذي صدر في ١٥/٧/ ٢٠٠٨ )} زاعمآ أنه تمكن بعمليات حسابية ومعتمدآ على نفس امهات المراجع الاسلامية مثل ( الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيان ) من إثبات أن عائشة كانت في الثامنة عشرة عندما تزوجها محمد ...ولما كان الشيوخ الكلاسيكيون يرفضون أي مساس بمصداقية تلك الكتب على اعتبار انها تتضمن صحيح السيرة النبوية ( الطاهرة ) وسنته ( الشريفة ) فقد انبرى الشيخ الازهري الدكتور محمد عمارة مفندآ ورافضآ لفزلكلات الصحفي الشاب ومهاجمآ لجمال البنا لتشجيعه للبدع والاختلاقات والكذب على حد قوله...ولعل هذا يبين أن محاولات غسيل السيرة المحمدية وإعادة كتابتها وشطب ابن اسحاق وابن هشام وابن سعد والطبري لا تقف عند حد او حدود وتزداد سعارآ كلما اصطدمت هذه السيرة بمفاهيم الاستنارة وخفت عندها موازين محمد.

بعيدآ عن الأسطرة

ينتمي الطبري إلى جيل القرن الثالث الهجري من الإخباريين المسلمين، فقد سبقه عدد كبير من الاخباريين المغمورين في المدينة وبغداد، وبطبيعة الحال الى جانب الكبار الذين أرخوا للسيرة النبوية، ابن اسحق وابن هشام والواقدي وابن سعد..... ومحمد بن اسحق هو اول إخباري جمع وتحرى ودون السيرة النبوية وضاع كتابه الا ان تلميذه عبد الملك هشام المشهور بـ ( ابن هشام ) أعاد انتاجه في كتابه ( السيرة النبوية ) المعروف بـــ ( سيرة ابن هشام ) وهناك الواقدي صاحب ( المغازي ) الذي تخصص في تدوين الغزوات المحمدية ثم يجئ بعد ذلك محمد بن سعد تلميذ الواقدي وكاتبه وصاحب ( الطبقات الكبرى ) الكتاب الذي يطلق عليه اختصارآ ( طبقات ابن سعد )…. غير ان الطبري يتميز على سابقيه ولاحقيه بالموسوعية وحسن التنظيم، وحسب تقييم المؤرخ البريطاني الفرد بتلر Alfred Butler له في كتابه ( فتح العرب لمصر ) الذي نشره في العام 1902 ( يتميز الطبري بدقة اخباره والعناية الفائقة بها واهتمامه بالتفاصيل الى درجة وافيه ومشبعة ومجلية لملابسات الاحداث )....ولهذا يعتبر عند المسلمين وكذلك عند المستشرقين عمدة الاخباريين المسلمين بلا منازع....وسجل هؤلاء الاخباريون الاول كل المرويات بإسناداتها عن سيرة محمد بعد التحري ..ولذا نجد انفسنا امام صورة تاريخية واقعية لمحمد، بكل نزواته....أي لا نجد أدنى اثر للانسان الكامل كما يريده المسلمون المعاصرون.....يقول المستشرق جيفري آرثر ان اسطرة محمد كإنسان كامل جاءت في زمن متأخر نسبيآ ويشير الى كتاب ( حياة القلوب ) وبردة الامام البوصيري المولود في مصر عام 1213 ميلادية كنموذجين ساطعين لهذه الاسطرة...والملاحظ بالفعل انه كلما تقادم الزمن كلما زاد الهوس لاسطرة محمد كإنسان كامل كما نشهد في زماننا هذا، فتمثيله ممنوع ورسمه ممنوع لانه لا مثيل له ونور يستضاء به بينما تسمح جميع الاديان الاخرى برسم انبيائهم.... ومحاولات غسيل السيرة المحمدية وتكذيب ابن اسحق وابن سعد والطبري تصب في اتجاه الاسطرة رغم أن اول من قاموا بذلك تلقوا تعليمآ اوربيآ عصريآ وزعموا انهم يريدون نهجآ علميآ عقلانيآ لكتابة السيرة المحمدية!

مزاعم قريط!

لا شك أن دعوة قريط لنا بعدم تصديق الطبري فيما سطره عن سيرة محمد تصب أيضآ في اتجاه اسطرته...ومن اجل الوصول الى هذا الهدف زعم فيما زعم ان الطبري كان ( أحد أشهر طبّاخي وليمة التاريخ ) وكي يلبس هذا الزعم ثوب الحقيقة أتى بشواهد غير دقيقة واخرى غيرصحيحة :...:اولآ::في تناقض ملحوظ، تارة يقول اعتمادآ على المستشرق هورست ان الطبري لم يلتزم بفتوى الشافعي بضرورة دعم الحديث بسلسلة من الاسانيد مرفوعة الى محمد، وتارة اخرى يزعم ان الطبري نهل من مدرسة القياس والرأي للشافعي ( والنتيجة أن الطبري حرر نفسه من وجوب إسناد الرواية ومن التوجه الحنبلي، وإختار خطاً مقبولا من الفرق المختلفة ) انتهى...ومعنى هذا انه يظهر الشافعي مرة كمتشدد في رواية الحديث بسلسلة من الاسانيد ويظهره مرة اخرى كمتساهل.. ولا ندري ايهما نأخذ ...وفي كل الاحوال، يكاد يجمع المؤرخون والمشتغلون بالدراسات التاريخية بأن الطبري كان مستقلآ يقف على مسافة واحدة بين جميع المذاهب رغم ان الشافعية اعتبروه واحدآ منهم في طبقاتهم..ورغم أن الحنابلة لعنوه ورموه بالتشيع والالحاد والزندقة ....ويذهب بعض المؤرخين الى حد القول بأنه صنع مذهبآ خاصآ لنفسه بثه في كتبه العديدة......ومن جهة اخرى يكشف الدكتور نصر حامد ابوزيد في كتابه ( الامام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية ) ان الشافعي اشتهر خطأ بأنه من اهل الرأي والوسطية بينما هو في حقيقة الامر من غلاة اهل النقل وانه في الصراع بين اهل الرأي وبين اهل الحديث آنذاك اصطف عمليآ الى جانب اهل الحديث وتمسك بالنصوص ووضع معايير قاسية لصحة الإسناد وهو القائل ( حديث ضعيف افضل من القياس )...ثانيأ: يزعم قريط ان تحرير الطبري لنفسه من ( وجوب اسناد الرواية ) قد ( ترك صداه في أعماله، التي زخرت بروايات متضاربة ومتنوّعة ) انتهى الامر على عكس ما يقول، فالطبري كان دقيقآ في ذكر مصادره سواء أكانت من االمدونات او المرويات، الامر الذي اتاح وسهل للنقاد والدارسين امكانية مضاهاة مروياته بما سبقها من مرويات كتب السير السابقة له كما يقول البرزنجي في كتابه ( صحيح الطبري وضعيفه )......ويقول الكاتب السوري الراحل والباحث في التأريخ الاسلامي الدكتور شاكر مصطفى في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) " دار العلم للملايين، بيروت،الطبعة الثالثة 1983 " ( ومصادر الطبري في كتابه واضحه لانه سجلها في اسناد اخباره ) ويشير الى اهم تلك المصادر مستندآ الى المقال المهم الذي نشره الدكتور جواد علي في مجلة المجمع العلمي العرآقي في اوئل الخمسينات عن المصادر التي اعتمد عليها الطبري في تاريخه بعنوان ( موارد تأريخ الطبري )...ويضيف الدكتور شاكر ( إن المادة التاريخية التي اتى بها الطبري في تاريخه تعتبر من أوثق المادة لانه،كمحدث دقيق، حاول انتقاءها وتنخلها جهد طاقته، وأوردها دومآ بالنصوص عن أصحابها الرواة الاولين ) انتهى....وفي تأكيد لقوة الإسناد عند الطبري يقول الدكتور شاكر ( ان شدة ارتباط الطبري بالمصادر والإسناد حرمه من النظر في احوال عصره )...ثالثآ: يأخذ قريط على الطبري ما اسماه بإختلاط مراجعه حيث كتب ( وقارئ تاريخه يكتشف إختلاط مراجعه، فعندما ينقل أخبار آباء التوارة وملوك الفرس والروم تراه يستخدم كرونولوجيا لتعاقب الملوك والأنبياء كما كانت متداولة في عصره، يفتتحها ب (قالت الفرس، أو قال أهل الكتاب أو حدثنا فلان .إلخ ) في حين إعتمد نظام الحوّليات ( حسب سنيّ الهجرة ) لسرد الحدث الإسلامي معتمدا مصادر مكتوبة أو شفهية ) ..نعود الى كتاب الدكتور شاكر حيث نجد الرد على هذا المأخذ في قوله انه لم يكن بالامكان إتباع التسلسل الزمني ( الحولي ) في الفترات الغامضة التي سبقت الاسلام بينما كان ذلك ممكنآ للحقبة الاسلامية..ويضيف د.شاكر ( انه ذكر في تاريخ الفرس كثيرآ من الحقائق التي لا نجدها عند غيره ) و( انه كان دقيقآ في تاريخ الروم دقة تدعو الى العجب، مع قلة المصادر حوله في هذا الموضوع "..." ويدهش الباحث من صحة المعلومات التي اوردها من دقتها وترتيبها.واذا تجاوزنا عن أخطاء طفيفة قد تكون من فعل النساخ والرواة فمن الواضح ان الطبري أخذ معلوماته هذه عن مصادر او جماعات تستند الى وثائق صحيحة ) انتهى.....رابعآ:: يتبنى قريط مزاعم الدكتورة سميرة عاشور في كتابها ( تاريخ الفرس الأسطوري عند الطبري والفردوسي ) بأن الطبري فيما يتعلق بتاريخ الفرس كان ينحاز لرأي المؤرخين الفرس ( اذا ما تعارض مع روايات غيرهم من العلماء ) وتورد الدكتورة مثالآ لذلك هو ما تسميه بانحياز الطبري الى رواية المؤرخين الفرس عن زمن ملك اوشهنج حيث يقولون انه بعد وفاة آدم بمائتي سنة بينما يقول هشام بن محمد الكلبي، الذي لم يأخذ الطبري بروايته، انه كان بعد طوفان نوح بمائتي سنة لان الطوفان قطع تعاقب ملوك الفرس بعد أن اغرق الارض جميعها...وتحمل سميره عاشور على الطبري لعدم اخذه برواية الكلبي رغم انها تستند الى القرآن في قصة الطوفان وتبدي استغرابها لقول الطبري ( "إن المجوس لا يعرفون الطوفان ولو كانوا عرفوه لكان نسبهم قد إنقطع وملكهم قد إضمحل" ).......وبدوره يبدي نادر قريط استغرابه مما قاله الطبري ويقول ( وفي هذا جرأة أدبية لأن القرآن يعتبر الطوفان فناءً لكلّ البشر ما عدا نوح وأهله ) انتهى ...هذا وبالرغم من ان كل هذا الجدل يدور حول خرافة الطوفان التي ربما آمن بها الطبري مثله مثل بقية المسلمين ..وبالرغم من ان محاولته توأمة ازمان ملوك الفرس مع أزمان الانبياء قد اورده موارد الاساطير إلا أن قوله بأن الفرس لم يعرفوا الطوفان يعني أنه فهم قصة الطوفان كما جاء في القرآن فهمآ صحيحآ... فالقرآن لم يشر اطلاقآ الى ان الطوفان كان فناء لكل البشر وغرقآ للارض جميعها...التوراة هي التي قالت ذلك صراحة في الاصحاح السادس من سفر التكوين ( فحزن الرب أنه عمل الانسان في الارض.* وتأسف في قلبه.* فقال الرب أمحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.* الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء ) اما القرآن فقد قال بصريح العبارة ان الذين غرقوا هم قوم نوح، أي الذين كذبوه من قومه ولم ينج الا الذين صدقوه...وقوم نوح ليسوا هم العالم كله.....ويجدر بنا ان نشير هنا الى ان ابن خلدون أيضآ يقول في الجزء الثاني من كتاب العبر (( واعلم أن الفرس والهند لا يعرفون الطوفان وبعض الفرس يقولون كان ببابل )) انتهى... ولعل هذا يبين انها اسطورة سامية لم تعرفها الشعوب الآرية وغيرها.

منهج الطبري

يزعم قريط ان أعمال الطبري ( زخرت بروايات متضاربة ومتنوّعة، أثارت إهتمام الباحثين وبوأته مكانا مرموقا وأولية في الترجمة وقارئ تاريخه يكتشف إختلاط مراجعه ).ويضيف (هذه إذن أجواء الطبري أحد العقول النابغة، التي خلطت زمنه بأزمنة سبقته، وأسقطت وعي عصره على عصور دارسة لم يصله عنها إلا فتات الحكايا. وسواء علم بزيف الرواية أو لم يعلم، فهو ينقلها للموعظة والتسلية، وإلهاب خيال السامع بالمدهش الرائع )...وتقول سميرة عبد السلام عاشور في كتابها ( الاساطيرالفارسية بين الطبري والفردوسي ) الذي اتخذه قريط مرجعآ له في مقاله ان مرويات الطبري عن تاريخ الفرس خليط من الحقائق والخرافات واستشهدت بنقد ابن خلدون له بنقله بعض المرويات الخرافية بدون تفحص...ولعل من المثير للسخرية ان يتهم إخباريآ بحجم الطبري انه كان يكتب للتسلية وإلهاب الخيال...والامر في نهاية المطاف لا يتعلق بتسلية او مداعبة خيال، بل بمنهج تأريخي اختاره الطبري يتلخص في انه يورد حول الخبر الواحد او الحادثة الواحدة مختلف الروايات التي تواترت عنها ...فعلى سبيل المثال يورد تسع عشرة رواية حول سنة ميلاد محمد ورضاعته وكلها تثبت انه ولد في عام الفيل، مع اننا نجد مثلآ، اختلافات في سنة ميلاده في كتاب ( تاريخ الاسلام ) للامام الذهبي... وكان الطبري يقف محايدآ امام المادة التاريخية التي امامه سواء أكانت من المرويات او المدونات وإن اختلفت....ولم يكن يتدخل الا في القليل النادر لازالة إلتباس بقوله " والصحيح عندنا "...وقد تعرض هذا المنهج للنقد من قبل بعض الأقدمين والمحدثين..فقد انتقد الدكتور شاكر في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) حيادية الطبري وعدم تدخله بالنقد لبعض المرويات الخرافية او الكاذبة على حد قوله وفي نفس الوقت يراها من جهة اخرى دليلآ على امانته.....ولكن اقدم من انتقد الطبري وطائفة من المؤرخين مثل المسعودي والجرجاني هو ابن خلدون في الجزء الاول من كتاب العبر لما اوردوه من روايات غير معقوله حسب قوله...انتقد فيما انتقد رواية ان تبع اليمني وصل بجيوشه حتى الصين بعد ان اخضع الفرس والترك والروم وقال انها خرافة بينة...وانتقد رواية ان نكبة البرامكة كان سببها العلاقة الآثمة التي قامت بين العباسة وبين جعفر بن يحيى البرمكي من وراء ظهر الرشيد، كما ينتقد قولهم بأن الرشيد كان يشرب خمرآ مسكرة...ولكن تدخل ابن خلدون للتصحيح لا يحسم امرآ ويجعلنا نفضل حيادية الطبري فهو يؤكد أن سبب نكبتهم هو انهم اصبحوا ذوي سطوة ونفوذ واستبدوا واخذوا يقاسمون الرشيد السلطة ..وهذا معقول جدآ ولكن ما الذي يمنع ان تكون الرواية الاخرى، أي علاقة العباسة بيحيى، صحيحة ايضآ وبمثابة القشة التي قصمت ظهر البرامكة وحفزت الرشيد ليضع حدآ لتغولهم على سلطاته...كما ان تكذيب ابن خلدون للطبري وغيره في ما اوردوه من خبر عن معاقرة الرشيد للخمر المسكرة تكذيب لا يقوم على أي دليل تأريخي حيث لم يملك ابن خلدون غير الاشادة بمناقب الرشيد وبما اسماه طهره وتديّنه وانتسابه الى أرومة عرفت بتجنب المذمومات في دينهم ودنياهم وزاعمآ انه كان ينتبذ له نبيذ التمر غير المسكر!! .....وابن خلدون الذي انتقد الخرافات واللامعقول في كتب الطبري والمسعودي والجرجاني وغيرهم لم يسلم بدوره من الخرافات فعلى سبيل المثال يتحدث في كتابه العبر عن اسلاف ابراهيم كما وردت في التوراة ويزعم بصحة أن نسب موسى وبني اسرائيل والاسباط ينتهي بنوح ويقول انه لم يبق الا تحري النسخ الصحيحة والنقل المعتبر! ........والطبري وهو يختط هذا المنهج كان مدركآ بحسه التاريخي أن بعض مروياته لن يجد القبول لعدم معقوليته ولذا استبق ناقديه وقال في مقدمة كتابه انه اعتمد على المرويات التي رويت له وانه لم يعمل خياله لاستنباط أية قصة لان اخبار الاقدمين لا يمكن ان تدرك الا بالمخبرين والناقلين وقام بتحذير القارئ في نفس المقدمة بقوله انه اذا كان في كتابه ما يستنكره من مرويات ويستشنعها بسبب لا معقوليتها فالذنب ذنب الرواة والمحدثين وليس ذنبه (( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، او يستشنعه سامعه، من أجل انه لم يعرف له وجهآ في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وانما أتيي من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدّي إلينا. )) انتهى...ومنهج الطبري فائدته في انه يعطينا مشهدآ بنوراميآ عن اهم المرويات التي قيلت عن هذه الحادثة اوتلك في ذلك الزمان مما يتيح تجميع اجزاء صورة الحدث بدلآ من رواية الرجل الواحد.


أين هي الخرافات في تاريخ الطبري؟

الملاحظ في الخرافات التي وردت في تاريخ الطبري انها نوعان...النوع الاول: خرافات لا لبس فيها وليس فيها حظ من الحقيقة و المعقولية وهي التي وردت حصرآ في الجزء الاول ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( القول في ابتداء الخلق ما كان اوله ) و( القول فيما خلق الله في كل يوم من الايام السنة التي ذكر الله في كتابه انه خلق فيهن السموات والارض.....) و( ذكر الاخبار الواردة بأن ابليس كان له ملك السماء الدنيا والارض ما بين ذلك ) و( ذكر الوقت الذي خلق فيه آدم عليه السلام من يوم الجمعة والوقت الذي أهبط فيه الى الارض ) وما الى ذلك.....وهذه الخرافات الواضحة مصدرها القرأن والتوراة واحاديث محمد التي رواها ابن عمه الملقب بترجمان القرأن ابن عباس بالاضافة الى مرويات وهب بن منبه الخبير بالقصص التوراتية...اذن هذه الخرافات مسنودة الى القرآن ورواة احاديث نبوية وعلى رأسهم ابن عباس.. الم يتحدث القرآن عن خلق آدام ورفض ابليس السجود له متحديآ أمر الله ثم أكله من الشجرة المحرمة بإغواء من ابليس وطرده من الجنة في السماء لمخالفته أمر الله....ألم يقل القرآن في سورة ( الحجر ) ان الله خلق الجن من نار السموم...الم تسمى سورة في القرآن بسورة ( الجن ) يروي فيها محمد كيف انه اوحي اليه أن نفرآ من الجن إستمعوا اليه وهو يتلو القرأن وآمنوا به ..وكيف ان الجن يصعدون الى السماء لاسترقاق السمع فيرميهم الله بشهب صاعقة..ثم تأتي احاديث محمد لتكمل من قصص الجن واخبارهم تفاصيل لم يذكرها القرآن وهي احاديث مسندة تنتهي عنعنتها غالبآ كما أسلفنا بـــ ابن عباس أكبر راو لاحاديث ابن عمه...فالطبري إذن لم يخترع شيئآ من هذه الاساطير والخرافات وانما نظم الخرافات القرآنية والحديثية في شكل سرديات تاريخية...جمعها ونظمها وبوبها وأكمل ما يستوجب الاستكمال من التوراة الام التي رضع منها القرآن...والجدير بالملاحظة أن لا أحد من منتقدي الطبري يقترب من حقل هذه الخرافات، التي يؤمن المتدينون بصحتها، لانها خرافات مقدسة تتطلب موقفآ من الدين...وكل الذي يقدرون عليه هو انتقاد ما يسمى بالاسرائيليات التي يزعمون أن الطبري قد جلبها في كتابه كما فعلت سميرة عاشور في كتابها الذي اعتمد عليه قريط في مقاله...والاسرائيليات هي أي مروية مأخوذة من التوراة مباشرة دون نسختها المعدلة في القرآن....وهذا امر يدعو الى السخرية لان القرآن في حد ذاته هو نسخة معدلة من التوراة أختار مؤلفه أن يروي فيه قصص بني إسرائيل باسلوب شعري على طريقة هوميروس في الياذته....وماذا يتبقى من القرآن لو محونا منه القصص التوراتية وأخبار بني إسرائيل؟! .....والنوع الثاني من الخرافات او اللامعقول الذي جاء في كتاب الطبري هو مبالغات شابت وقائع تاريخية حقيقية وتحديدآ تاريخ تبابعة اليمن وما رويي انهم احتلوا بلاد الفرس والترك والصين ويرى ابن خلدون انها محض خرافة وان الحرب بين التبابعة والفرس قد دارت على حدود بلاد فارس مع العرآق وليس أبعد.....ومثل هذه المبالغات ليست مستبعدة في تلك الازمان حيث كان يتم تأليه الملوك وقادة الحروب وابطالها ...فكان من الطبيعي ان تنسب اليهم الخوارق وان تضخم انتصاراتهم وتخفى هزائمهم او تحوّر الى انتصارات.....وما من كتاب قديم من كتب التاريخ الا وتضمن مثل تلك الخرافات، حتى ابو التأريخ هيرودت يبدأ كتابه ( التواريخ ) باسطورة يزعم انها السبب في إندلاع الحروب المتلاحقة بين الفرس والاغريق...وكتابه خليط من التأريخ والجغرافيا والانثروبولجي ولم ينج من الخرافات والاساطير والغرائب كقوله ان المرأة المصرية تبول وهي واقفة! ويعاني كتابه في بعض المواضع من تداخل الازمان وعدم تسلسلها حتى ان بعض النقاد الاوربيين المحدثين شككوا في سفره الى مصر ومنهم من قال انه لم يغادر اليونان قط الى أي بلد آخر، ولكن كل ذلك لا يقلل من القيمة التاريخية لكتاب ( التواريخ )....ومثال آخر هو كتاب المؤرخ القبطي يوحنا النقيوسي ( شبه ) المعاصر للاحتلال العربي الاسلامي لمصر وعنوانه ( تاريخ العالم القديم ) يبدأه من يوم خلق آدم وينتهي بالغزو العربي الاسلامي لمصر، فلا غرو ان تشوبه الخرافات والاساطير....وهناك كتاب ( كتاب التيجان في ملوك حمير ) وجامع مروياته هو وهب بن منبه عن ( رواية ابي محمد عبد الملك بن هشام عن أسد بن موسى عن ادريس بن سنان عن جده لأمه وهب بن منبه رضي الله عنهم ) وقد ولد وهب بن منبه الذي يعتبر من التابعين في عام 34 هجرية 654 ميلادية في زمن خلافة عثمان...ويبدأ مروياته حسب العنوان بــــ ( احوال خلق العالم ) أي يبدأ بخلق آدم وأخبار بعض الانبياء كنوح وهود ثم اخبار تبابعة حمير وحروبه ضد الفرس والروم والترك والصين وشرق افريقيا واحتلال ابرهة الحبشي لليمن وما الى ذلك..ويعد كتابه هذا اقدم كتاب تاريخ عربي معروف حتى الآن وتمتزج فيه باسلوبه القصصي الحقائق بالخرافات والاساطير...وقد اعتمد الاخباريون المسلمون على مرويات وهب بن منبه هذه، ابتداء من ابن اسحاق كمصدر للاخبار المرتبطة باليمن وحروب تبابعة حمير في جنوب الجزيرة العربية والساحل الشرقي لافريقيا المواجه لليمن وضد الفرس وغيرهم......بقي أن نقف عند الجزء الاسلامي من تاريخ الطبري.. فأولآ:: لم يكن قد مضى على هذا التاريخ منذ بدء الدعوة المحمدية وحتى ميلاد الطبري سوى مائتي سنة ونيف فقط ... وقد سبقه كما اسلفنا عدد لايستهان به من الإخباريين المشهورين والمغمورين مما يعني انه جاء والسيرة النبوية قد استقرت على حال وليس من جديد تحت الشمس، غير أن مأثرة الطبري كما يرى الدكتور مصطفي شاكر في كتابه ( التأريخ العربي والمؤرخون ) هو أنه قام بما ( قام به البخاري ومسلم في الحديث، أي اختيار المادة الصحيحة أو المتفق على صحتها من مجموع المادة التي تراكمت حتى عهده. ) انتهى...وتأكيده ان الطبري لم يمل ( مع أيّ هوى في إيراد ألأخبار التأريخية الاسلامية، وكان حياده في الغالب عن ورع ودقة علمية ) انتهى ...والمقصود هنا واضح وهو انه لم ينحاز لأيّ من التيارات المذهبية التي كانت تتصارع آنذاك.

أيهم طبخ التاريخ الطبري أم محمد ؟

من جملة ما ذكرنا نستخلص أن الطبري لم يكن سوى ناقل امين لاحداثيات التاريخ التي وصلته عن طريق الرواة او المدونات...واذا كان ثمة طباخون لوليمة التاريخ فأن محمدآ هو اولهم ...وهذه عينات من طبيخه التاريخي....فمن المعروف ان دولة التبابعة الحميريين في اليمن نهضت في عام 115 قبل الميلاد ودخلت في حروب مع الفرس والحبشة وسيطرت على جنوب الجزيرة العربية واجزاء من الساحل الافريقي الشرقي ولم تنهار الا في عام 525 ميلادية اثر إحتلال الاحباش لليمن، أي قبل ميلاد محمد بخمسين سنة فقط، ومع ذلك لم يتورع محمد من الزعم في سورتي ( الدخان ) و ( ق ) بأن الله اهلك قوم تبع لانهم كذبوا الرسل...تصوروا زعم بهلاك الحميريين وهم يعيشون معه في نفس الزمان وفي نفس الجزيرة على بعد أميال... وفي سورة ( القصص ) يجعل محمد هامان وزيرآ او مساعدآ او شئ من هذا القبيل لفرعون مصر بينما هو حسب ( معجم الحضارات السامية ) صفحة 880 طبعة 1991 بيروت ( أحد شخصيات سفر استير. كان وزيرآ للملك الفارسي احشويرس. اراد فناء اليهود وكاد ان ينجح في مسعاه لولا تدخل استير التي انقذت شعبها وتسببت بأعدام هامان ) انتهى ... واحشويرس الاول وبالفارسية خشایارشا الاول هو ابن داريوس الاول من سلالة الاسرة الاخمينية حكم ما بين 485-465 قبل الميلاد...وفي نفس السورة المذكورة نرى ان فرعون يطلب من هامان المزعوم ان يحرق الطين ليبني له صرحآ من الطوب الاحمر حتى يتمكن من رؤية اله موسى، فمن الثابت ان مصر الفرعونية لم تعرف الصروح المبنية بالطوب الاحمر فقد بناها المصريون آنذاك من الحجارة بينما بنوا بيوت سكناهم من الطوب اللبن…وهذا غيض من فيض طباخة التاريخ على الطريقة المحمدية.والتي لم تفت على المؤرخين والمستشرقين.

تهشيم المرآة

إن المدافعين عن الإسلام الذين ادركوا النص المستتر لمقالة قريط، أي ما يعرف في اللغة الانجليزية بـــ Sub-text كتبوا في تعليقاتهم على مقاله : إذن فليكف العلمانيون عن الاستشهاد بالطبري ما دامت مروياته خليط من التاريخ والخرافات...وهذه هي الرسالة التي اراد الكاتب ايصالها حين قال في ختام مقاله : ( وهو نفس المخيال الذي سطّر لنا سيرة محمد ) وان الفرق بين الذي كتب عن هجرة محمد وفتوحاته وبين الذي كتب عن فتوحات تبع الحميري ((( شعرة ))) .... فالطبري ومن سبقوه من الاخباريين، ابن اسحاق وابن هشام وابن سعد والواقدي ، لم يكونوا من طباخي وليمة التاريخ ،بل كانوا المرآة التي عكست ما كان يروى عن محمد على لسان التابعين وتابعي التابعين فقدموا لنا صورة تاريخية واقعية لشخصيته بعيدة كل البعد عن التجريد والأسطرة كأنسان كامل ذي خلق عظيم.... وتغضب هذه الصورة البعض ممن يريد إظهار الاسلام كدين انساني حضاري فيعمل ما وسعه من أجل تهشيم المرآة وتكذيب اولئك الاخباريين وغسل السيرة المحمدية ورسم صورة جديدة رومانسية لنبي الاسلام لا صلة لها بالواقع وحسبها انها تتناغم مع مفاهيم الحضارة الانسانية المعاصرة...ولكن السيف المحمدي أصدق انباء من كتب هؤلاء الذين يريدون تزييف حقيقته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
علي نور سالم ( 2011 / 1 / 10 - 14:02 )
السيد أحمد ...من أروع ما قرأت اليوم على صفحة الحوار مقالك هذا .. وهو مقال كنت في لهفة شديدة لمثله لأرى بوضوح رأس السيد نادر قريط الذي سرعان مايسحبه للداخل في كل إطلالاته السابقة ..فشكرا لك


2 - تحياتي للكاتب
صلاح محسن ( 2011 / 1 / 10 - 14:16 )
فليجرب أحد الكتاب العلمانيين الكبار من ذوي الكتابات المستقيمة لا الكتابات الحلزونية ( بشرط أن يكون من الكبار ) . وليكتب - علي سبيل التجربة - مقالا يحاول فيه غسيل السيرة المحمدية ..- وانتظر النتيجة . ستجد أحد الكتاب يخرج ليعارض ويفند ما قاله الكاتب الكبير - ويثبت العكس / مخالف ما فعله هو من قبل
!!!!!
شكرا لكم


3 - افضل ما نشر بهذا الموقع منذ تأسيسه وحتى الآن.
توما خوري (تي خوري) ( 2011 / 1 / 10 - 14:49 )
من الواضح بان السيد احمد القاضي باحث فريد لايشق له غبار. حيث تدل المراجع التي يشير اليها بدراساته على اطلاع واسع وخبرة كبيرة , يحتاج الانسان لعشرات السنين من الجد والاجتهاد لكي يصل الى هذا المستوى من المعرفة.
نشكرك يا سيدي على كرمك لانك جعلتنا ننهل من جهدك لعشرات السنين بمنتهى السهولة حيث جمعت لنا هذا بمقالاتك رفيعة المستوى هذه.
انا اتفق مع المعلق الاول بان مقالاتك هي افضل ما نشر بهذا الموقع منذ تأسيسه وحتى الآن.

مودتي للجميع


4 - رائع
بشارة خليل قـ ( 2011 / 1 / 10 - 16:04 )
مع ان المقال اقرب الى البحث الاكاديمي (في عرض المصادر والاسهاب والاطناب) منه الى مقال عام يراد منه ايصال افكار قليلة محددة الي اكبر عدد من القراء


5 - مُداخلة صغيرة
شامل عبد العزيز ( 2011 / 1 / 10 - 16:08 )
تحياتي - الأستاذ نادر قريط من أصول مسيحية وسوري ومعروف من أيّ بلدة وأيّ قرية ولاعلاقة له بالدين الإسلامي من ناحية الانتساب وانت منذ السطر الأول تقول : يقوم بها كتّاب مسلمون يخجلون ,,,, الخ العبارة
و لا أود أن أقول لك ما هو رأي الأستاذ قريط بالنبي محمد واعتقد بأنك لا تعرف رأيه ,, شكراً جزيلاً


6 - ؟؟؟؟؟؟؟؟ الطبري ؟
شامل عبد العزيز ( 2011 / 1 / 10 - 16:11 )
الأستاذ أحمد - الطبري 224 هجرية وتوفي 310 وهو يعتبر متأخر بالنسبة لأول كاتب للسيرة أبن إسحق ثم جاء بعده اليعقوبي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟, مع التحية


7 - كيس الحاجة
شامل عبد العزيز ( 2011 / 1 / 10 - 19:33 )
السيد تي الخوري أنت تطالبني أن اقرأ , وبدوري سوف أطالبك أن تقرأ أنت والسيد الكاتب ومن تؤيده أين وردت / كيس الحاجة / العهدة العمرية ؟؟؟ عندما تجد الجواب سوف تعرف ماذا كان يقصد الأستاذ نادر / السيد الكاتب احمد أورد تاريخ الطبري رداً على مقالة الأستاذ نادر بدايات الإسلام /
السؤال الحقيقي هل وردت العهدة العمرية عند الطبري بصيغتها المُذلة وسوف نتجاوز أبن إسحق وغيره وسوف نتماشى مع رأيك ؟
هل تستطيع أن تقول لنا من هو من أورد الصيغة العمرية وفي أي سنة وما هو الفرق بين المتأخر الطبري وأول من تناول العهدة بصيغتها المذلة وهل كيس الحاجة في الطبري ؟؟
عندما تجد أجوبتي سوف تعرف ؟ أنا لا ألقي الكلام على عواهنه ؟ أنا لا أنتصر لأحد على حساب الحقيقة ؟ انا لا أؤيد دون أن اقرأ ؟ متى ما تعرف أين وردت العهدة أو كيس الحاجة وفي أي سنة ومن هو اول من أوردها وما هي مصادره سوف تعرف أن العهدة العمرية ليست كما تتصورها أنت في ذهنك ؟ الحقيقة ساطعة سيدي وإذا أردنا أن نكون جادين وفعلاً علمانيين غايتنا التنوير يجب ان نكتب الحق والصحيح دون مأرب آخرى ؟ هذا هو سبيل التنوير وليس الالتفاف بالكلام من اجل غايات معينة ..


8 - كان لابد
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 10 - 21:35 )
الأعزاء
علي نور سالم
صلاح محسن
توما خوري
سرتني طلتكم واشكركم على كلماتكم التشجيعية الطيبة..كان لابد من تفنيد مقال ا لكاتب قريط لانه مبني على مغالطات تستهدف تضليل القارئ بالإحياء بأن تاريخ الطبري ليس سوى صحن من الطبيخ المشكل.


9 - مغالطات تستوجب
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 10 - 21:45 )
الاخ الزيز بشارة خليل
نحن ازاء مغالطات تاريخية تستوجب التوثيق والرجوع الى المصادر والاشارة اليها ...وشكرآ على كلماتك الطيبة


10 - الوجه المظلم للإسلام لا يمكن تجاهله بسهولة
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 11 - 00:27 )
الأخ أحمد القاضي
القارئ سيعرف حتماً أنه كانت هناك أتعاب كثيرة لإنجاز هذا المقال الموسوعي ، فجزيل شكرنا لك ، لإضاءتك لبعض الجيوب المعرفية المُظلمة
واحدة من النقاط المطروحة كان عما فعلته المدارس الإسلامية الحديثة في الهند قبل سنوات ومقارنته بما تفعله المواقع الألكترونية اليوم ، حين كانوا يأتون بالنصوص التي أشاد فيها (كارليل) بمحمد السياسي ويُخفون النصوص التي تتضمن قدحاً في محمد الشاعر النبي مؤلف القرآن
ونجد هذا في بعض المقالات في موقع الحوار ، حيث يستشهدون فيها بمستشرق هنا ومنتفع هناك في خلط مضحك
ومنذ زمن المدرسة الإبتدائية كان المدرس أو المناهج والكتب ، لا تُعطينا في دروس الدين والتأريخ غير الوجه المُشرق للإسلام ومحمد ، بينما كان هناك تعتيم كامل على الوجه الأكبرالمظلم لإسلام محمد
وكل المدافعين كانت لهم أجوبة حاضرة مُقننة جمعوها ورتبوها ورتشوها بالتقادم للإجابة على أي سؤال مُشكك
المهم ... عملية تجميل وجه الإسلام وتصبيغه وترتيشه لم تعد عملية ممكنة كما كانت في السابق ، شكراً للعلوم والعقل
ملاحظة : الرابط المنشور في بداية المقال ليس لمقال السيد نادر قريط ، أعتقد حدث سهواً
تحياتي


11 - تلغيز اللغز
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 01:52 )
الاستاذ شامل
المقدمة عامة لاني اتحدث عن ظاهرة اوتيار ولذا قلت ( هناك كتاب مسلمون ) وبعد ذلك قلت ان مقال قريط يدخل ضمن تلك المحاولات...وبالفعل يدخل ضمن تلك المحاولات لغسيل التاريخ الاسلامي وان كان من اصول مسيحية......والحكم عليه لا يكون بأصوله العائلية ولكن بما يكتب ويعبر عنه.. وهو لا ينتقد فقط من يقومون بنقد الدين في هذا الموقع بل ويتهجم عليهم بلغة حادة ويتهمهم بانهم مسيحيون متخفون وهناك جهات اجنبية تقف وراءهم وينادي بضرور احترام الرموز العربية الاسلامية يفصد انتقاد محمد...فعل ذلك مع الجميع ومعي كذلك...وها انت تقوم بتلغيز اللغز ...ما يكتبه لا يختلف عما يكتبه المسلمون المتعصبون......يتبع


12 - تلغيز اللغز 2
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 02:15 )
ولذا لا تهمنا اصوله العائلية بل يهمنا ما يكتب ...ولعلك قرأت كتاب ( في سبيل البعث ) لميشيل عفلق ...فرغم انه مسيحي فقد كتب عن الاسلام ونافح عنه بطريقة تفوق اكثر المسلمين تعصبآ...واعتبر الاسلام هو المعبر عن هوية الامة العربية يعني بمسيحييهم....وعندما كتب بعد رحيله انه كان قد اسلم على يد صدام حسين وسمى نفسه احمدآ جاءت في كتابات اخرى انه كان مسلمآ سريآ من زمااااان.....ولذا فان اسلوب كتابته عن الاسلام وتهجمه المستمر على من ينتقدون الاسلام يدخله ضمن الكتاب المسلمين ...ومن يدري اننا امام عفلق آخر.....مع الشكر لاثراء الحوار.ا


13 - عدد لا يستهان به
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 02:24 )
الاستاذ شامل
تقول:
- الطبري 224 هجرية وتوفي 310 وهو يعتبر متأخر بالنسبة لأول كاتب للسيرة أبن إسحق ثم جاء بعده اليعقوبي
الرجاء الرجوع الى البحث فقد اشرت في اكثر من مكان الى ان الطبري قد سبقه عدد لا يستهان من الاخباريين المغمورين والمشهورين وانه من اخباريي القرن الثالث الهجري....شكرآ على طلتك واثراء الحوار


14 - سلامات
غسان المفلح ( 2011 / 1 / 11 - 04:00 )
أثارني الجهد المبذول للرد على الصديق نادر قريط..والذي صار مسلما على يديك صديقي..المهم تشكر على الجهد المبذول هذا من أجل الحفاظ على الأموال القذرة للسيرة الإسلامية عموما والمحمدية خصوصا، وكأن الأديان هي خارج التاريخ معقول هذه المفاهيم المستخدمة لا أصدق أبدا..!!التاريخية تقتضي الابتعاد عن التوصيفات الذاتية..لهذا وببساطة التاريخية تقول إما نقرأ الدين الإسلامي مقارنة مع تاريخ الأديان وبذلك يمكن لنا أن نصل إلى معيار للحكم على هذه التاريخية، او نقرأه بمعزل عن تاريخ الأديان والإنسان ، هكذا بشكل ماهوي مطلق ومسبق الإسلام قذر فلا تغسلوه عندها نصبح أمام معايير تتحرك وفق أهواء المطلق هذا...ويضيع التعب في صبغ الرؤية الذاتية المعيارية- نظيف وسخ خير شرير..الخ الثنائيات هذه، تصل بنا إلى الموقع الذي ننقده..دون أن ندري..المشكل صديقي أن الإسلام بخير ويزداد اتباعه، رغم أن المسلمون وخاصة في المنطقة العربية، هم ليسوا بخير وأوضاعهم تزداد سوءا يوما بعد يوم والسبب ليس في تاريخ الإسلام بل في تاريخنا الراهن وكل حمولاته وقواه بما هو تاريخ الرأسمالية عموما هنا تكمن المشكل وهنا يكمن الخلل وهنا علينا التركيز


15 - دعوني أختلف
محمد أبو هزاع هواش ( 2011 / 1 / 11 - 05:15 )
أفكار السيد نادر قريط هي الصحيحة من دون لف ودوران. الطبري مشكوك بكلامه وكذلك مشكوك بكلام إبن هشام والواقدي وإبن سعد وكل هذه الشلة. هذا ليس دفاعاً عن محمد أو الإسلام وإنما هذه هي الحقيقة العلمية .

من غير المعقول الإستشهاد بكلام شاكر مصطفى لدحض السيد قريط. ماأدرى شاكر مصطفى أو الطبري نفسه بأخبار الفرس؟ هل قام أحدهم بدراسة ميدانية أو غادر غرفته عند الكتابة؟ على الأقل يأتي السيد قريط بمن درس ميدانياً من المنظرين الغربيين ويحاول تطبيق آخر النظريات الفعالة لفهم التاريخ .

الشك هو ماسيجلب اليقين أو ماهو أقرب إلى اليقين/الحقيقة المعرفية وهذا هو النص الذي لايراه الجميع في كتابات السيد قريط.

والسلام


16 - ملاجظة
شامل عبد العزيز ( 2011 / 1 / 11 - 07:16 )
شكراً للسيد أحمد القاضي , التعليق رقم 9 لم أرسله أنا تعليقاتي الثلاثة التي أرسلتها منشورة ولا يعود ليّ التعليق رقم 9 بغض النظر عن مضمونه أو أن الحوار حذفه لتكرار النشر لا أدري خالص تحياتي للجميع


17 - رأي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 11 - 10:38 )
السؤال الهام، في نظري، الذي يجب أن يطرح ويجاب عنه هو: هل الإسلام كما رواه الطبري وغيره، بغض النظر عن مدى صدقه أو كذبه، وكما يوظفه رجال الدين بالتحالف مع حكومات الاستبداد، هل هذا الإسلام يساهم في تشكيل عقول الناس وتوجيههم وتحريف وعيهم أم لا؟ بالنسبة لي: نعم. إنه مصدر ثقافة الجماهير عندنا وهي عندما تعتنق أفكارا معينة تستطيع تحريك الجبال بناء عليها من أجل البناء أو الهدم. لا يهم هنا مدى صحة سيرة محمد مادام الناس يصدقونها ويعتبرونها مثالا يجب أن يحتذى في كل صغيرة وكبيرة من حياتنا البائسة ويمارسون الإرهاب ضد من لا يصدقها سواء أكان أحمد القاضي أم نادر قريط.
ما العمل لتحرير العقول من أفيون الأديان؟ رأيي الذي عبرت عنه دائما لنادر هو أن الاشتغال على النصوص أجدى وكلنا مررنا في تكويننا العقلي بهذه المرحلة، مرحلة نقد النصوص وعلاقة ذلك بحراسها. ولا يهم إذا كان الحراس في خدمة الرأسمالية أم الإقطاع أم الاستبداد.
طبعا البحث الأركيولوجي كما يراه نادر لا يجب أن يعرقل النقد المنصب على النصوص. يجب تكامل المسعيين إذا كانت النوايا حسنة: الإسراع في الخروج من هذا لمأزق الحضاري الذي طال أمده.
تحياتي


18 - الاستاذ / احمد القاضى
هشام حتاته ( 2011 / 1 / 11 - 13:36 )
تحياتى .. مقال موسوعى يستحق التقدير . وآسف اننى لم اقرأ لك الا اليوم رغم اننى اكتب ايضا فى الحوار بنفس الافكار تقريبا ولكن برؤى اخرى . وهذا سيحملنى عبْ ان اطالع كل مقالاتك ، ولكنى متأكد اننى الرابح . محاولات القص واللزق والتزيين لن تجدى ، فالاسلام ( كما يقدمه لنا السلفيين ) فى مواجهة قاسية مع التنوير ، وبقراءة واعية للتاريخ سوف ينتصر التنوير كما حدث فى اوروبا ، الفكر الجنينى يوما سيهزم الفكر السائد المسيطر . لك خالص التحية .


19 - الكذب الحلال
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 17:54 )
الاخ الحكيم البابلي
انه الكذب الحلال فكما هو معروف يحلل الاسلام الكذب في حالات معينة فالغاية تبرر الوسيلة....فاولئك الرواد من المدرسة الاسلامية الحديثة في الهند الذين ارادوا عصرنة السيرة المحمدية كذبوا على القارئ الاوربي بكتابتها بطريقة تناسبه وكذبوا على القارئ المسلم بنقل ما كتبه توماس كارليل مجتزأ واخفاء رأيه في قرآنه ونبوته...وما يزال مسلسل الكذب مستمرآ...ولكن حسب عصر الانترنيت ان يخرج جميع الحقائق التي يريدون اخفاءها تحت الشمس.
شكرآ مع بالغ التقدير


20 - الكذب الحلال
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 17:54 )
الاخ الحكيم البابلي
انه الكذب الحلال فكما هو معروف يحلل الاسلام الكذب في حالات معينة فالغاية تبرر الوسيلة....فاولئك الرواد من المدرسة الاسلامية الحديثة في الهند الذين ارادوا عصرنة السيرة المحمدية كذبوا على القارئ الاوربي بكتابتها بطريقة تناسبه وكذبوا على القارئ المسلم بنقل ما كتبه توماس كارليل مجتزأ واخفاء رأيه في قرآنه ونبوته...وما يزال مسلسل الكذب مستمرآ...ولكن حسب عصر الانترنيت ان يخرج جميع الحقائق التي يريدون اخفاءها تحت الشمس.
شكرآ مع بالغ التقدير


21 - الكذب الحلال
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 17:54 )
الاخ الحكيم البابلي
انه الكذب الحلال فكما هو معروف يحلل الاسلام الكذب في حالات معينة فالغاية تبرر الوسيلة....فاولئك الرواد من المدرسة الاسلامية الحديثة في الهند الذين ارادوا عصرنة السيرة المحمدية كذبوا على القارئ الاوربي بكتابتها بطريقة تناسبه وكذبوا على القارئ المسلم بنقل ما كتبه توماس كارليل مجتزأ واخفاء رأيه في قرآنه ونبوته...وما يزال مسلسل الكذب مستمرآ...ولكن حسب عصر الانترنيت ان يخرج جميع الحقائق التي يريدون اخفاءها تحت الشمس.
شكرآ مع بالغ التقدير


22 - ضحايا انفسهم
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 18:21 )

الاخ غسان المفلح
ليست هناك طريقة واحدة لنقد الاديان ..وليس بالضرورة ان انقد جميع الاديان اذا اردت نقد الاسلام ..في أي مذهب نقدي هذا الذي تقول؟....فيما يتعلق بحال المسلمين فانهم ليسوا الا ضحايا انفسهم لاصرارهم العيش وجدانيآ وفكريآ في القرن السابع الميلادي الذي لا يردون مفارقته..خذ مثلآ ابسط شئ : المرأة ممنوع عليها قيادة السيارة في السعودية ..ما الذي يصنع هذا الواقع المتخلف الدين ام الاستعمار والصهيونية المشجب الذي يعلق عليه المسلمون تخلفهم وعجزهم
وشكرآ


23 - الاركيولوجيا
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 19:31 )

الاستاذ عبد القادر انيس
ان طرحه لمسألة ان يكون نقد الدين بالاركيولوجيا لم يكن سوى دعوة جوفاء لتعطيل حركة نقد الدين التي نشطت بهذا الموقع ..الاركيولوجيا لها مجالات محددة ونقد النصوص والاشتغال عليها له مجالاته...وبعد الاركيولوجيا دخل الان مرحلة تكذيب الطبري والهدف هو النيل من الكتابات النقدية للدين....شكرآ


24 - الاركيولوجيا
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 19:31 )

الاستاذ عبد القادر انيس
ان طرحه لمسألة ان يكون نقد الدين بالاركيولوجيا لم يكن سوى دعوة جوفاء لتعطيل حركة نقد الدين التي نشطت بهذا الموقع ..الاركيولوجيا لها مجالات محددة ونقد النصوص والاشتغال عليها له مجالاته...وبعد الاركيولوجيا دخل الان مرحلة تكذيب الطبري والهدف هو النيل من الكتابات النقدية للدين....شكرآ


25 - شكرآ
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 19:44 )

الاستاذ هشام حتاتة
شكرآ على طلتك وكلماتك التشجيعية الطيبة..


26 - شكرآ
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 11 - 19:44 )

الاستاذ هشام حتاتة
شكرآ على طلتك وكلماتك التشجيعية الطيبة..


27 - الطبري ام نادر قريط
طلال السوري ( 2011 / 1 / 12 - 07:14 )
لاشك ان المقال طويل والجهد المبذول كبير وفيه انتقائية عالية. هل المقال عن الطبري ام عن نادر قريط؟


28 - الاسلام في القرن السابع وهم في وهم
التلال تقي صمد ( 2011 / 1 / 12 - 20:04 )
الاخوه الافاضل
من المهم في البدايه ان نميز بين ماهو علم تاريخ وماهو روايه مثلها مثل الزير سالم والنبي محمد
كل الادله الماديه المكتشفه حديثا تبين ان معويه كان الحجر الاساس وهو البدايه
لما يعرف بالاسلام حيث لا يوجد دليل مادي على وجود دين اسلامي ولا مسلمون ولا نبي ولا راشدون في القرن السابع وحتى عام 680 ميلادي
اني ارجو الاخوه جميعا على مساعدتي في التوصل للادله الماديه والتي تثبت وجود هؤلاء الرجال الوهميين والذين ذكرتهم سابقا لانني في امس الحاجه لهذه
الادله ورجاءا بعيدا عن ما قاله الراوي يا ساده يا كرام
توجد ادله ماديه متنوعه بخصوص معويه مثل النقود والاختام والنقوش
وشكرا صمد


29 - الطبري
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 13 - 16:14 )

الاخ طلال السوري
هو رد على ما مقال نادر قريط ( بدايات الاسلام- الطبري ) الذي زعم فيه أن الطبري اكبر طباخ لوليمة التاريخ.
وشكرآ على مرروك ومشاركتك


30 - تحية
أنيس يحيى ( 2011 / 1 / 14 - 07:05 )
تحبة للجهد المبذول
لم يعد مهماً معرفة مَن هو أمهر طبّاخي التاريخ ؛ محمد أم الطبري طالما أمضينا قروناً طويلة ونحن نبتلع حساء هذه الطبخة الغثّة وما زلنا . آمل أن يُبذل الجهد للكشف عن قعر الكأس .. أين قعر الكأس ؟؟


31 - السيرة المحمدية ليست من خارج التاريخ!
عاتق الحجازي ( 2011 / 1 / 18 - 10:26 )
انا لا اعلم اين الإشكال في تتبع الباحث لاحداث التاريخ من خلال منهج معين هو اسلوب وطريقة بعيد عن كل ايدولوجيا
توجة الباحث في هذا الاتجاه او ذاك في الحقيقة المنهج الذي يستخدمة الاستاذ نادر قريط لقراءة التاريخ من خلالة
هو يحاول ان يستنبط الحدث من خلال تتبع ما وراء النص هو يعتقد ان النص يعبر عن حالة ليست بالضرورة كما
يرويها النص وهنا التحدي والاشكال وهو يفتح الباب على مصراعية لاشكالات عديدة قد تؤخذ علية حتماً اذا ما دخلنا
او حاولنا ان نسقط هذا الاستنباط او الاستنتاج لخدمة هدف معين او ايدولوجيا معينة وهذا ما ذهبت الية انت اخي احمد
وان السيد نادر يغسل السيرة المحمدية وفي الحقيقة هي تهمة مروعة حتى لو كنت تملك الادوات لتسقط محاولة ادلجة
السيد نادر للسيرة المحمدية انا لا استطيع ان ادخل في هذه المنطقة وانفي او اثبت محاولة الادلجة سندخل في حلقة
مفرغة ولكني اعتقد انه بالامكان محاولة واعادة قراءة التاريخ بطريقة مختلفة ويكون احتمال من عدة احتمالات
قائمة نحن لن نصل الى محمد ولن نستطيع ان نثبت هذا الشي عنه او ننفية وانما هي محاولة لكسر طوق الدوغمائية
بتقديم خيارات اخرى .


32 - تفكيك النصوص
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 18 - 19:14 )
الاخ التلال تقي صمد
سك النقود في الاسلام لم يعرف الا في العصر الاموي كما ان الرسوم والتماثيل محرمة في الاسلام ولذا ليس هناك شئ مادي يمكن ان يؤكد وجوده المادي سوى قبره في المدينة الذي يستطيع الاركيلوجيون اجراء الدراسات عليه...والشئ المادي الآخر الموجود والذي ينسبونه اليه هو القرآن ...وفي رأيي ان المهم الان ليس البحث عما اذا كان لمحمد وجودآ حقيقيآ بل الاشتغال على النصوص التي تنسب اليه من قرآن واحاديث وتفكيكها وتسليط الضوء على تناقضاتها وخرافاتها وارتباط تعاليمها بالعصر الذي انتجت فيه وهو عصر العبودية


33 - لا يوجد اسلام في القرن السابع
التلال ث صمد ( 2011 / 1 / 18 - 20:17 )
اخي الفاضل
ليكون التحرك على كل الجبهات
وللمراء ان يناقش ايضا روايه الزير سالم لماذا لا
ماهو الفرق بينها وروايه الاسلام في القرن السابع
حاكم دمشق معويه وعبدالمالك مروانان والقادم من مدينه مرو كانوا مسيحيين ولم يكن يوجد اسلام بعد
الاسلام الحالي كتب فيما بعد
ان سيره معويه واضحه وليقل الطبري وغيره ما يريد ومصيرها مزبله التاريخ شءنا ام ابينا ولنا عبره فيما فعله الغرب والاسراءيليين قدوه حسنه
اتصور يكفينا 1400 سنه من النقاش
اهل العماءم يعلمون الحقيقه ولكنهم مستفيدين من الدين وشكرا صمد


34 - قعر الكأس
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 18 - 20:56 )

الاخ انيس يحيى
اذا ادركنا عن فهم جذور القصص القرأنية وما اضفاه عليها محمد من خياله او باستبدال الشخصيات والامكان بأخرى نكون قد وصلنا الى ما تسميه بقعر الكأس....شكرآ على طلتك لاثراء الحوار


35 - هل يستبعد هذا منه
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 19 - 01:15 )

الاخ عاتق الحجازي
لو كان مقال السيد نادر قريط محاولة لقراءة جديدة للتاريخ باستنباط الاحداث من خلال تتبع النص كما تفضلت لإختلف اسلوب العرض والطرح لانه في هذه الحالة يرمي الى أقامة نص مواز ...ولكن السيد قريط اراد محاكمة الطبري وانتهى الى اتهامات غليظة منها انه (( اكبر طباخ لوليمة التاريخ )) ..وانه كتب (( للتسلية والهاب الخيال ))...أزعم ان مقاله المعني يدخل ضمن محاولاته المتكررة لاعاقة حركة نقد الدين الناشطة بهذا الموقع وله سوابق عديدة في التهجم على الكتّاب الذين كرسوا اقلامهم لهذه المهمة ..ولا ادري لماذا تستغرب من ادراج مقاله ضمن المحاولات التي تجري لغسيل السيرة المحمدية؟ هل يستبعد هذا من شخص يطالب بضرورة احترام الرموز العربية الاسلامية.؟.راجع مقاله ( نقد النقد الديني ) ثم راجع ردي عليه ( متنكر في ثياب التنويريين او اركلجة الخرافة )...وشكرآ لاثراء الحوار.


36 - في كل الاتجاهات
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 19 - 01:23 )
الاخ التلال
نعم اتفق معك في ان العمل ينبغي ان يكون في جميع الاتجاهات..ولكن واقع العالم الاسلامي الغارق في التخلف والغيبيات والمشدود الى القرون الوسطي لا يسمح بأي اقتراب من قبر محمد في المدينة اوخلفائه في البقيع من اجل اجراء دراسات اركيلوجية....وشكرآ على اثراء الحوار.


37 - ترتيب الأولويات
عاتق الحجازي ( 2011 / 1 / 19 - 09:18 )
السيد الفاضل احمد القاضي تضل المسألة ترتيب اولويات على ما اعتقده انا فالسيد قريط يرى ان الاسلام يتعرض لجرعات
مكثفة من النقد قد تطال الرموز الاسلامية بشكل مبالغ فيه تصل الى التجريح وان ابن الله
وإله ابراهيم القبلي وثقافتهما لاتتعرض الى هذا المستوى من النقد هو يضعها جميعها ك كتلة واحدة ميثيولوجية
ولكن هنالك فقط اختلاف في التفاصيل وله شواهد كثيرة في هذا كقصة يونس وكيف اختلفت بين العهد
القديم والقرآن واما احترام الرموز
فالقضية فيها اشكال كبير ربما فهم معنى احترام الرمز مختلف من شخص الى اخر ربما يكون النقد اللاذع للرمز
بهذه الطريقة غير مجدي حسناً اعترف اني لم اجد نقداً حقيقياً يحاكم الثقافة الاسلامية القائمة
ويفكفك من الهالة الكبيرة التي تحضى بها مانجدة هو محاولة استعداء لا اكثر ومعياري في هذا مثلا
نقد نيتشة للمسيحية في كتاب ( عدو المسيح ) حوكمت الثقافة وفكفكت بطريقة مذهله في نقد الثقافة الاسلامية
لم اجد هذا ما اجده هو محاولات ولتلطيف العبارة اقول خجولة .
الاركولوجيا لا اعلم لماذا تحاول ان تعطي الاولوية للمتدينين ليبحثوا فيها الدين ثقافة و تاريخ انساني ومجال
البحث مفتوح للجميع ادعوك للاستمتاع بهذه الحلقة مع الاركولوجي فلكنشتاين
http://www.youtube.com/watch?v=2a2f3UCKtmw
شكرا لك .


38 - رأي بتعليق رقم 44
توما خوري (تي خوري) ( 2011 / 1 / 19 - 12:24 )
أخ حجازي , نحن لا نتفق معك بان الكتاب التنويرويون يقومون بتجريح الاسلام , فكتاباتهم دائما موضوعية, وتتصف بالعلمية و بالرزانة.
اما من ناحية الاولويات , فنحن نعتقد بان الجهد الذي يقوم به كاتب المقال والكتاب التنويريون له اولوية قصوى لا تصل الى مستواها اي اولوية ثانية وقد كتبنا مقال بهذا الشأن يمكنك قراءته على الرابط
http://www.aqabachurch.com/index.php?option=com_content&view=article&id=522:2011-01-15-09-46-04&catid=36:2009-12-19-00-24-42
اما موضوع التجريح فكنا نتمنى ان تأتينا ولو بمثال واحد لكاتب تنويري فعل هذا.
تحياتي


39 - السيد تي خوري
عاتق الحجازي ( 2011 / 1 / 19 - 17:57 )
عزيزي تي خوري تقول ان الكتاب التنوريون يسعون لتغير الحالة الى الافضل حسناً
هل يكون ذلك باستعداء من تريد ان تصل اليهم رسالة معينة تقول ان التجريح لم يطال الرموز
الاسلامية اعتقد ان هذا المفهوم هو نسبي الى حد ما ماتراه انت امر عادي او متاح قد يراه البعض
تجريحاً انا من ارض الجزيرة العربية واعرف مدى صعوبة تقبل الناس لمجرد المساس برواية
غريبة من حديث عن محمد فكيف سيكون الامر عندما تضع محمد تحت خانة التشريح وتطلق عليه
تهم مثل البيدوفيليا او انه رجل يشرع الاغتصاب والسلب بأسم السماء ( هذا الامر صحيح ولكن نزع
هذه الاحداث من سياقها التاريخي ومن عصرها ومحاكمتها بلغة اليوم ومنطق اليوم هو الاشكال )
الامر في غاية الصعوبة ياعزيزي انا لايعنيني محمد او غيرة ولكن سؤالي هل
هو مجدي هذا الامر وللاسف هذه المجتمعات التي يسعى (التنوريون) لانتشالها من قمقم التخلف والرجعية
اصبحت تعود كل يوم الى الخلف وتزداد مضاهر التدين بها فمن الاجدى البحث عن طريقة جيدة للوصول اليهم
اذا اردت الوصول بافكار جديدة اما اذا كان الحديث بين نخب فهذا امر مختلف .
انا لن لا احب ان اسمي واعطي امثلة ولكن لاحظ ردت الفعل على حديث السيدة وفاء سلطان
في قناة الجزيرة كانت ردت فعل عنيفة وهي لاتخدم التنوير بل تخدم من هم في الطرف الآخر لتكريس
المزيد من الاستعداء للتيارات العلمانية وخلق حجج وذرائع للهجوم عليها وقس على هذا .
شكرا لك .


40 - مره اخرى
التلال ث صمد ( 2011 / 1 / 19 - 22:08 )
اخى الكريم
ارجوك ان تقرا مقالتي المنشوره على الحوار رقم 3228 في 27-12-2010
اخي لا يوجد اسلام في القرن السابع الميلادي وهذا يعني انه لم يكن هنالك نبي ولا دين اسلامي ولا راشدون ولا مسلمون
كل الناس كانوا مسيحيون الروايه العربيه الاسلاميه اختلقت الاسلام من اجل مصالح سياسيه واقتصاديه
اانها روايه مثلها مثل روايه عنتر وعبله
لم يكن هنالك يزيد وبذلك لم يكن حسين ولكن الفرس اختلقوها ونحن الضحيه
وشكرا
صمد


41 - محاولة تشتييت الانتباه
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 21 - 05:15 )
الاخ عاتق الحجازي
لا ادري ماذا تقصد بالتجريح...النقد في حد ذاته تجريح وتشريح، والمؤمن بأي دين لا يقبل بأقل نقد لدينه ويعتبره تجديفآ واهانة لدينه ولذا من العبث الحديث عن التجريح ومراعاة المشاعر اذا كان الواحد يريد ممارسة نقد الدين....بخصوص الجرعات المكثفة من النقد للدين الاسلامي حسب تعبيرك فهذا امر طبيعي لاننا سكان العالم الاسلامي تعاني منه اشد المعاناة...يكفي في هذه العجالة ان اذكرك بالمذابح التي تعرض لها الالاف من المدنيين في قري ومدن الجزائر على يد الاصوليين الاسلاميين ...وانظر الى ما يحدث في مصر والعرآق والسودان والصومال وبالكستان واليمن وافغانستان... والحالة هذه، قأن أي حديث من شاكلة: لماذا لا تنتقدون المسيحية والبهودية هو محاولة لتشتيت الانتباه عن اس المشكلة...المسيحية واليهودية نالت من النقد على يد التنويريين الاوربيين بما يكفي حتى ان ماركس بدأ مقاله عن فلسفة الحق عند هيجل بعبارة لقد اكتمل نقد في الدين في المانبا...وكان ذلك بعد صدور كتاب ( جوهر المسيحية ) لفورباخ.


42 - ابحاث قيمة
محمد - موسكو ( 2011 / 1 / 22 - 21:41 )
لك كل الشكر والتقدير الاستاذ احمد القاضي
على هذا التنوير والجهد البحثى الكبير -وشكرا
لك على كل مقالاتك القيمة المفيدة حقا-


43 - تحية من موسكو
أحمد القاضي ( 2011 / 1 / 26 - 02:45 )
الاخ محمد
شكرآ على هذه التحية الحارة التي بعثتها من موسكو رغم شتاءها القارس...اسعدنتي طلتك وكلماتك الطيبة....مودتي


44 - اللسيرة
خميس راشد ( 2011 / 3 / 5 - 23:12 )

هامان هو شخصية وردت في النصوص القرآنية.

قال تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (القصص:38) .

يخاطب فرعون وجهاء قومه، أنه لا يعرف معبوداً لهم غيره، فينادي هامان طالباً منه أن يبني له من الطين المحروق وهو القرميد بناءً شاهقاً، لعله يرى إله موسى.

تشير هذه الآية إلى معجزات عديدة منها:

1.تأليه فرعون نفسه: في قوله مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي والأبحاث الأثرية التي قامت حول الحضارة المصرية القديمة تؤكد أن الفراعنة منذ الأسرة الرابعة كانوا يصرحون ببنوتهم للإله رع الذي يمثل إله الشمس والذي كان يعبدها


45 - لا اسلام ولا قران في القرن السابع
التلال ث صمد ( 2011 / 3 / 6 - 18:43 )
الاخوه الاعزاء
لا بد لنا ونحن المثقفون ان نقف يوما ونفكر
في القرن السابع وحسب ما يقول علم التاريخ لم يكن يوجد اسلا م ولا قران حيث الصفر والورق و النحو هم من نتاج القرن الثامن والتاسع
ثصور لماذا يكتبون على العظام ولا يكتبون على الورق
لم يكن يوجد نبي ولا راشدون انها روايه مثلها مثل الزير سالم ولم يكن هنالك فتوحات عجيبه خارقه
كل المسيحيون كانو في البدايه يهود وكل المسلمون في البدايه وحتى القرن الثامن كانو مسيحيون وبعد ان اختفت الصراعات مع ببزنطه ظهرت الصراعات الثانويه بين المسيحيين العرب انفسهم وحول المسيح بالذات
وشكرا
صمد


46 - لافض فوك
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 3 / 6 - 20:38 )
منا نحن المثقفون الى السيد تلال صمد المحترم
بعد التحية والسلام , نفيدكم علما بانا وقفنا وفكرنا, والشهادة لله يا اخا العرب!!!!!!
وماذا بعد ؟؟ ما هي الخطوة التالية؟؟؟
اذا كان هذا كل ما لديك فلا فض فوك؟؟
دمتم ذخرا للفكر والعروبة والاسلام
وحياكم الله


47 - الاسلام الجديد
التلال ث صمد ( 2011 / 3 / 7 - 19:11 )
اخي السيد طلال
يتوجب علينا ان ناخذ المبادره لكتايه اسلام جديد
اسلام يتبنى مبادى حقوق الانسان ونبذ استغلال الانسا ن لاخيه الانسان
ونبذ العدوان وفصل الدين الجديد عن الدوله ويكون الدين شيء شخصي
او الدين مراءه تعكس عمل المؤمن ونبذ الشريعه الاسلاميه
ولنا قدوه حسنه في ما توصل له الاوروبيون من رقي وانسانيه وعداله اجتماعيه
اخي العزيز هذا جواب سريع على طلبك وباريت ان ينعقد مؤتمر في اي مكان لجمع شتات المثقفين العرب لصياغه دستور او بيان يعكس افكار الخير العميم الذي نريده لمجتمعاتنا
واملى ان نبقى على اتصال في الحوار لبلوره افكارنا واهدافنا وشكرا
تاكد ان ما اعرفه قليل ولكن ان تجمعت جهودنا وعلى مدى طويل تعطي اطيب الاثمار
اسلم لاخيك
صمد


48 - الموروث والعقلانية
مازن فيصل عبيدات ( 2011 / 4 / 25 - 11:47 )
صحيحة


49 - الحروف انتهت
مازن فيصل عبيدات ( 2011 / 4 / 25 - 12:17 )
الحروف انتهت لم يبقى الا ان نغني على بقايا الخفيف
في زمان الأرقام لا وزن للحرف وان كان سيدا للحروف
كل شيء قلناه فوق رصيف العمر ما زال فوق ذات الرصيف
لم يغير كلامنا غير ما كان رغيفا قد صار نصف رغيف
وغدا الماء مهر احلى عروس والمصاري بطاقة التعريف
وتماهي شم الأنوف مع الذل وامسى الجميع دون انوف
قد نسيت الأسماء لكن من كان عفيفا قد صار نصف عفيف
يغرق في بحار الملايين ومصروفه اليومي بالألوف
وطني ايها المزنر بالرايات محروسة بحد السيوف
صف كل الكبار في اخر الصف وشق الصغار كل الصفوف
لم ارى بين ما ارى اي راء بل كفيفا يمشي وراء كفيف
قلت اين الكبار قالوا بماذا قلت بالعقل والكلام النضيف
فأشاحوا الوجوه عني وقالوا شاعر جاء من ظلام الكهوف


50 - كلام
الجابر ( 2012 / 5 / 25 - 08:50 )
أحمد الفاضي لم أر في حياتي مقالا أسوأ من مقالك فقد خلطت الأمور ببعضها و لا خلط الحشاشين. أولا سمحت لمؤرخين كهيودوت و غيره بسرد الأساطير و صببت حقدك على الطبري. ثانيا ما علاقة الطبري و تاريخه بمحمد عليه السلام حتى لو كان كتاب الطبري كله خطأ أو صح فما الرابط و ما علاقة مارواه الطبري من اسرائليات و من أخبار إبليس بصحة و خطأ القرآن و القرآن موجود يستطيع من لم يكن أعمى مثلك من الرجوع إليه مباشرة و أما حكاية الجن فما إعتراضكم هل تريد أن تثبت لنا أنه يوجد أو لا يوجد هناك جن. ثالثا سيرة محمد عليه السلام ليس مصدرها الطبري بل آلاف الكتب و الأحاديث. رابعا أيها الجاهل خطأت محمد في هامان و دليلك معجم الحضارات السامية الذي جعلته مقياسا على صحة الإسلام و لجهلك و جهل المعجم فإن أستير المذكورة في التوراة و في المعجم خطئا لم تكن مع ملك فارسي و لا بابلي بل كانت ملكة آشورية . خامسا من أحد تعليقاتك تحت أن الإسلام يحلل الكذب و يدعو إليه فهل تستطيع إثبات ذلك أم هي كذبة أخرى منك و سادسا محمد عليخ الصلاة و السلام لا يحتاج لغسيل سيرة و لا يؤثر به حقدك و قد كان هناك من هم أشد حقدا على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج