الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الفرق بين الشعوب ؟

عبد الكريم الموسوي

2011 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حينما تتكدس الخيبات وتتلاطم أموج البؤس والإحباط ، تنزع الجماهير
قيودها وتقفز إلى جبهة المواجهة، قد تتلاشى وتذوب وقد تُلاشي وتُذوّب
لا يعني لها المنطق ولا النهاية. هكذا رحّبت تونس الخضراء بِأبنائها وبناتها في تعرية السلطة الفاسدة التي نهبت ثرواتهم وأحلامهم .
تصدوا وأجادوا ، هرب بن علي يبحث عن مأوى .... ! ولكن إلى أين ؟
ليس هنا ك مفرا إلا الصحراء السعودية ( الملاذ والمحطة الذهبية لِلطغاة المسلمين ولِغرض إكمال واجبهم الديني، يحجّون إلى الكعبة طلبا للغفران كأسيادهم حماة الحرمين الشريفين ).
***
وهذا الخروج الجماهيري ضد المألوف في أنظمة دول الشرق الأوسط ، بدأ مع انتفاضة قطاعات واسعة من الجماهير الإيرانية التي نزلت إلى الشوارع لتعلن غضبها ورفضها للانتخابات المزيفة ، لإبقاء العصامي المعتوه أحمدي نجاد في رأس السلطة الدينية المتخلفة التي تنفذ أوامر السماء من خلال المنقذ المنتظر الذي يزورهم في المنام كل ليلة جمعة ، حسب إدعائهم أمام القطيع في صلاة الجمعة . القسوة والوحشية التي مارسها الحرس الثوري الديني ، المنفذ لأوامر المرشد الأعلى الولي الفقيه ضد المتظاهرين قد أبطلت وبشكل مؤقت مفعولها وتأثيرها على كيان السلطة .
***
هناك شعب آخر في نفس اللعنة الشرق أوسطية ، تخلّص من قيوده الدامية ودكتاتوره المفعم بالنخوة الصحراوية القبلية والعشائرية الوحشية ، بمساعدة دولية جاءت من خارج الحدود ، يخرج إلى الشوارع متظاهرا وبأعداد مليونيّة قلّ نظيرها في مدن الخريطة...! ، ليس ضد الفساد العائم في أجهزة السلطة من رأسها إلى منظّف مجاريها ، ولا لصوصية المال العام وانعدام الخدمات وجبال القمامة وفرض تطبيق شريعة الغاب الإسلامية وتهريب الأموال وقذارة مياه الشرب وانقطاع الكهرباء وتعفن مياه الأنهر وارتفاع مستوى ملوحتها وبيوت الصفيح التي يسكنها مهجري الداخل والقتل الصامت الذي يحدث خلف الأزقة وازدراء النساء وفرض الحجاب الإيراني والوهابي وانحدار المستوى التعليمي والصحي وتصحر المناطق الزراعية.... ووو!
بل خرجوا ولا زالوا يخرجون إلى الشوارع في هوس هذياني من أجل اللطم والعويل الجماعي والتطبيل والتطبير والسير على الأقدام رجال ونساء وأطفال من أقصى حافات الجنوب إلى الوسط ، حيث مراقد الموتى منذ مئات السنين ، وبقدر تطول المسافات بقدر ما يزداد الاجر عند أبن أبي عبد الله الحسين ( هذا ما تحشوه في أدمغتهم المرجعيّة في قم وفرعها النجف ) . ولا أعلم من يملك الجنة (حَسَب الرواية الدينية )
الحسين أم الله ..... !
يشبّه عالم الاجتماع الفرنسي غوستاف لوبون هذا الجمهور النفسي المحكوم بقوى اللاشعور الطاغية، بالإنسان المنوّم مغناطيسيا ( حياة الدماغ تصبح مشلولة لدى الإنسان ويصبح عبداً لكل فعالياته اللاواعية ، ويصبح مُنوّمه ( رجل الدين ) قادرا عن توجيهه الوجهة التي يشاء ، بعد أن غدت الشخصية الواعية مُغمَياُ عليها وأصبحت إرادة التميز والفهم مُلغاة ) .
لا أعلم، حينما يستيقظ على الوردي من موته للحظة واحدة فقط ويُشرّح
جسد هذا الهذيان المميت ، ما سوف يقول ؟ . وكما قال الراحل هادي العلوي، الشيعة لم يكتبوا التاريخ كعلم إنما كأعلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطيور على اشكالها تقع.
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 1 / 19 - 03:25 )
ماذا تتوقع من ابناء (مردخاي إبراهام بن موشي الدونمي ) .
انهمم عملاء الامبرالية والصهيونية العالمية وهم سبب من اسباب نكبة فلسطين عندما سمح ابوهم عبد العزيز لليهود بالاستيطان في فلسطين حسب الاتفاق الذي تم بينه وبين الرئيس الامريكي (Rosevolt) وهم منبع الارهاب ومموليه لذى تراهم يؤوون الخونة والمارقين ولا يستبعد ان يتدخلوا في الشؤون التونسية بالرشاوى لشراء الذمم لذى يجب على الشعب التونسي الحيطة والحذر. اما المسيرات المليونية لقبور الاولياء الهدف منها مادي وان تلبس بلبوس الدين وفي الوقت ذاته هو اسلوب من اسلوب السياسة تستغلها الاحزاب الاسلامية للوصول الى دفة الحكم.

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah