الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستعمار الوطني .. والاستقواء بالداخل !!

حسن إسماعيل

2011 / 1 / 22
المجتمع المدني


الإهداء ..
إلى شعب تونس التونسي جداً .. وثورة الياسمين .


الاستقواء بالداخل هو عكس الاستقواء بالخارج كما يقولون .
الاستقواء بالداخل .. هو استقواء القلة المندثة .. المنحرفة .. المتمردة .. عملاء الوطن بالشعب .
والاستقواء بالخارج هو استقواء القلة المندثة .. المنحرفة .. المتمردة .. عملاء الوطن بالمجتمع الدولي .

لكن من يؤمنون بالإستقواء بالداخل هم الأقل رفاهية وطنية
هم من يريدون دفع الثمن .
والحقيقة التاريخية تقول أن الشعوب التي تريد أن تقرر مصيرها هي الشعوب التي ناضلت بحق ، وثارت بحق ، ودفعت أثمان بحق ، ولم تعتمد على الحليف العولمي الذي هو من الخارج ، حيث انتظار المعجزة والمخلص .
ولا يقدر سياسي أن يتغافل بقصد أو بدون قصد ، بمراهقة سياسية .. أو باحتراف سياسي عن أن الجيش الوطني الذي يـُغلب مصلحة شعبه ووطنه عن مصلحة لواءاته هو الوحيد القادر على حسم معركة نضال الشعوب المقهورة.

والتاريخ يقول أن الشرطة اللي هي وزارة الداخلية لا مؤاخذة في هذا النوع من الأوطان هي في خدمة الحاكم الديكتاتور ومصباح علاء دينه ودين أهله وحاشيته.

وأن صحف قوميته هي بوق أكاذيبه ولسان حال ملائكته المسبحين بأمجاده طول الليل وأطراف النهار
، وقنواته الفضائية لا تنتظر منها غير إظهار المناضلين وكأنهم محبطين ومختلين وقلة منحرفة ومندثة وعملاء للهو الخفي الذي يلعب بأصابعه في الأوطان الملعوب فيها من الحكام وزبائنهم لعب محلي جداً ووطني جداً وبلدي جداً .

وأي سياسي بسيط لا يقدر أن يغفل في هذا الزمن القوى الدولية والمجتمع المدني العالمي حيث العالم انكمش وأصبح قرية صغيرة أصغر من قرى المنوفية . يعني مافيش خبر بيستخبى واللي ليه مصلحة في حاجة هيوجب فيها وهيكون معني.

وده اللي حصل في تونس صاحبة ثورة الياسمين
والحقيقة المختفية عن أعين كل ديكتاتور إن الأمن وحده لا يكفي .
وأن الشرطة التي في خدمة الحاكم وحماية كرسيه السرمدي لم تنجح في كل التاريخ البشري
يمكن أن تنجح بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت .
فالإتحاد السوفيتي بجلالة قدره والـ " كي جي بي " بتاعه وبكل أجهزته البوليسية والتوحشية والقهرية لم تقدر أن تحميه من السقوط المفزع الذي أصاب كل يسار العالم في مقتل .

وسقوط كذبة الديكتاتورية حتى لو كانت بروليتارية ونبيلة في أعين مناضليهم القدامى

فالعالم الأن أصبح رافض بالفطرة الحضارية لكل ديكتاتور وكل ديكتاتورية .
ولكن المهم في اجتماع الداخل والخارج كموجب وسالب لتكتمل بالجيش الوطني الدائرة الكهربائية الثورية التي تغير الدول من دول استبدادية الى دول ديمقراطية ..
حيث الجيش المحايد والدستور المحايد والقانون المحايد حيث فصل السلطات الحقيقي ، الذي يرسخ للديمقراطية المعرفية والديمقراطية السياسية .

فنصبح أوطان وأعضاء في جسد العالم الحر العادل العلمي المتطور الحقوقي
ولا نعود فيروس متخلف ولا قنابل موقوته ولا بقع سوداء في ثوب العالم المتحضر الناصع البياض والذي يحاول أن يكون أكثر بياضاً كل يوم .

ولأن تونس تختلف عن بقية الدول اللي لامؤاخذة عربية ، ليس في الديكتاتورية طبعاً ، ولكن في الفرق بين علمانية تونس ووهابية وشيعية الباقي .

وهو فرق في التعليم والعقلانية والتراكم الكمي والكيفي لفصل الدين عن الدولة ، وتأصيل للدولة المدنية غير الصابرة والراضية بقدرها الرئاسي والطبقي غير المؤسس على الكفاءة وتكافؤ الفرص وليس على الفساد المبرر بفتاوى العمائم وخنوع وطاعة العبيد .

ولأن العلمانية والليبراليه وجهي لعملة الدولة الحديثة
وهذا ما كانت تحتاجه تونس وتفتقده الليبرالية حيث الحريات الفردية والحريات الأجتماعية
ولكن نحن وما ادراك من نحن القابعيين تحت حكام بملابس مدنية ومرجعيات بدويه وبأوامر عسكرية
حيث تنفيس القهر بالنباح وتفريغ ثورات الشعوب بأفيون الخرافة الذي يجعلنا نصبر على كل البلايا صبر ايوب
فيصبح تغيير الحال من المحال
ومافيش فايدة
والمكتوب على الجبين تشوفه العين
وتنتهي من أبجديتنا مقولة أبو القاسم الشابي
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

ولكن لأننا نقبع تحت خط الفقر الكافر والجوع الكافر والذل الكافر والخرافة الكافرة ، ولأننا نسجن في الأوطان التي يحكمها المستبدون ، أصبحنا أحزاب مخصية ونخب مخصية تعارض وتنبح بالشعارات لتغسل اياديها من دم شعوبها ، فتصبح منصات للتنفيس لتكتمل دائرة الخيانة للشعب وللأوطان وللأحلام . فالديكتاتور يحتاج إلى معارض يهوذي يعطيه قبل كل سقوط وكل موت قبلة الحياة ، فيستمر الديكتاتور في الحكم لعشرات السنين ، وتستمر معارضته كوجه آخر له عشرات السنين .

حكومة ومعارضة قابعة على أنفاس الشعب ، على خيرات الشعب ، على إرادة الشعب ، تنقل لشعوبها دم ملوث ، دم مليء بالإحباط وبالخنوع وبجيينات ( مافيش فايدة ) .
فيتقزم الشعب ويتوحش الحاكم ، فيفتقر الشعب ويغتني الحاكم ، فيموت الشعب ويتأبد الحاكم .
ولذلك .. احذر ايها الشعب من كل هؤلاء ..
من الديكتاتور وحاشيته ..
من أحزاب معارضته المخصية ..
من نخب الأبراج العاجية ..
والحراك الوطني المتلهف للفتات السلطوية ..

ولتعلموا .. أننا خندقين
خندق المستبدين .. وخندق الديمقراطيين
فالمستبدون منهم الإسلامي واليساري والعلماني ..
والديمقراطيون منهم الإسلامي واليساري والعلماني ..
فليس كل غاية تبررها كل الوسائل

عندما تسمعون شخص ما يقول لكم : " مافيش فايدة " .. اعلموا أن هذا الصوت هو صدى صوت السجان .
من يخيفكم ويرعبكم من نزول الميدان ..
من يبقيكم متكفنين في مقابركم الجماعية ..
كيف تكون مقولة " مافيش فايدة " هي الخلاصة الوحيدة للثورة التي تتشدق بها النخب المصرية ، باعتبارها ثورة وطنية وشعبية خالصة لزعيم يقدره الجميع ( سعد زغلول ) ؟!!
تخيلوا أن محصلة هذه الثورة تكون هي شعار الاحباط الأول والاخصاء الأخير ، - مافيش فايدة -
احذروا ..

احذروا من هؤلاء ..
هذا الصوت فيه سم قاتل ..
فيه استنساخ للإخصاء ..
وتأشيرة للصمت .. أو للهجرة
وتربع للديكتاتور إلى الأبد
احذروا من هؤلاء ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي