الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضراب هيئة التدريس و البحث و سؤال الجامعة الوطنية العمومية

محمد حمزة

2011 / 1 / 22
المجتمع المدني


عد إضراب يومي 15و16 دجنبر و الوقفة الحضارية الناجحة للنقابة الوطنية للتعليم أمام مبنى قطاع التعليم العالي بحسان . قررت اللجنة الإدارية للنقابة إضرابا لمدة ثلاثة أيام الثلاثاء الأربعاء والخميس 18/19/20/يناير2011 للرد على سياسة المجازات التي تنهجها الوزارة و الحكومة من جهة, و لدق ناقوس الخطر على ما يهدد ثوابت الجامعة العمومية المفتوحة لبنات و أبناء الشعب المغربي الراغبين في تعليم جيد و منتج من جهة أخرى.

الإضراب يدخل في سياق التصدي لسياسة المجازات على جميع الأصعدة , الحوارات الشكلية , والتنصل من الالتزامات , والاستخفاف بالمطالب,و تأجيج السياسات الزبونية و الفئوية لضرب وحدة الأساتذة الباحثين ووحدة إطارهم النقابي .

إضراب 18/19/20/يناير2011 جاء لفضح المجازات الإصلاحية و الإصلاحات الشكلية التي حضر فيها التقنوقراط و غاب المشروع المجتمعي و غابت معها السياسة كخدمة عمومية .

المجازات الإصلاحية ضعتنا الآن أمام مشهد للتعليم العالي في بلادنا يعيش أزمة بنيوية عميقة على المستويات الهيكلية و المؤسساتية و العلمية و البيداغوجية .

إن الإصلاح هو أولا اختيار وطني استراتيجي لا يستقيم مع الرؤى التقنوقراطية مهما بلغت دقتها إن هي لم تستجب لمحددات و ثوابت و طنية أساسية .

إن المعركة النضالية التي تقودها النقابة الوطنية للتعليم العالي هي فرصة للجهر و التأكيد على أن الجامعة المغربية بمفهوم جامعة و طنية عمومية و عصرية في خطر . لانه ولحد الآن كل محاولات الإصلاح باءت بالفشل و لم تحقق أهدافها لأنها ظلت تقنية بل تقنوية و لم يتجاوز سقفها تغيير نظام الدروس و نظام الامتحانات , أما المضامين المعرفية و الأهداف العلمية و المهنية من التكوين الجامعي لم تمس إلا باليد الخفيفة لأنها استنساخ طوطولوجي للإصلاحات الغربية دون إدراك مضامنها و لا محيطها الاقتصادي و الاجتماعي .

إن دخول الوزارة في صراع مع الزمن منذ سنتين من أجل تغيير عميق للفضاء الجامعي بدون استشارة الاساتدة الباحثين عبر ممثتهم النقابي النقابة الوطنية للتعليم العالي ,عبر آليات ما سمي بالبرنامج الاستعجالي,بخلفيته التجارية المحسابياتية ,لفرض تراتبية جديدة تندر بتوزيع جديد للفضاء الجامعي إلى مؤسسات جامعية "نافعة " و مؤسسات جامعية "آيلة بالسقوط" أو غير نافعة عبر آليات الدعم .فالمعركة النضالية التي تقودها نقابتنا يجب ان تكون مدخلا للعودة النقابة الوطنية للتعليم العالي إلى مركز الأحداث كشريك وازن له فعله داخل الوسط الجامعي لأن التحولات العميقة للفضاء الجامعي لا تنتظرنا و على النقابة الوطنية للتعليم العالي أن نتحرك بسرعة ,

إن الفضاء الجامعي المغربي يخضع اليوم لعمليات عميقة تستهدف إعادة ترتيب لفضاء المعرفة و التكوين و التأطير و ذلك بإقرار ممارسات و مساطر و نظم جديدة بشكل أحادي هي أكثر من مجرد تطبيقات مسطرية لقانون 01-00 بل عبر مراجعة شاملة للأعراف الجامعية كما هو متعارف عليها عالميا كمسألة توظيف "الأساتذة الجامعيين" كمستخدمين عوض اعتبارهم كما هو الحال كموظفين لدى الدولة المغربية , و مسألة "استقلال الجامعات " بمفهوم يساعد الدولة على التنصل من مسؤولياتها في ضمان التمويل الأساسي و مناصب الشغل الأساسية و إحالة ذلك على الجامعات في إطار محيط اجتماعي اقتصادي محدود أصلا في حجم إنتاجه و مشبع بثقافة معاملاتية تزدهر فيها الزبونية و احتقار البحث العلمي و نسائه و رجاله . إن النهج الذي يبدو أن الوزارة ستسلكه لاستنساخ النموذج الأنكلوساكسوني في مسألة العرضيين و المتقاعدين سيؤدي حثما إلى قتل البحث العلمي المغربي و كذلك مراكمة التجربة التربوية العينية و المحلية .

إن المعركة النضالية التي تقودها النقابة الوطنية للتعليم العالي يجب ان تكون ايضا معركة إصلاح البرامج و المسالك في مضمونها و حمولتها المعرفية و جدولة المهارات و الدراسة المهنية التي توفرها ودالك بالمطالبة الفورية بتوفير الإمكانات المادية و البشرية ,و معركة الدمقرطة .

فالأساتذة الجامعيون ليسوا أقل شأن من أعضاء المجالس البلدية التي تنتخب رؤساءها بشكل مباشر و لهذا تطالب النقابة بالانتقال من التعيين بالبرنامج إلى التباري الديمقراطي بالدراية و البرنامج .

إن بيان اللجنة الإدارية الخير الذي يحمل الحكومة مسؤولية ما سيترتب عن هذا الوضع من نتائج وخيمة لا يجب الرد عليه بسياسة المؤامرة و اللا مسؤولية, بل يجب قراءته في سياق عدم وجود شريك حكومي جدي لحل المشاكل الذي تعيشها الجامعة المغربية ووقف االتردي الذي تعيشه الجامعة العمومية والمكانة الاعتباريةللجامعة و الجامعيين.

إن رفع تحديات الثورة المعرفية و التكنولوجية و تحديات العولمة يحتاج إلى جامعة وطنية حيوية و منتجة , و إلى وسط جامعي يلعب كل أدواره الأكاديمية بدقة و صرامة و المطلوب الان هو رد الاعتبار لهيئة التدريس و البحث ,

إن معركة التي تقودها النقابة الوطنية للتعليم العالي يجب ان تكون اولا معركة من أجل بعث الأمل , في امكانية تجاوز تأخرنا التاريخي بواسطة المعرفة و البحث العلمي , الأمل في جعل الجامعة قاطرة للتنمية و مدخل لبناء المجتمع الديمقراطي الحداثي الذي يرسخ مبدأتكافىء الفرص و ينتج المعرفة و العلوم بجودة عالية و منفتح عن التطورات الثقافية و العلمية . مجتمع رابطة القانون و مركزية المعرفة .

ان مصلحة الوطن تتطلب استحضار الحس الوطني لانقاد التعليم الجامعي لهدا الوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا