الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار ( 3 )

زاهر زمان

2011 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


توقفنا فى المقال السابق عند سؤالنا ك هل الدكتور كامل النجار واحد من الملحدين من وجهة نظر أتباع الديانات الابراهيمية أم هو مسيحانى ( مسيحى أصولى ) يتخفى فى زى الملحدين ؟ وكنا أيضاً تطرقنا الى بعض الصفات التى ينعت بها أتباع الديانات الابراهيمية الملحدين والتى من أهمها عدم التسليم بما يسلم به أتباع الديانات الابراهيمية من وجود الاه خالق ومتحكم فى كل هذا الكون ، وأن ذلك الالاه هو الذى أرسل مؤسسى الديانات لرسم منهاج حياة للبشر على هذا الكوكب ، فرأى أتباع الديانات الابراهيمية أن كل من ينكر ذلك ، فهو ملحد وشقيق لرمز الطغيان والفساد والتمرد والانحلال الأخلاقى ، ابليس اللعين المطرود من رضا الخالق وجناته ، والذى توعده الخالق بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ولكن أمهله حتى نهاية الزمان ! ولست أدرى مالحكمة فى امهال ابليس حتى نهاية دورة الحياة على كوكب الأرض ، رغم ارتكاب الأخير لأمر جلل ، لو ارتكبه معارض من المعارضين لأحد الحكام فى دولنا المسماة بمنظومة الدول العربية ، لقام ذلك الحاكم بسحق ذاك والمعارض ونفيه من قاموس الوجود ، هو وكل من يمت له بأدنى صلة ، حتى صاحب المقهى الذى يتصادف من واقع التحريات ، أنه ذات يوم قام بتقديم فنجان من الشاى لذلك المعارض ، كزبون من الزبائن التى ترد على مقهاه كل يوم !
الملحد كما يراه أتباع الديانات الابراهيمية ، هو رجس من عمل ابليس اللعين ! هو شخص نجس ظاهراً وباطناً ولا تعرف النظافة الشخصية الى بدنه سبيلاً ! الملحد من وجهة نظر أتباع الديانات الابراهيمية ، شخص نتن الرائحة فى جسده وحتى فى أنفاسه ! هو شخص شهوانى وعديم القيم الانسانية ، غليظ القلب والمشاعر ولا يتورع عن وطىء أمه أو أخته أو خالته أو عمته أو حتى زوجة أبيه ! الملحد من وجهة نظرهم ، مامس أحداً أو شيئاً ، الا وحلت بمن يمسه لعنات الالاه والأرض والسماء والبشر أجمعين ! ولذلك نرى جميع أتباع الديانات الابراهيمية يتخذون موقفاً مسبقاً ودون تبصر أو تفكير من الالحاد والملحدين ، ولكن بدرجات متفاوتة فى التشدد فى موقفهم ازاء الالحاد والملحدين ، فمنهم من يكتفى بالحذر والتوجس فى التعامل مع من يكتشف الحاده أو يستشفه ، ومنهم من يعتزل الملحد ويتعوذ منه ولا يتعامل معه من قريب أو بعيد ، وأخطرهم تشدداً هم أولئك الذين يعتبرون الملحدين اخوان الشياطين ، ويجب التخلص منهم وابادتهم ، أينما ثقفوهم ( وجدوهم ) ، وبكل الطرق الممكنة ، وليس فقط ابادة المحدين ، بل أيضاً ابادتهم ونساءهم وأطفالهم وكل من يمت لهم بصلة من قريب أو بعيد ! ولماذا ابادتهم وأطفالهم ؟ لأن هؤلاء الأطفال عندما يكبرون ويتناسلون ، لن يلدوا الا فاجراً كـَفـَّارا ! انه موقف عقائدى بحت من أتباع الديانات الابراهيمية تجاه الالحاد والملحدين ، دونما اعمال للعقل أو الفكر من خلال الواقع الملموس على الأرض ؛ فالواقع الموضوعى الملموس على الأرض ، يفند ويدحض كذب وزيف ادعاءات أتباع الديانات الابراهيمية للأوصاف والنعوت التى أطلقوها على الملحدين ، ويبرز مدى التعسف والظلم واللانسانية فى مواقفهم المسبقة من الالحاد والملحدين ، والمنبثقة عن اقتناعهم الأعمى ودون تبصر وتبنيهم لأفكار خاطئة ومضللة رسخها مؤسسوا الديانات الابراهيمية عن المخالفين لهم فى الاعتقاد والتوجه ، وليس أدل على خطأ تلك الأفكار والمعتقدات من الوقع الحالى الذى تعيشه البشرية فى عصرنا هذا ؛ فالواقع يقطع بأن تعداد الملحدين فى زماننا هذا يكاد يكون أكثر بكثير من مجموع تعداد المؤمنين بالديانات الابراهيمية ، ويكاد يتركز معظم هؤلاء الملحدين فى الدول المتقدمة فى شرق العالم وغربه ! فى أمريكا وروسيا وأوروبا والصين واستراليا ودول جنوب وشرق وجنوب شرق آسيا ! ولنأخذ مثالاً بسيطاً على تعسف فكر أتباع الديانات الابراهيمية ألا وهو مسألة النظافة الشخصية ( نظافة أو طهارة البدن ونتن الرائحة ) كما يحلوا لأتباع الديانات الابراهيمية نعتها ، ونسأل : ماهو موقف الملحدين فى تلك الدول من مسألة النظافة الشخصية ؟ أعتقد أن الاجابة سهلة وواضحة وقاطعة عند كل صاحب فكر موضوعى ومحايد ، منزه عن الهوى والغرض والمصلحة ! ومثالاً ثانياً نصوغه فى صورة سؤال أيضاً : ماهو موقف الملحدين أو الملاحدة من حقوق الانسان بوجه عام والطفل والمرأة بوجه خاص ؟ وأعتقد أن موقف الملاحدة والملحدين واضح فى كتاباتهم ورفضهم المطلق لاهدار كرامة أو حقوق الطفل أو المرأة أو الانسان عام . بل ان المناداة بالرفق بالحيوان والذى تخطى الرفق الى حد تدليل الحيوانات ، كان من الملحدين أناسٌ فى طليعة من كتبوا عن ذلك ونادوا به !وحتى لا نتوه فى ثنايا تلك التفاصيل ، عن بحثنا الرئيسى المقصود به سلسلة المقالات تلك ، هيا بنا نذهب الى أول مقال كتبه الدكتور كامل النجار على موقعه الفرعى من الحوار المتمدن ، وكان ذلك المقال فى العدد 973 بتاريخ 1/10/2004 وهو تحت عنوان [ العرب....الاسلام...والارهاب ] ، وكان ذلك المقال رداً على مقال للدكتور شاكر النابلسى ، كان قد كتبه فى موقع ايلاف الالكترونى يوم الجمعة الموافق 24 سبتمبر 2004 . جاء فى مقال الدكتور شاكر النابلسى أن [ على العرب أن يعترفوا الآن بأنهم غير مسلمين ، وأنهم أبرياء من الاسلام ، والاسلام برىء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، حمايةً وصيانةً لشرف الاسلام ، ولكى يفوتوا على الغرب اتهام الاسلام العربى بالارهاب ، ولكى تبقى الحقيقة ساطعة وهى أن العرب هم الارهابيون ، وليس الاسلام ورسالته الانسانية التى لم تعرف الارهاب ] انتهى الاقتباس من كلام الدكتور شاكر النابلسى .
تعالوا نقرأ رد الدكتور كامل النجار على الدكتور النابلسى من مقالة الدكتور كامل النجار المذكور تاريخ نشرها وعنوانها أعلاه ،
وذلك تعقيباً على عبارة النابلسى ، التى حاول فيها تبرئة الاسلام من الارهاب ونسبه الى العرب ، فهم الارهابيون على حد وصف الدكتور النابلسى ! يقول كامل النجار تعقيباً على ذلك التبرير : [ وماأبعد مقولة الدكتور ( يقصد النابلسى ) عن الحقيقة ، فالارهاب والأديان السماوية صنوان ] . ويستطرد كامل النجار فيقول فى ذات المقال : [ حتى المسيحية التى لم تعرف العنف والارهاب فى نشر رسالتها فى القرون الأولى ، سخر قساوستها بعض الآيات الانجيلية مثل " لا تظنوا أنى جئتً لألقى سلاماً على الأرض بل سيفاً "].سفر متى ، الاصحاح 10 الآية 34 ويوضح كامل النجار : [ اتخذوا من هذه الآية ذريعة لشن الحروب الصليبية لاجبار الآخر على اعتناق المسيحية ولاسترجاع الأراضى المقدسة من المسلمين ] انتهى هذا الجزء من الاقتباس من مقالة كامل النجار . وسأورد عبارةً أخرى لها دلالاتها مقتبسة من نفس المقال للدكتور كامل النجار ، يقول فيها : [ وفى اعتقادى أن الأديان السماوية ، وخاصةً اليهودية والاسلام ، هى السبب فى انتشار الارهاب والعنف فى العالم .] ويستطرد : [ ويصعب على الانسان أحياناً تصور كمية الحقد والكراهية التى تزرعها الأديان السماوية فى أتباعها ] انتهى هذا الجزء من الاقتباس من كلام الدكتور كامل النجار.
نعود الى بداية مقال الدكتور كامل النجار ، لنبدأ بالقاء الضوء على مفردات العنوان ذاته ونحلل أو نفكك – كما يحلو للبعض – ونرى ماتوحيه تلك المفردات وتلهمه للقارىء فى مجموعها وتراكيبها فى العنوان ( العرب...الاسلام....والارهاب ). واضح وجلى مقصد الكاتب من الربط بين العرب والاسلام والارهاب للوهلة الأولى من قراءة العنوان ، وواضح أيضاً الايحاء الذى يتطرق للقارىء ، أن المقال سوف يضاد العرب والاسلام وينعت كليهما بالارهاب ، لكن الغير واضح ولا يستطيع أن يقطع بموضوعيته أحد ، هو ماإذا كان كاتب المقال يضاد العرب والاسلام لحساب عقائد أخرى أم لا ! كما أننا لن نحكم على حياد الكاتب أو موضوعيته بمجرد أن تقع أعيننا على عنوان المقال دون الغوص فى تفاصيله ، ولو حدث واستبقنا المدلول الموضوعى للعنوان بفكرنا المسبق عن الكاتب أو توجهاته ، المنبثق من انحيازنا العاطفى للوقوف فى جانب طرف من أطراف هذا الصراع الفكرى والعقائدى الدائر فى هذا الجزء من العالم ، فاننا بذلك سوف نجانب الحيدة والنزاهة والموضوعية فى تناول الفكر المطروح على طاولة البحث والنقد والنقض فى آنٍ واحد . لكننا عندما نصل الى العبارة التى يقطع فيها كامل النجار بأن [ الارهاب والأديان السماوية صنوان ] ، نجد أن الدكتور كامل النجار لم يستثن أى دين من الأديان السماوية من أن يكون هو والارهاب صنوان ( أى وجهان لعملة واحدة أو شقيقان متلازمان ، ماان يتواجد أحدهما ، الا ويتبع وجوده الآخر ) ، ثم يدلل كامل النجار على موضوعية عبارته السابقة وعمويتها وشمولها لكافة مايطلقون عليه الأديان السماوية ، ويبدأ بنقض المسيحية والتدليل على أن من بين نصوصها مايمكن ربطه بالارهاب واستخدامه لفرض العقيدة على الآخر المخالف باستخدام العنف والارهاب ، أو لتحقيق أغراض سياسية معينة ، عنما يقول بعد ذلك : [حتى المسيحية التى لم تعرف العنف والارهاب فى نشر رسالتها فى القرون الأولى ، سخر قساوستها بعض الآيات الانجيلية مثل " لا تظنوا أنى جئتً لألقى سلاماً على الأرض بل سيفاً "].سفر متى ، الاصحاح 10 الآية 34 . ويوضح كامل النجار : [ اتخذوا من هذه الآية ذريعة لشن الحروب الصليبية لاجبار الآخر على اعتناق المسيحية ولاسترجاع الأراضى المقدسة من المسلمين ] . ثم يعرج بعد ذلك كامل النجار على الدينين السماويين الآخرين عندما يقول : : [ وفى اعتقادى أن الأديان السماوية ، وخاصةً اليهودية والاسلام ، هى السبب فى انتشار الارهاب والعنف فى العالم .] ويستطرد : [ ويصعب على الانسان أحياناً تصور كمية الحقد والكراهية التى تزرعها الأديان السماوية فى أتباعها ] . وقبل أن أستأنف تحليل أو تفكيك – كما يحلو للبعض - فكر كامل النجار ومكوناته واتجاهاته الفكرية والعقائدية ، فى المزيد من مقالاته ، أترك القراء الكرام لكى يحللوا فكر كامل النجار من واقع ماأوردته من عباراته التى تحمل أفكاراً من فكره فى مقالى هذا أعلاه .

وليكن الخير والمحبة والسلام لعموم بنى البشر .

زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفكيك تحقق غرضه
نورس البغدادي ( 2011 / 1 / 20 - 03:42 )
تحية للأستاذ الفاضل زاهر زمان ، لا زلت اتابع مقالات التفكيك هذه وأن ما ورود في مثال الدكتور كامل النجارلآية انجيل متى (جئت لألقي سيفا لا سلاما ) لهو الدليل القاطع بأنه شخص غير مسيحاني وليس لأنه ضرب هذا المثل بل لأنه اخطأ في ضرب المثل ، حيث لا يوجد في تاريخ الحروب الصليبية بأن هذه الحروب قامت استنادا الى هذه الآية ولم نسمع بأن هدف الحروب الصليبية كان لأجل تحويل عقيدة المسلمين الى المسيحية وألا لأستمر زحف الصليبين الى كافة الدول الأسلامية فلماذا توقف الزحف عند الأراضي المقدسة ؟ ان هذه الآية لا يمكن للصليبيين ان يستندوا عليها لأنه ببساطة لا تخدم مهمة القتال فالمقصود منها موجود في تكملة الآية نفسها لأنها تتكلم عن انشقاق العائلة التي يتبع قسم من افرادها تعاليم السيد المسيح وآلقسم الآخر يبقى على معتقده القديم ، لذا فأن قيام الدكتور كامل بضرب هذا المثل الخاطئ مسيحيا لدليل قاطع بأن خلفيته ليست مسيحية وليس لأنة ضرب هذا المثل بل بسبب خطأئه في ضرب المثل ، تحياتي للجميع


2 - شاكر لمرورك أيها النورس البغدادى
زاهر زمان ( 2011 / 1 / 20 - 22:05 )
عزيزى / النورس البغدادى
ليس هدفنا مناصرة فريق ضد آخر ، ولكن هدفنا هو الحقيقة المجردة ، بحيادية وموضوعية وواقعية تامة ، يمليها علينا ضميرنا الانسانى تجاه بنى جلدتنا من البشر جميعاً على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم ودياناتهم ورؤاهم العقائدية ، فنحن فى نهاية المطاف جميعنا بشر ، ويجب أن نتعايش جميعاً فى خير ومحبة وسلام . وكما يقولون ( الاختلاف فى الرأى أو الرؤى ، لا يجب أن يفسد للود قضية ، اذا ماأردنا أن نكون بالفعل شعوباً متحضرة ، تتعاون من أجل نشر الخير والمحبة والسلام لعموم البشر )
شكر لمرورك أخى الكريم


3 - اين الدكتور كامل النجار
عمرو اسماعيل ( 2011 / 1 / 21 - 00:18 )
الا يلاحظ الجميع غيابه منذ فترة..رغم كم المقالات معه او ضده
لعل الامر خيرا

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج