الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الهمة والغيرة!!

سعد تركي

2011 / 1 / 12
المجتمع المدني


غياب السلطة غالباً، وغض النظر أحياناً، دفع كثيراً من ضعاف النفوس وصيادي السحت الحرام إلى ابتكار أساليب وابتداع أفكار وطرق عدة للاستيلاء على المدخرات الشحيحة لمواطنين بائسين يدفعهم اليأس والقنوط للبحث عن فرص عيش كريم خارج أسوار وطن تبدو العافية بعيدة عنه ويبدو نفقه المظلم بلا نهاية يمكن أن يروا فيها ضوءاً شحيحاً.. فحيث جال بصرك ترى انتشاراً(مكثفاً)، كانتشار السيطرات الأمنية وأكوام القمامة والخراب في شوارع الوطن، للافتات أنيقة تعلن عن توفر فرص عمل في بلدان يحلم كثيرون أن تحقق لهم الأمن والعيش الكريم..
أغلب هذه الإعلانات تركز على إغراء الشباب العاطلين عن العمل وتمنيهم بسراب الأماني في نيل فيزا يستحيل غالباً الحصول عليها مضافاً إليها عمل يدر عائداً مالياً جيداً.. لكن ما استوقفني إعلان، يبدو جديداً، يحاول إغراء النساء للعمل كخادمات في بيوت أجانب كما يقول نص الإعلان.. ولو افترضنا أن الشركة ليست وهمية وأنها ستوفر العمل فعلاً، كيف يمكن لدولة ثرية القبول بهدر كرامة بناتها للعمل في بيوت أجانب لا نعلم على وجه اليقين ما هي طبيعة العمل ونوع الخدمة فيها؟.. وإن كانت الشركة وهمية ـ لا هم لها سوى استغلال عوز طوابير الأرامل والمطلقات والعوانس اللواتي تتزايد أعدادهن يوماً في إثر يوم ولا يجدن بعض اهتمام عرابي المحاصصة ـ فإن الكارثة تبدو كبيرة جداً.
نسمع كثيراً من القصص (وبعضنا كان شاهداً عليها) عما تتعرض له نساء الوطن في بلاد الغربة من امتهان وذل وهدر للكرامة ـ وهتك للعرض أحياناً ـ من دون أن يثير ذلك أي ردة فعل لدى مسؤولين لا شغل ولا عمل لهم سوى المطالبة باستحقاقات كتلهم ومنافعهم الاجتماعية.. قد نتفهم عجز الحكومة عن رد ظلم واعتداء على أبناء الوطن الذين فروا وهاجروا أو هجروا منه لأنهم في عواصم وبلدان أخرى لا تطالها يد السلطة، غير أننا لا يمكن أن نتفهم عجز الحكومة بكل أجهزتها التي تزداد وتتضخم وتتنوع أسماءها ووزاراتها ومؤسساتها عن ردع وملاحقة من يستغل فاقة وعوز وجهل أبنائنا وبناتنا.
تراق الدماء وتزهق الأرواح دفاعاً عن شبر أرض يُغتصب أو عرض يُنتهك، فإن كنتم غير قادرين ولا مؤهلين لذلك حفظاً على (الصالح العام والعملية السياسية)، فإنكم قادرون ـ لو أردتم ـ على ملاحقة هذه الشركات وردعها، فإن بالإمكان أن تتحملوا مسؤولية كل دولة وحكومة تحترم شعبها في توفير العمل لكل عاطل وسبل العيش الكريم لكل عاجز.. يتحقق ذلك فقط لو أن همتكم وغيرتكم في ذلك بعض همتكم وغيرتكم حين تقتتلون على امتيازاتكم ومنافعكم الاجتماعية.. عليكم أن تأخذوا العبرة والعظة من ثورة العاطلين في تونس والجزائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب


.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين




.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟


.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان




.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس