الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد التونسى: اعادة تموضع الدين من الدوله

عبد العزيز الخاطر

2011 / 1 / 18
المجتمع المدني



يبدو لى ان المشهد التونسى الحالى يمكن ان يمثل حقيقة بدايه جديده لموقف الدوله العربيه من الدين وموقف الدين " الاسلامويين" من الدوله. فمنذ استقلال دولنا العربيه والمعادله بين الطرفين مختله حيث يبدو انتصار الدوله اضعاف للاسلامويين وهزيمتها انتصار لهم وفى حالات محدوده تم التزاوج بين الطرفين بقيام دوله يسيرها الاسلاموييون كما حصل فى السودان فكانت النتيجه وبالا على الطرفين. مما لاشك فيه ان الدوله فى عالمنا العربى افتقرت اساسا الى مكوناتها الحقيقيه التوافقيه عند قيامها فكانت الايديولوجيا بما فيها الدين هى اللاصق لوجودها واستمرارها كذلك فاستعانت بالايديولوجيا الاشتراكيه فى جزء وفى الدين فى جزئها الاخر وتحولت مع الوقت الى الراسماليه الرثه كلاصق بدلا عن العاملين السابقين بعد حين وان كان شكلا فقط لان بنيتها الاساسيه اقطاعيه دينيه قبليه. وقد كانت الدوله العربيه فى بعدها الايديولوجى عنيفة فى قمع الدين السياسى الا انه وبعد هزيمه التيار القومى واختلال توازن العالم بعد رحيل الاتحاد السوفيتى السابق. انبرى الاسلامويون وتحدثوا عن نهايه للتاريخ العربى تتمثل فى حكمهم وبأنه ليس هناك من قادم سوى ثورتهم . فتلاشت فى الوعى الدوله المدنيه وانكفأ دعاتها او بدوا وكأنهم على خجل يتحدثون. وكلما تمظهرت التشكيلات الدينيه وازداد الصراع بينها كلما خفت الامل حتى اضطر الغرب لحماية خطوط اقتصاده ان يتدخل بأسم الديمقراطيه وحقوق الانسان ولكن الداخل المعنى لايستجيب الا لمكوناته التى تسكن احشائه. لذلك ارى واعتقد ان ما يحدث فى تونس اليوم فرصه عظيمه للامه يجب الامساك بها والاعتبار بها , فالذى اشعل فتيل الثوره ليسوا اسلامويون وان كانوا مسلمون فى بعضهم فى حين انها قامت واشعلت من اجل الدوله دولة الجميع وبشعارات وطنيه وجيفاريه نسبه الى "جيفارا" المناضل الاممى وشارك جميع افراد الشعب بجميع انتماءاتهم فيها واديانهم , لماذا نشير فقط الى التيار الاسلامى لانه الاقدر على اقتناص الفرصه لان مرجعيه هذه الشعوب اسلاميه اساسا فعندما عندما تسيس هذه المرجعيه وتتأخذ من بينها اخدانا تصبح خطرا لانها تضع الدين فى مقابل خيارات الناس السياسيه والاجتماعيه والمعيشيه وادركهم لامور دنياهم فتصبح دولة داخل الدوله كما شهدنا فى العراق بعد نظام صدام حسين , او تصبح الامور مبرمجه بالفتاوى التى تعمل فتكا بقوانين الدوله وانظمتها بأسم الدين , ناهيك عن خطورة تلازم الدوله مع الدين وكم مرة فى تاريخنا اصبح الرئيس او الحاكم اميرا للمؤمنين وكم مرة فى تاريخنا اصبح المفتى بصاما وشاهد زور لتاريخ الامه. من حسن حظ تونس ان مجتمعها يقبل التعدديه اساسا انها فرصه يجب التنبه لها المشهد التونسى مشهدا مدنيا دستوريا رغم بقاء اثار للعهد البائد الا ان الشعب متيقظ وعلى فطنه , الامل فقط فى حكومات التوافق والتعدديه, الامل فقط فى رفع مستوى معيشه الشعوب , الامل فقط فى حسن توزيع الثروه , الامل فقط فى الدوله المدنيه, الامل فقط فى الاسلام السمح , اسلام التعايش واعمار الارض , الامل فقط فى ان يعيش الدين فى الدوله لا ان تعيش الدوله فى الدين . شكرا تونس , شكرا شعب تونس العظيم لقد اكملتوا الدرس وعلى امتكم استيعابه كيلا تلم كراريسها وتحزم حقائبها نفيا من التاريخ لانه الدرس الاخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق