الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعائر الدينية الى اين ؟

رحمن خضير عباس

2011 / 1 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اكثرية شعوب العالم ,على اختلاف مكوناتها الدينية والثقافية , لديها طقوس دينية , تعتز بها وتمارسها بشكل ينسجم والقوانين المرعية . بحيث ان ممارسة الطقس ينبغي ان لايؤثر على مجرى الحياة . ويحترم القناعات الأخرى للكيانات الدينية والمذهبية والأجتماعية المختلفة . كما ينبغي ان لايؤثر على اسلوب عمل الدولة ومؤسساتها , بحيث انه يبقى شرايين الحياة متحركة غير مشلولة كالمدارس والجامعات وغيرها .
ويختلف الأمر كليا في - عراقنا الجديد – فبعد سقوط النظام الدكتاتوري .انفلتت من عقالها فورات مذهبية ارادت ان تؤكد وجودها . وهذا امر طبيعي في ظل الفوضى العارمة وانعدام القوانين التي تشرف على تسيير حركة المجتمع . ولكن الملفت للنظر هو المبالغة في ممارسة هذه الطقوس . بحيث انها اصبحت من العوامل المعرقلة للمسيرة الأقتصادية , في بلد مستهلك يعتمد على ثروة ناضبة بنسبة 95 بالمئة . كما ان هنالك خشية وترددا وخوفا من التعرض لمثل هذا الموضوع . لأن ذلك يدخل ضمن التشكيك بما هو مقدس
وحتى المتحررين من رجال الدين –باستثناء عدد لايتجاوز اصابع اليد – لم يعلنوا خطل وخطر المبالغة في استخدام مثل هذة الطقوس في عاشوراء وصفر حيث اربعينية الأمام الحسين .
كانت البيادة (وهي كلمة فرنسية انتقلت الينا عن طريق الأيرانيين ) مقصورة على المدن المتاخمة لكربلاء كطويريج مثلا .ولكن الأمر اختلف واصبح الناس ياتون من اغلب المدن البعيدة مثل البصرة والعمارة .في ظل تشجيع من الدولة التي تكرس في مثل هذه المناسبات قطعات كبيرة من الجيش والشرطة لحماية الناس من خطر الأرهاب . في حين ان الحماية الحقيقية للزائرين تتم بعملية عقلنة الزيارة والحد من الأعداد الهائلة بوضع اسس وتنظيمات , والدليل على عدم جدوى جهود الحكومة , هو ما حدث من اعمال ارهابية ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء . كما ان هناك تشجيعا من المؤسسة الدينية , لإشاعة هذه الطقوس , وذلك بترويج اجتراح المعجزات من قبل الأئمة على زوارهم وتخليص الزوار من الأمراض الميؤوس منها , وتحقيق الأمنيات الشخصية لهم وتخليصهم من المصائر المجهولة ..الخ واعتقد ان مثل هذه التصورات تسيءالى قدسية الأئمة من ناحية وتشيع الجهل والخرافة , بحيث يصبح المجتمع عاجزا عن اللحاق بركب الحضارة .
لقد اكد الدستور العراقي الجديد على الحق في ممارسة الشعائر والطقوس الدينية . ولكن علينا ان لانجعل من هذه الطقوس وسيلة تؤثر على عمل الدولة ومؤسساتها , بحيث يمكن التغاضي عن عدم حظور الموظف الى دائرته والتلميذ الى مدرسته والعامل الى مكان عمله . إن للعمل قدسية في ظل ظروف استثنائية يعيشها البلد , ينخر فيه التخلف والفساد . ولا اظن ان الأدعية يمكن ان تنقذ وطنا من الغرق ولاتنقذ البشر من محنتهم .
كما اننا كعراقيين نتمنى ان تنشر احصاءات رسمية تبين لنا فداحة الأموال التي تصرف في مثل هذه المناسبات . وكيف اذا استثمرت في بناء المدارس وتشييد البيوت واقامة المؤسسات التي يعم خيرها على المواطنين والوطن . واعتقد ان هذا سيرضي الأئمة الذين بذلوا ارواحهم في سبيل قيم الحرية والعدل والمساوات .
اوتاوة في 23 /01 /2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقوى من المورفين
مارا الصفار ( 2011 / 1 / 24 - 07:49 )
الاخ رحمن خضير
هل هناك مخدر افضل من هذه الطقوس السادية؟
هل هناك اقوى من تاثيرها على العقل والنفس والروح؟
تجعل الانسان مسلوب الارادة
لا يعي ما حوله من مآسي
ولا يدرك من حقوقه شيئا
ولا ينتبه لخيراته التي تسرق كل يوم وفي وضح النهار
وتجعله يشعر بالذنب دائما
كما يروج رجال الدين له
في ان كل ما يحصل من مصائب في العراق
هي بسبب حوبة اهل البيت
وبسبب ان الانسان كثير الخطأ ويجب ان يتوب لربه
وكلما زادت الطقوس حدة وألم وقسوة
كلما غفر الله عن ذنوب هؤلاء الطيبين

انها حالة الاستلاب العقائدي عزيزي
ولن تنتتهي من العراق
ان لم يتم القضاء على مروجيها من الرؤوس العفنة
وعلى الفكر الذي يتبناه رجال الدين هناك


2 - تشجيع
حمورابي سعيد ( 2011 / 1 / 24 - 08:39 )
اخي رحمن....المؤسسة الدينية والساسة الطائفيون يشجعون على الايغال في هذه الممارسات ليبقى الجهل منتشرا بين القطيع ليسهل بالتالي السيطرة عليه.تحباتي


3 - ان حكومة
كريم مجسن ( 2011 / 7 / 20 - 10:52 )
تستمد وجودهامن ايهام المواطن بانهم مهماكبرو فناهم خدام للاامام الحسين و المذهب الذي استخدم كما استحدم ذالك القميص الذي تعرفة مستغلين حالت الهياخ العاطفي لمصالح اانتخابية ولتصفية الخصوم السياسين للتهرب من المسؤلية والتحدث عن الانجازات الامنية والخدمية الهائلة الذي قدمت للملاين المرجعبة الدينة ولانها لازالت بلرغم من تكدس الثروات الهائلةتستمدوخودها من الدهماء لانة اهم عنصر من عناصر قوتهاهذا بلااضافة الى ان هؤلاء البسطاءهم مصدب من مصادر الثروةفتراهم يجشدون ويهجون الشارع اما العامة وهو مصطلح حوزوى فهؤلاءقصتهم قصة حيث قلة فرص العمل وانغلاق الافاق وقلة ما في اليد وانعدام وسائل الترفيةوتوتر الحيات المنزليةوكثرة الوم من قبل العائله للشباب بالبحث عن عمل جعلت الجميع بحاجة ماسة للهرب وافضل مكان للهرب للولد البنت هو المشاركة بهكذا فعاليات حيث تتوفر للجميع الفرصة لااقانة علاقات من نوع ما وتتوفر ايضا الطعا م والسكائر وكل هذا بمباركة حكومية ومرجعيات دينية واوساط شعبية والعائلة ترتاح فترة ولو بسيطة مننفقات هذا العاطل اوالعطلة كما انها اصبحت غادة من كثرو التكرار وبا التكرار يتعلم الحمار

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية