الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن شهيدات الانتفاضة

ريما كتانة نزال

2004 / 9 / 30
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


دخلت الانتفاضة عامها الخامس ولا زال الفلسطينيون بإحصاء خسائرهم يوما عد يوم، مؤرقين بوتيرة تصاعدها، فالأرقام الصادرة كحصاد للسنوات الأربع الماضية تؤشر لمزيد مذهل من عمليات القتل والتشريد والاقتلاع، فالأراضي وما عليها من بنى ومزروعات وأشجار، وما في باطنها من مياه وثروات تجرفها وتصادرها بالقوة الدبابات والجرافات الاسرائيلية مستبيحة معها الحياة والتطور والنمو ملحقة الخسائر الجمة وأثمنها على وجه الخصوص الخسارة البشرية، التي وان استطاعت مراكز الأبحاث والمعلومات ان تقدر خسائر البنية التحتية المدمرة فقط بمليار دولار، فإنها لن تتمكن من تقدير الخسائر البشرية لثلاثة آلاف وستمائة وأربعة شهداء على مدار السنوات الأربع الماضية، ولخمسين ألف جريح منهم عدد واسع من المعوقين، وما يهمني في هذا المضمار أن أقول بأن الشهيدات البالغ عددهن لذات الفترة (249) شهيدة وبنسبة 7% من إجمالي الشهداء، قلما تسلط الأضواء عليهن في زحمة الشهادة والشهداء، إلا أننا لا نستطيع ونحن نطفئ الشمعة الرابعة إلا أن نخصص لهن وقفة خشوع واحترام لذكراهن , وتذكرهن بالاقتراب منهن ، وتعميم المعرفة بظروف استشهادهن بالخروج من دائرة الرقم الإجمالي الأصم، لئلا تطوى سيرهن كما طويت سير من سبقوهن في مراحل سابقة من النضال الوطني المتواصل... لتقصير منا نحن في الحركة النسائية الفلسطينية أولا، وبسبب زخم الواقع وشراسة العدو وآلته العسكرية المتفوقة والمسنودة والمدعمة من شرائح المجتمع الإسرائيلي الذي يتجه نحو نهايات التطرف العنصري الاستعلائي العدواني ثانيا , وهذا ما توضحه استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية التي أفادت بأن 85% من أفراد المجتمع يرى أن المواجهة والقمع العسكريين الاستباقية هما السبيل الوحيد إلى القضاء على الانتفاضة ، وأن أكثر من 86% يعتبر سياسة اغتيال الفلسطينيين مشروعة ، ووصل الأمر إلى أن 66% من أفراد المجتمع لا يشعرون بأي تعاطف مع آلاف الفلسطينيين المهدومة بيوتهم في رفح ، و62% اعتبر أن العمليات العسكرية في رفح مبررة ، وليس هذا فحسب ، فقد إعتبر 51% من العينة أن القوة العسكرية المفرطة ملائمة و20% منها اعتبرها أقل من اللازم.

أولا : التوزع الجغرافي للشهيدات

كما أسلفنا فان عدد الشهيدات وصل الى (249) شهيدة، منهن 140 من الضفة الفلسطينية و (109) من قطاع غزة، وقد استشهد (40) منهن في محافظة نابلس ، و37 شهيدة في محافظة رفح، و26 شهيدة من محافظة غزة ، و24 شهيدة في محافظة جنين و22 شهيدة في محافظة رام الله والبيرة، و22 شهيدة في محافظة خان يونس و13 شهيدة في كل من المخيمات الوسطى في غزة وطولكرم و12 شهيدة في كل من محافظتي الخليل بيت لحم، و11 شهيدة في محافظة شمال غزة و8 شهيدات من محافظة قلقيلية و4 شهيدات من محافظة القدس وشهيدتان من محافظة طوباس وشهيدة واحدة من سلفيت وشهيدة من مناطق 49 ، وشهيدة أجنبية واحدة هي المناضلة الاميركية ريتشيل كوري.
ويتضح من التوزيع الجغرافي للشهيدات أن محافظة نابلس كان لها النصيب الاكبر من الشهيدات عن المحافظات الأخرى بفعل تمايز وحدة وعدد الاجتياحات التي تعرضت لها المحافظة، وتليها محافظة رفح التي تعرضت لقصف عشوائي للبيوت بهدف توسيع المنطقة الحدودية وتهجير سكانها. ويلاحظ أيضا أن الشهيدات توزعن على جميع المحافظات باستثناء محافظة أريحا التي لا شك بأن لها وضع خاص في الحسابات الإسرائيلية.

ثانيا : توزع الشهيدات حسب سنوات الانتفاضة
استشهد في العام الأول للانتفاضة في عموم أرجاء الوطن 37 شهيدة وفي العام الثاني استشهدت (120) شهيدة وفي الثالث استشهدت 54 شهيدة، وفي العام الرابع (38) شهيدة، ويتضح من النتائج أن العام الثاني قد حصد أكبر عدد من الشهيدات نتيجة لتمايز العام الثاني في حدة الهجمة الإسرائيلية واتساع نطاق العملية العسكرية بإعادة احتلال جميع مدن الضفة الفلسطينية في أعقاب عملية السور الواقي آذار – نيسان 2002 ، كما أن العام الثاني شهد عددا من المجازر الجماعية كما جرى في نابلس وجنين وكذلك شهد قصفا صاروخيا للبنايات السكنية الآمنة وسلسلة من عمليات الاغتيال التي راح ضحيتها بالإضافة إلى المناضلين المستهدفين , مواطنين ومواطنات تواجدوا صدفة في أماكن الحدث، وأحيانا من ذات العائلة كما حدث مع عائلة الملالحة التي استشهد منهم ثمانية كان منهم ثلاث نساء في قصف مدفعي لمدينة غزة، وثلاثة نساء من عائلة العواودة في قصف عربة حصان في البريج راح ضحيتها خمسة من ذات العائلة، واستشهاد خمسة نساء من عائلة الشعبي وافريتخ في قصف للبلدة القديمة في نابلس ، واستشهاد 6 من عائلة مطر وشحادة في قصف عمارة سكنية في غزة لاغتيال الشيخ صلاح شحادة ، واستشهاد ثلاث فتيات في رام الله لدى محاولة اغتيال الشيخ حسين أبو كويك بقصف سيارته.

التوزع حسب الفئة العمرية

احتلت الفئة العمرية ما بين (0-10) سنوات المرتبة الأولى لعدد الشهيدات ، عندما حصدت (51) شهيدة ، تلتها الفئة العمرية من (11-20) سنة حيث كان نصيبها (48) شهيدة، ومن ثم الفئة العمرية ما بين (21-30)سنة حيث بلغ عدد الشهيدات منها 40 شهيدة ، وكان نصيب الفئة العمرية ما بين (50-60) سنة (33 ) شهيدة، واستهدفت خمسة وعشرين سيدة من الفئة العمرية ما بين (41-50) سنة، وكان عدد الشهيدات ممن تجاوز عمرهن الستون سنة (22 شهيدة) ، ويتضح مما سبق ان أكثر من نصف الشهيدات هم من الشهيدات الطفلات والشابات من اللواتي لم تتجاوز أعمارهن الثلاثون عاما، ولمزيد من الاقتراب من عدد الإناث من الشهداء الأطفال ممن لم يتجاوزن الثمانية عشرة عاما نجد أن عددهن قد بلغ 82 شهيدة وبواقع 33% من إجمالي عدد الشهيدات، وهذا يتجاوز عدد الشهداء الأطفال من الجنسين الذي بلغ 18% من عدد الشهداء الإجمالي في السنوات الأربع الماضية ولا أحسب أن العالم الانساني ستمسح من ذاكرته صورة الطفلة " ايمان حجو" ذات الاربع شهور التي بقر بطنها بقذيفة بينما كانت تغفو في حضن أمها،وكذلك الحال فان عدد الشهيدات المسنات بلغ 22 شهيدة وكان في معظمه من اللواتي توفين على الحواجز بسبب إعاقة قوات الاحتلال لدخولهن للعلاج او منع وإعاقة دخول سيارات الإسعاف إلى المراكز الصحية والمستشفيات في المدن.

الاستشهاديات
بلغ عدد الاستشهاديات ممن قمن بعمليات فدائية سبع شهيدات هن وفاء إدريس من محافظة رام الله ، وآيات الأخرس من محافظة بيت لحم، ودارين أبو عيشة وزينب أبو سالم من محافظة نابلس ، وهبة دراغمة من محافظة طوباس وهنادي جرادات من محافظة جنين وريم الرياشي من محافظة غزة ، إلا أن عدد الفتيات ممن حاولن القيام بعمليات فدائية ولم ينجحن بسبب كشف أمرهن قبل الوصول الى أهدافهن وتنفيذ ما خططن له ,وكان مصيرهن الاعتقال قد وصل الى أكثر من أربعون فتاة.
طريقة الاستشهاد
معظم الشهيدات وبواقع 189 شهيدة قضين على أيدي جنود جيش الاحتلال سواء بالقصف الصاروخي للبيوت أو بإطلاق الرصاص والقنص على الحواجز والبيوت وكذلك في حوادث الاغتيال وإطلاق الرصاص العشوائي ولن تنسى الحركة النسائية في نابلس شهيدتها شادن أبو حجلة التي استشهدت في حديقة بيتها بينما كانت تعمل بالتطريز ،ولن ينسى اهالي جنين الشهيدة دلال الصباح التي استشهدت قنصا بينما كانت تنشر غسيل طفلها الوليد على سطح بيتها. كما ان ست وأربعون شهيدة توفين على الحواجز بسبب الحصار والحواجز ومنع التجول وإعاقة دخول سيارات الإسعاف من نقل المرضى من الأطفال والمسنين والحوامل ، وست شهيدات استشهدن بسبب استنشاق الغاز الذي يلقى داخل البيوت من قبل جنود الاحتلال قبيل حملات الاعتقال ، كما ان شهيدتين قتلن دهسا بسيارات المستوطنين على الطرق الالتفافية، وثلاث شهيدات قتلن برصاص المستوطنين , وشهيدة واحدة في إضراب الأسرى الأخير عن الطعام.
وأخيرا أربع سنوات طويت من عمر الانتفاضة ، حفلت بالعطاء والصمود والتضحية، وحفلت كذلك بالحديث المكرور عن الرؤية الموحدة لإدارة دفة الانتفاضة , ولكن هذه الوحدة المنشودة لم تر النور بعد، والقيادة الوطنية الموحدة أصبحت شعارا تتلاقفه القوى السياسية.. وكل يلقي به في ملعب الآخر ويحمله المسؤولية، والإشكالية الأكثر إيلاما ووضوحا أن التوحد الفلسطيني مفقود على اكثر من صعيد حتى على مستوى الأرقام والمعطيات المعلوماتية ، وهذه قضية بحد ذاتها تحتاج الى بحث ومناقشة.. لماذا ومن المسؤول عنها ؟ ولماذا هذا التناقض في الأرقام والمعطيات حول الشهداء والجرحى والمعتقلين والخسائر الاقتصادية وو... ألم تجد بعد المؤسسات الفلسطينية الأهلية والرسمية منهجا موحدا لجمع وتدقيق المعطيات فيما بينها وبما يسهل على الباحث قراءتها ويؤكد المصداقية الفلسطينية أمام العالم؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح