الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحريض السلوكي والمثيرات الشرطية

صاحب الربيعي

2011 / 1 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا ينجز الجهاز الجسدي والعصبي فعلاً لاإرادياً على نحو عام من دون وجود تحريض، إشارة، تنقل إيعازاتها خلال الجهاز العصبي إلى الجهاز الجسدي المحدد لينجز وظيفته وبذلك فإن الأفعال الحية تعدّ أفعالاً قصدية شريطة سلامة الجهاز الجسدي والعصبي، على خلافه فإن الأفعال المنجزة على نحو لاإرادي مردها وجود خلل ما في الجهاز الجسدي أو العصبي. ويختلف الأمر حين يكون الفعل اللاإرادي المنجز ناتج عن رد فعل لاواعي لتلافي خطر ما مثل لسعة نحلة أو حادث سير على نحو مفاجئ .. فيمكن عدّها على نحو غير مباشر فعلاً قصدياً أيضاً لأن التحريض أو الإشارة مخزنة في ذاكرة العقل اللاواعي عند مواجهة الخطر يأخذ الإيعاز مساره خلال الجهاز العصبي إلى الجهاز الجسدي المحدد لانجاز وظيفته على نحو واعي وقصدي لكنه غير مباشر، لتلافي الخطر فيبدو رد الفعل كأنه فعلاً لاإرادياً لكنه في الحقيقة أنه فعلاً كامناً يُفعل بتحريض آني غير مقصود على نحو واعي فينجز وظيفته بعدّه منعكساً شرطياً.
يقول (( فيغوتسكي )) : " إن كل منبه شرطي يُحدثه الإنسان على نحو قصدي، إيحاء أو إشارة ، يعدّ وسيلة تحكم بالسلوك الذاتي أو بسلوك الغير ".
إن الذاكرة ليست مستودعاً لحفظ المكتسبات التربوية والمعرفية فقط، وإنما حفظ إشاراتها وصلاتها وإيحاءاتها ومنبهاتها على نحو كلي أو جزئي بدليل أن الإيحاء غير المباشر لكلمة محددة غير منطوقة يجري تفسيرها بدقة كاملة في الذاكرة فتكون الاستجابة السلوكية المرادفة معبرة تماماً وعلى نحو غير مباشر عن الكلمة ذاتها.
لذلك فإن الحفظ الدقيق في الذاكرة لمكونات الكلمة المنطوقة لا يقتصر على مدلول الكلمة وحسب، بل عن جوهرها وصلاتها مع الكلمات الأخرى لأن الكلمة وحدها غير كافية للاستدلال على معناها الدقيق في ذهن الآخر إن لم تصاحبها إشارة واعية أو لاواعية لتأكيد جوهرها اللامرئي العاكس لصلاتها الأساس، لا فقط العاكسة لشكلها المرئي بصوره الرمزية المجردة.
إن الكلمة على الرغم من أنها مُعرفة في ذهن الآخر بصورها الرمزية المجردة المكتوبة لكنها قد تفسر بمعاني كثيرة من دون دالة رمزية مصاحبة. على خلافه في الكلمة المنطوقة فإن صورها الرمزية حسية صوتية تثير في ذهن الآخر منعكساً شرطياً ذي دالة محددة لأن الرمز الصوتي المصاحب للكلمة يعكس صلاتها خلال النطق والتشديد على مخارج حروفها، رموزها، المكتوبة ومن ثم يمرر إشارة أو منبه قصدي غير مرئي إلى ذهن الآخر لاستمالته بمنعكس شرطي لا يقبل التأويل.
يعتقد (( فيغوتسكي )) " تعدّ الكلمة مثير، منبه، شرطي قوي عند الإنسان مثل كل المثيرات الشرطية الأخرى المشتركة مع الحيوان ".
بذالك كل مثير او إشارة أو منبه يعكس على نحو مباشر سلوك ما أو على نحو غير مباشر بعدّه منعكساً شرطياً مساوياً لرمز المنبه وشدته خاصة إن كان فعلاً قصدياً. لا يمكن أن يكون تأثير المنبه أو المثير على نحو ايجابي في ذهن الآخر من دون إدراك مسبق لرموزه وصلاته لتجري الاستجابة على نحو فعال بصورها الإرادية أو اللاإرادية وغالباً ما تكون الاستجابة الفعالة مرتبطة بشدة المنبه أو المثير، قربه أو بعده، فإن كان هناك منبهان في آن واحد لكنهما متباينان في شدتهما فإن الاستجابة القوية الرئيسة تكون نحو المنبه الأكثر شدة ليعكس سلوكاً فعالاً، وفي الوقت ذاته تكون الاستجابة ضعيفة وثانوية للمنبه الأقل شدة ليعكس سلوكاً غير فعال.
لكن حين يكون المثير، المنبه ، بنفس الشدة والزمن وباتجاهين متعاكسين تكون فعالية الاستجابة متساوية لكلا المثيرين ما يبطل السلوك لأن محصلة منعكساتهما الشرطية تساوي صفراً بدالة القيم العددية لمعادلة السلوك وشدته.
يفسر (( فيغوتسكي )) آلية الاستجابة المتعاكسة قائلاً : " إذا أثر مبهان، مثيران، بقوة واحدة وفي اتجاهين متعاكسين وأحدثا استجابتين متضادتين في وقت واحد، فإن آلية الاستجابة الأساس سوف تتعطل تماماً ما يبطل فعل السلوك ".
يرتبط السلوك الفعال على نحو مباشر بشدة المحرض السلوكي شريطة أن يكون الجهاز الجسدي والعصبي سليم، والسلوك غير الفعال مرده أما ضعف المحرض السلوكي وأما وجود خلل ما في الجهاز الجسدي والعصبي ما يضعف آلية الاستجابة فيقلل فعل السلوك أو يبطله.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير سياسي من مبابي بشأن انتخابات فرنسا


.. بوتين يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عامًا.. وهذا ما سي




.. ضحايا وعشرات المصابين على إثر حريق مستشفى خاص في إيران


.. الجيش الإسرائيلي يحقق في احتمال تهريب حماس رهائن إلى خارج رف




.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة| #ال