الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 2

هشام آدم

2011 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرفنا في بداية هذا المبحث أن اللغة العربية عرفت قواعد كتابية محددة، وذلك بالرجوع إلى المخطوطات المكتوبة بالعربية والتي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام بكثير، ولقد علمنا أن العرب كانت توثق عهودها ومواثيقها كتابياً، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المكاتبات التي كانت بين القبائل العربية وملوك الحيرة، المكاتبات التي كانت بين بني النضر وهوازن قبيل موقعة ذات الرمال، وكتاب بني هاشم إلى الملك أبرهة الحبشي عام الفيل، وكتاب قريش إلى النجاشي الذي يطالبون فيه بإعادة الفارين من المسلمين، وكتاب حلف الفضول، وكتاب مقاطعة بني هاشم، والمكاتبات بين محمد وبين شيوخ قبائل اليمن وعُمان البحرين، فاستلزم ذلك الاعتراف بوجود قواعد كتابية محددة، وقلنا إن الرسم العربي (وليس الخط العربي) لم يكن مختلفاً عن الرسم المستخدم الآن في كثير، إلا إذا استثنينا التنقيط والتشكيل من ضمة وفتحة وسكون وتشديد، فهي -على أية حال- مجرّد رموز تم الاتفاق عليها للتعبير بها عن أصوات محددة في العربية، فنحن قد نرسم كلمة مثل (كتاب) ولكننا لن نستطيع نطق الكلمة بصورة صحيحة إن لم نعرف تشكيل الكلمة، لنعرف ما إذا كانت (كِتَابٌ) أم (كُتّابٌ) ولكننا بالضرورة يُمكننا نطق الكلمات المتشابهة بطريقة صحيحة من خلال السياق، وعندها فإن حاجتنا إلى التشكيل سوف تتضاءل فلو كتبتُ: (قرأت الكتاب) فإننا لست بحاجة لوضع التشكيل لتمييز الألفاظ والكلمات والأصوات، ومنا –الآن- من يستغني عن كتابة التشكيل، ومنا من يستخدمها، واستخدامها أو تركها يعتمد في المقام الأول على السياق ومدى قدرة القارئ على استنباط الكلمة عبر السياق.

وعرفنا في الجزء الأول من هذا المبحث أن تقعيد اللغة والإملاء تم بدافع الحرص على اللغة وعدم اللحن الناشيء عن اختلاط العرب بالأعاجم، وتأثير ذلك مباشرة في قوام اللغة العربية وقواعدها السماعية. وعرفنا أن ما يُسمى بالإعجاز اللغوي في القرآن انتفى تماماً بمجرد تماس الثقافة العربية مع ثقافات غير عربية، فلم تعد الفصاحة شيئاً قيّماً ونحن نتحدث عن أعاجم أُجبروا على النطق بالعربية باعتبارها الثقافة المستعلية (ثقافة المُستعمر) ومن ثم فإن ارتباط الشعائر الدينية باللغة العربية جعلها تتقاطع مع الثقافات غير العربية، ما أدخل اللحن فيها، وعرفنا أنه بالإمكان الإقرار بوحدة اللغة في مرحلة ما قبل انتشار الإسلام خارج نطاق الجزيرة العربية، وأنه تم اقتراح ما يُسمى بالألسن السبعة في محاولة للتخفيف على الأعاجم الذين دخلوا الإسلام، ولم يتمكنوا من قراءة القرآن بصورة صحيحة، فكان لابد من استيعاب اللغة لتلك الأصوات التي يُمكن أن نسميها (أصوات بديلة) أو أصوات توفيقية، لأن كثيراً من هؤلاء الأعاجم لم يكونوا قادرين على استخدام بعض الأصوات العربية. وهذا أمر وارد، فإننا في الإنكليزية مثلاً لا يُمكن أن نجد الصوت (خ) ونستعيض عنه بالأحرف (kh) كرمز يُشير لهذا الصوت، ولكننا في النطق إنما ننطقها كافاً فنقول (كالد) للدلالة على الاسم (خالد) مثلاً، كما أننا لا نجد الصوت (ع) في الإنكليزية ونستعيض عنه بالصوت (آ) وهو الأقرب من حيث مخارج الحروف، ونرمز فنقول (آدل) للدلالة على الإسم (عادل) كما أننا لا نجد الصوت (غ) في الإنكليزية ونستعيض عنه بالرمز (gh) وتنطق قافاً مُعطشة (ݠ) كما في قولنا (ݠدير) للدلالة على اسم (غدير). وبالإمكان إيراد نماذج وأمثلة كثيرة على مثل هذه الأصوات التوفيقية التي يُضطر إليها مستخدمو اللغة من غير الناطقين بها.

المعضلة الأساسية تتمحور حول مشكلة قداسة اللغة العربية والتي استمدت قداستها من قداسة النص القرآني، ولقد تطرقتُ من قبل إلى هذا الأمر في مقال بعنوان (الميتافور الدلالي وقداسة اللغة) وقلنا أن اللغة كائن حي له حركته التي ترتبط بحركة الإنسان (مستخدم اللغة) وبالتالي فإن اللغة غير ثابتة، وهكذا فإننا نرى أن العربية قبل مجيء الإسلام، أي في الفترة التي تسمى بالعصر الجاهلي مجازاً كانت مغايرة للعربية التي ننطق بها الآن، فهنالك بعض الكلمات والعبارات (phrases) التي اندثرت مع مرور الزمن، وتمت الاستعاضة عنها بكلمات أو عبارات أخرى وفقاً للضرورات التاريخية للمجتمع، ولا ننسى أن العامل الديني له تاثيراته المباشرة على اللغة سواء باستحداث أو نفي بعض الألفاظ والكلمات، ولهذا فإننا نجد أن عدداً من أتباع محمد كانوا يسألونه حول ما أشكل عليهم من ألفاظ (وبالتالي معاني) في القرآن، وهذا بحد ذاته ينفي بيان القرآن وفصاحته، لأن اللغة الفصيحة لا تحتاج إلى إيضاح أو شرح، كما أن للدين تأثير حتى على مستوى وضع بعض التصورات الأخلاقية حول بعض الألفاظ المستخدمة لارتباطها بمفاهيم ضد الدين أو غير دينية من أساسه، فلم يكن لكلمة (ربا) عند العرب ذلك التصوّر الأخلاقي السيء قبل مجيء الإسلام، مع ملاحظة أنني أتكلم عن الكلمة وليس عن الفعل، وهكذا فإننا نجد أن اللغة عملية تفاعل مباشرة مع مكونات الحياة الإجتماعية الحيّة، ولهذا نجد أن كلمة مثل كلمة (كافر) في الثقافة العربية قد تغيّرت بعد مجيء الإسلام، إذ لم تكن الكلمة تحمل مدلولات أخلاقية سيئة على الإطلاق، فكانت تشير إلى عملية الزراعة، فالكافر لغة هو المُزارع، ولهذا نقرأ {{كزرع أعجب الكفار نباته}} ولكن تمت عملية إبدال للكلمة والمعنى فأصبح الكافر هو غير المُسلم، وهكذا فإنا اللغة في حركة مستمرة طالما كان المجتمع متحركاً ومتطوراً.

في هذا الجزء من المبحث، سوف نحاول الإجابة على السؤال المطروح في الجزء الأول (هل ما يُسمى بالرسم القرآني له قواعد ثابتة كالقواعد الإملائية الكتابية الأخرى؟) هذا السؤال يكتسب أهميته من مباشرته، لأننا إذا عرفنا أن ما يُسمى بالرسم القرآني له قواعد ثابتة، فإن هذا من شأنه أن يوضح لنا أن ثمة محاولة للتفريق بين الإملاء الكتابي، وبين الإملاء القرآني لسبب ما، إما لاعتبارات قداسة أو ما شابه، وإما لأسباب يتوجب علينا البحث حولها. وإذا لم تكن هنالك قواعد راسخة للرسم القرآني فهذا يعني أن هنالك أخطاء إملائية واضحة في القرآن تم تجاهلها إما عن قصد أو بدون قصد، وهذا ما يهمنا معرفته في هذا المبحث.

حسناً، فلنحاول الآن الدخول إلى صلب الموضوع والبحث عن قواعد الرسم القرآني، لنكتشف وجودها أو عدم وجودها، ولكن في البداية أحاول الرد على ما جاء في مبحث الأستاذ إبراهيم بن نبي والذي حاول فيه الإشارة إلى بعض الأساسيات في الرسم القرآني، وتطرقه –مثلاً- لرسم (الميم) في القرآن، وما أسماه بالميم الكاملة والميم الناقصة، وأشار إلى ما أسماه بالميم الناقصة كما وردت في (حم) المذكورة في كل من سورة (فصلت) والشورى، على عكس الميم الكاملة في نفس الكلمة في سورة (غافر) و (الزخرف) و (الدخان) و (الجاثية) والحقيقة أنه ليست هنالك ميم كاملة وميم ناقصة، وهو ما أشكل عليه فهمه، ولكن هنالك أساليب في رسم بعض الحروف في الخط العربي، ولقد حاولت الإشارة في بداية هذا الجزء من المبحث أن أفرق بين الخط وبين الرسم، فالخط هو فن رسم الأحرف، بينما الرسم هو الرمز الحرفي الذي يُشير إلى صوت معين. وبعبارة أخرى فالرسم هو الإملاء، بينما الخط هو طريقة رسم الحروف، فعندما أقول (لؤلؤ) فإنني أفرق بين صحّة الرسم الإملائي لهذه الكلمة، وبين جودة ونوع الخط المستخدم في رسمه، فسواء كتبنا هذه الكلمة بخط النسخ أو الرقعة أو الفارسي او الكوفي أو الثلث (أنواع الخط المختلفة) فإن السؤال حول الإملاء سيكون قائماً: هل رسم الكلمة صحيح أم لا؟

وما لم ينتبه إليه الأستاذ إبراهيم نبي هو أن هنالك عدة طرق في الخط لرسم الحروف العربية، فحرف الميم في خط النسخ مثلاً له عدة طرق في الرسم: (م) عندما تكون مفردة كما في كلمة (أم) أو (ـم) في آخر الكلمة كما في كلمة (ألم) و (مـ) في بداية الكلمة كما في كلمة (مارد) و (ـمـ) في منتصف الكلمة كما في قولنا (حمد). ولكن قد يأتي ذيل الميم في آخر الكلمة (ـم) أو المنفرد (م) قصيراً او طويلاً وفي كلا الحالتين فهي ميم كاملة، وحرف الكاف مثلاً قد يرسم قائماً او نائماً سواء في بداية الكلمة أو في وسطها، وهذا نجده في قوله {{وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليڪم إخراجهم، أفتؤمنون ببعض الكتـاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك ذلك منڪم إلا خزي في الحياة الدنيا}}[البقرة:85] فإننا إذا نظرنا إلى هذه الكلمات:
(يأتوكم) رسمت كافاً قائمة
(الكتاب) رسمت كافاً قائمة
(تكفرون) رسمت كافاً قائمة
نجد طريقة رسم حرف الكاف فيها مختلف عن طريقة رسمها في الكلمات التالية:
(عليڪم) رسمت كافاً نائمة
(منڪم) رسمت كافا نائمة

فرُسمت قائمة كما في الأولى، ونائمة كما في الثانية، وهذا الاختلاف هو في الحقيقة هو اختلاف في الخط وليس في الرسم، بمعنى أنه لا يُمكن اعتباره قاعدة إملائية، وإنما طريقة الخط في رسم الحروف، ومن المعلوم أن الخطوط العربية تتفنن في رسم الحروف حسب موقعها من الكلمة، وكذلك فإن لكل حرف عدة طرق في الخطوط العربية لرسمه، وهذا لا يُمكن اعتباره من الرسم الإملائي على الإطلاق، وليس هناك ما يمنع من رسم أي كاف قائمة أو نائمة، إذ لا يخضع ذلك لقاعدة محددة، وإنما لذائقة الخطاط، كما أن المساحة المتاحة تلعب دوراً في طريقة رسم بعض الحروف. وإذا اتفقنا على ذلك فإن النتيجة التي توصل إليها بن نبي تصبح نتيجة خاطئة لأنها قامت على أساس قاعدي خاطئ، فما يُسميه اختلافاً في رسم الميم الناقصة والميم الكاملة هو إنما يدخل في باب اختلاف الخط وليس اختلاف الرسم الإملائي، والحقيقة أن الميم التي نعتها بالميم الناقصة في رسم كلمة (حم) في سورة (فصلت) و (الشورى) ليست ناقصة فهي ليست (مـ) كميم بداية الكلمة، بل هي ميم كاملة. (ولا يوجد شيء اسمه ميم كاملة وميم ناقصة)

فالأمر ليست متعلقاً بوعي مُحدد كما ألمح الأستاذ بن نبي في مقاله أو مبحثه، لأننا في الأصل لا نملك أدلة كافية تؤكد أن ما يُسمى بمصحف عثمان هو المصحف الذي ألفه محمد (سواء خطه بيده أو أمر أحدهم بفعل ذلك) فلا غضاضة لدينا في التصديق بأنه كان يعرف الكتابة والقراءة، ولكن ثمة شكوك مثارة حول خضوع القرآن للتحريف بالزيادة أو النقصان في عملية جمع المصاحف المتوفرة ذلك الوقت، ومن ثم حرقها واعتماد مصحف واحد هو ما سُمي بمصحف عثمان، ولهذا فإننا نجد بعض أتابع محمد يقولون إن سورة النور –مثلاً- كانت تعادل سورة البقرة من حيث عدد الآيات، فمن السذاجة أن يُدافع البعض عن الرسم القرآني المختلف على صحته تاريخياً، في محاولة لنسبة القداسة والإعجاز إليه، لأنه من الواضح أن القرآن قد تعرض لعملية تزوير كبيرة في عصر من يُسمون بالخلافة الراشدين.

والآن دعونا ننظر إلى بعض الكلمات التي جاءت في القرآن مغايرة للإملاء القواعدي المعروف، والتي لا تتعلق بالخط ونوعه، فعندما نقرأ مثلاً قوله:

{{وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}}[الأنعام:115]
{{كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}}[يونس:33]
{{إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون}}[يونس:96]
{{وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار}}[غافر:6]

نجد أن كلمة (كلمة) جاءت بالتاء المفتوحة مخالفة بذلك القاعدة الإملائية المعروفة، والتي تفرّق بين التاء المربوطة والمفتوحة، وتقول القاعدة إنه بمقدورنا التفريق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة بنطقها، فإن كل ما يُمكن نطق تائه عند الوقف عنده فهو تاء مفتوحة، وكل ما ينطق هاءًا عند الوقف عليه فهو تاء مربوطة، فإن نحن حاولنا نطق لفظ (كلمة) دون إلحاقها بحرف أو كلمة زائدة، فإننا سوف نلاحظ أن تاءها أصبح هاءًا، فننطقها (كلمه) والأمر ذاته ينطبق في كل الكلمات المنتهية بالتاء المربوطة، مثل: جنة، علبة، وردة، فاكهة، حقيبة، حديقة ... إلخ. وما أن نلحق بها حرفاً ونصل في النطق حتى يظهر صوت التاء:
(جنةٌ خضراء)
(علبةٌ صغيرةٌ)
(وردةٌ يانعةٌ)
(فاكهةٌ لذيذةٌ)
(حقيبةٌ يدويةٌ)
(حديقةٌ جميلةٌ)

وإذا حاولنا تتبع القراء لمعرفة ما إذا كانت قواعد الرسم القرآني تجيز رسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة دائماً، فإننا لا نجد ذلك مفعلاً، فهنالك مواطن جاءت فيها نفس الكلمة بتاء مربوطة، ونفهم عندها أن ذلك ليس من القاعدة، فالقاعدة قانون لا يُمكن تجاوزه إلا بشواذ نادرة الوقوع، ولكننا نقرأ في المقام ما يلي:
{{فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين}}[آل عمران:39]
{{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}}[آل عمران:45]
{{يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}}[التوبة:74]

ولنأخذ نموذجاً آخر للتوضيح كذلك:
{{إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم}}[البقرة:218]
{{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}}[الأعراف:56]
{{قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}}[هو:73]
{{وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها}}[إبراهيم:34]

فكلمة (رحمة) و (نعمة) هي من الكلمات المنتهية بالتاء المربوطة بناءً على قواعد الإملاء العربي، ولكنها جاءت في الآيات السابقة بالتاء المفتوحة مخالفة بذلك القاعدة، وأيضاً لم نجد في الرسم القرآني قاعدة تجيز رسم كلمة (رحمة) بالتاء المفتوحة دائماً، فنجد أن هنالك آيات أوردت الكلمة وفق القاعدة الإملائية المعروفة، كما في الآيات التالية:
{{أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}}[البقرة: 157]
{{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}}[آل عمران: 8]
{{وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}}[آل عمران: 107]
{{ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون}}[آل عمران:157]

ولننظر معاً إلى الآيات التالية:
{{وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم}}[هود:41]
{{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}}[النمل:30]

الأصل أن كلمة (اسم) كلمة منفردة بذاتها بأحرفها الثلاثية الأصيلة، ويأتي حرف الباء مزيداً على الكلمة فيوضح الحرف الزائد قبل أو حرف من الحروف الثلاثة الأصيلة، فنقول (باسم) ولا نقول (بسم) وهو خطأ ساعد الرسم القرآني على شيوعه وانتشاره حتى أصبح كثير منا يكتبها بالطريقة الخاطئة، فالباء هنا حرف جر زائد وإضافي على كلمة (اسم) وحروف هذه الكلمة كلها أصلية، ولا أعلم كيف أو لماذا يتم حذف الالف عند إلحاق الكلمة بحرف الجر (ب)، ولكن حتى هذا الرسم لم يكن مستنداً على قاعدة إملائية ثابتة، فنجد الرسم القرآني يكتب الكلمة بشكل صحيح في مواضع أخرى كما في قوله:
{{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة: 74]
{{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة: 96]
{{فسبح باسم ربك العظيم}}[الحاقة: 52]
{{اقرأ باسم ربك الذي خلق}}[العلق:1]

ومن غرائب الرسم القرآني حذف الألف فكثيراً ما نجد كلمات تم حذف ألفها والاستعاضة عنها بألف صغيرة مكانها دون أن نعلم الأسباب، وبالإمكان وضع هذه الألف الصغيرة عند الكلمات التي تحتوي على ألف لا ترسم كما تم الاتفاق عليه في الإملاء العربي كما في قولنا (هذا) فإننا ننطق ألفاً بعد حرف الهاء ولا نكتبها، وكذلك (لكن) فمن الممكن أن نرسم ألفاً صغيرة بين اللام والكاف حيث ننطق الألف، ولكن أن يتم حذف الألف الأصلية في الكلمة، فهذا ما لا نعرف سبباً له وما لا يعتمد على قاعدة معينة، فنقرأ في القرآن:
{{المنفقون}} = (المنافقون)
{{كتب}} = (كتاب)
{{الظلمون}} = (الظالمون)
{{حللاً}} = (حلالاً)
{{ميثق}} = (ميثاق)
{{جهدوا}} = (جاهدوا)
{{ءايت}} = (آيات)
{{ظلمت}} = (ظلمات)

ولنقرأ هذه الآيات بشيء من التركيز، علماً بأن الحرف (ـاـ) هو للدلالة على اتصال الحرفين مع وجود ألف صغيرة بينهما كما في الرسم القرآني، فأرجو ألا يختلط عليكم الأمر{{ولا تأكلوا أموـاـلكم بينكم بالبـاـطل وتدلو بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموـاـل الناس بالإثم وأنتم تعلمون () يسئلونك عن الأهلة قل هي موـاـقيت للناس والحج وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبواـبها واتقوا الله لعلكم تفلحون}} نلاحظ في هاتين الآيتين اختفاء الألف في الكلمات التالية:
(أموالكم) رسمت {{أمولكم}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو واللام
(بالباطل) رسمت {{بالبطل}} مع وضع ألف صغيرة بين الباء والطاء
(أموال) رسمت {{أمول}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو واللام
(مواقيت) رسمت {{موقيت}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو والقاف
(أبوابها) رسمت {{أبوبها}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو والباء

ولكن في المقابل فإن كلمات مثل (الحكام) و (الناس) لم تحذف منها الألف وبقية على حالها، وهو ما يجعلنا لا نفهم القاعدة التي يحذف بناءً عليها الألف في وسط الكلمة. وإذا تجاوزنا عن الإشكالي الإملائي فيما سبق، فإننا نتكلم عن الإشكال الصياغي في هذه الآية على سبيل المثال، فالآية الثانية تتكلم عن الأهلة (منازل البدر) وتبدأ الآية بقوله {{يسألونك عن الأهلة}} فيأتي الجواب بـ(قل): {{هي مواقيت للناس والحج}} وإلى هنا فإن الإجابة قد تمت، ولكننا نلاحظ أن الإجابة تضمنت إخباراً عن شيء آخر لم يرد في السؤال وذلك بقوله {{وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى، وأتوا البيوت من أبوابها}} فما علاقة آداب الدخول إلى المنازل والبيوت بالسؤال عن الأهلة ومنازل القمر، لاسيما إذا لاحظنا جيداً لحرف الاستئناف (الواو) بعد الإجابة، فهو ما يجعلنا في إرباك حقيقي، ويُشعرنا بأن هنالك إشكالية في الصياغة.

ولنأخذ مثالاً آخر على إربالك الصياغة، ففي سورة البقرة نقرأ {{ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يُعمّر ألف سنة}} في هذه الآية إرباك من ناحيتين، فالأولى أن يقول {{أحرص الناس على الحياة}} وليس {{على حياة}} ولا أدري لماذا جاءت كلمة (حياة) بصيغة النكرة في هذا المقام، ثم تتابع الآية في إرباكها الصياغي فيقول {{ومن الذين أشركوا .... }}فماذا يُريد أن يقول محمد بهذه الآية؟

الاحتمال الأول: إن اليهود أحرص الناس على الحياة أكثر من المشركين فيود أحدهم (أي أحد اليهود) أن يعمر ألف سنة
الاحتمال الثاني: إن اليهود أحرص الناس على الحياة وهم بذلك يودون أن يُعمروا ألف سنة (وعبارة "ومن المشركين" زائدة)
الاحتمال الثالث: إن اليهود أحرص الناس على الحياة، وإن من المشركين لمن يود أن يُعمّر ألف سنة؟

أي هذي الاحتمال يُمكن أن تتضمنه صياغة هذه الآية، وكيف لنا أن نتثبت من ذلك بشكل قطعي؟

ولنقرأ كذلك قوله: {{قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين}} هذه الآية بها شرط ولكن جواب الشرط غير وافٍ للشرط فلو قرآنا (من كان عدواً لجبريل) فإننا نتوقع أن تكون الجملة التالية جواباً للشرط السابق، وقد يبدأ جواب الشرط فعلاً بقوله {{فإنه}} ولكن جملة جواب الشرط {{نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى}} لا تقدم أي جواب لذلك الشرط، وكُنا نتوقع أن يكون جواب الشرط مثل: (فإن الله عدو له)، أو ((فإن جبريل ما هو إلا رسول من الله) أو ما شابه مثل هذه الصيغ التي تتم المعنى وتكمله، كما في الآية التالية {{من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}} رغم أنه كان من المفترض أن يقول {{فإن الله عدو له}} ويكون الضمير المتصل (الهاء) هنا عائد على عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. ولكن جواب الشرط احتمل (الكافرين) وليس كل الكافرين عدو بالضرورة للملائكة أو الرسل أو جبريل أو ميكال، بل وإن من الكافرين من لا يعرفون ميكال أصلاً. أما قوله {{فإنه نزله على قلبك بإذن الله}} قد تنفع أن تكون جواب شرط لجملة شرط مثل {{إن كنت يا محمد متشككاً في جبريل، فإنه نزله على قلبك مصدقاً لما بين يديه ...}} ومن أجل هذا نرى أن هنالك خللاً واضحاً في هذه الآية.

ونقرأ في قوله {{ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون}} ووجه الإرباك في هذه الآية هو قوله {{خير}} فلو قرأناها {{ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله لو كانوا يعلمون}} ولكن وقوع كلمة (خير) تجعل جملة (مثوبة من عند الله) مرتبطة بها وكأننا نقول (مثوبة من عند الله خير) وهو ما يجعل الجملتين منفصلتين في المعنى. وحيث أن المعنى المراد في هذه الآية هو أن يقول: ولو أنهم آمنوا لكان خيراً لهم لو كانوا يعلمون، وهنا نجد أن عبارة (لمثوبة من عند الله) جملة زائدة لا محل لها، إلا إن كان المراد أن يقول: أن هذا الخير ما هو إلا مثوبة من عند الله، وعندها تكون صياغة الجملة خاطئة، وكان الأولى أن يقول: (ولو أنهم آمنوا واتقوا لكان خيراً لهم مثوبة من عند الله لو كانوا يعلمون)

ونقرأ قوله {{وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً () وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}} هذه الآية تربط بين تعدد الزوجات وتأدية أموال اليتامى إليهم وهو ما عبّر عنه القرآن بقوله (تقسطوا في اليتامى) وهو أداء الحق من مال، وهو مما ذكر في الآية السابقة {{وآتوا اليتامى أموالهم}} فكيف يُمكن للزواج من مثنى وثلاث ورباع أن يحل مُشكلة أداء الحق المالي لليتامى؟ وحتى وإن أخذنا القسط في اليتامى على أنه العدل بينهم بقرينة {{فإن خفتم ألا تعدلوا}} رغم أن أكل المال ظلم، والظلم ضد العدل فالخوف من عدم العدل هو في الواقع خوف من الوقوع في الظلم (أي أكل أموال اليتامى)، فكيف للتعدد في الزواج أن يحل هذه المشكلة؟ تقول الآية {{ذلك أدنى ألا تعولوا}} وهو مرتبط بعدم تحقق شرط العدل، فالذي يخاف عدم العدل والقسط فيتوجب عليه أن يتزوّج واحدة أو أن يكتفي بملك اليمين حتى لا يثقل كاهله بالإعالة؛ وأيضاً لم أفهم الرابط بين هذين الأمرين، وهو أمر قد يتجاوز الأمر بالقسط إلى الأمر بالإنفاق من مال اليتيم على اليتيم حتى يبلغ الرشد ويطالب بماله، ولا أدري إن كان الزواج أو حتى عدم الزواج قد يؤثر في هذه المهمة بالفعل.

أمثلة أخطاء الصياغة في القرآن كثيرة، ومنها تبدّل ضمير الخطاب في الآية الواحدة، وكذلك اختفاء جواب الشرط أو عدم استيفائه لشروط جملة الشرط، وكذلك الخروج عن المعنى العام بجملة لا علاقة لها بالموضوع، كما في قوله {{قل تعالوا أتل عليكم ما حرّم الله ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً}} فالأمر بالبر بالوالدين لم يكن أحد الأشياء التي حرّم الله علينا، فلماذا يأتي ذكر ذلك في هذا المقام؟ إن هنالك عدداً من التراكيب الجبرية التي تأتي مع بعضها حتى دون المراعاة للنسق العام للآية فدائماً يأتي الأمر بالبر للوالدين بعد النهي عن الشرك، وكذلك عبارة (كن فيكون) وفي بعض المواطن يجب أن تأتي (كن فكان) كما في قوله {{إن مثل عيسى بن مريم عند الله كمثل آدم}} ومثل هذه التراكيب الجبرية تأتي دون مراعاة للصياغة العامة للآية فتحدث الخلل والإرباك، إضافة إلى الأخطاء النحوية كما في قوله: {{فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين}}[آل عمران:39] وشاهدنا من هذه الآية هو قوله (أن الله يُبشرك) والصحيح أن يقول: (إن الله يُبشرك ....) ولعل كاتب القرآن لا يُفرق بين استخدامات (أنّ) و (إنّ) ولو أننا قرأنا قوله: {{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}}[آل عمران:45] ولاحظنا لقوله (إن الله يُبشرك) لوجدنا أنه استخدمها استخداماً صحيحاً، وعندها لا نملك إلا أن نقول إن الآية الأولى خاطئة. ولتوضيح ذلك فإن الفارق الصياغي بين الآيتين يكمن في أن الآية الأولى (نداء) يتضح ذلك من قوله {{فنادته الملائكة}} أما الآية الثانية (قول) أو نقل، ويتضح ذلك من قوله {{إذ قالت الملائكة}} وهذا ما قد يعتمد عليه البعض في التبرير للاستخدام الخاطئ لـ(أنّ)، وقد يستشهد البعض بقولنا: "فناديته أن يا فلان افعل كذا وكذا" والحقيقة أن المقام مختلف تماماً، فالقول المنقول في مثل هذا الكلام يبدأ تماماً من (يا فلان) ولكن في الآية السابقة يبدأ القول المنقول من (إن الله يُبشرك) وهو نقل لاقتباس من آخر وهو ما يستلزم استخدام (إنّ) لأنها تأتي بعد القول وأمثاله. ولهذا فإن الآية الثانية يُمكن فيها استبدال القول بالمناداة ويستقيم المعنى فنقول {{إذ نادت الملائكة أن يا مريم إن الله يُبشرك بغلام}} ونلاحظ هنا أنّ (أنّ) هنا تعمل عمل الربط بين الفعل (نادت) والنقل (إن الله يُبشرك).

ومن الغرائب أن سورة (إبراهيم) وعدد آياتها (52) آبة لم يرد فيها ذكر لإبراهيم أو قصته، إلا إذا استثنينا الآيات (35 – 37 - 39) التي تناولت لمحات خافتة عن قصته، بينما بقية الآيات من (35 وحتى 41) يُمكن اعتبارها مجرد أدعية، وعلى هذا فإن (45) آية من أصل (52) آية من سورة إبراهيم لم يرد فيها أي ذكر لإبراهيم، وفيما يلي الآيات التي ورد فيها ذكر إبراهيم وقصته في السورة المخصصة له على النحو التالي:
{{وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}}[35] الصحيح (وجنبني وبني)
{{ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المُحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من النساء تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}}[37]
{{الحمد لله الذي وهبني على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء}}[39]

وكذلك من الأخطاء الإملائية في القرآن استبدال الياء اللينة بالألف المقصورة في كُل المواضع تقريباً، فنقرأ:
{{الله الذى خلقكم ثم رزقكم}}[الروم:40] الصحيح (الذي)
{{فما أغنت عنهم آلهتهم التى يدعون من دون الله من شىء}}[هود:101] والصحيح (التي) و (شيء)
{{بل الله يزكى من يشاء}}[النساء:49] والصحيح (يزكي)

وجميع الياء اللينة تم استبدالها في الرسم القرآني بالألف المقصورة، وهو خطأ قد لا يقع فيه طالب في المرحلة المتوسطة عرف الفارق بين (ي) و (ى). ومن الأخطاء في القرآن: أخطاء التذكير والتأنيث، كما في الأمثلة الآتية:
{{قد جاءكم بصائر من ربكم}}[الأنعام:104] والصحيح (وقد جاءتكم بصائر)
{{هذا بصائر من ربكم}}[الأعراف:203] والصحيح (هذه بصائر)
{{هذا بصائر للناس}}[الجاثية:20]
{{وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه}}[النحل:66] والصحيح (مما في بطونها) علماً بأن الآية تكررت في موطن آخر وبصورة صحيحة كما في قوله {{وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها}}[المؤمنون:21]

كل هذه الأخطاء وأخطاء أخرى كثيرة تجاوزتُ عن كثير منها حتى أتجنب الإطالة، ولكن يتم تمرير كل هذه الأخطاء بقداسة يُلبسها المسلمون على القرآن حتى دون أي تدبر للمعنى، أو محاولة للنقد والمطالبة بالتصحيح، فطالما كانوا مقتنعين بأن القرآن هو كلام الله، فالمنطق يقول إن الله لا يُمكن أن يُخطئ أبداً، حتى ولو كان الخطأ واضحاً وبيّناً فإنهم يلتفون على الحقيقة بتبريرات غير منطقية ولكنها كافية لهم لتقنعهم بصحة ما يعتقدون به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البحث رائع ولكن..
عادل حزين ( 2011 / 1 / 16 - 14:26 )
بحث ممتع وشيق لمن يريد التمعن فى اللغة وفلسفتها ويخلص إإلى أن القرآن منزل أم تأليف شخص...
ولكن ياسيد هشام يبدو أنك سودانى أو نوبى ألم يخرجك ما يحدث وتمور به الدول والشعوب التى تتحدث بالعربية - مجازا- من سياق بحثك الممتع لتدلو بدلوك فى الواقع السايسى الحالى باعتباره أكثر أهمية ويشفى الغليل أكثر من بحث أكاديمى جميل لمقارنته لواقع معاش فعلا!.
أنت مثقف راقى وذكى وهذا يلقى عليك مسؤلية تحليل الواقع المعاش والإنشغال بما هو أهم ثم بالمهم .
لقد قمت بحفظ بحثك القيم للرجوع اليه فى وقت مناسب هو ليس الوقت الحاضر كما لا يغيب عن فطنتك.


2 - الى المحترم كاتب المقال
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 1 / 16 - 14:38 )
وتمت كلمة ربك .بالحق لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين
***************************
الاستاذ ادم كاتب المقال والبحث
تحياتى
تعمدت ان ابدأ ردى عليك بالاية الكريمة المقتبسة عالية من القران الكريم .لا لشئ سوى لاوضح لحضرتك معنى ان القران ..كلام الله
وهناك اية اخرى .ما المسيح عيسى بن مريم الا كلمة من الله وروح منه القاها الى مريم
واية ..(وكلمة الله هى العليا)
ماذا نفهم من الايات السابقة؟؟
نفهم يا اخ ادم ان كلام الله وكلماته .ليست احرف وكلمات وعبارات ...لا ..كلام الله .معانى وعبر ومواعظ واشارات

فالحرف والكلمة والعبارة المنطوقة او المكتوبة .تحتاج الى اجزاء ..مثل اللسان والشفتان والحنجرة .ومثل الايد والصوابع ..والورقة والقلم ..
وحاشا لله .ان يكون كذلك او متجزئ
فالله هو الواحد الاحد .الفرد الصمد .لا شريك له ولا ولد .ولا شبيه له وليس له كفوا احد
الله .سبحانه وتعالى .ليس كمثله شئ ..وهو السميع البصير
الحق ..كلمة الله
الوحدانية كلمة الله
لا اله الا الله كلمة الله
اليقين ..بالله كلمة الله
الصدق والاخلاص لله ..كلمة الله ..الايمان والاسلام لله .والاخذ بالاسباب والعقل والعلم ..كلمات الله

يتبع


3 - تكملة
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 1 / 16 - 14:46 )
اما الاحرف والكلمات والعبارات فمجرد وسائل واسباب .استخدمها المولى سبحانه وتعالى عن طريق جبريل ملاك الوحى والالهام .وعن طريق محمد بان انزله على قلبه ليستشعر المعانى .واستخدم لسانه اى لغته العربية لغة قومه الذين ارسله الله اليهم .ليكون بعد ذلك القران كما نعرفه ونفهمه ونسمعه ونقرأه كما علمنا اياه من محمد واتباعه عبر الزمان

القران الكريم منهاج حياة ..معنى اساسا باصلاح الانسان .وتنشئته وتربيته ليكون انسان حر ..عاقل ..متحقق بصفات الله كى يصلح لاعمار الارض بالحب والخير والسلام بنفسه

جمع الله فيه .كل شئ ..كل ما يحتاجه الانسان من تشريعات وعبادات وحقائق ونظرة ومفهوم للحياة .عموما ..وبتدبره ودراسته يمكن للبشر جميعا ان يحققوا الجنة على الارض قبل ان يكافئ الله بها المؤمنين الصادقين فى الاقوال والافعال فى الاخرة

هذا هو القران
هذا هو معنى ان القران كلام الله يا اخ ادم
وتقبل تحياتى


4 - وقت الموقف
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 16 - 16:34 )
الأخ هشام أدم الوقت وقت المواقف وما يحدث في تونس يستدعي الإنتباه والمواقف والفكر الذي لا يصنع قيم ومراقف إنسانية لا قيمة له .. لذالك لن أدخل لأثبت هشاشة ما طرحته أمام حقيقة الرسم القرآني الفريد لكن دعني أرفق رابط آخر للمفكر والباحث الفذ إبراهيم أبن نبي في كيفية فهم الخطاب القرآني أما عن ما إذا كان القرآن محرف أم لا فهذا ما يثبته ليس التخمين وإنما البحث الداخلي بعد إدراك حقيقة وبنية الرسم القرآني . تحياتي :
بحث ( ذكورية الخطاب القرآني وهم بصري أم حقيقة موضوعية ) :
http://www.mi3raj.net/vb/showthread.php?t=975


5 - نهج البحث العلمي الرصين
كنعـــان شماس ( 2011 / 1 / 16 - 19:01 )
تحية للاستاذ هشـــام ادم على هذا البحث الذي يرقى على بحوث فيلسوف علم الاجتماع العراقي الدكتور على الوردي في تحليل تعقيدات اللغة العربية . قراته بشغف كبير . انت بحق احد منارات الحوار المتمدن


6 - بحث قيم بكل معني الكلمة
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 16 - 21:27 )
بحث لا أبالغ مطلقا في القول بأنه أفضل بسنوات ضوئية من آلاف من رسائل الدكتوراه

لا أدري لماذا يعتب عليك البعض الاستمرار في بحوثك كما لو كانت الاحداث تقتضي التوقف أو التراخي عن العمل أو ربما هي فلسفة (لا صوت يعلو علي صوت المعركة) مرة أخري ثم يا سادة الا يكفي هذا العدد الهائل من المقالات والتحاليل (المواكبة للحدث) أم يتحتم علينا جميعا الكتابة عنه؟

ومن ناحية اخري نري أخانا شاهر الشرقاوي يتحدث عن معاني القرآن ويطلب منا غض النظر عن لغة القرآن

قد يكون مطلبه هذا واردا لو لم يصدعونا ويصدعوا اجدادنا بإعجاز لغة القرآن وبأنه كلام الله منقول نقل مسطره عن اللوح المحفوظ المكتوب أيضا بالعربية التي إختارها الله وبيده اليمني ( كلتا يديه يمين) فكيف يستقيم هذا مع كلام السيد الشرقاوي؟

وهل نفهم من كلام السيد الشرقاوي أن إدعاء بلاغة القرآن قد سقط عن لغته التي قيل أنها لا تضارع وأنها تكمن فقط في معانيه؟

لو الأمر كذلك فقد يخرجهم هذا من (نقرة) ليقعوا في (دحديرة) كما نقول في مصر
وقد أورد الاستاذ هشام عدة أمثلة علي إرتباك المعني في القرآن

ما هو المعني خلف سورة العاديات مثلا؟

وتحياتي


7 - لاتتعجب سير جالاهاد
زهدى الطيب ( 2011 / 1 / 17 - 02:09 )
فان كتب كامل النجار وفصل المعانى والرؤيا لمعانى القرأن فانهم يخرجون ويهتفون ان لااحد يفسر ويشرح فالقران برسمه ولغته كما فى اللوح المحفوظ ... واذا بدأ الاستاذ هشام ادم يخرج مايعيب الرسم القرانى واخطاء اللغه والكتابه فانهم ايضا يخرجون بان الاهم فى النصوص هى معناها ومغزاها .... فلا تتعجب هذا هو السر العظيم !!! .


8 - القرآن ... بين المطرقة والسندان
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 17 - 07:19 )
الزميل الرائع هشام آدم
كالعادة .... مقال جيد لأن خلفه أتعاب كثيرة ونزاهة كبيرة
بعض المحترمين لم يستطيعوا أن يعضوا يد الكاتب كما يفعلوا كعادتهم في مقالات لكتاب آخرين لِذا قبلوها ، ههههههههههههههه
يا فرحة الحرامية فيك يا شيخ الغفر
مزيداً من الإبداعات يا كتاب العلمانية والعقل الأحرار ، ففي كل حرف صادق تسقط واحدة من حجارة الصنم القبيح الكبير ، تسقط على رؤوسهم الخشبية المجوفة
تحيات والف شكر لكاتبنا الشاب الواعد هشام آدم


9 - الصديق العزيز هشام
منتظر بن المبارك ( 2011 / 1 / 17 - 08:44 )
فرحت أيما فرح بسلامتك، لك تهنئتي القلبية. بلا شك أن تدوين الكتاب المبين كان عملا بشريا بحتا، لكن للأسف الشديد انسكب ماء القداسة على كل ماهو إسلامي، فاختلط البشري بما هو منسوب للإله. نحن نفتخر بأمية الرسول حتى تبرز معجزة القرآن، لكن في مجال الرسم والقراءات ننسى ذلك تماما وننسى حديث أننا أمة أمية لا تكتب ولا تحسب.
أود ان اضيف مثلا واحدا للأمثلة العديدة التي أوردتها: ورد اسم إبراهيم في القرآن 69 مرة ، وجاء على الرسم (ابرهيم) 54 مرة بينما ورد على الرسم (ابرهم) 15 مرة، ومما يثير العجب أن اسم إبراهيم ورد في سورة البقرة 15 مرة كلها على الرسم (ابرهم)، وهو ما يدل على أن من كتب سورة البقرة شخص مختلف عن غيره من الكتبة.
لكن المشكلة هي محاولة تغييب العقل المسلم بخلق تعليلات ومبررات مضحكة لهذا الخطأ البشري بإدخال الدجل العددي، وكأن الله يحتاج تغيير اسم شخص في سورة واحدة حتى تحدث الإعجاز العددي.
تقديري لشخصك الكريم


10 - طلعة وطلعت
كامل علي ( 2011 / 1 / 17 - 10:46 )
عزيزي هشام آدم،
لأن العثمانيون أتراك لم يكونوا يُجيدون العربية وكانوا يستعملون ألحروف ألعربية في ألكتابة بتاثير الدين ألإسلامي والقرآن، نلاحظ بانّهم كتبوا أسما العلَم كطلعة وصفوة وعناية كالآتي: طلعت، صفوت، عنايت. والسبب فيما اعتقد وواضح من مقالتك ألرائعة هو ألرسم ألقرآني.
ألأدهى من ذلك استعمالهم هذه ألأسماء ألمؤنثة كأسماء علم للذكور، ونجد هذا ألخطأ ألشائع في أسماء ألمصريين وذلك بتأثير ألعتمانيين.

تمنياتي


11 - عادل حزين
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 20:56 )
تحياتي أخي عادل حزين، وأشكرك على قراءة المبحث والتعليق عليه، كما أشكرك على ملاحظتك الجميلة. فقط أحببتُ أن أقول: إن معيار الأهم والمهم هو معيار شخصي إلى حد بعيد، ولكن لا يعني ذلك أن ما تراه أهماً قد لا أراه أنا مهماً، ولكننا فقط قد نتفاوت في تقييمنا له، أو في التعبير عنه .. فأنا شخصياً أؤمن أن الأديان هي مشكلتنا الكبرى، ومهما كانت خطورة الأوضاع السياسية والاقتصادية، فإنني أعتقد أن سقوط الأديان أو كشف قناعها نافذة أولية لحلحلة جميع المشاكل، وهذا الأمر يطول الكلام عنه، ولكن أهتم كثيراً لما يحدث في الشارع العربي، وأتابع أحداث الثورة التونسية التي أحيت فينا الأمل في إمكانية أن تقوم الشعوب بثورة وانتفاضات مجدداً، وأن تعبر عن رأيها وأن ترفض الواقع السيء وأن تتحدى الديكتاتوريات والأصنام السياسية الجاثمة على صدورنا. وكلي أمل ألا يتم سرقة هذه الثورة ونهبها، كما أتمنى أن يتمكن السودانيون من القيام بثورة ربما بإمكاننا حماية البلاد من الإنفصال


12 - شاهر الشرقاوي
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:01 )
تحية طيبة ... أشكرك على المداخلة والتعليق، ولكن أود أن ألفت نظرك إلى أن اللغة هي ماعون المعنى، وأنه إذا لم تكن اللغة سليمة فإن المعنى لن يصل وعلى هذا فإنه لا يُمكننا الفصل بين اللغة والمعنى، فالإنسان اخترع اللغة فقط من أجل إيصال أفكاره، فما قيمة الحديث عن المعاني وتجاهل اللغة التي يصل بها هذا المعنى؟ أنا شخصياً أؤمن بأن القرآن كلام بشري لا أشك في ذلك، ولكن فليكن القرآن كلام الله، ولكن من الذي كتبه؟ فسواء أكتبه محمد أم غيره، فسؤالي هو: لماذا لم يتم تصحيح الأخطاء الإملائية الواردة فيه بعد تقعيد اللغة لاحقاً؟


13 - أحمد الجاويش
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:02 )
أشكرك يا عزيزي على المداخلة وعلى إرفادنا برابط مبحث الأستاذ إبراهيم بن نبي
تحياتي


14 - كنعان شماس
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:04 )
تحياتي لك أيها العزيز، وأشكرك على قراءة المبحث، وعلى تعليقك الرقيق، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك دائماً، وإنه لشرف لي أن أقارب قامة مثل أستاذنا الوردي


15 - سير جالاهاد
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:06 )
تحياتي لك أيها الصديق العزيز، وأشكرك على رأيك في المقال والذي أتمنى أن يفيد في تنوير البصائر ولو بوميض خافت. فهدفنا الأول هو الاستنارة ، وليس أكثر


16 - زهدى الطيب
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:09 )
تحياتي لك أخي العزيز، وأشكرك على قراءة المقال وعلى التعليق .. وأنا أتفق معك في مراوغة الفكر الديني


17 - الحكيم البابلي
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:11 )
صديقي العزيز الحكيم البابلي .. أشكرك يا عزيزي على قراءة البحث والتعليق عليه، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك وظن الأخوات والأخوة القراء دائماً


18 - منتظر بن المبارك
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:15 )
تحياتي لك أيها العزيز، وأشكرك على السؤال عني وعن أنبائي، وأطمئنك أنني بخير وكل أموري تجري على ما يرام. أما بخصوص المقال يا عزيزي فسؤالي عن عدم تصحيح الأخطاء الإملائية في القرآن بعد تقعيد اللغة والإملاء في وقت لاحق. أعتقد أن القرآن ظل لوقت طويل بعيداً عن النقد الموضوعي البعيد عن القداسة والتنزيه، وأعتقد أيضاً أنه بمزيد من النقد لهذا الكتاب فسوف نكتشف الكثير من الخبايا التي ربما ستقودنا إلى الحقيقة

تحياتي لك


19 - كامل علي
هشام آدم ( 2011 / 1 / 17 - 21:19 )
تحياتي لك، وأشكرك يا عزيزي على قراءة المقال والتعليق، ولكن أعتقد أن الرسم العثماني سُمّي بهذا الاسم نسبة إلى (عثمان بن عفان) العربي، وليس إلى العثمانيين الأتراك. لك مني كل الشكر والتقدير


20 - ليس فقط الرسم القرآني
عمرو اسماعيل ( 2011 / 1 / 17 - 22:32 )
ولكن ايضا الترتيب
احداث كثيرة حدثت في عهد عثمان بن عفان ليس فقط جمع القرآن الذي اسميناه مصحف عثمان .. أثرت علي المسلمين حتي اليوم
.. في عهده انتصرت الثورة المضادة بقيادة ابو سفيان وبنيه
وفي عهدة اصبح الحاكم مدي الحياة تراثا اسلاميا
وبطل قصة جمع القرآن او المحقق الاول!!!editor)بالمعني العصري
زيد بن ثابت تقول كل كتب التراث ان رسول الله امره بتعلم العبرانية والسريانية!


21 - يا امه ضحكت عليها الامم
على سالم ( 2011 / 1 / 17 - 23:57 )
الاستاذ هشام ادم ,سعيد جدا بهذا البحث الرائع والذى يدل بشكل قطعى على ان القران بلغته الهابطه من تاليف الذى يدعى محمد فى زمن الجهل والانحطاط ,اشكرك لمجهودك الرائع


22 - ألف شكر للأخ هشام و امثاله من المفكرين العرب
هيثم عبد الله ( 2011 / 1 / 22 - 21:44 )
أشكرك من اعماق قلبي على هذا البحث الرائع
القران مليء بالاخطاء وهو كلام انساني وكاتبه انسان مريض نفسيا.


23 - إسألوا أهل الذكر
طارق مأمون بشير ( 2011 / 2 / 27 - 16:12 )
ذكرت في المقال أعلاه ما يفيد بأنك اكتشفت الاخطاء الواردة في مقالك و أنا لست ضليعا في اللغة العربية .ولكن أسألك
هل سألت أحد علماء اللغة العربية عن أسباب تبديل الألف واوا في كلمة الحيوة مثلا
إلخ أواهمال التعريف بأل في كلمة حياة التي جاءت في حرص اليهود عليها أو...إلخ و أسألك أيضا هل قمت بتنقيط الياء التي تأتي في آخر الكلام خلال مراحلك الدراسية(أعني الكتابة بالقلم المجرد و ليس بواسطة الكي بورد)؟

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah