الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام الخاص يحرض على الفتنة بازدرائه للمسلمين

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2011 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من يريد أن يصبح نجما صحفيا أو تلفزيونيا في لمح البصر فما عليه سوى التوجه لأي من برامج (التوك شو) في أي قناة فضائية مصرية خاصة أو يتوجه لأي صحيفة مصرية خاصة ويصب فيهما جام غضبه وسخريته وتهجمه على المظاهر الدينية للمسلمين (الحجاب، النقاب، اللحية) وازدراء بعض المعتقدات الإسلامية كـ (إنكار السنة، الطعن في البخاري وكتب السنة والتراث الإسلامي، إنكار عذاب القبر) وغيرها من المعتقدات، وبعدها وبقدرة قادر سيتحول بين غفوة عين وانتباهتها إلى نجم تليفزيوني كبير تتهافت عليه جميع برامج (التوك شو) والبرامج الحوارية في القنوات والصحف الخاصة.

أنا أجزم وأقطع بأن تسعة وتسعين بالمائة من هؤلاء الذين يخوضون في عقائد المسلمين في الصحف وفي البرامج دون علم أو وعي بخطورة ما يفعلون وخاصة من يسمون أنفسهم بمفكرين إسلاميين مستنيرين لا يجيدون تلاوة النصوص القرآنية تلاوة سليمة، وأتحداهم أن يخرج واحدا منهم في أي برنامج تليفزيوني ويمسك بالمصحف الشريف ويتلو منه بضع آيات قليلة تلاوة صحيحة أمام الجمهور، أو يمسك بكتاب من كتب التراث الإسلامي ويقرأ منه صفحة واحدة قراءة سليمة، فإن كان هذا لن يحدث ولن يفعلوا، وإذا كانوا لا يجيدون حتى التحدث باللغة التي نزل بها النص الديني، فكيف بهم ينصبون أنفسهم مصلحين ومنتقدين لفهم النص الديني وهم لا يجيدون حتى تلاوته؟،

إن المتابع المنصف لوسائل الإعلام المصرية الخاصة وما تقوم ببثه عقب أي حادث طائفي يحدث في مصر بين المسيحيين والمسلمين وكذلك المتابع لكيفية تعاطي الإعلام الخاص مع هذا الملف الخطير في الأوقات التي ليس فيها أحداث عنف طائفي لا يمكن أن يخفى عليه ولو للحظة واحدة مدى تسابق وتنافس عدد كبير من الإعلاميين والكتاب والصحفيين والمثقفين إلى الإشارة بأصبع الاتهام إلى التزام أغلبية الشعب المصري بمعتقدات وشعائر الدين الإسلامي ومظاهره الشكلية، وكأنها أي المعتقدات والشعائر والمظاهر الدينية للمسلمين هي السبب المباشر أو غير المباشر وراء ما يحدث في مصر من أحداث عنف طائفي، مما جعل جموع المصريين المسلمين يشعرون بأن دينهم الإسلامي بمعتقداته وشعائره ومظاهره الشكلية قد أصبحوا جميعا في قفص الاتهام من قبل هذه الفئة التي تحتكر وتحتل وتسيطر على وسائل الإعلام الخاص، وكذلك من قبل الفئة المحددة بعينها التي لا تتغير من ضيوف البرامج الحوارية التي يتم فرضها وفرض آرائها بقوة الأمر الواقع رغم أنف المصريين جميعا.

ومن البراهين الدامغة التي تثبت صدق هذه الحقيقة الواضحة خروج الآلاف من المصريين المسلمين لمواساة ومؤازرة إخوانهم المصريين المسيحيين عقب تفجيرات الإسكندرية غير الأخيرة، هذا الخروج غير المسبوق الذي حاول الإعلام أن يصوره للناس على أنه تعاطف ومواساة ورفض للعنف فحسب، بل لم يدركوا أن الدافع الحقيقي وراء هذا الخروج المكثف من المسلمين ليس سببه التعاطف والمؤازرة ورفض العنف فحسب، بل كان الدافع الرئيسي هو ذلك الشعور الجماعي الذي ولده الإعلام في السنوات القليلة الماضية لدى المسلمين المصريين بالذنب الذي لم يقترفوه ولم يشاركوا فيه، ولشعورهم بأن الدين الذي ينتمون إليه بمعتقداته وشعائره ومظاهره قد نجح الإعلام سواء عن قصد أو عن غير قصد في وضعه في قفص الاتهام، فخرجوا ليتبرؤوا من ذنب لم يقترفوه، ولينفوا عن دينهم تهمه ليست فيه، هذا هو الدافع الرئيسي وراء خروج آلاف المصريين المسلمين لمواساة ومؤازرة إخوانهم في الوطن.

ففي اليوم الأول لحادث الاسكندرية قامت قناة (ONTV) بتغطية إخبارية للحادث الإجرامي طوال اليوم، وكان الأستاذ (نبيل شرف الدين) أحد الضيوف الذين شاركوا في تغطية الحدث على هذه القناة، حيث قام بصب جام غضبه على الحجاب والنقاب وعلى الرجال والنساء المسلمين والمسلمات الذين يقرؤون القرآن ويرددون الأذكار الدينية داخل عربات مترو الأنفاق، في إقدام فج منه على جرح الملايين من المحجبات المسلمات في مشاعرهن الدينية وهن لا ناقة لهن في الأمر ولا جمل. وكذلك في ليلة الاثنين التي أعقبت الحادث كان الدكتور (توفيق عكاشة) رئيس قناة (الفراعين) في برنامجه (مصر اليوم) هو وأحد الضيوف يصبون جام غضبهم وسخريتهم واستهزائهم على عقيدة (عذاب القبر) التي يعتنقها عشرات الملايين من أبناء المسلمين المصريين، في تغافل تام عن التأثيرات النفسية السيئة التي ستتركها هذه السخرية وهذا الازدراء على معتنقي هذه العقائد من المسلمين ما يجعل القلوب تمتلئ احتقانا يدفع بأصحابها إلى الاتجاه الخاطئ.

هذان مثلان صغيران من مئات الأمثلة التي تعج بها معظم وسائل الإعلام الخاصة التي دائما ما تحرص على أن تكون أسباب المرض كامنة في معتقدات وشعائر ومظاهر المسلمين الدينية فحسب، حتى تولد شعور عام لدى المسلمين المصريين مفاده أن الانتساب إلى الإسلام أصبح سبة في نظر كثير من الإعلاميين والكتاب، وأن الالتزام بشعائر ومظاهر ومعتقدات الإسلام أصبح عارا يجب على المسلمين أن يغسلوا أيديهم منه عقب كل حادث طائفي وأن يعلنوا في كل مرة: (براءة الإسلام من دم المسيحيين المصريين).

يحدث هذا على مرأى ومسمع من المسئولين في الدولة دون أن ينتبهوا لخطورة تحريض الإعلام الخاص وبعض الإعلام الحكومي على الفتنة الطائفية بازدرائهم لما يعتقده ملايين المسلمين المصريين أنها مظاهر وشعائر دينية لديهم _حتى ولو كانت ليست من أصل الدين_ ما يدفعهم إلى الاحتقان والشعور بالاستهداف في دينهم فيندفعوا شعوريا للاتجاه الخاطئ.


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعلام المال والجنرالات
ابراهيم المصرى ( 2011 / 1 / 14 - 21:40 )
مساء النور استاز نهرو اباركلك اولا بسقوط طاغية عربى وعقبال الباقين فهم سبب رءيسى لما تشكو منة فالمناخ الان للاسف يقصى العلماء والشرفاء ويستكتب الاونطجية و وماتناولتة فى مقالك للاسف يصب فى رصيد التطرف فالقنوات الفضاءية الحكومية والخاصة بيالذات تستقدم عدد معروف ممن يصفونهم بالتنويرين والمثقفين لينظروا لاسباب اذدياد الصخب الطاءقى فى مصر بين المسلمين والمسيحين او بين ابناء الطاءفة الواحدة فيؤججوا الخلافات بدلا من وضغها فى حدها الطبيعى لتناولهم الخاطيء لها واشير بالخصوص لفضاءية on t فهى كثيرا ماتناولت الشحن الطاءفى بطريقة تزيدة فكم مرة تسولت الاستاذة سلمى الشماع كلمة من ضيفها ف برنامجها مع سلمى قبل الغاءة كلمة عن حقوق الاقباط وعداوة المسلمين لهم مما يكون مردودة سلبى وانت اعلم منى بما تفعلة السيدة ريم ماجد فى برنامجها مصر بلدنا من تناول مبتسر للمشكلة يرى كثيرون انه تناول متجنى ومتحيز ومافعلتة حين استضافتك وانسحابك ومافعلة مؤخرا حمدى رزق من نقدها على الهواء مباشرة وطريقة تناولها وتفعل كثير مثلة الفضاءيات الاخرى الفراعين والمحور بل ان قناة النيل فعلتة فجر العيد التضحية للمسلمين


2 - اعلام المال والجنرالات
ابراهيم المصرى ( 2011 / 1 / 14 - 21:48 )
وتستضيف الفضاءبات الجهابذة واشاوس الداخلية السابقين وبالاخص سيادة الكولونيل نبيل شرف الدين اللذى يتهجم على عقيدة الاغلبية فى كل تناولاتة للموضوع فمااكثر مااستضافوة متناسيا زمتغافلا عن عمد ومعة الكثيرين ان ازدياد العنف الطاءفى فى مصر او التلاسن الطاءفى نتيجة لتظام ديكتاتورى فاشى يرفض تداول السلطة وتغيب المعارضة وتغيب اى صوت عاقل يسمى الاشياء باسماءها تى تردت الاوضاع الحياتية لمعظم المصرين سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية فغرق الناس فى بانجو الدين ووعودة البراقة المتسربلة بالمال الوهابى وفريق اخر جزبتة القيادة الروحية فنظر لكل مشاكلة بنظارة الدين وانة مطهد لالشيء الا لكونة مختلف الدين واستجاب لغوايات الخارج ووعودها ظنا انها ستحقق له عدالة مرتجاة لن تتحقق الا بالتوافق المجتمعى عن قناعات الداخل واغلبيته تحية طيبة لحضرتك اتباع اراءك وافكارك الانسانية الجميلة


3 - الفضاءيات الدينية ودورها التدميرى
ابراهيم المصرى ( 2011 / 1 / 14 - 22:36 )
واخيرا استاز نهرو اتمنى الانغفل اثر القنوات الدينية الفضاءية فهى اداة شحن رهيبة ومليء للقلوب بالحقد على اتباع الديانات فكل قناة تتعمد الغمز فى الاخر سواء لحرفية ام بفجاجة مفضوحة واكاد اعمم ان كل الفضاءبات الدينية تنتهج خطاب اقصاءى واخروى مغرق فى السلبية والغيبية والانسحاب عن الواقع والاشتباكم معة لتغيرة للافضل كل قنوات النيل سات تفعل زلك بدرجات متفاوتة مرجعها مدى ثقافة القاءمين عليها الا القنوات الطقسية فقط وبالطبع فتاوى التكقير تتطاير على الرؤس من كل الاتجاهات والادهى المطالبة بقتل المخالفين واحيلك وكل مهتم لطلب د صفوت حجازى بقتل رجل دين شيعى انتقد السيدة عائشة فماكان من د صفوت حجازى الا ان دعى الناس لقتل هذا الشيخ وقال انة يستحق القتل وانة ان شافة سيقتلة ولم تتحركم اى جهة تحقيق لملاحقة القناة او د صفوت على اعلانات القتل الفضاءية والامثلة كثيرة ربنا ينجينا من المغيبين والفجرة


4 - الفضاءيات الدينية ودورها التدميرى
ابراهيم المصرى ( 2011 / 1 / 14 - 22:37 )
واخيرا استاز نهرو اتمنى الانغفل اثر القنوات الدينية الفضاءية فهى اداة شحن رهيبة ومليء للقلوب بالحقد على اتباع الديانات فكل قناة تتعمد الغمز فى الاخر سواء لحرفية ام بفجاجة مفضوحة واكاد اعمم ان كل الفضاءبات الدينية تنتهج خطاب اقصاءى واخروى مغرق فى السلبية والغيبية والانسحاب عن الواقع والاشتباكم معة لتغيرة للافضل كل قنوات النيل سات تفعل زلك بدرجات متفاوتة مرجعها مدى ثقافة القاءمين عليها الا القنوات الطقسية فقط وبالطبع فتاوى التكقير تتطاير على الرؤس من كل الاتجاهات والادهى المطالبة بقتل المخالفين واحيلك وكل مهتم لطلب د صفوت حجازى بقتل رجل دين شيعى انتقد السيدة عائشة فماكان من د صفوت حجازى الا ان دعى الناس لقتل هذا الشيخ وقال انة يستحق القتل وانة ان شافة سيقتلة ولم تتحركم اى جهة تحقيق لملاحقة القناة او د صفوت على اعلانات القتل الفضاءية والامثلة كثيرة ربنا ينجينا من المغيبين والفجرة


5 - عقدة ريم ماجد يا استاذ نهرو
عمرو اسماعيل ( 2011 / 1 / 14 - 23:09 )
يبدو ان ريم ماجد بعد ظهورك في برنامجها بلدنا بالمصري سببت لك عقدة
كنت اتوقع منك أداءا افضل

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran