الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 1

هشام آدم

2011 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اللغة العربية التي تكلم بها بدو الجزيرة العربية ونواحٍ من اليمن والبحرين والشمال العربي هي لغة مكتوبة، ولكن تاريخ الكتابة بالعربية هو ما لم يتم تناوله بالبحث والاستقصاء، ولهذا فإن مصادرنا عن منابع اللغة العربية تكاد تكون شحيحة إن نحن استثنينا بعض الكتب والمباحث التي تتناول تاريخ العربية. وليس في وسعنا الاعتماد على تلك المراجع التي تأخذ العربية من حيث هي لسان وليس من حيث هي كتابة حرف (أي مكتوبة)، ولكن من الواضح أنها كانت شبيهة تقريباً بالعربية المكتوبة اليوم (على الأقل في حقبة ما قبل الإسلام، وبالتحديد في حقبة إزدهار التجارة في مكة) مع اختفاء التنقيط بطبيعة الحالة، لأن ذلك يستدعي الاعتراف بقوامة اللغة المكتوبة للمراسلات والمكاتبات التجارية والعقود والمفاوضات التي تدخل قريش طرفاً فيها، ونعلم جميعاً أن العرب استخدمت الكتابة في توثيق العقود والمواثيق فيما بينها، ولاشك أنه تم الاتفاق على لغة (أو إملاء) معياري في الكتابة، كما كانت لغة قريش هي اللغة المعيارية في ذلك الوقت. هذا الأمر يقودنا إلى الحديث عن الفارق النوعي بين اللسان والحرف، أو بمعنى آخر: اللغة المكتوبة والمنطوقة، فهل كانت العرب تكتب سماعياً (أي وفقاً للنطق) أم كانت هنالك قواعد إملائية ربما لا تسري على اللفظ؟ ففي عصرنا الحالي هنالك عدة استخدامات للغة العربية وهي ما تسمى باللهجات، ولكن تظل الكتابة الإملائية موحدة وليست مقيسة على السماعي، فأهل الخليج مثلاً ينطقون حرف الكاف جيماً فيقولون (سَمَج) للمدلول الحرفي (سمك)، وأهل مصر ينطقون حرف القاف همزة فيقولون (ألم) للمدلول الحرفي (قلم) ونحن في السودان ننطق حرف الذال زاءًا، فنقول (لزيز) للمدلول الحرفي (لذيذ) لكننا جميعاً نتفق على اللغة الحرف رغم اختلافنا في اللغة اللسان. فإن كُنا في كتابتنا نعتمد على قواعد إملائية تم الاتفاق عليها، فهل كانت هنالك قواعد إملائية للعرب يعتمدون عليها في الكتابة؟ (كثير من أخطاء الإملاء سببها أخطاء النطق في الأصل)

الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال يبدو صعباً للغاية؛ لاسيما وأننا لا نجد في تاريخ اللغة ما يُمكن الاعتماد عليه من عمليات تقعيد للغة وإملائها. والراجح عندي أن العرب لم تهتم بذلك كثيراً لأنها لم تكن تعتمد على الكتابة كثيراً، فكانت العربية لغة منطوقة أكثر منها مكتوبة، ولكن يبدو أنه كان هنالك ما يُشبه الاتفاق على إملاء قياسي أو معياري يتم استخدامه في المكاتبات العامة؛ لاسيما عقود الصلح والحلف بين القبائل، وكذلك المكاتبات التجارية، ولو أنها كانت على نطاق أضيق قليلاً، يدل على ذلك بعض المخطوطات الموجودة في مكتبة الإسكندرية وفي المتحف البريطاني لنصوص مكتوبة باللغة العربية يرجع تاريخها إلى 213 و 220 ميلادية، في حين ظلت قواعد اللغة سماعية غير خاضعة لقانون نحوي خاص، ولكنها كانت في الغالب قواعد سليقية مكتسبة ومتوارثة دون معرفة قواعدية مدروسة ومؤسسة.

ونحن إذ نفرق بين اللغة اللسان واللغة الحرف نتذكر مقولة محمد (نبي الإسلام): "نزل القرآن على سبعة أحرف" ورغم إمكانية الطعن في صحة هذا الحديث من أساسه من حيث أنه ربما كان حديثاً مكذوباً عليه، كان الغرض منه التخفيف والتيسير على الأعاجم الداخلين في الإسلام في عهود ما يُسمى بالفتوحات الإسلامية، بحيث يتمكنون من قراءة القرآن دون صعوبة، فهنالك شعوب يستعصي عليها نطق بعض الحروف العربية (العين، الغين، القاف، الضاد، الظاء، الصاد، الحاء، الخاء) إلا أن هذا الحديث يكتسب مصداقيته لدى ما يُسمى بعلم القراءات. وفي حدود علمي فإن علم القراءات ذو اتصال باللغتين اللسانية والحرفية، ففي قوله {{قال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها}} يقرأها بعضهم {{مجريها}} لأنه ينطقها بهذا الشكل، وربما لا يهمنا هذا الأمر في كثير أو قليل، لأن هذه الاختلافات لا تكاد تؤثر عميقاً في المعنى؛ إذ هي في الأصل اختلافات في النطق وليس الكتابة، فنحن في السودان مثلاً ننطق القاف غيناً، ولكننا نكتبها قافاً كما هي.

مما تقدم نعرف أنه من الوارد الاختلاف على النطق، ولكننا –بكل تأكيد- نتفق جميعاً في الكتابة الحرفية والنصيّة؛ إذ أننا نلجأ جميعاً إلى قواعد إملائية تحدد لنا طريقة كتابة الأصوات والكلمات ليس حسب نطقها فقط بل وحسب إملائها القواعدي الصحيح، ولهذا فإننا لا نخطئ في كتابة (ليلى) فنكتبها بهذا الشكل (ليلا)، ولا نخطئ في كتابة (ثقة) فنكتبها (ثقت) ولا نخطئ في كتابة (لكن) فنكتبها (لاكن) ولا نخطئ في كتابة (هذا) فنكتبها (هاذا) ولا نخطئ في كتابة (الذي) فنكتبها (اللذي) ولا نخطئ في كتابة (هؤلاء) فنكتبها (هاؤلاء) رغم مخالفة ذلك للسماعية، لأن الإملاء له قواعد محددة وواضحة، ومتفق عليها.

وعلى هذا فإننا قد نعترف بإمكانية وقوع أخطاء إملائية في كتابة القرآن في العهد المحمدي، إذا اعتمدنا على معرفتنا الإملائية الحالية، لأن علم الإملاء تم تقعيده بعد كتابة القرآن بوقت طويل، ليس هذا وحسب، بل حتى المعرفة بالتشكيل والتنقيط كانت لاحقة على القرآن، ولكن ترى هل ظلت هنالك أخطاء إملائية في القرآن حتى بعد تقعيد علم الإملاء؟ أم تم تجاهل علم الإملاء في كتابة القرآن في العصور الحديثة؟ ولماذا؟

إن نحن استحضرنا معرفتنا بقواعد الإملاء "العربي" عند قراءة القرآن "العربي" فإننا نقف على كم هائل من الأخطاء الإملائية، وهو ما يُعبّر عنه في كثير من الأحيان باسم (الرسم القرآني) فما هو الرسم القرآني، وما هو الغرض منه، وهل تم بالفعل تقعيد علم إملائي خاص بالقرآن؟

فمن المعروف في علم الإملاء أنه يستحيل التقاء همزتين بنفس الحركة رسماً مثل ( أ أ ) إلا أن تكون الهمزة الأولى همزة استفهام كما في قولنا (أأنت من كسر الزجاج؟)، وأنه يتم الاستعاضة عن الهمزتين بحركة مد على الألف ( آ ) فنكتب: "آيات" ولا نكتب "أأيات" أو "ءايات"، ونكتب "آلاء" ولا نكتب "أألاء" أو "ءالاء" ونكتب "آمن" ولا نكتب "أأمن" أو "ءامن" ونكتب "آدم" ولا نكتب "أأدم" أو "ءادم" لكننا نجد في الرسم القرآني (مصحف المدينة) أمراً مختلفاً، فتكتب: (ءايات) و (ءالاء) و (ءامن) و (ءادم).

ونعلم كذلك أن أداة النداء (يا) منفصلة عن اسم المنادى، فنقول (يا آدم) ولكننا نجدها في القرآن موصولة حيث تتصل الياء بالألف وتوضع همزة بين الحرفين مع المد، وفي قولنا (يا معشر) نجدها في القرآن (يمعشر) مع وضع ألف صغيرة بين الياء والميم. وكذلك نجد القرآن يكتب "الملائكة" برسم مختلف (ملئكة) ولكن بوضع الهمزة أسفل النبرة لا فوقها. ونكتب "مثواكم" لأن أصل الكلمة هي (مثوى) فالواو حرف أصيل، والالف حرف ليّن يمكن إعادته إلى أصله، ولكنها تظل في القرآن على علّتها فترسم النبرة وتوضع ألف صغيرة عليها، وهو ما لم يعرفه الإملاء العربي عموماً، فالنبرة إما للحرف المنقوط كالنون والباء والتاء والثاء والياء وإما للهمزة، ولكن ليست هنالك نبرة للمد.

كذلك نقرأ في القرآن كلمات مثل (الحيوة) بوضع ألف صغيرة فوق الواو للدلالة على كلمة (الحياة) وكذلك (الكتب) بوضع ألف صغيرة بين حرفي التاء والباء للدلالة على كلمة (الكتاب) وكذلك نقرأ (السموت) بوضع ألفين صغيرتين على الميم وعلى الواو للدلالة على كلمة (السماوات) ونقرأ (الصلوة) للصلاة و (الزكوة) للزكاة و (النجوة) للنجاة و (الغدوة) للغداة و (الشهدة) للشهادة بوضع ألف صغيرة على الواو في كلٍ منهما، وكذلك نجد القرآن يكتب (أنباء) برسم مغاير في قوله {{يأتيهم أنبؤا}}[الأنعام: 5] ولكن بوضع مد بين الباء والواو المهموزة والتي لا نعلم من أين جاءت، وكذلك كلمة (نبأ) التي جاءت برسم غريب في قوله {{ولقد جاءك من نبإى المرسلين}}[الأنعام: 34] وكذلك كلمة (رأى) جاءت هكذا (رءا) كما في قوله {{فلما رءا القمر بازغاً}}[الأنعام: 77] وكذلك في قوله {{أنهم فيكم شركؤا}}[الأنعام: 94] وهو يقصد (شركاءُ)

وهنالك العديد من النماذج التي يُمكن ذكرها وإيرادها في مقام الرسم القرآني المخالف للرسم الإملائي المعروف. فلماذا هذا الاختلاف، وهل هو رسم مقدس لا يُمكن تغييره وتبديله، أم هو رسم مقصود؟ وإذا كان الرسم القرآني مقدساً فلماذا تم تنقيط المصحف وفقاً لقواعد التنقيط المكتشفة في عصور تقعيد اللغة والإملاء؟ ولماذا لم يتم تطبيق قواعد الإملاء وفقاً لذلك أيضاً؟

هنالك أسئلة كثيرة تطرح نفسها، والغرض من طرح مثل هذه الأسئلة هو معرفة إجابة لسؤال آخر: "هل يُمكن استخدام الرسم القرآني في الكتابة الاعتيادية؟" فإن نحن اعتبرنا الرسم القرآني هو الأساس على اعتبار القداسة مثلاً، فهذا يعني أننا نكتب بطريقة خاطئة، وعلى هذا فإنه يتوجب علينا الاقتداء بالرسم القرآني في كتابتنا، لأن تخصيص القرآن برسم وإملاء مغاير للإملاء المعروف يجعلنا نطرح مثل هذه الأسئلة وبالتالي عن إمكانية محاكمة أيّ من الرسم بالآخر. فهل يُمكننا مثلاً تخطئة الرسم القرآني في كلمة مثل (رحمة) التي يرسمها (رحمت) في بعض المواضع، علماً بأنه يرسمها (رحمة) في مواضع أخرى؟ وهل يمكننا تخطئة الرسم القرآني في كلمة (كلمة) التي يرسمها (كلمت) كما في قوله {{وتمت كلمت ربك}}[الأنعام: 115]؟ ثم إلى أيّ مدىً يبلغ إثمنا إن نحن حاولنا التشبه بالرسم القرآني في كتابتنا الاعتيادية؛ لاسيما وأننا نكتب (بسم الله) بهذه الطريقة كما في الرسم القرآني، وليس (باسم الله) كما هو أصح قواعدياً، وكذلك نكتب (رحمن) بهذه الطريقة كما في الرسم القرآني، وليس (الرحمان) كما هو أصح قواعدياً. وإذا كانت القاعدة الإملائية تقول بلزوم رسم الألف بعد واو الجماعة كما في قولنا (باءوا) فلماذا لم تكتب في المصاحف (باءو) بدون الألف؟ ولماذا لا يلتزم المصحف برسم نقطتي الياء في آخر الكلمة كما في (الذي) و (لعلي) و (عندي) و (اتبعوني) و (بريء)؟

كل ذلك يخلق لدينا تساؤلات مشروعة حول المعيار القواعدي في كتابة العربية، ويجعلنا نتشكك إما في خطأ ما نكتب، وإما في خطأ ما كُتب به القرآن. فإن كُنا نحن المخطئين فلماذا هناك قاعدتين للإملاء بدلاً من قاعدة واحدة للرسم العربي؟ ولماذا لم يكن الرسم القرآني هو الأساس والقاعدة الإملائية المعيارية؟ وإن كان الرسم القرآني مخطئاً، فلماذا لم يتم تعديل هذه الأخطاء حتى الآن؟

وعلى صعيد آخر فإن ثمة مقولة تأخذ نصيبها من الحقيقة لدى كثير من العلماء والمفكرين المسلمين مفادها أن تقعيد اللغة جاء وفقاً للقرآن من حيث أن لغته معيارية، وعلى هذا فإنهم يجعلون القرآن حجة على قواعد اللغة وليس العكس، وهذا الأمر وإن كان يبدو في ظاهره صحيحاً، إلا أنه غير ذلك على الإطلاق، فما كانت مثل هذه المقولات إلا محاولة لتبرير الأخطاء الواردة في القرآن والتي لم تكن تتماشى مع لسان العرب. ويجدر بنا أن نفهم أن اللغة العربية قبل الإسلام وقبل كتابة القرآن كانت لغة لها قواعدها الرصينة وأن فصاحة العرب ارتبطت أصلاً بمقدار الاتساق مع هذه القواعد التي لم تكن منصوصة، ولكنها كانت قواعد مفعلة، وما فعله علماء النحو لم يكن اختراعاً لقواعد اللغة بل اكتشافاً لها، وبين الاثنين فارق نوعي كبير وعميق. والحقيقة أننا في الغالب الأعم نكتشف العلوم ولا نخترعها، فعلم الفلك هو اكتشاف لحركة الكواكب وتأثيراتها على المناخ مثلاً، ولكن بالتأكيد فإنه وحتى قبل اكتشاف علم الفلك، فإن الكواكب كانت لها حركتها وتأثيراتها المناخية فعلاً، ولكن كل ما فعله العلماء هو أنهم انتبهوا إلى هذه الحركات الظاهرية، وسجّلوها وخرجوا منها بأساسيات كوّنت ما يُعرف بعلم الفلك، وكذلك الحال في بقية العلوم، ولا يُستثنى من ذلك اللسانيات، فنحن لم نخترع قواعد للغة ولكننا فقط اكتشفنا أن لكل لغة قواعد وتركيبات وحركة صوتية وإعرابية، وهذا بالفعل ما فعله علماء العربية عندما وضعوا قواعد للغة العربية ونحوها، فقواعد اللغة –على هذا- سابقة على القرآن ولا يُمكن أن تكون مستمدة منها بالضرورة، ولهذا فإننا نجد آية الله السيد محمد الباقر الحكيم يقول في كتابه (علوم القرآن): "وقد يُؤخذ القرآن باعتباره نصاً عربياً جارياً وفق اللغة العربية فيكون موضوعاً لعلم إعراب القرآن وعلم البلاغة القرآنية وهما علمان يشرحان مجيء النص القرآني وفق قواعد اللغة العربية في النحو والبلاغة" [ص:20]

وعلى هذا فإن حجج من يقولون بمرجعية القرآن في تقعيد اللغة تنحسر حتى تقترب من الكذب وعدم الدقة، ولكنها تكتسب مصداقتيها عندهم فقط من حيث هي حجة للخروج من مأزق الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية في القرآن، لأنهم يُؤمنون أن قواعد العربية وضعت بناءً على القرآن باعتباره أفصح كلام عربي مكتوب ومحفوظ، وبإمكاننا –استناداً إلى قواعد اللغة- إثبات خطأ ذلك، لنضع عندها القرآن وقواعد اللغة (الاثنان) في ميزان لا يُمكن المساومة عليه، فإما أن تكون قواعد اللغة صحيحة وبالتالي يكون الخطأ في القرآن، وإما أن يكون القرآن صحيحاً وبالتالي يكون الخطأ في قواعد اللغة، وكلا الأمرين طامة كبرى على أية حال.

إن الناظر إلى تاريخ ما يُسمى بعلوم القرآن يجد أنها جاءت كضرورة أوجدتها حالة التوسع ودخول الأعاجم في الإسلام، وبالتالي صعوبة تلقي القرآن والاستفادة منه بالسهولة التي كان العربي يتحصل عليها. وكانت تلك أولى الطعنات التي وجهت إلى ما يُسمى بالإعجاز اللغوي في القرآن، فقد ولّى ذلك العصر الذي كان فيه المسلمون يتفاخرون بما اعتقدوا أنه قرآن فصيح وأنه بليغ إلى الحد الإعجازي، وجاء العصر الذي اضطروا فيه إلى التخلي عن بلاغة النص القرآني في مقابل تفسيره وترجمته للأعاجم الذين لم يكونوا يملكون المقومات اللغوية التي تؤهلهم لاستنباط البلاغة والإعجاز اللغوية في القرآن، بل وأكثر من ذلك فإن شيوع اللحن في العربية عامة وفي القرآن بصورة أخص كانت هي السبب الأول في وضع أساسيات علم النحو، ولهذا فإن أبا الأسود الدؤلي وتلميذه: يحيى بن يعمر العدواني شرعا في وضع أساسيات علم الإعراب والنحو الذي يعرفه العرب ولا يعرفه الأعاجم، وفي ذلك يذكر الذاكرون قصةً مفادها أن الدؤلي سمع أحدهم يقرأ القرآن ويلحن فيه فقرأ {{إن الله بريء من المشركين ورسوله}} بجرم اللام في كلمة (رسوله) وهو ما يُغيّر معنى الجملة رأساً على عقبه، فكان ذلك دافعه للقيام بذلك. وكما قلنا فإن اللغة كانت لها قواعدها المفعلة، والتي خشي أبو الأسود الدؤلي من ضياعها وتعطيلها باختلاط الأعاجم مع العرب، فسارع في كشف هذه القواعد، ولكنه لم يخترع للغة قواعد جديدة بناءً على ما جاء في القرآن، فالقرآن نفسه جاء متفقاً مع ما كانت العرب تلفظ به ولهذا نقرأ {{قرآناً عربياً غير ذي عوج}} فهو إذن مكتوب بالعربية التي كانت معروفة القواعد أصلاً، ولكننا قد نختلف حول ما إذا كان فعلاً غير ذي عوج أم لا، فإننا لا نجد قوله {{أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله}}[الأنعام: 40] من قواعد العربية في شيء إلا أن تكون من شواذها، ولا نعرف أن الشاذ قد يكون أفصح من غير الشاذ، كما أننا لا نرى الفصاحة في قوله {{من عمل منكم سوءاً يجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}}[الأنعام: 54] لأن استخدام (أنه) يجعلنا نعيد الصفة على الذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا وأصلحوا، والمعنى الذي يريده كاتب القرآن لا يستقيم إلا باستخدام (فإنه) لأنه جواب القسم المحذوف والمقدّر، كما أننا نعلم أن (مفتاح) تجمع على (مفاتيح) وليس على (مفاتح) كما في القرآن، ولم يرد على لسان العرب أنهم جمعوا (مفتاح) على (مفاتح)، وكذلك في قوله {{فبهداهم اقتده}}[الأنعام: 90] كذلك من أعاجيب الصيغ اللغوية في القرآن قوله {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما}}[البقرة: 158] فصياغة الجملة ركيكة بل ومربكة للغاية، فعبارة (لا جناح عليه) يستعملها العرب في الغالب للتخفيف والتيسير، وفي المفهوم الديني فإن هذه العبارة تعني (لا إثم عليه) فإن نحن استبدلنا هذه العبارة بمعناها فإننا سوف نكتشف الإرباك في الآية {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا إثم عليه أن يطوّف بهما}} فإذا كان الصفا والمروة شعيرة، فإن الحج لا يتم إلا بالسعي بينهما (وليس الطواف لأن الطواف شيء والسعي شيء آخر) وكان يجب أن يقول {{فمن حج البيت أو اعتمر فلابد أن يسعى بينهما}} وليس (لا جناح عليه) لأن هذه العبارة توحي لنا بأن السعي لن يكون لازماً لأن العبارة –كما قلنا- تستعمل للتخفيف والتيسير، وتصبح الآية وكأننا نقول (زيارة المريض واجبه، ولا جناح على من زار المريض) فهل زيارة المريض واجبة أم هي لا بأس بها؟ وبالمثل، فهل السعي بين الصفا والمروة واجبة، أم لا بأس بها؟ وهذا ما فطن إليه عبد الله بن مسعود، وخالف في قراءته قراءة المسلمين فكان يقرأها هكذا {{فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ألا يطوّف بهما}} لأنه فهم معنى (لا جناح) على أنها للتخفيف والتيسير كما قلنا.

إننا لنتساءل -في هذا الموضع- حول سبب كتابة القرآن بالعربية إذا كانت الرسالة المحمدية في أصلها موجهة إلى كافة الناس؟ وقد يقول قائل إن اللغة العربية هي أقدر اللغات الحية على احتمال المحتوى والتعبير الدقيق عنه، ولطالما تغنى الناس بثراء اللغة العربية وغناها، ولكننا من معرفتنا عن اللغة العربية نعرف جيداً أن اللغة العربية ليست كذلك على الإطلاق، وإن تكون لغة ثرية فإنها ليست دقيقة، وهذا ما يجعلها غير صالحة لتكون لغة تشريع، كما أن بها عيباً يجعلها غير مناسبة لاحتمال مثل هذه الرسالة وهو: المرونة والمطاطية، فاللغة العربية دوناً عن كثير من لغات العالم الحيّة تتمتع بميزة المرونة واتساع المعاني المعجمية للألفاظ وهذا يجعل من الصعوبة بمكان تحديد معنى الآية بشكل دقيق وقاطع، فعندما نقرا قوله {{قلنا اهبطوا منها جميعاً}} فهل لفظ (اهبطوا) هنا مرادف للنزول من الأعلى إلى الأسفل؟ أم تعني الخروج، أم أنها تعني الدخول كما في قوله {{اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم}} أي ادخلوا مصر؟ وهل (فوق) تعني الأعلى أم تعني الأدنى، كما في قراءتنا {{إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها}} فهل المقصود فما أكبر منها، أم فما أصغر منها؟ فإن كان فهمنا لها (فما أصغر منها) فإن (فوق) في هذا الموضع تعني (أدنى) لأنها تعني (الأكبر في الصغر) وهو أمر غاية في الإرباك، وإن كانت (فما أكبر منها) فإن المعنى لا يستقيم لأن غرض السياق يقتضي الاستشهاد بالأصغر لا بالأكبر، وكأن أحدنا يقول: "أنا رجل متحضر، ولا أمانع في تزويج ابنتي من ميكانيكي أو حتى دكتور" فالمفروض أن تكون الوظيفة التالية على (ميكانيكي) أقل منها لا أكبر، حتى يستقيم المعنى. (مع احترامي الكامل لكل المهن والحِرف)

وهل (العدل) يعني شيئاً آخر غير العدل (العدالة والقسط)؛ لاسيما إذا قرأنا {{ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}} ما هي الثيمة التي يحملها معنى العدول (=التغيير) في سياق كهذا؟ إن اللغة العربية لغة ليست دقيقة المعنى على الإطلاق، وتلك واحدة من أسباب اختلاف التفاسير والتأويل، وهو ما يُعاني منه المسلمون وعلماء المسلمين على وجه الاخص في تفسير القرآن لاستنباط الأحكام والتشريعات، وهي ليست كالفرنسية مثلاً التي لا تحتوي المترادفات التي تفتح أبواب التأويل على مصراعيها، ولهذا كانت الفرنسية اللغة المثالية لصياغة العقود والاتفاقيات الدولية لأنها واضحة المعنى ولا يُمكن أن يُفسّر فيها نص واحد بأكثر من معنى على الإطلاق.

وعلى هامش حديثنا عن الرسم (أو الإملاء) القرآني وإشكالياته، فإنه بخاطري أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى نقطة أراها مهمة، وهي تتعلق بمسألة التدرّج في تأليف القرآن (أو نزوله) كما يقولون، فهذه كانت واحدة من دلائل بشرية النص القرآني؛ إذ لم يأت القرآن دفعة واحدة كما في بقية الكتب المقدسة الأخرى، وهذا ما فطن له أذكياء مكة ممن شككوا في نبوة محمد، وقد تعرض القرآن لهذه المسألة وذكرها ولكنه لم يذكر في مقابلها تبريراً مقنعاً، فنقرأ {{وقال الذين كفروا لولا نُزل عليه القرآن جُملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}}[الفرقان: 32] ولم يكن هذا التساؤل الذكي من أهل مكة ناتجاً من فراغ، ولكن عن معرفة ودراية بما تكون عليه الكتب المقدسة والتي تتنزل على الأنبياء دفعة واحدة، محتوية كافة التشريعات والأحكام والوصايا التي يجب على النبي أن يأمر بها ويدعو إليها، بصرف النظر عن الواقع التاريخي والاجتماعي، وهذا أدعى إلى شمولية النص واحتمال التصديق بأنه نص فوقاني، ولكن قريشاً رأت أن محمداً يُصدر الآيات تلو الآيات في مناسبات مختلفة، مخالفاً بذلك ما تعارف الناس عليه، وما كان عليه الأنبياء من قبله، فكان ذلك سبباً في عدم تصديقهم بنبوته. والحقيقة فإن الإسلام والمؤرخين الإسلاميين وكُتاب السير، حاولوا تشويه الوجه الثقافي والحضاري للعرب في مرحلة ما قبل الإسلام، واعتبار أنهم كانوا يعيشون في جاهلية، وهذا النعت حقيقة لا ينطبق عليهم بالكُلية، وأرى أن ما تقدمت به قريش (بل وسائر الأعراب) من حجج وبراهين على عدم صدق نبوة محمد كانت معتمدة على معرفة ثقافية واسعة وذكية، ولم يأت القرآن بشيء يُثير الدهشة في نفوسهم، إلا أولئك الذين رأوا في الإسلام خلاصاً من حالة الفقر الدنيوية، ورخاءًا في الحياة الآخروية، وأولئك الذين رأوا في الإسلام مصلحة اقتصادية وسياسية فيما بعد. وقد برر محمد عدم نزول القرآن دفعة واحدة بقوله {{لنثبت به فؤادك}} ولا أرى في هذا التبرير وجاهة تذكر إلا إن نحن صدقنا بأن إله محمد لم يشأ أن يثبت فؤاد الأنبياء الذين سبقوه، فأنزل عليهم كُتبهم جُملة واحدة.

بعد هذه المقدمة التمهيدية، سوف أتكلم باستفاضة عن الرسم القرآني في الجزء الثاني من هذا المقال، وسوف أقدم نماذج لبعض الإشكاليات الإملائية الواردة في القرآن، وكذلك بعض الإشكاليات النحوية والصياغية، لنعرف لماذا رفض الأعراب (أصحاب اللغة السليمة) الاعتراف بنبوة محمد، ولماذا هاجمهم محمد في قرآنه ووصفهم بأنهم أشد كفراً ونفاقاً، وحاول تهميشهم، حتى عندما أسلموا خوفاً من سيوف أتباعه وإتقاء شر السبي الذي كان يتهدد نساءهم وأطفالهم لم يكن لإسلامهم قيمة تذكر كما مع بقية القبائل العربية {{لا تقولوا آمنا وقولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم}} فحيّدهم عن زمرة المؤمنين وجعلهم في خانة المسلمين اسمياً، ليظلوا كذلك مدى التاريخ تماماً كما فعل باليهود، ونعتهم بأبشع النعوت وأقذر الصفات حتى خلق فجوة وجدانية تجاههم مازالت آثارها موجودة حتى اليوم، فأصبحنا لا نعرف عن اليهودي إلا أنه بخيل وشحيح وناكر للجميل وناقض للمواثيق والعهود وحاسد وحاقد، وكل صفة ذميمة يُمكن أن يكون لليهود منها نصيب كبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح معلومة
هشام آدم ( 2011 / 1 / 13 - 14:28 )
همزة المد تأتي للتعويض عن التقاء همزتين أولهما مفتوحة والأخرى ساكنة، وليست بنفس الحركة كما ورد في المقال عن طريق الخطأ


2 - ابحث عن زيد بن ثابت
عمرو اسماعيل ( 2011 / 1 / 13 - 14:30 )
كم اتمني منك بحثا عنه وعن تأثيره في الكتابة الخالية من التنقيط


3 - أخطاء بالجملة
سناء نعيم ( 2011 / 1 / 13 - 15:30 )
هنيئا للموقع وقرائه بكاتب مثلك.صراحة أستمتع وأستفيد من كل ما تخطه هنا وهذا مالا يعكس عمق ثقافتك فحسب بل موضوعيتك وحيادك كذلك.العيب ليس في اللغة العربية بل في من يكتب بها من دون أن يكون له المام بقواعدها وأصولها لذلك تاتي كتاباته ضعيفة ،مرتبكة وهذا مالا نلحظه عند الشعراء أو الكتاب العرب المتحكمين بناصية اللغة،القدامى منهم والمحدثين.القرآن مليء بالأخطاء التي لاتخطئها العين ورغم ذلك يحاول المسلمون تجاهلها بل يحاولون الإلتفاف حول الآيات لتبرير ما لا يمكن تبريره.ولقد إكتشفت ذلك التخبط والتناقض منذ بدات أقرا القرآن ولا حظت الفرق الشاسع بينه وبين شعر ماقبل الإسلام لأكتشف لاحقا أن صفة الجاهلي التي أطلقت على ذلك العصر كانت إفتراء من المسلمين ليلمعوا صورة الإسلام وبلاغة القرآن وإعجازه بينما هو يحوي أخطاء من كل نوع:إملائي،نحوي، علمي...مع الشكر لك على مقالاتك العميقة وانا في إنتظار الجزء الثاني


4 - دراسة في خط القرآن ورسمه
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 13 - 16:58 )
الأخ هشام آدم أسمح لي بوضع رابط لدراسة عميقة وفريدة عن خط القرآن ورسمه وربما لو يعنيك البحث العلمي المعرفي المحايد يفيدك هذا في التأكد من أن لسان القرآن عربي وغيره من ألسنة البشر أعجمية وأن كل حرف وكل نقطة وكل علامة في القرآن لها دلالة وأن وضعها بل وكتابة القرآن ككل كان من قبل محمد نفسه كان جبرا و بهذا الشكل الذي لا مثيل له حتى في عصرنا هذا وأن ما لدينا من لغة تسمى عربية ما هي إلا محاولة تقليد للقرآن فالقرآن نزل صوتا وشكلا من قبل صائغه الذي يعلم السر في السموات والأرض .
رابط دراسة في خط القرآن ورسمة لمن أراد :
http://www.mi3raj.net/vb/showthread.php?t=467


5 - الطامة الكبرى في الوحي الفريد
سرسبيندار السندي ( 2011 / 1 / 13 - 18:10 )
بداية تحياتي لك يا عزيزي هشام أدم على هذا البحث الرائع والجميل والفريد ، ونتمنى حقا مثل هذه ألأبحاث التي تكشف الباطل وتغني من يسعى إلى الحق ويريـــد !؟
1 : ليس غريبا أن يكون القرأن حمال أوجه ، مادامت لغته هى العربية التي تحمل الكلمات فيها أكثر من معنى ويزيـــد !؟
2 : المتأمل في لغة القرأن يكشف بسهولة أنها تتفق تماما مع ما كان عند العرب من تلفظ ، فالقرأن المزعوم منزلا من عند ألله لم يكن منقطا وقرأن اليوم منقط ومحرك وهذه هى الطامة الكبرى في القرأن المجيـــد !؟
3 : ويبقى التساءل المشروع لكل ذي بصيرة ، هل الخلل الذي في القرأن سببه جبريل ، أم نبيه ألأمي الذي لم يفهم لغة التنزيل ، أم الخلل في ألإله الذي كان ألأجدر به أن ينزل قبل ذالك علم النحو والتنقيط ليقطع دابر المتشككين بكتابه وليخرس رأي كل الباحثين والمجتهدين من أحرار أو عبيـــد !؟
4: وتساءلي ( أي إيمان بالإكراه يكون ) وتحت التهديد والوعيــد !؟


6 - مصادر
مازن البلداوي ( 2011 / 1 / 13 - 18:33 )
الأخ العزيز هشام
تحية طيبة
أقدر عاليا جهدك المبذول هنا، وحقيقة ان الأمر ليس من السهولة بمكان، واحببت ان انبهك الى الأستفادة من مقالات كتبها الأخوة نادر قريط، وجهاد علاونة بهذا الصدد، فهي ذات فائدة
ويفضل اذا تكرمت ان يكون المقال الواحد بهذا الصدد اصغر مما دونته اليوم، لأن الموضوع فيه شرح طويل.
تحياتي مع الشكر


7 - اللغة العربية وما يُثقلها ويُتعبها
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 14 - 09:22 )
الزميل العزيز هشام آدم
تُدهش الجميع بقابلياتك الفكرية والكتابية ، ومرة أخرى أكرر بأن مقالاتك تستحق أن تُنشر في الصفحة المختارة التي أكثر من نصفها مقالات محنطة
اركز على الفقرة التي تقول فيها : ( كثير من أخطاء الإملاء سببها أخطاء في النطق في الأصل ) . وهذا واضح جداً في كتابات بعض الأخوة والأخوات من مصر والشام وشمال أفريقيا حينما تنطبع الكلمة في أذهانهم كما يتلفظوها في لغتهم اليومية ، مثل الحزر .. ويقصدون بها الحذر ، وغيرها الكثير ، بينما الخليجيين وعلى الأخص أهل العراق يكتبون وينطقون الفصحى بكل حروفها
سؤال رجاءً : عند قولنا ( هذا الطريق أأمن من الطريق الأخر ) فلو إستعملنا ( آمن ) بدل ( أأمن ) فممكن ل ( آمن ) في هذه الحالة أن تدل على عدة معاني ، منها الأمان ومنها الأمن أو أمَنَ الخ ، فما هو الإستعمال الصحيح هنا ، كوني دائماً أستعمل ( أأمن ) كي أوصل القصد بالكامل للمتلقي ؟
كذلك أتمنى عليك مقالاً يتطرق لمشاكل الهمزة التي تتجاوز الخمسين ، ولماذا الإصرارعلى التمييز في إستعمال ( العراقيين ) و ( العراقيون ) ، أوليس المعنى واحد ، أوليس من السخف تحميل اللغة بكل هذه الأثقال ؟
تحياتي


8 - عمرو إسماعيل
هشام آدم ( 2011 / 1 / 14 - 14:15 )
تحية طيبة، الحقيقة ليست لدي معلومة موثقة عن دور زيد بن ثابت في كتابة القرآن،ولكن الجزء الثاني من هذا البحث سوف يتطرق إلى موضوع الرسم العثماني وعلاقة علي بن أبي طالب في جمع القرآن والذي كان أول جمع عرفه التاريخ الإسلامي


9 - سناء نعيم
هشام آدم ( 2011 / 1 / 14 - 14:18 )
أشكرك عزيزتي على قراءة المقال، وأتمنى أن تتابعي الجزء الثاني من المقال لمعرفة المزيد من أسرار القرآن التي تم تغييبها عنا إما عمداً أو غير ذلك .... تحياتي


10 - أحمد الجاويش
هشام آدم ( 2011 / 1 / 14 - 14:20 )
أشكرك يا عزيزي على إرفادنا بهذا المبحث المفيد، وأتمنى أن آتي على بعض مما جاء فيه بشيء من التفصيل في الجزء الثاني من هذا المقال أو إفراد جزء ثالث لهذا الغرض. تحياتي ومحبتي


11 - س. السندي
هشام آدم ( 2011 / 1 / 14 - 14:26 )
تحياتي لك يا عزيزي، وأشكرك على الملاحظات الذكية التي وضعتها، وبالفعل كنت على الدوام أن أوضح الخلل في سماحة الآية التي تقول: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ثم التهديد الواضح الذي يعده للذين كفروا بقوله: إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها. فأين التخيير في هذا الأمر؟ إن كانت هنالك عاقبة للإرادة الحرة؟


12 - مازن البلداوي
هشام آدم ( 2011 / 1 / 14 - 14:53 )
تحياتي وأشكرك على النصيحة التي أرجو أن أتبعها في المرات القادمة، كما أشكرك على تعريفي بكتابات بعض الكُتاب حول هذا الموضوع


13 - الحكيم البابلي
هشام آدم ( 2011 / 1 / 14 - 14:58 )
أستاذي وصديقي العزيز: حكيم البابلي، تحية عاطرة وأشكرك على قراءة المقال، والتعليق عليه. أما بخصوص سؤالك أقول: همزة المد هي عبارة عن التقاء همزتين لديهما حركة مختلفة فالأولى تكون مفتوحة والثانية تكون ساكنة، عندها فقط يتم التعويض عنهما بهمزة المد لزوماً، وأما قولنا (أأمن) بمعنى أكثر أماناً فالهمزتين لهما حركة واحدة وهي الفتح وربما تلاحظ ذلك عندما تضيف همزة استفهام إلى كلمة آمن التي هي من الإيمان فنقول (ءآمن) لأننا هنا نتكلم عن ثلاث همزات لا همزتين فالأولى وهي همزة الاستفهام مفتوحة، والثانية مفتوحة والثالثة ساكنة، ولهذا ندمج الهمزتين الأخيرتين في همزة مد للتفريق بينها وبين همزة الاستفهام


14 - بحث ممتع وقيم للغاية
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 14 - 21:18 )
عزيزي هشام

أترقب ما تكتب لثقتي بأني سأقرأ مايزيد من معلوماتي وما سيفتح مجالات جديدة لي كي ابحر قليلا الي أماكن ما غشيتها من قبل

وأضم صوتي الي نداء الحكيم البابلي في نشر مقالاتك في الصفحة المختارة

لك الحق فلا شك أنه كانت للعربية قواعد معروفة ومعمول بها قبل الاسلام وقبل القران وما يخطر في بالي هنا ان أحد الأدلة علي هذا هو أن الشعر الجاهلي لم يكن مليئا بالإختلاف أو بالشذوذ عن قواعد اللغة التي يدّعون أنها وضعت قياسا علي القرآن فيما بعد

وكذا عندما قرأ عثمان نسخة من القرآن الذي أمر بكتابته قال- أري فيه شيئأ من لحن

فكيف يمكن له هذا من قبل وضع قواعد اللغة إن لم يكن هناك ما هو متعارف عليه؟

وما معني اللحن هذا الذي وجده عثمان إن لم يكن خروجا عن ما هو مألوف ومقبول ؟ أي أنها قواعد

وإن لم تكن تلك القواعد معروفة عند كل من تكلم العربية ما أكتشف عثمان هذا اللحن وما ذكره

أتطلع بشغف لقراءة الجزء الثاني وما يليه

وتحياتي


15 - شكر جزيل للأخ هشام
هيثم عبد الله ( 2011 / 1 / 15 - 00:06 )
الأخ هشام !من كل أعماق قلبي أشكرك على هذا المقال الجريء و با نتظار الجزء الثاني


16 - سير جالاهاد
هشام آدم ( 2011 / 1 / 15 - 10:51 )
تحياتي يا عزيزي .. أشكرك على قراءة المقال، وبالفعل فإن اللغة العربية، بل وكل لغة حيّة لها قواعدها الخاصة، ولكن عملية تقعيد اللغة والنحو ما كانت إلا مجرّد استنباط علمي لهذه القواعد المعروفة، ولهذا قلتُ في المقال أن القواعد لم تكن اختراعاً من عدم بل اكتشافاً لما هو موجود فعلاً. أشكرك يا عزيزي على ملاحظاتك، وأتمنى أن تتابع الجزء الثاني من المبحث والذي سوف ينشر قريباً


17 - هيثم عبد الله
هشام آدم ( 2011 / 1 / 15 - 10:53 )
أشكرك يا عزيزي على القراءة والمتابعة


18 - وإذا عدتم عدنا1
زين العابدين ( 2011 / 1 / 21 - 05:47 )
من الأمور التى تدفع إلى اليأس من تقدم هذه الأمة أن كثيرا ممن يمسكون بالقلم لايطيقون نصب البحث والدراسة للوصول إلى معطيات علمية موضوعية تكون قاعدة تقوم عليها أفكارهم ويبدوا لهم أن الأفكار من الممكن أن أن تتسرب إلى عقول الناس بوضع كلمات -فارغة من المعنى الموضوعى- فى نسق من أنساق المنطق الصورى لشيخهم أرسطو متناسين أن الإنسان قد تخطى طور الاستغفال بهذا الأسلوب وأنه أسلوب قد عفى عليه الزمن
ورغم أننا قد قمنا من قبل ردا على الكاتب -وقد ادعى حينئذ أنه دارس لعلم الدلالة فى اللغة_ وعلى نفس المنبر ومنذ زمن ليس بالقصير مثيرا نفس الموضوع ونفس المعانى بأنه لاعلاقة بين مايقول وبين العلم لأن مايقول هو مجرد كلام يستجيب لهوى يميل إليه وإذا كنا لاندعى حقا فى التدخل فيما يميل إليه الكانب إلا أننا لنا كل الحق فى التدخل عندما يحاول استغفال العقول متدثرا بعباءة العلم


19 - merse
أحمد التازي ( 2012 / 3 / 5 - 19:09 )
الشكر الجزيل موصول لك أخي الكريم
على هاذه المجهودات الجبارة
وأتمنى لكم التوفيق في كل ما تقومون بع من أعمال جليلة
وأفكار حسنة متميزة

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah