الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءات على الإسلام

هشام آدم

2011 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الإسلام من المنظور النقدي الأكاديمي الصرف لم يُقدم على الإطلاق نظرة ذات طابع ثوري في الحياة الاجتماعية، فهنالك فارق كبير بين الأفكار الثورية والأفكار التجديدية، فالأفكار ذات الطابع الثوري تسعى غالباً إلى التغيير الجذري في أنماط السلوك والتفكير وليس فقط محاولات التجديد وإحياء الأفكار القديمة الموجودة أو بعث تلك الأفكار المندثرة، أو التنظير حول الأفكار المستخدمة وإضفاء الطابع عليها. إن الأفكار التي جاء بها الإسلام لم تكن سوى مزيج مختار من قوانين وتشريعات مستقاة مما كان موجوداً سواء في ديانات أو حضارات أخرى، حتى على مستوى العبادات والشعائر: الصلاة وما يسبقها من وضوء وطهارة مما يتصل بالمسيحية الشرقية، والصوم الذي بدأ بصوم يوم عاشوراء المخصص لليهود، والزكاة والتي كانت على غرار الضرائب التي كانت معروفة لدى العرب من قبل ولم تكن جديدة عليهم، وكذلك الحج. وهو على هذا –أي الإسىم- يفقد صفة الديانة، إذ ينبغي للأفكار الثورية أن تقدم نظرة مخالفة ومغايرة لما هو موجود حتى يُمكن وصفها على أنها ديانة. ولهذا فإن التاريخ الديني يفرق بين زمرة الأنبياء الذين جاءوا بتعاليم وشرائع وطقوس جديدة وبين زمرة الرسل الذين جاءوا من أجل إحياء وتجديد التعاليم القديمة، وعلى هذا أيضاً فيمكننا اعتبار محمد مصلحاً لا نبياً، وبإمكاننا مناقشة أمر إدعائه بأنه مُرسل من إله ما، لاحقاً.

وإن نحن نظرنا إلى الإسلام بشكل عام فإننا نجد تأثره الواضح بالآراء الهلينستية في مُجمل ما يُقدمه وما يطرحه من أفكار، وإن نحن نظرنا إلى قوانينه وأنظمته الفقهية فإننا نجد الأثر الواضح بالقوانين الرومانية، وإن نحن نظرنا إلى النظام السياسي في الإسلام فإننا نجد الأثر الفارسي الذي تمت إعادة صياغته في عهود الخلافة العباسية، وإن نحن نظرنا إلى التصوف في الإسلام فإننا لن نخطئ في اكتشاف التأثر المباشر بالفلسفات الهندية والأفلاطونية. وحتى على مستوى الفنون والعلوم التي يزعم البعض بأنها إسلامية خالصة، فإننا نجد أثر اللمسات الحضارية والثقافية لتلك الدول التي غزاها المسلمون، فما يُسمى بفن العمارة الإسلامي مثلاً لم يكن –في حقيقته- سوى ثقافة معمارية سائدة في بعض الدول التي غزاها المسلمون، وكذلك كل ما يُنسب إلى الإسلام من إنجازات فكرية ومعرفية وحتى علمية، إذ لم يكن الإسلام موحياً وملهماً لهذه العلوم، إلا من جانب كون بعض العلماء كانوا من زمرة المنتسبين إلى الإسلام، وهذا لا يجعلنا نربط هذا العلم أو هذا المنجز العلمي بالإسلام؛ وإلا لصح لنا نسبة عدد كبير من العلوم إلى ديانات أخر كاليهودية أو المسيحية، فهل بإمكاننا –مثلاً- القول بأن الفيزياء أو علم الأجنة والوراثة وعلم النفس علوماً يهودية لأن مؤسسيها وأشهر المسهمين بها هم من اليهود؟ هل ألهمت اليهودية –كديانة- في صياغة هذه العلوم؟ إنه ليس سوى نسق إسلامي يرغب في الاستيلاء على المنجزات ونسبتها إلى نفسه، تماماً كما في التشريعات والشعائر التي استقاها حرفياً من الأديان والثقافات الأخرى سابقة الوجود، وتفنن في صياغتها حتى تتناسب مع العقلية العربية البدوية.

وإن كان لنا أن نعترف بميزة للإسلام فإننا بلاشك يجب أن نقر للإسلام بقدرته الفائقة على مزج هذه العناصر المختلفة وإعادة صياغتها في قالب يبدو للوهلة الأولى نسقاً (ذا مصدر ومنبع واحد) مترابطاً ومتماسكاً، وهو ما لم يكن الفضل فيه عائداً إلى محمد وحده على أية حال (مع معرفتنا باتصاله بعناصر يهودية ومسيحية وغيرها خلال حياته ودعوته) بل إلى أتباعه من بعده سواء في حقبة الخلفاء الأربعة أو في المماليك الإسلامية الخلافية المتعاقبة، ولقد عرف التاريخ الإسلامي عدداً من الشخصيات التي ساهمت بشكل فاعل وجذري في إضفاء ملامح وسمات جديدة، كان لها الدور في صقل المنهج الإسلامي، فالإسلام كمنظومة اجتماعية وسياسية واقتصادية لم يكتمل –كما يُخيّل إلى الكثيرين- قبيل وفاة محمد، بل امتد هذا العمل الترميمي والتهذيبي إلى ما هو أبعد من ذلك زمانياً، بل ويمكننا القول إن العمل في ذلك مازال مستمراً حتى اللحظة، وسيظل كذلك، وليس كما في الأديان المعروفة ذات التشريعات الواضحة والمحددة، فالإسلام –كديانة لم يكن له تشريعه المستقل منذ البداية- ظل وسيظل مستفيداً من كل ما يُنتجه التاريخ البشري من إسهامات حضارية وفكرية وفلسفية، وسوف تظل عمليات دمج ومزج هذه الإسهامات البشرية في القالب التشريعي الإسلامي مستمرة، لأن ذلك –ببساطة- هو إحدى تبعات الزعم بأن الإسلام هو الديانة والرسالة الأخيرة والخاتمة، فكان لابد لهذه الديانة أن تحتوي كل الأفكار والآراء الجديدة بعد إعادة صياغتها بما يتوافق مع النسق الإسلامي أولاً، ومن ثم إعادة تصديرها كمنتج إسلامي نهائي، وهو ما يُثير –على الدوام- الجدل تلو الآخر مع كل فتوى جديدة، ومع كل قضية معاصرة يقف الفقه الإسلامي أمامه.

إن تأثر محمد الواضح والقوي منذ صغره بأراء وأفكار العناصر التي اتصل بها كان له كبير الأثر في حياته الشخصية، ولابد أنه تأثر بهذه الأفكار لدرجة أصبحت فيها هذه الأفكار عقيدة له، واعتبرها وحياً من قوى فوقية ما، وهو ما ساعد على ترسيخ فكرة الوحي والنبوة في ذهنه، بل وفي عقله الباطن مع مرور السنوات، لاسيما إذا عرفنا أن هذه الأفكار كانت تعمل في ذهنه لسنوات طويلة جداً، وبصورة أخص عندما كان يعتزل الناس ويخلو بنفسه، فكان لابد لهذا الجو النفسي أن يزيد من قدرة هذه الأفكار على التغلغل داخله، حتى تصبح عقيدة راسخة لديه، وتصبح فكرة أنه مُرسل من القوى العليا فكرة غالبة، عصية على الطعن، رغم أننا نعلم أنه في بداياته كان متشككاً إلى الدرجة التي حملته على محاولة الانتحار برمي نفسه من شاهق كما أوردت كتب السيرة، دون أن ننسى الدور الذي لعبه كل من زوجته خديجة وقريبها الراهب ورقة بن نوفل في تثبيت أفكاره التي كان متشككاً بها أول الأمر، ودون أن نكلف أنفسنا عناء البحث والتنقيب في المراحل الباثولوجية التي تولدت عبرها مشاعر الإحساس بالنبوة والوحي لديه، فمازلنا نتذكر ما أورده الدكتور هارناك عن الأشخاص الذين يُصابون باعتقادات تصوّر إليهم أنهم أنبياء أو ملائكة أو بشر ذوي مسحة إلهية أو طبائع خارقة أو حتى مُصلحين من نوع خاص وفريد، ويذكر هارناك أن هؤلاء الأشخاص يكون لديهم إحساس متعاظم بالأنا (جنون العظمة) وهو ما بدا واضحاً على محمد في اعتقاده بأنه سيّد ولدي آدم (رغم أن حظه من المعجزات لم يكن كسابقيه لاسيما يسوع الذي امتاز بصفات ألوهية كما أورد الأنجيل واعترف به القرآن)، وكذلك زعمه بأنه أفصح العرب جميعاً، وأنه أفضل العرب حسباً ونسباً، رغم أن الناظر لتاريخه وشجرة عائلته يعلم علم اليقين أنه كان من أدنى فروع بني هاشم وأنه كان مجرد راعي أغنام غير ذي ذكر، وكذلك حديثه عن نفسه بقوله {{وإنك لعلى خلق عظيم}} وهو مشابه إلى حد كبير لقوله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" فنسب التربية إلى هذه القوى العليا، وهو بالتالي صاحب خصال لا تتوافر جميعاً في بشر واحد، وبلغ به الحد إلى زعم أن الإله نفسه يُصلي عليه عندما قال: {{إن الله وملائكته يصلون على النبي}} ولا نعلم كيف يُمكن أن تكون صلاة الإله على أحد مخلوقاته، وحتى لا يتأول علينا البعض ممن يحتقنون حرفة التأويل المختلق، فإن صفة صلاة الإله وملائكته على النبي لن تكون بشكل أو طريقة مختلفة عمّا هي متعارف عليها بين أتباع الإسلام، إذ تأتي الآية في سياق التوصية بالاقتداء، فإذا كان الإله وملائكته يصلون على النبي فلا أقل من أن يفعل الأتباع الشيء ذاته، دون أن نعتقد بانفصال في جنس السلوك في هذا الأمر {{إن الله وملائكته يصلون على النبي (إذن) يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما}} فلا فارق بين صلاة الإله وملائكته وبين صلاة الأتباع، ولا أدل على جنون العظمة من افتراضه بأنه خاتم النبيين، وأن رسالته هي خاتمة الرسالات السماوية. وكذلك نجد نزعة تعاظم الأنا في قوله في القرآن {{إنا رفعنا لك ذكرك}} وهو ما يُوحي بالقيمة التي كان يبحث عنها محمد من خلال دعوته، دون أن نفترض أنها القيمة الوحيدة التي كانت تشغله، ولكنها قيمة كانت لازمة وضرورية، ولهذا وجدنا أنه يقرن نفسه بالإله في الشهادة والتي هي شرط لدخول الإسلام (أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، وكذلك في قوله لأتباعه: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده" وهي لازمة لأنها تضمن له خضوع وإذعان الأتباع، لأن غضبه مرتبط بغضب الإله بالضرورة كما في قوله {{وأطيعوا الله ورسوله}} وكذلك في قوله: {{ومن يشاقق الله ورسوله}} فيأتي اسمه مقروناً دائماً باسم الإله.

كذلك يذهب هارناك إلى القول بأن هؤلاء الأشخاص تكون لديهم تصورات يقينية عن مزاعهمهم، تلك التي تتعلق بارتباطهم بالعوالم الفوقية، عبر هلاوس سمعية وبصرية، وهو ما يجعلهم يبدون أكثر وثوقية وأكثر عزماً من غيرهم، وهو ما يظهر واضحاً وجلياً في عزم محمد الذي بلّغ به رسالته في بادئ الأمر دون كلل أو ملل. وقد أشار هارناك كذلك إلى تفاوت درجات اليقين والوثوقية لدى هؤلاء الأشخاص بناءً على حدة أو خفوت تلك الهلاوس أو حتى رسوخ تلك الأفكار في اللاوعي، الأمر الذي يفسر لنا تقاعس عدد من مدعيي النبوة عن رسالتهم التي اعتقدوا أنهم مكلفون بتبليغها من قبل قوى خفية تأمرهم بذلك مباشرة أو عبر وسيط روحي. وحيث أن كل من يأتي ب وإنا –وإن كُنا نرى ذلك مرضاً- فإننا لا نحاول القول بأنه يحمل طابعاً عدائياً أو نفعياً بصورة مباشرة، فغالبية هؤلاء المرضى يعتقدون أن ما يحملونه من أفكار وآراء هي –دون شك- السبيل الوحيد للتخلص من كافة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وحتى أولئك الذين لم يحملوا أفكاراً تنويرية تفيد المجتمع بصورة عملية وفاعلية، فإنهم إنما كانوا يريدون إقناع الناس بأن خير وسيلة للتخلص من مشكلات الدنيا هو في انتظار الحياة الماورائية، حيث تسترد الحقوق والمظالم، وحيث بإمكان الإنسان أن ينعم بالسعادة الأبدية، دون أن ننسى سعي الإنسان القديم لهذه الأبدية حتى قبل نشوء الأديان الحديثة نسبياً. ويجدر بنا هنا ملاحظة أن زمرة مُدعي النبوة هؤلاء إنما يأتون مؤيدين لمن قبلهم (حتى وإن اختلفوا عنهم في بعض التفاصيل والجزئيات) وكذلك فإنهم يفتحون الباب للقادم ورائهم، وهذا شأنهم على الدوام. فاليهود كانوا بانتظار مُخلص يأتيهم بُشروا به في التوراة، فجاء يسوع، وهو لم يكن مخلصاً نهائياً (وهو يعلم ذلك) فبشر بمن وراءه، فجاء محمد، وهو أيضاً لم يكن مخلصاً نهائياً (وهو يعلم ذلك) فبشر بمن ورائه فكان المهدي المنتظر وها نحن نرى ونسمع كل يوم عن رجل يدعي أنه المهدي المنتظر هنا وهناك، وسوف يظل الأمر كذلك في هذه السلسلة غير المنتهية لأن أصحاب الإدعاء يعلمون أن أفكارهم سوف يأتي عليها الدهر وتبلى، وسيأتي آخر ليُجدد فيما جددوا فيه من قبل.

لابد لنا هنا من القول بأن هؤلاء الأشخاص –حسب هارناك- يتمتعون بنسبة عالية من الذكاء والقدرة على قراءة الواقع وتحليله، وبالتالي استشراف المستقبل أو التكهن به، وهو ما كان يُميز كذلك عدداً كبيراً من الشخصيات التاريخية التي لم تلتصق بها صفة النبوة، وما تشريعات حمورابي أو تعاليم خالد بن سنان وغيرهما (قبل محمد) ونوسترداموس وحافظ الإيراني والعديد من أصحاب النبوءات (بعد محمد) إلا امتداد لهذا النسق السايكوباتي في معالجة الواقع والتنظير حوله واستشراف المستقبل. ولمّا كان غرض هؤلاء محموداً، وهو بناء المجتمع وإصلاح عيوبه، فإنهم لم يكونوا على الدوام حاملين لدوافع المصادمة مع الواقع، رغم أنهم في الحقيقة يحملون بذور المصادمة عبر دعوتهم إلى التجديد والإصلاح، فما كان لمحمد مثلاً إلا أن يعترف بمن قبله من أدعياء، ليس فقط ليكسب ود الأتباع أو حتى لا يُثير حنقهم، وإنما لعلمه وقناعته بتاريخية الحلول التي حملها المصلحون السابقون. وحيث أن هؤلاء الشخوص –غالباً- ما يكون تفكيرهم منصباً حول هذه القضية، أي قضية إصلاح المجتمع، فإن جزءاً مقدراً من هذه الأفكار يغور في لاوعيهم، لتسهم في بناء شخصيتهم وحياتهم فيما وراء الوعي على شكل أحلام وخيالات يعتقدون –فيما بعد- أنها كلمات تلقى عليهم من قبل القوى العليا، ولهذا فإننا نجد أن أبراهام (إبراهيم) يعتمد على ما يراه في منامه على اعتبار أنه وحي، وكذلك ما حلُ بيوزرسيف أو جوزيف (يوسف) وهو ما رأيناه في حياة محمد كذلك في كثير من المواقف: قصة الإسراء والمعراج مثالاً.

لسنا نتكلم هنا عن نبل المقاصد أو صفاء السرائر، فإن يكن محمد لم يسجد لصنم طوال حياته (حادثة الغرانيق تنفي ذلك) فإن العرب عرفت عدداً كبيراً من الذين رفضوا الاعتراف بالوثنية، وكانت جماعة الأحناف تملء شعاب قريش وعدداً كبيراً من القبائل العربية المجاورة وحتى البعيدة، وربما كان هنالك في بقعة ما من الأرض أشخاص أو جماعات رفضة فكرة الوثنية ولم يذكرهم التاريخ. ويكفي أن نعرف أن قبيلة كقبيلة بني حطيط (جنوب الجزيرة العربية) لم تعرف الوثنية على الإطلاق، ولم يكن لديها صنم على الإطلاق. وإن كان محمد لم يتعاط الخمر في حياته كما يُقال (هنالك أنباء عن معاقرته للنبيذ) فإن عدداً مقدراً من العرب –كذلك- حرّموا الخمر على أنفسهم حتى قبل مجيء محمد، بل وإن العرب عرفت الكريم والشجاع والبار؛ فليست المسألة هنا مسألة أخلاقية بقدر ما هي مسألة عقائدية قامت على أساسها هيكلة كاملة لمجتمع ظن أنه يتبع تعاليم إله قادم من وراء العالم الحاضر، ونعلم جيداً مدى خطورة مثل هذا الاعتقاد، لاسيما إن كان هذا الأمر يتعدى حدود إصلاح المجتمع إلى آفاق عولمة الفكرة. وإن كان لأحد هؤلاء أن يدعي بأن عولمة الفكرة مشيئة إلهية، فإن المحصلة ستكون العنف والمصادمة والتي سوف يراها الأتباع عنفاً مقدساً الغرض منع إنفاذ المشيئة الإلهية، وهو ما رأيناه في الحروب الصليبية، وكذلك في غزوات محمد وأتباعه من بعده.

إن الدعوة المسيحية جاءت باعتبار يسوع المخلص الوحيد والأخير للبشر، وبأنه كفر عن خطايا الناس عبر موته على الصليب، وبذلك لم تكن هنالك حاجة إلى أنبياء أو رسل يأتون من بعده (حسب العقيدة المسيحية) إلا أن يكونوا مُجددين للدعوة المسيحية أو خداماً للرب ووعاظاً في الكنائس، وهو ما ينفي مزاعم محمد بأنه امتداد لسلسلة الأنبياء، إذ تنص النصوص المسيحية على اعتبار أن المسيح هو الطريق الوحيدة الموصلة إلى الله، وأنه لا يمكن لأي إنسان أن يصل إلى الله إلا عبر الإيمان بيسوع وقبوله مخلصاً له، فأين النصين أصدق: الإسلامي أم المسيحي؛ ولماذا، وما هو الدليل؟

وإذا نظرنا إلى الإسلام من الناحية التاريخية، لوجدنا أن عوامل نجاح رسالة محمد لم تكن متعلقة على الإطلاق بدأبه على إبلاغ الرسالة، أو بقدرته على إقناع الناس بصدق نبوته، أو بالحجج التي قدمها على صحة مزاعمه، فلقد أثبت التاريخ أن دعوة محمد لاقت فشلاً ذريعاً طوال سنواته التي أمضاها في مكة، مسقط رأسه حيث أهله وعشيرته، كما أن دعوته لاقت فشلاً ربما أشد وأنكى عندما حاول نقلها إلى الطائف (بلد خؤلته)، كما أن الدعوة الإسلامية لم تنجح بنقلها إلى الحبشة على الرغم من الآثار التي تنقل لنا إسلام الملك النجاشي وحاشيته (الحاشية لابد أن تكون على دين الملك) ولكن لم يكن لذلك أثره البالغ في جعل الإسلام قوة حقيقية يُمكن الاعتداد بها في شبه الجزيرة العربية أو في المنطقة برمتها ولو بعد حين، إذ كان للقوة المسيحية في الحبشة أن تقضي على المد الإسلامي؛ لاسيما إن نحن استحضرنا تاريخ العداء بين بلاد الحبشة والجزيرة العربية، ولكن نجاح الإسلام وانتشاره كان متوافقاً مع توافر ظروف موضوعية للغاية، فالمنافسة القبلية المستشرية بين الأوس والخزرج ونمط العلاقات الإنتاجية والتبادلية بين هاتين القبلتين من جهة وبين يهود المدينة من جهة أخرى كان له أثره الكبير في ثبوت الدعوة الإسلامية في المدينة، دون أن ننسى القاعدة الدينية التي كانت متوفرة لدى القبائل العربية في المدينة من خلال اتصالهم باليهود، فلم تكن تعاليم محمد أو قصصه التي كان يسردها غريبة عليهم، إذ كانوا قد سمعوا بها من قبل عند اليهود.

إنه وإن كان لنا أن نقول بأن محمداً –باعترافه- لم يأت بجديد، وإنما جاء ليتمم مكارم الأخلاق، وجاء ليعيد دين إبراهيم الحنيف الذي حُرف عبر التاريخ، فإننا نتساءل عن كونه نبياً لا مُصلحاُ، فهل هو نبي أم مُصلح؟ فإن كان نبياً فما هي التعاليم التي جاء بها مما لم تكن موجودة سابقاً؟ هذا دون أن ننسى أن الرسول إنما يأتي متماشياً مع ما توافق عليه الناس من تشريع من قبله، بينما النبي يأتي بتعاليم جديدة ورسالته جديدة وهو مطالب بنشر هذه الرسالة ودعوة الناس إلى اتباع هذه التعاليم الجديدة، فما هي هذه التعاليم الجديدة التي جاء بها محمد إن كانت جُل تعاليمه مُستقاة من التوراة والإنجيل وتعاليم من سبقه أدعياء النبوة، بل وحتى مما تعارف عليه قومه الأعراب؟

إن الإسلام –كديانة- ذو نزعة عنيفة وعدوانية، وذلك يظهر بوضوح وجلاء في النصوص المدنية؛ لاسيما السور الأخيرة التي كانت خاتمة القرآن والتي كانت تدعو بشكل واضح وصريح إلى معادات وقتال الآخرين بطريقة إقصائية غير مسبوقة. ويُخطئ البعض عندما يُحاولون دحض هذه الفكرة عن الإسلام بالاستشهاد بمجتمعات إسلامية متسامحة ومُسالمة، (أو حتى تيارات إسلامية متسامحة) دون أن يُدركوا أهمية العنصر الحضاري والثقافي في خلق هذه النزعة التسامحية والمُسالمة، والتي –بالتأكيد- لم يكن للإسلام أي يد فيها، إذ كانت تلك النزعة مبذورة في المكونات الحضارية والثقافية لبعض الشعوب التي دانت بالإسلام، والتي لم تكن بحاجة إلى آيات أو تعاليم توصي بالتسامح لأن نزعة التسامح كانت موجودة لديها بالفعل، حتى قبل مجيء الإسلام. فطبيعة الإسلام الهمجية نابعة من طبيعة العرب البدو أنفسهم، ولهذا سادت تعاليم الغزو والسبي وحتى الحدود العنيفة كقطع اليد والرجم وغيرها من العقوبات العنيفة التي لم يكن لها لتوجد في بيئة يتسم أهلها بسمات أقل جلافة من الطبيعة البدوية المنتشرة في شبه الجزيرة العربية وحتى في بلاد الشام وفلسطين حيث مهد الديانات الأساسية الأولى، ولهذا استطاع العرب تقبل مثل هذه التعاليم لأنها كانت جزءاً من مكونات ثقافتهم وشخصيتهم الجمعية المشتركة. ولكن في مجتمعي كالمجتمع النوبي –مثلاً- لا يُمكننا توقع نشوء تيار سلفي متطرف رغم الصدام العسكري الذي بدأ به المسلمون للدخول في بلاد النوبة؛ إذ أن المجتمعات النوبية مجتمعات مسالمة ومتسامحة بطبيعتها، ولا تميل إلى العنف. فعندما يدعو مسلم نوبي إلى التسامح فمن فرط السذاجة أن ننسب هذا التسامح إلى الديانة نفسها، ونتناسى الأثر الثقافي والحضاري الذي كان وراء هذه الدعوة.

إن من أهم القضايا التي تصادف الباحثين في مجال نقد الأديان، ولاسيما الإسلام، هي قضية صلاحية التعاليم الإسلامية لكل زمان ومكان. فما مدى صحة وصدق هذا الإدعاء، بل ومن أين تم استخلاص هذه الفكرة أصلاً إذا لم تكن وردت في أي من النصوص الدينية بشكل واضح؟ ثم ما معنى هذه الجملة وما هي حدودها الحقيقية؟

عندما نقول: إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، فإننا نتكلم عن شيئين: ثابت ومتغيّر. فالثابت هنا هو الإسلام (بنصوصه)، والمتغيّر هنا هما الزمان والمكان. فإن صحّ ذلك، لوجدنا صعوبة في مطابقة الثابت على المتغيّر، وعلى هذا فإن أول قاعدة يجب أن نتبعها لتطبيق مبدأ الصلاحية الزمانية والمكانية، هو الاعتقاد بلا ثبات الدين وتغيّره وفقاً للزمان والمكان المتغيّرين، وفي هذه الحالة فإننا سوف لن نتكلم عن دين واحد بل عن أديان، فهل هذا الأمر صحيح؟

عندما أحاول سن قانون في فضاء تاريخي وجغرافي معين، ثم أدعي أن هذا القانون صالح لكل زمان ومكان، فإن هذا يعني –بلاشك- أن نص هذا القانون (وليس روحه فقط) قابل التطبيق والتمثيل في كل زمان ومكان إلزاماً أو طواعية، لأنني –كمُسن للقانون- أعلم سلفاً أن هذا القانون أنجع الحلول لظاهرة معينة. وافتراضي بأنني أملك الحل لكل المشكلات قد يكون نابعاً من مصدر غيبي يعلم يقيناً أن هذا الحل -حتى وإن لم يره الآخرون كذلك- هو دون شك أنجع الحلول لهذه المشكلة في كل زمان وفي كل مكان. فعندما أقول مثلاً: "لا تضاجعوا زوجاتكم بعد أكل البصل" في مجتمع جغرافياً وتاريخياً يُدمن على أكل البصل وتعاني جُل نساءه من العُقم أو استشراء ظاهرة الخيانة الزوجية، فإن هذه الحكمة تستشرف ما للبصل من رائحة كريهة، تجعل المرأة تنفر من الزوج أو في أحسن الحالات تمارس معه الجنس على مضض، وبالتالي فإن العملية الجنسية لا تؤدي على الشكل الأمثل وهو ما يجعل المرأة تشعر بفاقد جنسي قد ترغب في اكتسابه من مضاجعة آخرين ربما لا يأكلون البصل. وعندها تكون الحكمة حلاً جذرياً لمشكلة الخيانة الزوجية. وعندما أدعي بأن هذه الحكمة صالحة لكل زمان ومكان، فإنني افترض أن عدم أكل البصل قبل الممارسة الجنسية بين الزوجين سبيل للحصول على ممارسة جنسية ناجحة، ولكن إذا كانت هنالك جماعة بشرية ترى في رائحة البصل سبباً في استجلاب الرغبة الجنسية أو تقويتها، فكيف بإمكاني أن أواصل في إدعائي بأن حكمتي صالحة لكل زمان ومكان؟ إذ لربما كان لعدم أكل البصل قبل الممارسة الجنسية في المجتمع (x) نفس التأثير الذي يتركه أكل البصل قبل الممارسة الجنسية في المجتمع (y) وعندها ستكون حكمتي هذه سبباً في خلق مشكلة اجتماعية وأخلاقية جديدة لم تكن موجودة في المجتمع. وإذا حاول أحد فقهاء المجتمع (x) تقنين حكمتي (لأنها مقدسة) لتتوافق مع عادات وثقافة المجتمع، فإنه لابد أن يفعل ذلك بإحدى طريقتين:

أولاً: بتحريف نص الحكمة.
ثانياً: بتحريف روح الحكمة.

وفي كلا الحالتين لن يعود لإدعائي بصلاحية حكمتي لكل زمان ومكان أي معنىً أو وجود. إلا أن يتم إجبار المجتمع المنكوب (x) بالعمل بنصيحتي قسراً. فتحريم أكل لحم الخنزير مثلاً، ربما يجد السند المقبول له في الجزيرة العربية التي لم تعتد على أكل لحوم الخنزير مثلاً، ولكن من واجب الأمريكي المُسلم أن يمتنع فوراً عن أكل الخنزير حتى دون معرفة سبب مقنع لهذا التحريم، لأنه يعلم تماماً أنه لا ضير من أكل لحم الخنزير على الإطلاق لا من الناحية الصحية ولا من غيرها من النواحي، طالما أنه تناول هذا النوع من الأطعمة لسنوات طويلة من حياته، دون أدنى مشكلة تذكر إلا فيما يتعلق بالأضرار التي قد تتوافر كذلك في اللحوم الأخرى بنفس المقدار، وعندها لن يعود لقوله {{كلوا من طيبات ما رزقناكم}} أي معنى يذكر بالنسبة له، إذا كان لحم الخنزير من أطعمته المفضلة.

وإذا كان المجتمع العربي معتاداً على تغطية جسد المرأة لأسباب متعلقة بثقافة المجتمع وتراكماته المعرفية والأخلاقية، وطبيعة العلاقة بين المرأة والرجل في هذا المجتمع، فإن فرض الحجاب الإسلامي على المرأة الأمريكية المُسلمة –مثلاُ- ضرب من السذاجة، واعتراف ضمني بعدم توافق المبادئ الدينية مع ثقافة المجتمعات كلها، وتعلقه بالمكونات الثقافية للبيئة التي نشأ فيها، وتصبح الحقيقة المؤكدة هي أن التشريعات الدينية تشريعات نصية ثابتة لا يمكن تطبيقها على متغيّر زماني أو مكاني، وهو ما حاول أتباع محمد فعله فأثار المشكلات والشروخ في عدد كبير من المجتمعات التي ظهر فيه الإسلام، ونتج عن ذلك تيار يدعو إلى إعادة النظر في هذه التشريعات والنصوص الثابتة، وما كان لذلك أن يحدث لولا محاولات تطبيق التشريعات الإسلامية في أمكنة مغايرة لتلك التي ظهر فيها الإسلام أول مرة، فعرفنا الفقه الإسلامي والمذاهب الإسلامية، وهو مما لم يُشرع له محمد، وأصبح النص الواحد ذو دلالات متغيرة حسب المكان والزمان، واعتبر علماء الإسلام ذلك ميزة في التشريع الإسلامي، دون أن يعوا أن اختلاف الدلالات يعني –بالضرورة- اختلاف النص، لأن النص اللغوي في حقيقته ليس سوى قالب لغوي لفحوى أو معنى واحد؛ فإن نحن اختلفنا في تفكيك القالب اللغوي فإننا –بلاشك- سوف نختلف في تأويل المعنى داخله، وعندها سوف يكون لدينا تأويلان لنص واحد، وهذا –وإن كان يُساعد في توسيع التشريع- إلا أنه يدل على ضعف الصياغة في التشريع، لأنه ليس هنالك مُبرر يجعلنا نأخذ بالتأويل الأول ولا نأخذ بالتأويل الثاني، إلا أن تكون مقتضيات المصلحة الشخصية، أو ضرورات الثقافة المحلية لكل مجتمع، وهذا يعني أن طبيعة المجتمع نفسها هي من تفرض التشريع، وليس شيء آخر.

تصبح المشكلة مع التشريعات الدينية في إدعاء قداستها وبالتالي ثبوتها القطعي، فإن قلنا أن التشريع الديني يأمر بقطع يد السارق نصاً ثبوتياً قاطعاً، فإن أتباع هذا التشريع لن يكون أمامهم سوى تطبيق هذا التشريع سواء أكان في المجتمع الذي وُلد فيه التشريع أو في أي مكان آخر انتقل إليه التشريع لاحقاٌ. وإن نحن عرفنا أن رجلاً كعمر بن الخطاب قد قام بإلغاء حد السرقة في عام المجاعة كما هو معلوم ومشهور، فإننا نصبح أمام أحد أمرين، أحلاهما مُر:

الأول: أن عمر بن الخطاب قد تدخل بتحريف وتعطيل التشريع الإلهي الذي قال عنه محمد أنه {{لا مبدل لكلمات الله}} وبالتالي القول بأنه عبّر صراحة عن عدم رضاه بالتشريع الإله في جزئية منه، أو أنه نصب نفسه مُشرعاً في إزاء المُشرع المحمّدي المُتخيّل.
الثاني: أن عمر بن الخطاب كان أكثر فطنة وحكمة من الإله بحيث لم يُجر التشريع بحرفياته كما هو مثبوت في النص، بل أعمل فيه اجتهاداً، وبالتالي القول بأنه ساهم في إنشاء ديانة جديدة ذات خصائص أكثر مرونة من الديانة الإسلامية ذات النصوض الثابتة والجامدة، لأن النص القرآني لم يُقدم أي استثناء في قطع اليد وكأنه لم يضع في اعتباره تلك الحقبة التي قد يُصاب فيها الناس بالمجاعة والعوز.

وحيث أن كثير من الناس لا يتوقفون عند ما قام به عمر بن الخطاب، ويرون (عندما يُضطرون إلى الكلام عن هذا الأمر) أن عمر بن الخطاب فهم روح النص ومقاصد التشريع العليا، وأنه عمل بمقتضى هذه المقاصد، فإنه يحق لنا التساؤل حول إمكانية تعطيل التشريعات المحمّدية في الحالات المشابهة. فهل يجوز تعطيل حد الزنا –مثلاٌ- إذا استشرى عزوف الشباب عن الزواج لأسباب اقتصادية؟ أو إذا استشرى الزنا وأصبح عرفاٌ اجتماعياٌ سائداٌ أو نشاطاٌ اقتصادياٌ مقبولاٌ ومسموحاٌ به؟ وهل يجوز تعطيل حد القذف إذا كثرت الفتن؟ وهل يجوز تعطيل حد الحرابة إذا خشي من ضرر أكبر من ضرر إقامة الحد؟ وهنالك العديد من التساؤلات التي من الممكن أن تتولد من خلال قضية مثل هذه.

تصبح ورطة التشريعات الإسلامية مزدوجة إن نحن قلنا بثبوته وإن نحن قلنا بمرونته. فقولنا بثبوت النص يعني استحالة تطبيقه في كل زمان ومكان، وهو كما يحدث في حالة السلفيين والأصوليين، وقولنا بمرونة النص يعني التدخل البشري المباشر بالتعطيل (كتعطيل حد السرقة عند الحاجة كما فعل عمر بن الخطاب) والتفعيل (كتشريع عقوبة لشرب الخمر كما فعل عمر بن الخطاب أيضاً) وهذا يعني إقرار منا بعد إدراك المُشرع لحركة المجتمعات البشرية وتغيّرها الدائم. وإلا فلماذا لم تقدم الشريعة الإسلامية استثناءً لحد السرقة في حالات الضرورة القصوى والحاجة والفاقة الجماعية؟ علماً بأن السرقة في أيام المجاعة تكون أكثر بشاعة منها في الأوقات الاعتيادية، لأننا إن نظرنا إلى الأمر من زاوية السارق فإننا قد نجد له العذر، ولكن إن نظرنا إلى الأمر من زاوية المسروق فإن العذر قد يتبدد، فالأفضل أن أتعرض للسرقة في أيام الرخاء على أن أتعرض للسرقة في أيام المجاعة والشدة.

إن التشريع الإسلامي لم يُحرم السبي مثلاً، ويذهب عدد من الفقهاء إلى القول بأن السبي حرام في الإسلام، رغم عدم ورود نص صريح بهذا التحريم، معتمدين على حجة غريبة وواهية، مفادها أن هذا التحريم كان تدريجياً، بحيث يصل المجتمع إلى تحريم السبي من تلقاء نفسه. وهذا الأمر يوافق مذهبنا القائل بأن المجتمعات البشرية هي من تشرع لنفسها بنفسها، وهي بذلك ليست بحاجة لتشريعات سماوية أو غيبية، ولكن ماذا سيكون موقف هؤلاء الفقهاء إن عادت المجتمعات البشرية إلى قانون السبي والرق مرة اخرى لأي ظرف طارئ، هل سيظل تحريم السبي التدريجي فاعلاً أم سوف يُعطل مرة أخرى؟ هل يصح القول بأن النص التشريعي يأمر بالشيء وضده في آن معاً حسب المتغيّر التاريخي؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهذا أدعى للقول بأن المجتمع هو من يُشرع لنفسه، وفي هذه الحالة، فإن البشرية ليست بحاجة إلى الأديان لوضع تشريعات تنظيمية لها، طالما كانت حركة المجتمع هي من تحدد هذه التشريعات وتفعلها وتعطلها بناءً على ذلك.

إن نظرة متفحصة على مصدر التشريع الإسلامي الأول (القرآن) يُظهر لنا تناقضاً صارخاً في الخطاب الديني، إذ تحتوي السور المكية على آيات تدعو إلى التسامح والصلح، بينما تدعو الآيات المدنية إلى القتال والجهاد والعنف، وحجة أن الجهاد لم يُشرع إلا للدفاع عن النفس لهي حجة باطلة لأن هنالك العديد من الآيات التي توصي بالجهاد الهجومي وليس الدفاعي، وليس فقط النص القرآني، بل وكذلك التاريخ الإسلامي نفسه مليء بالشواهد التي تدل على نزعة الهجوم في كثير من الغزوات. وعلى سبيل المثال فإن غزوة بدر لم تكن إلا بدافع الهجوم والانقضاض على قافلة قريش، وكان القريشيون في هذه الغزوة هم المدافعون عن قافلتهم وعن أموال تجارتهم التي أراد محمد وأتباعه السطو عليها، وما خطاب محمد لأتباعه قبيل الغزوة إلا تأكيد على ذلك. فإذا قال قائل إنه يتوجب علينا أن نقرأ الآيات القرآنية في سياقها التاريخي، وألا نحاول تعميمها، فإن ذلك يدعونا إلى التساؤل: هل هذا يعني أنه تم إسقاط تشريع الجهاد الآن؟ لقد رأينا كيف ان محمداً حث أتباعه على الجهاد، وحرص على ذلك حيث نجده يقول: {{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال}} وقال كذلك: "من مات ولم يغز ولم يُحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق" أفيمكننا الآن أن نعتبر آيات الجهاد من الآيات المُعطلة، وأنه لا يُمكن قراءتها إلا في سياقها الزماني؟

حسناً، فلنقرأها إذن في سياقها الزماني، فهل كان ما يفعله محمد وأتباعه من غزو ونهب أمراً أخلاقياً حتى نبرر له؟ ربما سيقول قائل: إن الغزو والسبي كان مما تعارفت عليه الأعراب حتى قبل مجيء محمد، وأن ذلك ليس بدعة ابتدعها محمد، والعمل الذي يقره المجتمع في زمن ما، لا يُمكن أن نقيّمه نحن بمعايير زماننا. وهذا الكلام ربما يكون أسوأ تبرير يُمكن أن يُقال، وإلا فإننا سوف نلوم على لوط أنه كان يعيب على قومه فعلهم الشاذ، فطالما كان اللواط معمولاً به في مجتمع قوم لوط، فلماذا دعا لوط قومه إلى تغيير هذه العادة التي كان متعارفاً عليها في ذلك المجتمع، والتي نراها نحن شذوذاً في زماننا؟ بل وما القيمة الأخلاقية التي يحملها الدين إن كان سوف يُبقي على السلوكيات الموجودة في المجتمع؟ وإنني لأعجب من أولئك الذين يفتخرون بأن الإسلام منع وأد البنات رغم أنها كانت عادة معروفة لدى العرب، فلماذا يُحرم الإسلام وأد البنات ولا يُحرم الرق والسبي؟ الحقيقة أنه لم يكن بمقدور محمد أن يُلغي نظام السبي والرق ليس فقط لأنه نظام متأصل في المجتمع العربي وتقوم عليه عمائد اقتصاده، بل ولأن هذا النظام كان يصب في مصلحته ومصلحة دعوته؛ إذ لولا غزواته لما كُتب للإسلام الانتشار في الجزيرة العربية ناهيك عن بقية البلدان والأمصار الأخرى، كما أنه لم تكن لمحمد وسيلة أخرى يجني بها الأموال الضرورية لإقامة دولة سوى وسيلة سلب أموال القوافل أو الإغارة على القبائل والقوافل، ولما كانت القبائل العربية لا تغير على القبائل الأخرى إلا بدافع فرض السلطة على المراعي والمسطحات المائية أو الانتقام لشرف القبيلة، فإنهم كانوا يُطلقون على أولئك الذين يغيرون على القوافل والقبائل (دون هذه الأسباب) اسم (صعاليك) فإننا نرى أن محمداً وأتباعه لم يكونوا سوى زمرة من الصعاليك في ذلك الوقت، وإن من الصعاليك لمن كان يُغير على القوافل لينهب أموالها ويوزعها على فقراء القبائل الأخرى، فلا يستأثر بها لنفسه.

إن من أكثر خصائص الدين الإسلامي غرابة هي نزعة الإقصاء التي يتمتع بها، إذ يرى أتباعه أنهم أصاحب الديانة الوحيدة الصحيحة، وأن كل من خلاهم كافرون وضالون، ولا يُمكن اعتبار هذه النزعة نزعة فردية، فهنالك نصوص تعزز هذا الشعور وتنميه {{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون}} وكذلك {{كنتم خير أمة أخرجت للناس}} وهي ذات النزعة التي يعيبونها على اليهود الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، ولا أرى الفارق بين الاثنين كبيراً، وإن كنا سوف نتكلم بالعقلية الدينية قليلاً، فإننا سوف نجد أن لنزعة اليهود العنصرية ما يُبررها من مواقف نقلها محمد من الكتب السابقة، فهم شعب تلقوا المعجزة تلو المعجزة، إذ نزلت عليهم مائدة من السماء، وفجر الإله لهم الارض أنهاراً، وأماتهم ثم أحياهم مرة أخرى، وأرسل إليهم عدداً كبيراً من الرسل، فكل ذلك مما يدل على محبة الإله لهم فعلاً، فماذا فعل هذا الإله لهذه الأمة ليصبحوا خير أمة، ونحن نرى مدى تخلفهم على سائر الأمم الأخرى؟ ألا نرى في بلاد الإسلام مظاهر التخلف والجهل والمرض والفقر والتسلط والقهر السياسي؟ ما هي معجزات هذه الأمة التي يُمكن أن يُفاخروا بها أمةً أو شعباً كاليهود؟ ما هي إنجازات هذه الأمة أمام إنجازات اليهود الاقتصادية والسياسية والعلمية؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أصحاب الثقافة الصفراوية
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 10 - 18:00 )
الأخ آدم عن أي إسلام تتحدث وهل يكفي ترديد ونسخ قراءة أصحاب الثقافة الصفراوية لتكون حكما على القرآن !! سبق وحاولت إدخالك في ميدان الفكر الموضوعي المحايد بعرض أكثر من فكرة للتعرف على المدخل العلمي والموضوعي لنقد أي كتاب سواء القرآن أو غيره لكنك تفضل البقاء متهودا مع أصحاب الثقافة الصفراء ..، وبدون الدخول في جدل لا يفيد من يبحث عن إقناع غيره وكأنه في سرك سياسي ،
تقول أن محمد كان راعي أغنام وغير ذي ذكر . طيب هل يمكن أثبات حقيقة بدون معاينة الحدث ! ؟ وتقول أنه قال عن نفسه ( إنك لعل خلق عظيم ) رغم أن هذه النقطة وغيرها لا تنم عن جهل عظيم فقط لكن على حقد عظيم أيضا فأين في الآية لفظ محمد إنك تعني في القرآن أي من يقرأ القرآن فليس في القرآن تقدير محذوف وغيره من عبثكم اللغوي ثم وهذا الأهم ما هو مفهوم الخلق في القرآن ؟ لا تعرف ولن تعرف . أقولك الخلق من الخلق والخلق في مفهومه القرآني يعني عملية إنتقال من حالة إلى أخرى في داخل المنظومة فتكوين الإنسان هو من ذرات الكون وهي عملية خلق وليس للفظ علاقة بالسلوكيات أو الإيجاد من العدم . كثير هي المغالطات والأحقاد لكن لمن تقرأ زابورك يا داود


2 - الأخ أحمد جاويش
هشام آدم ( 2011 / 1 / 10 - 18:24 )
الأخ: أحمد جاويش
تحية طيبة

الحقيقة لا أحب أن أدخل في مهاترات لا تفضي إلى شيء. أنت تتهمني بالجهل والحقد لمجرد أنك تتصوّر أنني لا أُحسن قراءة القرآن، ولعلك لم تقرأ سورة القلم من بداياتها والتي تقول: ن والقلم وما يسطرون وما أنت بنعمة ربك بمجنون وإنك لأجراً غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم. هذه الآيات لم يرد فيها ضمير مستتر، ولا أذكر أنني ادعيت ذلك، هذه الآيات فيها ضمير مخاطب، ولا أدري إن كنتَ تعتقد أن القرآن بخطابه الفردي موجه إلى شخص آخر غير محمد، وتقول أن معيني ومصدري الثقافة التي وسمتها بالصفراوية واليهودية، فهل تتهم الطبري وابن كثير بالصفراوية واليهودية؟ من برأيك الذي له أجر غير ممنون؟ ومن هو برأيك الذي تحاول الآيات تبرأته من تهمة الجنون؟ ومن برأيك الذي تصفه الآيات بأنه على خلق عظيم؟ ثم إن كنت ترى أن خلق )بضم الخاء) تعني الخلق (بفتح الخاء) فربما يكون كلامك هذا صحيحاً فقط إن كان القرآن كُتب بلغة أخرى غير العربية، وإلا فأنت مطالب بإيضاح مصدرك من أمهات كتب اللغة يُدلل على ما تقول


3 - الأخ هشام آدم
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 10 - 18:50 )
الأخ هشام أدم شكرا لتحيتك أقصد بالتهود كل من يتمسك بفكر السابقين ولا يحيد عنه أمام الدليل الموضوعي فالسلفي المسلم والسلفي والمسيحي وأي كان ينطبق عليه الحال فهو يهودي ولا أقصد طائفة محددة .
القرآن يا عزيز يخاطب الإنسان كل إنسان ولا يخضع في خطابه لإي من ما يُسمى قواعد اللغة العربية وليس به مذكر ولا مؤنت ولا مبني للمجهول ولا بلاغة ولا ترادف نعم ولا ترادف ولا غيره .. ولغته أو بمعنى أدق لسانه عربي ولا يوجد لسان أخر أو لغة أخرى تسمى عربي حتى لو أصطلح البعض على هذه التسمية للغتهم وأي لفظ في القرآن مفهوم وليس موجود وهذا المفهوم واحد وليس متعددا وتدخل الموجودات أي المشتركات اللفظية في هذا المفهوم حسب ما تحمله من دلالة المفهوم . قد يبدو هذا الكلام طلاسم وخاصة لمن يعتقد أن محمد هو من آلف القرآن رغم بنظرة بسيطة وقراءة موضوعية لآي سورة ستضحض هذا التصور فما بالنا لو محمد راعي غنم ويجهل القراءة والكتابة ! تدعي أن محمد كتب القرآن أليست غريبة أن يذكر أسمه هو مرتين فقط في حين باقي الأنبياء يُذكرون عشرات المرات ألم أقل لك أن القرآن ليس كتاب عقيدة ولا تشريع . معذرة و تحياتي ولنا لقاء


4 - أحمد الجاويش 2
هشام آدم ( 2011 / 1 / 10 - 19:11 )
تحية لك مجدداً، الحقيقة ليست لدي آراء قاطعة حول إمكانية تطبيق البنيوية على النصوص الدينية (القرآن) مثلاً، وكن تظل لي وقفة مطولة حول مقولات البنيوقرآنيين (إن صح الاشتقاق) ولكنك بطعنك في اللغة العربية وقواعدها تطعن في تاريخ عرقية بأكملها يمتد منذ قرون طويلة قبل الإسلام. ولا علاقة للمتهودة الذين تعنيهم يد في ذلك على الإطلاق، بدلالة أننا قادرون حتى اليوم على فهم أبيات أصحاب المعلقات المكتوبة باللغة العربية القحة، بالرجوع إلى المعاجم الصفراوية تلك، ودونها فإننا سوف نكون أمام نصوص مبهمة وغير مألوفة رغم أنها نصوص عربية. أما عن ذكر محمد في القرآن فأنا أختلف معك فيما ذهبت إليه، فربما لم يُذكر اسم محمد حرفاً، ولكن جاء ذكره لقباً ووصفاً في كثير من المواطن، وإن بدأنا في سردها لاحتاج ذلك إلى مقال إضافي. ولكن لدي تساؤل، إن كان النص القرآني نص إلهي فعلاً كما تعتقد (من الاعتقاد والإيمان) فلماذا برأيك احتاج إلى وسيط بشري ينقل لنا نصوصه الكونية، لاسيما إذا كانت الفكرة (كما تقول) ليست موجهة إلى فرد بعينه ذكراً كان أم أنثى، قديماً أو حديثاً أو مستقبلاً؟ أعتقد أنه من الأسهل والأجدى أن يجد كل واحد منا


5 - أحمد الجاويش 3
هشام آدم ( 2011 / 1 / 10 - 19:17 )
كنتُ أقول إنه من الأفضل أن يجد كل واحد منا تلك التعاليم اكونية منسوخة في جيناته، لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار حادثة الإشهاد المشهورة، أو حتى دون الحاجة إلى الاستدلال بها، كأن تكون على شكل وحي أو إلهام شخصي يُمكن أن يكون معياراً فردياً لمعرفة الخير والشر مثلاً، أو لمعرفة السلوك القويم من غيره، أو ربما وسائل للتصالح مع الكون. ولكن لماذا يلجأ إلى اتخاذ أنبياء ورسل؟ لماذا هذه الطرق الملتوية؟ أعني لماذا يختار إبلاغنا عن طريق بشر بهم من صفة البشرية ما يكفي للطعن بمجمل الرسالة أو حتى على الأقل التشكيك بها؟ أما عن اللغة يا عزيزي فلا أعتقد أنه باستطاعتنا قراءة آية مثل (والأنعام خلقناها لكم) إلا على أنها تعني الخلق من عدم أو التذليل وما ذلك إلا باعتمادنا على مخزوننا المعجمي عن اللغة التي يتحدث بها القائل. أما عن أمية محمد فهذه إحدى الموضوعات الشائكة التي مازال البحث فيها جارياً، وهو ما لا أعتقد أنه يُفيد موضوعنا في كثير أو قليل. تحياتي لك مرة أخرى


6 - نماذج لضمير المخاطب في القرآن
هشام آدم ( 2011 / 1 / 10 - 19:27 )
إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما
يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك
هذا إذا أخذنا في الحُسبان الآيات التي تميّز بين: يا أيها النبي، ويا أيها الذين آمنوا، ويا أيها الناس .. إذن فالخطاب القرآني موجهة إلى شخص أو أشخاص بعينهم وهذا لا يُعرف من السياق وليس بمقدرونا إنكار هذا التخصيص في الخطاب القرآن جملة وتفصيلاً


7 - جرعة تنوير دسمة لا تكفي؟
عدلي جندي ( 2011 / 1 / 10 - 21:05 )
الوجبة دسمة جدا وصعب هضمها وتحتاج إلي 1400 جرعة تنوير حتي لو كانت أقل حرفة من جرعتك القوية ...ولا تتحمل القطعان هكذا كميات وعلي العالم المتقدم الحر والمتحضر البحث بجدية في إستنباط طريقة مجدية تساعد علي التنوير حتي لو كان بطريق نوع من الأشعة تتشابه والليزر حتي تتمكن شعوبنا من ممارسة حق التفكير وحرية التعبير والمساواة


8 - الأخ هشام آدم مرة آخرى
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 10 - 21:26 )
الأخ هشام يمكننا أن نتحدث عن أي نقطة مما ذكرت مثل ما أطلقت عليه حادثة الإشهاد أو غيره ويمكننا أن نتحدث عن الرسالة القرآنية بوجه عام والتفاصيل تآتي تباعا في حال كانت هناك أرضية مشتركة للحوار.
وقولك (من الأفضل أن يجد كل واحد منا تلك التعاليم اكونية منسوخة في جيناته) هذا ما أعتقده من خلال قرائتي للرسالة القرآنية وبعيدا عن التصنيفات قرآنيين و وجمهورين هههههه أقول لك أن الرسالة لا تركز نهائيا على حاملها بل هو مطالب أيضا بدراستها كغيره من البشر وما طرحته أنت من أسئلة عميق ومشروع جدا وأطرحه أنا أيضا لكني أعتقد أن صائغ القرآن يدرك ذالك ولذالك جعل رسالته تحدي للعالمين وكما أنه يقول أن رسالته فيها هدى وحلول للإشكاليات البشرية يضع الرسالة نفسها كأشكالية كبرى مرتبط فهمها بفهم موضوعها الكوني وربما في هذا إغاظة و دفع لدراستها ، أما حصر الرسالة في في أجواء بدوية أعرابية ومحاصرتها بقراءة الأسلاف دون الدخول فيها بعمق سيجعلنا كمن يطوف حول المكعب ويظن أن بداخله شيخ القرآن يقول أن حياتنا هذه ليست نهاية المطاف وأن البحث لن ينتهي وهذا ليس بعدا عقائديا أو إفتائيا إنما في .. يتبع


9 - تابع
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 10 - 21:28 )
إنما في إطار البحث العلمي ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدء الخلق ) وهنا أقول لك أن الإنسان أي إنسان يمكنه الإستغناء عن الرسالة ويكفي أن يُفعل ديناميكية نفخ الروح فيه ليتوازى مع من يهتدى بالرسالة حسب شروطها بل ربما يتفوق ولنا في وضع النبي إبراهيم مثال فإبراهيم كان عالما فلكيا ملحدا يبحث عن سبب وجوده عابرا من شاطىء لآخر حتى توصل لأبعاد ملكوت السموات والأرض وذكره صائغ القرآن كمفهوم وليس كشخص تاريخي بمعنى أنه سيتكرر على مر الزمن وطالب كل إنسان أن يهتدى بطريقته ( وأوحينا إليك أن إتبع ملة إبراهيم حنيفا ) وإليك في الآية أي إلى هشام وأحمد وأي من كان يقرأ ويريد وليس محمد فقط فهو أيضا مطالب بما نحن مطالبين به والحنيف هو كل من يخضع للدليل الموضوع حتى لو خالف فكره وعقيدته .
هذا شيء من الرسالة أما أي محاولة لإحداث مقارنة بين سقفنا المعرفي ومحتوى الرسالة فهذا يسقط القراءة المعرفية ويجعنا حبيسي القراءة الإيدلوجية وأظن هذا لا يتوافق مع قواعد البحث العلمي والموضوعي وأي قراءة للرسالة للإحاطة بها معناه سقوط هذه القراءة في أول مقبرة ستصادفها فالأمر مفتوح ويتجاوز أي فرد وقراءة و .. يتبع


10 - يتبع 2
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 10 - 21:29 )
وما محاولاتنا إلا لإيجاد أرضية يمكن التراكم عليها بعد أن تلاعب السابقون بالرسالة ووظفوها توظيف سياسيا ومذهبيا ،
أرجو ألأ أكون أثقلت على الموضوع ولي عودة .
تحياتي


11 - نماذج اضافية لضمير المخاطب في القرآن-1
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 10 - 21:39 )
أولا تحية طيبة
يعجبني التحليل المنطقي والتسلسل في طرح الفكرة بوضوح وقد يتهمني البعض بالتحيز لأني أشاركك الفكر ولكن أقول لو أنه لو لدي يعارض هذا الفكر نفس الكم كن الادلة والقدرة علي عرضها بنفس المقدرة لأصبح الحوار أجدي وأنفع

واسمح لي فقط رغم أنك في ردك أوفيت أن أضيف أمثلة لضمير المخاطب في القرآن والتي توضح بلا أدني شك أنها تخص محمد

أنا أعطيناك الكوثر- الي- أن شانئك هو الابتر

ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وذرك الذي أنقض ظهرك

وعودة الي موضوع المقال لقد أوفيت في عرض الناحية السيكلوجية لأدعاء محمد للنبوة وهناك أيضا من وجهة النظر الطبية الأعراض الجسمانية التي عاني منها محمد

عند مجيئ (الوحي) له
أنه كان يغيب عن الوعي لفترات قد تطول أو تقصر
كان جسمه ينتفض وتتقلص عضلات وجهه
كان فمه يرغي ويزبد كما يفعل البعير

وعند ذهاب (الوحي) عنه كان

يظهر متعبا
يمضي بعض من الوقت حتي يعود الي حالته الطبيعية

يري خلال هذه الفتره رؤي مثل جبريل أو ملائكه أو أماكن -كما في قصة الاسراء-مثلا

يسمع صليل كالجرس
يسمع كلام (جبريل) له

يتبع


12 - نماذج اضافية لضمير المخاطب في القرآن-2
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 10 - 22:00 )
تكمله

طبيا هذه الاعراض بالعربيه ثم الانجليزية

سماع صليل أو أجراس
Aura
التشنجات
convultions
الاغماء
loss of consciousness
رغي اللعاب عند صعوبة التنفس من الفم حيال الغيبوبه
laboured breathing and foaming

عند الافاقه

حالة الذهول الوقتي
vogue state
هلاوس سمعية
auditory hallucinations
هلاوس بصرية
visual hallucinations

التشخيص الطبي هنا واضح جدا ويكاد يكون كلاسيكيا لمرض الصرع المعروف
epilepsy (grand mal)

إلا اذا كان محمدا يفتعل هذا حتي يوهم قومه

وتحياتي

و


13 - تصحيح
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 10 - 22:08 )
معذرة فقد كتبت في مداخلتي الاولي

ولكن أقول لو أنه لو لدي يعارض هذا الفكر نفس الكم كن الادلة

والصحيح

ولكن أقول لو أنه لدي من يعارض هذا الفكر نفس الكم من الأدلة

وتحية


14 - مرة اخري معذرة
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 10 - 22:38 )
يبدو أن يومي هذا يوم ارتكاب الاخطاء اللغويه
كتبت
ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وذرك الذي أنقض ظهرك

وأقصد

ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك

فمعذرة


15 - اضاءات تبدو ساطعة
نورس البغدادي ( 2011 / 1 / 11 - 02:05 )
هذا النص التاريخي الحقيقي الذي قدمه الأستاذ آدم يحتاج الى مخرج سينمائي ليقدمه للجمهور كفلم تاريخي حقيقي عن الدعوة الأسلامية عوض التزييف الذي حصل في فلم الرسالة التاريخي الذي اخرجه المرحوم مصطفى العقاد ، ارى ان النهظة التنويريه اصبح لها تأثير كبير وجدي في تجديد التاريخ وقراءته قراءة صحيحة ، وليس حلما ان يتحقق يوما ما ويظهر فلم الحقيقة على الشاشة البيضاء ، شكرا لجهود الأستاذ هشام وتحياتي للجميع


16 - من يعي
سناء نعيم ( 2011 / 1 / 11 - 06:52 )
أقرا لك واعجب بمقالاتك النقدية التي تغوص في عمق الموروث الإسلامي لتفككه وتظهر مدى تخبطه وتناقضه ،وهذا ما يغيض البعض من متسلّقي الشهرة فينبري للهجوم في محاولة، بائسة، لتشويه صورة كتاب الحوار المتميزين متهمين إياهم بالتبشير أو العمالة .لذلك اتوقع ان يظهر احدهم ليهاجمك ويصفك باللأحرفية والحقد على الإسلام .لقد قال احدهم في هذا الموقع:صاحب الرسالة ُيقرأ ولا يُحاكم.أي على المسلم ان يلغي عقله ويقبل كل ما هو لا أخلاقي من نبيه
ملاحظة:ذكرتني بالشعراء الصعاليك:عروة بن الورد ،تأبط شرا ، الشنفرى الذين كنت اعتقد أنهم اشرار وقطاع طرق كما تعلمت لاكتشف انهم كانوا اكثر نبلا واخلاقا من غيرهم.مع تحياتي


17 - مقال ( ماستر بيس ) يستحق الصفحة المختارة
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 11 - 08:25 )
الأخ هشام آدم ... سلامات
هذه مقالة أخرى ( ماستر بيس ) ساحتفظ بها في مُفضلتي لتكون مرجعاً فيما يخص محمداً والإسلام
تهانينا .... فهي صلاة متكاملة وحجة ولطمة على وجه الجهل القبيح ، و تحليل ذكي لأوضاع محمد الإجتماعية والنفسية والعصابية والتي يتدخل فيها - وبشراسة - ماضيه الفقير البائس حين كان مُهمشاً وبلا عائلة أو قوة أو جاه ، ومن عائلة صغيرة فقيرة الحال
الحقيقة لم تهمل المهم مما يخص محمداً وبداياته ونزواته وألاعيبه
وأجد فيك ناقداً فذاً للتأريخ وليس للأديان ، كون كلمة ( الأديان ) إصطلاح بشري أرضي حشروه وعمموه لآيدلوجيات بعضها مسالم وبعضها همجيلكنها تبقى جميعاً أرضية ولا تملك حتى جناحي ذبابة لتطير وتحلق في سماء القداسة والألوهية المزعومة
صدقاً هي واحدة من أجمل وأذكى المقالات الناقدة لظاهرة الإسلام
والذي يُذهلني دائماً هو : لِمَ لا يستطيع فهم هذه التفاسير هؤلاء الناس الذين يدعون الإيمان ؟ فبعضهم أذكى من بعضنا !!! ولكن .... هل تعتقد أن تلافيف مخهم تختلف عن تلافيف مخنا ؟ أم هي المكابرة التي تجعلهم يُعاندون كما التيوس ، أم هي قلة الفهم والعبط حقاً ؟
كفانا العقل شرهم
تحياتي


18 - أحمد الجاويش - تابع
هشام آدم ( 2011 / 1 / 11 - 14:57 )
الأخ: أحمد الجاويش
دائماً هنالك أرضية للحوار، طالما كان الاحترام (مع الاختلاف) متوفراً بين طرفي الحوار. في اعتقادي الخاص فإن هنالك ما أسميه بالتصورات المثالية الذهنية الخاصة هي من تتحكم في توجيه آرائنا وأفكارنا تاجه قضايا محددة، فتصورات البعض المثالية عن الإسلام مثلاً هي من تتدخل لترفض بقية التصورات الأخرى. فمثلاً عندما تكون تصوراتي الذهنية عن الإسلام أنه دين رحمة وتسامح فسوف لن أمتلك أدوات تجعلني أتقبل فكرة أنه دين عنيف وانتهازي وإمبريالي على الإطلاق، حتى وإن كانت مقومات هذه الاتهامات موجودة في النص القرآني أو الحديث النبوي أو حتى السيرة والتاريخ؛ لذا فإن الأغلبية تبرر لتلك الصور المتناقضة مع تصوراتها الذهنية المثالية عن الإسلام بأنها نصوص غير مؤكدة ويطعن فيها لاسيما إذا كانت أحاديث
فنجده يرفض الأحاديث ويطعن في صحتها حتى وإن كانت واردة في الصحاح، ورغم ذلك فإننا نجده يتمسك بالأحاديث الأخرى التي تدعم تصوراته الخاصة عن الإسلام. وكذلك فإنه يرفض التصديق القصص التي تتناول سيرة سيئة عن نبي الإسلام ويطعن في صحتها، في الوقت الذي قد يلجأ فيه إلى الاستشهاد بنفس المصدر للتأكيد على حُسن خلقه


19 - أحمد الجاويش - تابع 2
هشام آدم ( 2011 / 1 / 11 - 14:58 )
وهكذا فإننا سنبقى على الدوام في حالة من الكشف والإنكار بناءً على هذه الخلفيات والتصورات، ولذا فإنني أقول: يجب علينا أن نتحلى بقدر كبير من الموضوعية لنتمكن من الحكم على الأمور. أما عن كلامك فإنني أرى أن أي ديانة قد تؤدي الدور الكوني الذي تتحدث عنه، فلماذا نتمسك بالإسلام مثلاً؟ إن تمسك المسلمين بالإسلام يا عزيزي منبعه الحقيقي هو الرابط اللغوي المعجمي الذي ترفضه والذي ينص على أنه الدين الخاتم والدين الناسخ للأديان الأخرى. ثم إنني –بصورة شخصية جداً- لا أرى أي ضرورة أو حاجة للدين حتى نرى الملامح الكونية من حولنا، الوصول للنقطة المعرفية بالكون والطبيعة والأشياء قد تتأتى من طرق أخرى غير الأديان


20 - سير جالاهاد
هشام آدم ( 2011 / 1 / 11 - 15:04 )
العزيز: سير جالاهاد
هنالك باحثون تطرقوا إلى الجانب النفسي لدى مُدعي النبوة، وتناولوا الأعراض المرضية وكانت متوافقة تماماً لما جاء عن محمد في السيرة، فالحقيقة أن محمداً كان يعاني من الصرع من صغره، وهو ما نقلته لنا كتب السيرة وربما تتذكر حادثة وقوعه صريعاً والتي حُرفت فيما بعد إلى حادثة شق الصدر، وهو ما ذكره الأستاذ معروف الرصافي في كتابه النابه: الشخصية المحمدية. إن حالة محمد وبقية الأدعياء تكاد تكون حالة مشابهة لمرضى الفصام أو الشيزوفرينيا، ولعل في بحثنا وراء العوامل الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بمحمد وبقية الأدعياء ما يكشف لنا عن تاريخ المرض، وهو ما تطرق إليه الكاتب الذكي الحكيم البابلي في مداخلته أعلاه


21 - الأخ هشام أدم
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 11 - 18:29 )
أرضية الحوار باقية طالما كان هناك هدف بحثي معرفي وليس تشويهي لأغراض متعددة .إنكار وجود اللغة العربية قبل وجود القرآن ليس طعنا في ثقافة أمة وإنما تصحيح أما الطعن الغير مبرر هو الطعن في عقيدة ونبي وكتاب ما يقرب من مليار ونصف شخص بدون قراءة موضوعية والعجيب أنك تُطلق على الكتب الصفراء أو الأحاديث الموضوعة كتب الصحاح هل أصبحت عندك صحاح أم أنك تقصد أنه بصحة جيدة وتتعاطى الفيتامينات هههههه هذا للمزاح ،
أخي العزيز القرآن يمكنك أن ترى فيه ماتشاء كتاب سلام ، كتاب قتل ، كتاب تاريخ ، جغرافيا ... لكن القرآن لن يسايرك في هذه النظرة الإيدلوجية ولن تخرج منه بشىء يمكن أن يبنى عليه او يحظى بإحترام إلا إذا كان بحثا موضوعيا محايدا من داخله وبلسانه .
ومحمد الذي تكتب عنه بهذه الطريقة الأقرب إلى العداء والطائفية منها إلى الباحث المعرفي الراقي الرجل إذا كان هو من آلف القرآن فيصعب تصديق كل الصفات الشائنة التى تنقلها نقلا أمينا من الثقافة الصفراوية ثم كيف لمحمد المصروع الدموي أن يمجد المسيح وأمه ويعظمهم بهذا الشكل التقديسي !! ؟؟
عموما أنتظر منك بحث أو جملة واحدة ذاتية لك من القرآن يمكن أن نتحاور فيها تحياتي


22 - النــص
خالد محمد ( 2011 / 1 / 12 - 15:02 )
لا أريد أن أعاتبك على طول غيابك فقد مللت ذلك وسأدخل في الموضوع

الإسلام برأيي ومحمد يجب أن لا ننظر إليهما أنهما واحد ، بل هما دائرتان يتداخلان ولكن لا يتطابقان ، وكلك يجب أن ينظر للإسلام في سياقه التاريخي اذا
ابتغينا نتائج أفضل

التشريعات الصالحه لكل زمان ومكان لم يمر عليها سنوات معدوده ، إلا وتصاب بتعطيل في قضيتين أو أكثر ، حد السرقه والأراضي التي تم اكتسابها عن طريق الحرب ، وهي أراضي سواد العراق على وجه الخصوص

حد السرقه دخله عدة قيود ، لم تكن موجودة في النص ، مثل فيما تقطع اليد ؟ ، ومثل ما الذي يمنع من إقامته ، وكان عام الرماده وغير عام الرماده يشهدان أن النص يحتاج لتعديلات حتى يصبح مناسبا للتطبيق .

أرض السواد كان يفترض أن تقسم كما يقسم غيرها ، خمسة أقسام أربعة منها للمقاتلين والخامس لبيت المال ، لم يحدث هذا لمصلحه رآها عمر ، وأمضى
عمر رأيه برغم الاعتراضات التي تستند إلى النص

اذا كانت النصوص آن ذاك يطرأ عليها التعديل فهل هي صالحة الآن ؟

تحياتي لك أستاذ هشام


23 - الحكيم البابلي
هشام آدم ( 2011 / 1 / 13 - 13:00 )
أستاذي وصديقي الحكيم البابلي، أعتذر لك عن تأخر الرد، والحقيقة أن دخولي إلى الإنترنت متعذر بعض الشيء، وليس متاحاً في كل وقت، فأرجو أن تعذرني يا صديقي، لقد أعجبني التفريق بين التاريخ وبين الأديان، وهو تفريق ذكي فعلاً، وأتمنى أن تكون هذه المقالة امتداداً لسلسلة المقالات التنويرية التي تهدف في أساسها إلى إلقاء الضوء على التاريخ الخفي لما يُسمى الأديان وأن يُفيد ذلك في تبصرة الناس بما يتوجب فهمه والإلمام به


24 - أحمد الجاويش
هشام آدم ( 2011 / 1 / 13 - 13:07 )
تحياتي مجدداً، لا أعرف سبباً لاعتبارك أن مقالي هذا لم يكن مقالاً موضوعياً، ولا أعرف فهمك للموضوعية إلا أن تكون تمجيداً لما تمجده ولما تقتنع به. عموماً يعرفني الجميع هنا بالموضوعية وعدم الطعن والهجوم. تقول إنه بإمكاني أن أرى في القرآن كتاب تاريخ أو جغرافيا أو غيره ولكن القرآن لن يسايرني في تصوراتي عنه تلك، ولا أدري ما هي مدى وثوقيتك من أن القرآن سوف يسايرك في رؤيتك عنه باعتباره كتاباً كونياً كما زعمت. أما عن كُتب الصحاح، فهو ليس نعتاً أطلقته أنا بل أطلقه علماء المسلمين، ولا يهمني رؤيتك عن هؤلاء العلماء ورؤيتك عنهم، ولكن لا يمكن تجاوز هذا المفهوم الخطابي لأنه هو السائد سواء لزمرة السُنة أو الشيعة أو أي فرقة إسلامية أخرى، فلكل كتابه الذي يعتمد عليه وشيوخه الذين ينظرون له. ولك أن تعلم أنه لم يكن ليضيرني الإسلام في شيء إن كان كالبوذية ديانة تهتم في المقام الأول والأخيرة بطبيعة العلاقة بين الإنسان والإله، ولكن إشكالي الوحيد مع الإسلام هو تغوله على الحريات الشخصية وتعديه الواضح لقضايا الإرداة الحرة وافتراضه منهاجاً وسياسة شاملة


25 - خالد محمد
هشام آدم ( 2011 / 1 / 13 - 13:10 )
تحياتي، وأشكرك على ملاحظاتك الذكية، وبالفعل فإن ما يُسمى بالفقه الإسلامي أدخل على النص ما ليس فيه، وهو ما سمّيته تجاوز التأويل للنص، لأن الفقه يعتمد على الفهم الجيد لمعاني النص ، فإذا فسد التأويل فسد الاجتهاد والاستنباط. وهذا ما حاولت إيضاحه في مقال سابق

إن مقولة (الدين صالح لكل زمان ومكان) مقولة خاطئة بلا أدنى شك، وليس هنالك على الإطلاق شيء صالح لكل زمان ومكان


26 - أهنئك على تعليقاتك الكبيرة
طاهر مرزوق ( 2011 / 1 / 13 - 17:12 )
كل شكر وتحية للأستاذ / هشام آدم على مقالاته التنويرية التى تسعدنا بكلماته المنطقية والتى لا تحتاج لف ودوران ، نعم الأستاذ هشام يدخل إلى قلب الموضوع بسلاسة وأستاذية أشكره عليها، لأنها تتيح لنا التعلم والتثقف والتنور بل والفهم الحقيقى لما يدور حولنا من موضوعات تم تزويرها عبر تاريخ المنتصرين الغزاة.
لذلك أشكر الأستاذ هشام على إتاحته لنا الكثير من وقته ليشرح لنا ما كان خفياً وما تم تزويره وتحريفه من كتبة التاريخ والأديان .
نحتاج إلى المزيد من فكر وعلم الأستاذ هشام حتى نقوم من بحور الظلام وننعم بمزيد من الإنسانية وسط عالم الإنسانية الحضارى ، وأقول أننى أكون سعيداً عندما أقرأ تعليقاتك الذكية التى تثبت أنك أستاذ كبير.
مرة اخرى كل شكر وتقدير على كل كلمة يخطها قلمك.


27 - هشام ادم يتكلم عن الاسلام
الفاتح الشيخ ( 2012 / 3 / 7 - 15:07 )
ملعون ابو الزمن الشهدنا فيهو هشام ادم وهو يتكلم فى الاسلام والقران ويااهل الحوار الغير متمدن اليست كتابات المدعو هشام مسيئة للدين الاسلامى؟


28 - تعقيب على المقال
التاج أحمد ( 2012 / 10 / 25 - 10:24 )
تحياتي أخي هشام أرى في مقالتك أنك قد انتحيت منتحى غريبا يمزج إلى حد مدهش بين الموضوعية واللا موضوعية وبين الإنصاف والتجني ويقدم كل ذلك في قالب فلسفي يدل على تمكنك من جانب الفلسفة ولكن أيضاً يدل على ابتعادك التام عن المنطقية والتحليل السليم للوقائع .. وبعيداً عن الفلسفة اسمح لي أن أتناول بعض النقاط التي ذكرتها بابتسار وبمنطق (أمسك لي واقطع ليك) كما نقول في السودان حتى لا نثقل على السادة القراء:

أولاً بدأت بالقول إن الإسلام لم يأت بفكرة ثورية لأن الثورية عندك تتطلب التغيير الجذري والإسلام لم يفعل سوى إحياء القديم ولا أدري لم أنت تشترط التغيير الجذري؟ هل كل ما هو قديم هو بالضرورة يجب تغييره؟ فالإسلام أقر أن في القديم رسالات وأنبياء وأنه جاء ليحييها ومكارم أخلاق بعث نبيه ليتممها فما العيب في ذلك؟ ولم البتر والتغيير الجذري؟! ألا يكفي من الثورية أنه جعل ثلث البشرية تحرم الخمر والزنا والميسر؟ وهو في ذلك لم يأت بجديد فقد سبقته الرسالات ولكنها لم تنجح مثل نجاحه في تغيير البشرية ألا تكفي هذه من الثورية؟!!

ثانياً ما فذلكته من التشابه بين الرسالات السماوية والديانات الوثنية ومن ثم .. يتبع


29 - بقية
التاج أحمد ( 2012 / 10 / 25 - 10:30 )

ومن ثم استنتاجك أن الرسالات السماوية تشابه الوثنية فلم لا يكون العكس هو الصحيح وأن الوثنية هي التي تشابه السماوية لأنها الأصل؟ ولم لا تكون الوثنية هي انحراف عن الديانات السماوية بعد طول الآماد وانقراض الأجيال؟ كأنك تفترض أن السماوية بدأت فقط من سيدنا إبراهيم .. طبعا أنت لا تصدق بوجود آدم ونوح وإدريس وأولئك أقدم من أية ديانة وثنية فدعنا إذن من هذه النقطة
فالمهم في الأمر أن الوثنية كانت هي السائدة عند مجيء الإسلام حيث اليهودية في انزواء والمسيحية لا توجد في سوى بيزنطة وروما والشام ومصر والحبشة وبقية الكرة الأرضية غارقة في الوثنية فألهب الإسلام الأرض بأفكار السماء ومد فكرته - بغض النظر عن رأيك بها – في آسيا وأفريقيا وأوروبا وجعل المسيحية هي الأخرى تنتفض كردة فعل تجاهه وتحاول أن تكسب أراض هي الأخرى سواءا بالحروب الصليبية أو بالتبشير بعد أن التهب حماسهم فانعكس الحال ضد الوثنية وصار اليوم 4 بلايين من أصل 7 هم من أتباع الرسالات السماوية مع الفارق طبعا أن الإسلام يكسب أراض وسط صفوة القوم والمثقفين والباحثين والمسيحية تكسب أراض بالتبشير وسط الجياع والمحتاجين ولكن ليس هذا موضوعنا , يتبع


30 - بقية
التاج أحمد ( 2012 / 10 / 25 - 10:32 )

المهم أنه بثورية الإسلام غلبت رسالات السماء على الوثنية .. ألا يكفيك هذا من تغيير لوجه البشرية؟

ثالثاً يبدو التجني واضحا في تناولك لشخصية سيدنا محمد .. فمن جزاف القول قولك عن تعاظم الأنا وجنون العظمة عنده استنادا إلى أقواله عليه الصلاة والسلام والى مدح القرآن .. ولكن أين استنادك على أفعاله وسمته؟ إن الذي يقول أنا سيد ولد آدم يغضب حين يحاول أي شخص إظهار تعظيم أو تبجيل له وكان وسط أصحابه كواحد منهم فأين هذه الأنا ؟ لو كانت هنالك أدنى نسبة من تعاظم الأنا لظهرت في سلوكه وطبعه ومعاملاته بين الناس .. وحياته البسيطة المليئة بالزهد والتواضع ومخالطة المساكين تنفي أي جنون عظمة

أما مدح القرآن له فأنا أربأ بشخص في عمق اطلاعك أن يقول كما يقول الخواجات إن محمداً هو من ألف القرآن وهو من مدح نفسه بنفسه – هذا القول قد نقبله منهم حيث لا يعيبهم الجهل بالعربية ولا بالقرآن – ولكن ما عذرك أنت وكيف لا تسعفك ذخيرتك من الشعر والنثر والبلاغة فتنسب هذا الكلام إلى رجل مكث بين أهله 40 سنة لم يعرف عنه اهتمام بشعر ولا نثر؟
ثم لم كل هذه (الهيلمانة) في مسألة الصلاة على النبي؟ فالآيات واضح معناها وضوح الشمس ..يتبع


31 - بقية
التاج أحمد ( 2012 / 10 / 25 - 10:36 )
واضح معناها وضوح الشمس أنها صلاة عليه وليست صلاة له فلو قالت الآية إن الله وملائكته يصلون للنبي لكان لك الحق فيما ذهبت إليه ولكنهم يصلون عليه وبالمناسبة لا يصلون عليه وحده بل حتى على المؤمنين العاديين .. قال تعالى ((هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور)) فليس في الأمر إذن أية مشابهة لصلاتنا بل هي من جانب الله رحمة وتفضل

رابعاً من أغرب ما قلته إن محمدا كان من أدنى فروع بني هاشم !! وللحقيقة قد تعجبت أن يأتي هذا القول من شخص ظننته ملماً بالتاريخ الذي يقوم بتحليله .. أدنى فروع بني هاشم؟؟ إن كان ابن عبد الله بن عبد المطلب هو من أدنى فروع بني هاشم فما هي أعلاها إذن؟ ومتى كانت قلة المال منقصة عند ذلك المجتمع الأبي؟ فسيد قريش نفسها عمه أبو طالب كان قليل المال وهذا ما دعا الصبي محمداً أن يقوم بمساعدته برعي الغنم وهذا يدل على نبل ومروءة محمد بل وعلى نبل المجتمع القرشي رغم جاهليته فهم لا يأبهون بكثيري الأموال بل يسودون الشرفاء وإن قل مالهم .. وكذا ما كان اليتم أبدا منقصة في تلك المجتمعات بل على العكس يكون صاحبه محل حفاوة القوم حيث يذكرهم بفقيدهم العزيز وربما كان .. يتبع


32 - خاتمة ونواصل ان شاء الله
التاج أحمد ( 2012 / 10 / 25 - 10:39 )


وربما كان الطريق نحو الزعامة مستقبلاً فكذا نشأ جده عبد المطلب وجده قصي يتيمين والجميع يعلم كيف كان سيدنا محمد قبل النبوة محل إجلال وحفاوة ومحبة من قبل قريش أينما حل

أكتفي مؤقتاً بذلك حتى لا أطيل ولي عودة إن شاء الله إلى بقية مقالك إن مد الله في العمر وأسأل الله سبحانه ببركة هذا اليوم العظيم يوم عرفة أن يهديك يا أخي إلى طريق الإيمان ويردك عن سكة الإلحاد ويتوب علينا وعليك إنه هو التواب الرحيم


33 - عودة الى التعقيب
التاج أحمد ( 2012 / 11 / 3 - 05:38 )
مواصلة للتعقيب أتناول النقطة التي ذكرتها من أن الإسلام ذو نزعة اقصائية وأن هنالك تناقضا بين الآيات المكية والمدنية في قولك إذ تحتوي السور المكية على آيات تدعو إلى التسامح والصلح، بينما تدعو الآيات المدنية إلى القتال والجهاد والعنف وأن التاريخ يشهد أن المسلمين ما كانوا سوى عصابة للنهب والسبي وأن الجهاد ليس دفاعا البتة بل هو هجوم ..الخ

وبداية أقول إن القرآن أمر بالدعوة إلى الله بالحسنى والموعظة الحسنة وهذا أمر لم ينسخ ولم يبدل لا في المرحلة المكية ولا المدنية ولا في زمن الفتوحات الإسلامية أن يترك لكل إنسان حريته الشخصية في البقاء على ديانته أو اعتناق الإسلام عن اقتناع .. لذا كان في رعايا الدولة الإسلامية اليهود والنصارى والمجوس يمارسون شعائرهم في حرية ولم يسجل التاريخ بتاتا أن أحدا من هؤلاء قد أكره على ترك ديانته بل كانوا يمارسون شعائرهم في حرية وأمان ..
تتفق المرحلة المكية والمدنية في أن المسلمين مأمورون بالتبليغ للدعوة بالحسنى والإقناع ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وهذا ما كان يحدث مع الأهالي والعامة .. لكن الفرق بين المرحلتين هو في التعامل مع السادة والجيوش والملوك .. يتبع


34 - بقية
التاج أحمد ( 2012 / 11 / 3 - 05:42 )
في التعامل مع السادة والجيوش والملوك التي ترفض أن تخلي بين الإسلام وبين الناس .. في المدينة نزل الإذن بالسماح للمسلمين بمجاهدة من يعادي الإسلام وهو ما سار عليه المسلمون بعد ذلك .. أما من لا يعاديه وفضل البقاء محتفظا بدينه ولا يريد الدخول في الإسلام فالآيات المدنية نزلت صريحة ليس فقط في عدم قتاله بل في الإحسان إليه والبر به والقسط إليه .. قال تعالى :( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم .. الآية ) سورة الممتحنة ..
وهذا كان ديدن الصحابة والتابعين من بعدهم فلم يقاتلوا سوى من وقف ضد الدعوة بالحسنى وحتى هؤلاء تنتهي مواجهتهم في الميدان قتالا شريفا بين حملة السلاح ولا يُقتل من وراءهم من العزل والعوام

إن الناظر في تاريخ المسلمين بعين متبصرة يجد أن الجهاد لم يشرع إلا اضطراراً وكذا لم يمارس من قبل الصحابة ومن بعدهم إلا بعد أن أغلقت المنافذ للدعوة بين عامة الناس فلا يلجئون إليه أبدا إذا كانت هنالك فرصة .. يتبع


35 - بقية
التاج أحمد ( 2012 / 11 / 3 - 05:47 )

فرصة للتبشير بالحسنى .. وهو في كل مراحله لم يكن إلا مواجهة وجهاً لوجه مع الجيوش والملوك والسادة الذين وقفوا حائلا وسداً يمنع الدعوة أن تصل إلى البسطاء .. وقد يتساءل المرء لو أن الصحابة بعثوا في زماننا هذا هل كانوا سيقومون بقتال الدول الأوروبية كما فعلوا مع الأكاسرة والقياصرة وكفار قريش؟

إن سلوك الدول الأوروبية يختلف تماما عن أولئك فهي تسمح بإقامة المساجد على أراضيها ولا تمنع المسلمين إطلاقا أن يبشروا بدعوتهم وسط الناس فهل كان أولئك الملوك في عهد الصحابة كذلك؟ اذكروا لنا ملكاً واحداً أو سيداً في التاريخ فتح مملكته أو مدينته للصحابة أن يبشروا بالحسنى فأصر الصحابة على قتاله

جهاد المسلمين هو أنبل قتال عرفته البشرية ويختلف عن جميع صور الحروب في التاريخ القديم والحديث والمعاصر في أن المرء يعجز عن إيجاد واقعة واحدة سجلت عن مجزرة يروح ضحيتها النساء والأطفال والشيوخ وهذا أمر غريب في تاريخ الحروب من عهد الأباطرة والقياصرة حتى عهد الأمريكان في العراق وأفغانستان

نحن المسلمون نتحدى أن يستعرض أحد تاريخ الحروب من عصر السيف والرمح حتى عصر الطائرات والصواريخ فيأتينا بمثل صرامة .. يتبع


36 - بقية
التاج أحمد ( 2012 / 11 / 3 - 05:54 )

بمثل صرامة جهاد المسلمين في عدم استهداف من لا يحمل السلاح .. (لن تجدوا طوال 14 قرنا سوى سلوك القاعدة النشاز في القرن الخامس عشر الهجري والذي هو ليس من الإسلام في شيء)ر
جهادنا لم يعرف بتاتاً سوى مقارعة الرجال والمقاتلين في الميدان وحروبهم لم تعرف سوى المجازر وقتل الجميع في همجية
إن المسلمين ما كانوا يسمحون بقتل أولئك ولا حتى عن طريق الخطأ أو الاضطرار في حين لا يفرق أدعياء التمدن بصواريخهم اليوم بين مقاتل وغير مقاتل تماما كما فعل أسلافهم الصليبيون في العصور الوسطى وكما فعل أجدادهم عند استعمارهم لآسيا وأفريقيا في العصور الحديثة بل وما فعلوه مع بعضهم البعض في الحربين العالميتين
والغريب يا أخي أنك تصف الإسلام بالهمجية وتترك الوحوش الحاليين الذين تمتليء أخبار الفضائيات بمن حصدوهم ويحصدونهم من العزل بطائراتهم في العراق وأفغانستان ووزيرستان وغزة وجنين وقبل ذلك في فيتنام وكوريا .. بل ربما تبرر فعائلهم وتعتبرهم حماة لحقوق الانسان !ت

وكيف تصف يا أخ هشام جهاد سيدنا محمد والصحابة بأنه غير أخلاقي وأنه فقط نهب وسبي وجلب للأموال؟؟ وكيف تصف مشركي مكة الذين شردوا الصحابة .. يتبع


37 - بقية
التاج أحمد ( 2012 / 11 / 3 - 06:01 )

شردوا الصحابة من وطنهم بعد صنوف التعذيب التي لا يحتملها بشر واستولوا على ديارهم وأموالهم وجعلوهم لاجئين تصفهم بأنهم هم المدافعون عن حقهم في معركة بدر؟؟ أنا أطلب منك أن تراجع جميع الغزوات النبوية وستجدها لا تستهدف بتاتا إلا من سبق منه اعتداء أو إغارة على المدينة أو غدر أو نية هجوم .. ارجع إلى جميع أسباب الغزوات وستجد أن الأعداء هم البادئين وأنا أعطيك أمثلة .. لقد غدر أهل الرجيع بعشرة من الصحابة بعثهم معهم النبي , وذبح أهل بئر معونة سبعين صحابيا من الحفظة أرسلهم رسول الله للدعوة , وأغار عيينة بن حصن على أطراف المدينة فقتل وسبى امرأة صحابية , وجمع بنو المصطلق لغزو المدينة , وغدرت النضير وقينقاع فأجلاهم النبي دون قتال , وأوشك الصحابة أن يستأصلوا بالكامل من قريتهم الصغيرة مع عائلاتهم وأسرهم وأطفالهم بسبب بني قريظة فردوا بقتل الرجال المحاربين ولو لم يعاقبهم النبي بذلك العقاب لاعتبره التاريخ غير مبال بأرواح هذه العوائل التي تعيش معه على كف عفريت داخل قرية تحيطها الأخطار من كل جانب

كذلك قد خانتك مقدرتك التحليلية حين ذكرت أن محمدا لم يلغ الرق لأن هذا النظام كان يصب في مصلحته .. يتبع


38 - خاتمة
التاج أحمد ( 2012 / 11 / 3 - 06:07 )

إن كان الأمر كذلك فما الذي يجعله يفتح على أصحابه أبواب التخلي عن ما في أيديهم من الرقيق إجباراً أو اختياراً بدل الاستزادة منهم؟

كانت القرية الصغيرة يثرب هي البقعة الوحيدة في العالم التي يجد فيها الرقيق فرصا عديدة للتحرير , ولنا أن نتخيل مشقة هذا الأمر على الصحابة وهم يعلمون أنهم إن غادروا قريتهم ووقعوا في الأسر فلن يرثى لهم أحد .. فأية مصلحة تلك التي تتحدث عنها .. اذكر لي مصلحة واحدة يجنيها الصحابة من عتق الرقاب التي استرقوها في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات ومنها أن يسترقوا هم أيضا وتسبى نساؤهم

كذلك فإن فرية أن الإسلام انتشر بالعنف ينفيها اقتناع الأمم التي هي أكثر حضارة من عرب الجزيرة كالفرس والروم والغساسنة والمصريين والنوبة والتركمان والسلاجقة الخ الخ .. بل أن يصل الحال إلى أن ينعكس الأمر فيصبح هؤلاء هم حملة الرسالة والمدافعين عنها والمتحمسين لها .. فلم تمر بضعة أجيال إلا وأصبحوا هم القادة وهم العلماء وهم أهل الحديث والفقه والتفسير وأصبح عرب الجزيرة تبعا لهم .. فهل يفعل العنف كل هذا؟؟ أن يسلم الراية إلى الآخرين ويصبح المبشرون الأوائل تلامذة وتابعين؟؟


39 - تنويه عن خطأ غير مقصود
التاج أحمد ( 2012 / 11 / 3 - 14:31 )

أعتذر من الاخوة القراء لخطأ غير مقصود في التسلسل 31 حينما قلت ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يعرف عنه طوال 40 سنة اهتمام بشعر ولا نثر , وفي الحقيقة قصدت الشعر والسجع والكلام المقفى , فذاك لم يكن سيدنا محمد يهتم به الأمر الذي ينفي أن يكون القرآن من تأليفه .. أما النثر فعلى العكس فقد كان المصطفى صلوات الله وسلامه عليه قبل الاسلام من المهتمين به منذ طفولته , وهو الذي تربى في بادية بني سعد وكان يشهد اجتماعات دار الندوة مع جده عبد المطلب وهو ابن ثمانية أعوام ومع عمه أبي طالب بعد ذلك

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah