الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلحه الفكريه المتاحه لمواجهة الارهاب والطائفيه: هل ان احمد القبانجي احدها؟

ابوذر ياسر

2011 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طرح علي احد اصدقائي سؤالا" مهما" ومشروعا" (مافائدة ان نتعرف على افكار رجل عاش قبلنا بمئات السنين) في اشاره الى الفقيه المسلم ابو حنيفه النعمان رائد اهم مدرسه عقليه في تاريخ الاسلام ( المدارس العقليه اهمها المعتزله والخوارج والى حد ما الشيعه) في مواجهة المدارس النقليه ( النصيه) واهمها قطعا" الحنابله اسلاف الوهابيه والمعطف الذي خرجت من تحته كل الحركات الارهابيه المعاصره.
وهذا السؤال يطرح سلسله من الاسئله تخص جدوى دراسة التراث في عصرنا الراهن عصر الثوره التكنولوجيه والمعلوماتيه وقد اجاب عليها المفكر العراقي الكبير هادي العلوي في كتابه (بين الدين والتراث) الذي ميز بين الدين والتراث باعتبار ان التراث يحوي الكثير من العتاصر التقدميه التي ينبغي ابرازها والاستفاده منها في حياتنا المعاصره.
وفي الحقيقه فاننا اليوم نخوض نضالا"فكريا" متعدد الاوجه لمواجهة اخطر عدو يهدد حياتنا ومستقبل اجيالنا وهو الارهاب والطائفيه ولابد من حشد كل الاسلحه الفكريه لمواجهة هذا العدو الذي يستند الى نصوص دينيه والى قراءات متشدده لهذه النصوص.
وباعتقادي ان ابراز القراءات المعتدله والعقلانيه للنصوص الدينيه ( والتي يمثلها ابو حنيفه النعمان وغيره من المفكرين العقليين والمعتدلين ) هو من اهم الاسلحه المتاحه لمواجهة الارهاب في وقت فقدت الافكار اليساريه والعلمانيه شعبيتها في العالم العربي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقيام الثوره الاسلاميه في ايران وصعود حركات الاسلام السياسي وغيرها من التطورات التي شهدها العالم في اواخر القرن الماضي.
واستطيع القول ان المدارس العقليه التي ظهرت قبل اكثر من الف عام هي اكثر تطورا" بكثير من الطابع العام الذي يطبع المشهد الثقافي والفكري السائد في المجتمعات العربيه حاليا".فالحنفيه تجيز تولي المرأه للقضاء وتسمح لغير القرشي تولي حكم المسلمين وتقف موقفا" اكثر تحضرا" من الاديان الاخرى فتسمح لاهل الكتاب دخول مكه.................الخ في الوقت الذي تشيع فيه فتاوي التكفيرالتي لا تستهدف اهل الكتاب فحسب بل تستهدف قبل ذلك طوائف من المسلمين. وفي الوقت الذي تشيع فيه وتزدهر اكثر القراءات تشددا" وتزمتا" للنصوص الدينيه.
وربما يعاني العراق اكثر من غيره من عواقب ذلك لخصوصيته التكوين السكاني له ولتعقد الوضع السياسي والامني فيه.
وبناء" على ذلك فأن مؤلفات من طراز ( النزعات الماديه في الفلسفه الاسلاميه ) للكاتب اللبناني الشهيد حسين مروه وكتاب ( المذاهب والاديان بالعراق) للكاتب العراقي رسيد الخيون لها اهميه كبيره في هذا الاطار في حين اجد ان كتابات هادي العلوي والسيد القمني (من مصر) وكتابات على شاكلة ( الشخصيه المحمديه) لمعروف الرصافي لايمكن ان تلقى قبولا" لدى عامة الناس لانها تعبر الخطوط الحمراء الى فضاءات غير مسموح بها على الاطلاق وكذلك فان طروحات السيد احمد القبانجي ينطبق عليها الشيء نفسه لان السيد القبانجي يطعن بالثوابت الاساسيه للاسلام التقليدي واهمها ان القرآن يصلح لكل زمان ومكان ويحاول ان يبرهن ان بعض نصوص القرآن لاتصلح لعصرنا الراهن ومنها الايات التي تخص مقاتلة الكفار وايات الميراث والحجاب وغيرها على اساس ان القرآن كلاما" الهيا" وليس كلام الله . ويستند القبانجي في اثبات نظريته الى جمله من الاشكالات البلاغيه والعقليه والاخلاقيه والعلميه التي يعتقد انها موجوده في القرآن.
ولانريد ان نناقش هنا صحة او عدم صحة ماذهب اليه القبانجي فهو ليس من اختصاصنا لكني استطيع القول ان هذه الطروحات لاتخاطب عقول عامة الناس بل تقتصر على نخب النخب وبالتالي فهي لايمكن ان تحدث اي اثر ملموس في المشهد الثقافي والفكري السائد ولا تساهم في مواجهة الارهاب والطائفيه التي تهدد مجتمعاتنا.
المطلوب اليوم خطاب معتدل يفهمه عامة الناس ويستند الى العناصر الايجابيه والتقدميه في تراثنا الفكري الاسلامي . خطاب يتقبله الناس ولايتقاطع مع مسلماتهم وبديهياتهم التي تربوا عليها عشرات السنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلشي ممكن يفيد
سمير الياسري ( 2011 / 1 / 18 - 13:03 )
لااعتقد اني استطيع الا ان اتفق مع ماطرحه السيد ابوذر ياسر... لكن في وضع مازوم وميؤس منه الى حد ما اعتقد ان كل محاولة لادخال الاوكسجين الى عقول متاسنة تبدو مفيدة

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah