الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أطاع غضبه أضاع أدبه وخرب وطنه

ورغمي الورغمي

2011 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تونس الهادئة الوديعة الجميلة التي عندما زحف عليها الأعراب انبهروا بها واعتبروها الجنة والنعيم الموعود وأطلقوا عليها لقب الخضراء تونس هذه يريد لها الحاقدون أن تنهار لأنها تخطو خطوات واعدة في سلّم الحضارة والحداثة وفيها الكثير من الجوانب المشرقة
مسيرة تونس مع ان ايجابياتها كثيرة لكن كاي مسيرة لا تخلو من مقصرين ومثبطين وربما عبثيين لا يدركون أبعاد تصرفاتهم أوموتورين يعرفون جيدا ما يفعلون ويدفعون بالشباب الغر إلى تدمير ذاته وهو لا يدرك عواقب ما يفعل.

تونس الواحة الحداثية في المنطقة، تونس التي تقف بثبات أمام المدّ الظلامي والقومجي بنخبتها الحداثية ونظام تعليمها المتين وخبرتها في الصناعة السياحية واستقرارها
تونس بلد الاطمئنان والأمان التام للمواطن والسائح على حد السواء كل هذه مكاسب ينبغي الاحتفاظ بها والدفاع عنها بهمة ووعي.
تونس التي أصبحت وجهة مفضّلة حيث أن مرافقها الصحية وأطبائها محل ثقة الوافدين بغرض العلاج من البلاد المجاور بل وحتى من أوربا

هذه التجربة التونسية الناجحة لا تطمئنّ لها أنظمة الجوار الأيديولوجية التي فشلت في تأمين حياة كريمة لشعوبها ولا تتوقف عن بعزقة أموال شعوبها في المؤتمرات والاستعراضات الفلكلورية
لقد جربت الجهات المغرضة التي تريد زرع بؤر الاضطراب في تونس حكاية منع تعدد الزوجات وشحنت أتباعها بخطاب ديني غاية في التشدد ولما فشلت انتقلت إلى فكرة الفولارة والمرافعة عن عفة المرأة التونسية وشرفها "المنتهك"... وفشلت.
وها هي هذه الجهات المغرضة التي تشتغل باوامر اسيادها وتبث سمومها من عواصم الاستعمار القديم والحديث ومن الفضائيات الجهادية التكفيرية تلجأ إلى أساليب الشيوعية المقبورة في تحريض طبقي بل عشائري إقليمي لتثوير الشرائح الاجتماعية ضد بعضها وهذا ما لاحظناه في الاحداث الأليمة التي عرفتها بلادنا في الأيام الأخيرة
ولقد لاحظ الجميع تهليل المعارضات الوهمية التي ترتزق من البترودولار ومن استخبارات دول شرقية وغربية لا تريد الخير لكل الشعوب
كما شاهدنا وشاهد الجميع زعيم بلد مجاور يتفشخر بنفطه تحت شعار مدّ يد العون للأشقاء وهو من كان في الماضي القريب يستغل العمالة التونسية التي تبني بلده مقابل دريهمات ثمّ جيّشها ليرسلها لتكون أداة يحتل بها البلد لينشر دينه الأخضر
أيتها الأنظمة العربية الموبوءة لا نريد منكم في تونس لا مساعدات ولا أموال ولا سحت نريد ان تكفوا عنا مخابراتكم وخطابكم الديني الظلامي وأيديولوجيتكم القومية الشوفينية فثروة تونس باقية دائمة لأن الإنسان التونسي الحداثي المندمج في الحضارة الحديثة هو ثروة تونس
ويا إخواننا في بلدنا الحبيب تونس احذروا من المتحزبين المؤدلجين المشعوذين الذين يستغلون لحظة غضبكم ليجعلوا منكم وقود القطار المشؤوم الذين يوصلهم إلى سدة الحكم ليستعبدوكم وساعتها ليس لكم إلا الندم ولات حين مندم

ادرأوا الفتنة بالتعقل واستمعوا للمستنيرين الحداثيين وخيبوا أمل تجار الفتن واعطوا فرصة للقيادة التونسية لتعالج الوضع وتستأصل الداء .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خير الكلام ما قل ودل
سميح الحائر ( 2011 / 1 / 13 - 03:41 )
القيل والقال لا فائدة فيه ولقد بلغ السيل الزبى وسالت الدماء وكل يتكلم من موقع مصالحه فاذا كان حاكم تونس حريض على تونس وحداثتها فليستقيل وتشكل حكومة مؤقتة تعدل الدستور ليتماشى مع الحداثة والديموقراطية وبعده يكون الحكم للشعب في انتخاب حكومته والتي لا تزيد صالحيتها عن دورتين لا الحكم مدى الحياة. اما آن الاوان لـ ابن علي بان يرحل بعد ثلاثة عقود من الزمن؟؟؟.اما المساومات والتعديلات الدستورية ومنح بعض الحقوق مقابل التشبث بالحكم من قبل الحزب الحاكم فهي العبودية بعينها . اعتقد ان الترقيعات لا تفيد وعلى الشعب التونسي ان يعي اللعبة من اطلاق السجناء السياسيين او اقالة وزير الداخلية اوتوجيه اللوم الى دول مجاورة وان ينتهز هذه الفرصة الثمينة لنيل حقوقه كاملة وفي مقدمتها اسقاط هذه الحكومة وعلى الجيش والامن الداخلي الوقوف الى جانب اخوانهم وابنائهم لا توجيه الرصاص الى صدورهم خدمة للديكتاتور وزمرته. عاش شعب تونس الابي والخزي والعارللمتنفذين الناهبين ارزاق الفقراء المعدذبين.


2 - في الصميم ولكن
عبد القادر أنيس ( 2011 / 1 / 13 - 10:54 )
لأول مرة أقرأ لتونسي عاقل يعرف المخاطر التي قد تتعرض لها تونس لو انهارت الأوضاع. مع ذلك كثيرا ما أستدل بقول الشاعر
ولم أر في عيوب الناس عيبا ... كعجز القادرين على التمام
وأنت قادر على الإلمام بجوانب أخرى لها دخل في ما يحدث، والابتعاد ما أمكن عن ركوب موجة المؤامرة الخارجية. القوة من الداخل والضعف من الداخل.
يجب أن نعترف أخي أن النظام في تونس وفي الجزائر وغيرها يتحملان المسؤولية كاملة بسبب إغلاق أبواب الحريات والإعلام والتظاهر السلمي والمنافسة النزيهة على السلطة واعتماد سياسة شفافة في إدارة شئون الدولة والإنفاق العام ومختلف الموارد والمصارف.
ندين المظاهرات الهمجية التي ينوب فيها الشباب المتهور عن باقي الشعب وفي نفس الوقت يجب أن نحمل النظام المسؤولية لأنه المسؤول عن التربية والتعليم والتكوين والتشغيل وفتح الحوار الحر سوف يفشل سياسة الشائعات التي يتغذى منها الشارع وخاصة فئات الشباب الحساسة للغبن والتمييز وهي ترى الفوارق الصارخة.
حالص تحياتي

اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا