الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا يحبط المصريون وغيرهم بعد الانتفاضة التونسية.

زهير قوطرش

2011 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرة هي المقالات التي بدأت تظهر على المواقع الإلكترونية من قبل كتاب ينتمون إلى بعض الدول العربية التي تقارع الاستبداد,والتي تنادي شعوبها بأخذ العبرة والتعلم من الشعب التونسي البطل الذي أطاح بالدكتاتور ,وحقق نصف الانتصار ,لأن الانتصار الكامل يأتي عندما تتحقق أهداف الانتفاضة ,وتتحول تونس إلى دولة حرة ديمقراطية ,تؤمن لشعبها القسط والعدالة .
لهذا يتوجب على المثقفين والسياسيين قبل كل شيء دراسة ظروف الانتفاضة السياسية في تونس ,وخاصة الداخلية والخارجية ,والتي ساعدت على انتصار الجماهير ,وطرد الديكتاتور.ومن ثم تقيِّم الوضع في بلدانهم حتى لا تغامر الجماهير مغامرات غير محسوبة العوائق.
ظروف الانتفاضة التونسية (الظروف الخارجية)
في البداية ,لابد من التنويه على أن تونس ,ليست دولة مواجهة مع إسرائيل ,ولا هي دولة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية , لعدم وجود مطامع رأسمالية فيها كالنفط والغاز وما شابه ذلك ,وأيضاً ليست هي مهمة من الناحية الاستراتيجية.لهذا كان موقف أمريكا وفرنسا ,مؤيداً للحركة الجماهيرية ,ووقفوا علناً مع التغير ,حتى أنهم رفضوا استقبال الرئيس زين العابدين الهارب الذي ظل يحوم في الجو حتى وجد المخبأ والملجأ ,عند نظام قد يساعد الرئيس الهارب بالتحرك من أرضه رغم تصريحات المسؤولين السعوديين بأنهم يحترمون مطالب الشعب التونسي الشقيق.
لهذا نستطيع القول أن العوامل الخارجية جاءت مساعدة بدون أي تدخل لاستكمال الانتفاضة.


الوضع الداخلي (الظروف الداخلية)
أيضاً له خصوصيته من حيث قوة وتوزيع القوى السياسية في أوساط الجماهير.
أولاً .وجود قوى يسارية منظمة موحدة في هدف التغير ,لها عمقها الداخلي وعمقها الخارجي ,والدليل على ذلك حملة التضامن اليسارية من قبل المنظمات الشبابية اليسارية وأحزاب تقدمية وحركات يسارية عديدة على امتداد الوطن العربي ,ما عدا بعض دول الخليج التي لا تسمح بالأصل بوجود قوى سياسية معارضة.
إلى جانب وجود قوى وطنية فاعلة على الساحة التونسية ,وقوى إسلامية متنورة سياسياً .إلى جانب النقابات ,ومنظمات المجتمع المدني ,وجمعيات نسائية واعية ومنظمة ساهمت في الانتفاضة بشكل فعال.كل هذه القوى وحدتها قوة التغير ,بحيث نبذت حالياً خلافاتها من أجل التغير. إلى وجود حالة استياء جماهيرية قد وصلت إلى النقطة الحرجة قبل الانفجار.
هذه العوامل كانت بحاجة إلى الشعلة التي أضاءت الطريق ,فكان الشهيد الشاب محمد البوعزيزي ,الذي فتح الطريق للشهداء الأبطال الذين سقطوا الواحد تلو الأخر على مذبح الحرية إلى أن تحقق نصف النصر.

الأوضاع في بقية الدول العربية والتي تطمح جماهيرها إلى التغير على الطريقة التونسية.
من المؤسف جداً القول ,بأن الظروف تختلف ,من حيث التدخلات الخارجية ,والتي تمثل مصالح إسرائيل والغرب فيها الدور الكبير الذي يجب دراسته والتعامل معه بسياسة حذرة جداً .
هذا إلى جانب الوضع الداخلي الذي لم يصل إلى حالة استياء جماهيري كبير ,القادر على تفعيل الانتفاضة ,والتضحية بالأرواح.
والأهم من ذلك أيضاً عدم وجود قوى سياسية معارضة قوية ومتحدة ,وحتى لو وجدت ليس لها القدرة على التعاون مع بعضها البعض ,لاختراقها أمنياً ,وكونها تُغلب المصالح الحزبية على مصلحة التغير .
هذه الأوضاع بحاجة إلى نضال مستمر ,وبحاجة إلى تثقيف الجماهير صاحبة المصلحة في التغير ,إلى جانب تفعيل منظمات المجتمع المدني القادرة على أن تكون الجسر الواصل مابين الشعوب وقواها السياسية .
لهذا أرجو من الأخوة الكتاب أن يضعوا هذه الحقائق بعين الاعتبار حتى لا تصاب الشعوب بالإحباط .وحتى لا تفقد الأمل القريب وتستكين لما هو قائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني